«المركزي» الأوروبي يعلن رفعاً «غير مسبوق» للفائدة

الأسواق تنتعش وتترقب «الفيدرالي»

كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي (رويترز)
كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي (رويترز)
TT

«المركزي» الأوروبي يعلن رفعاً «غير مسبوق» للفائدة

كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي (رويترز)
كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي (رويترز)

أعلن البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، رفعاً غير مسبوق لأسعار الفائدة بلغ 75 نقطة أساس لكبح جماح التضخم، رغم تزايد احتمالات دخول التكتل الأوروبي في حالة ركود، في وقت خسر فيه الإمدادات الروسية الحيوية من الغاز الطبيعي.
ورفع «المركزي الأوروبي» سعر الفائدة على الودائع من صفر إلى 0.75 في المائة، ورفع سعر الفائدة الرئيسي على إعادة التمويل إلى 1.25 في المائة، في أعلى مستوى منذ عام 2011.
وقال البنك في بيان «خلال الاجتماعات التالية، من المتوقع أن يرفع مجلس المحافظين أسعار الفائدة بشكل أكبر لخفض الطلب وتفادي احتمالات استمرار الاتجاه التصاعدي لتوقعات التضخم».
وكان البنك لمح في وقت مبكر إلى أنه سيرفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال جلسته في سبتمبر (أيلول) الحالي، غير أن معدل التضخم أخذ في الارتفاع في الفترة الأخيرة؛ الأمر الذي أدى إلى زيادة الضغوط على البنك المركزي لإقرار خطوة أكبر.
ويذكر، أن رفع أسعار الفائدة يمكنه أن يواجه معدلات التضخم المرتفعة. وتجدر الإشارة إلى أن البنك المركزي الأوروبي قرر خلال جلسته التي انعقدت في الحادي والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي، لأول مرة منذ 11 عاماً، رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في منطقة اليورو، منهيا بذلك حقبة الفائدة السلبية الأمر الذي أسعد ملايين من أصحاب الادخارات. ومنذ ذلك التاريخ، لم يعد على البنوك التجارية أن تدفع فائدة بنسبة 0.5 في المائة على إيداعاتها لدى البنك المركزي الأوروبي، كما ألغت العديد من البنوك الفائدة السلبية التي يطلق عليها أيضاً اسم رسم الحفظ (حفظ الأموال) على إيداعات عملائها.
وفي الوقت ذاته، قال البنك المركزي الأوروبي، إن التضخم في منطقة اليورو سيظل «مرتفعاً جداً» و«لفترة طويلة»، بعد أن رفع بشكل ملحوظ توقعاته لزيادة الأسعار لعامي 2022 و2023 وسط ارتفاع أسعار الطاقة.
وتوقعت المؤسسة المالية، أن يبلغ التضخم 8.1 في المائة في عام 2022، مقارنة مع 6.8 في المائة في توقعاته الأخيرة الصادرة في شهر يونيو. وبالنسبة لعامي 2023 و2024، توقع أن يبلغ ذلك 5.5 و2.3 في المائة على التوالي، وهو ما لا يزال أعلى من هدفه البالغ 2 في المائة.
وفي الأسواق، استهلت الأسهم الأوروبية تداولات الخميس بالارتفاع، قبيل قرار «المركزي الأوروبي». وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.5 في المائة بحلول الساعة 0719 بتوقيت غرينتش. وسجلت قطاعات مرتبطة بالدورة الاقتصادية، من بينها شركات التعدين والمصارف وشركات التأمين ارتفاعاً بين 1.0 و1.1 في المائة.
وحاول قطاع الموارد الأساسية التعافي من تراجعات بأكثر من اثنين في المائة بفعل بيانات التجارة الصينية المخيبة للآمال في الجلسة السابقة وسط مخاوف حيال الطلب على المعادن.
وفي آسيا، أغلق المؤشر نيكي الياباني عند أعلى مستوى في أسبوع الخميس، مقتفياً أثر الإغلاق القوي في وول ستريت الليلة السابقة، بينما أدى انخفاض الين مقابل الدولار إلى إثارة آمال في آفاق أفضل للشركات المحلية.
وقفز نيكي 2.31 في المائة إلى 28.065.28 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ 31 أغسطس (آب)، وسجل المؤشر أكبر مكاسب يومية له في أربعة أسابيع. وأنهى المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً سلسلة خسائر استمرت ست جلسات متتالية، وقفز 2.19 في المائة إلى 1957.62 نقطة.
وحوم الدولار بالقرب من أعلى مستوى في 20 عاماً يوم الخميس، بعد أن قفز إلى ذروة 24 عاماً مقابل الين الليلة السابقة؛ إذ تناقضت السياسة النقدية اليابانية المتساهلة مع سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) المتشددة.
وقال شوجي هوسوي، كبير المحللين الاستراتيجيين في «دايوا» للأوراق المالية «ضعف الين مفيد بشكل أساسي لشركات التصدير اليابانية، ويمكن أن يعزز ذلك أرباحها لكل سهم». لكنه أضاف، أن مكاسب الأسهم اليابانية مؤقتة؛ إذ من المنتظر أن تتسع الفجوة بين أسعار الفائدة في اليابان والولايات المتحدة؛ مما يحد من احتمالية تحقيق الين للمكاسب مقابل الدولار.
من جانبها، تراجعت أسعار الذهب، الخميس، بينما يترقب المستثمرون تصريحات لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وقرار «المركزي الأوروبي» بشأن الفائدة. ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1716.59 دولار للأونصة (الأوقية) بحلول الساعة 0609 بتوقيت غرينتش، بعد ارتفاعه بنحو واحد في المائة الأربعاء. ولم تشهد العقود الأميركية تغييراً يذكر واستقرت عند 1728 دولاراً.
وقال بريان لان، العضو المنتدب في «غولد سيلفر سنترال» ومقرها سنغافورة، إن «الكثير من الأنظار تتطلع لما سيقوله باول، وما إذا كان هناك أي مؤشر على ما سيفعله مجلس الاحتياطي في نهاية الشهر».
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاتين 0.4 في المائة إلى 863.02 دولار للأونصة، كما انخفض البلاديوم 0.3 في المائة إلى 2037.47 دولار، واستقرت الفضة عند 18.5143 دولار.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.