أسعار النفط تفلت من مستويات بداية 2022

تذبذبات بين «تهديدات روسية» و«تمديدات صينية»

لا تزال أسواق النفط حائرة بين مخاطر الإغلاق الصيني والتهديدات الروسية بقطع الإمدادات لبعض المشترين (أ.ف.ب)
لا تزال أسواق النفط حائرة بين مخاطر الإغلاق الصيني والتهديدات الروسية بقطع الإمدادات لبعض المشترين (أ.ف.ب)
TT

أسعار النفط تفلت من مستويات بداية 2022

لا تزال أسواق النفط حائرة بين مخاطر الإغلاق الصيني والتهديدات الروسية بقطع الإمدادات لبعض المشترين (أ.ف.ب)
لا تزال أسواق النفط حائرة بين مخاطر الإغلاق الصيني والتهديدات الروسية بقطع الإمدادات لبعض المشترين (أ.ف.ب)

ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس بعدما هددت روسيا بوقف تصدير النفط والغاز لبعض المشترين، رغم تأثر السوق بالمخاوف من أن يؤدي تمديد الصين إجراءات الإغلاق لمنع تفشي كوفيد - 19 إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي ويضر بالطلب على الوقود.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 94 سنتاً، أو 1.1 في المائة، إلى 89.94 دولار للبرميل بحلول الساعة 1410 بتوقيت غرينتش، بعد أن انخفضت إلى 87.24 دولار للبرميل في وقت سابق، وهو أدنى مستوى لها منذ 25 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وزادت العقود الآجلة للخام الأميركي 1.36 دولار، أو 1.7 في المائة، إلى 83.3 دولار للبرميل، بعد أن انخفضت إلى 81.20 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ 12 يناير أيضاً.
وتلقت الأسعار دعماً من تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف صادرات البلاد من النفط والغاز إذا فرض المشترون الأوروبيون سقفاً للأسعار. واقترح الاتحاد الأوروبي وضع حد أقصى لسعر الغاز الروسي، مما يزيد احتمالات تقنين الإمدادات في بعض أغنى دول العالم هذا الشتاء إذا نفذت موسكو تهديدها. وأوقفت شركة غازبروم الروسية بالفعل التدفقات عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، مما أدى إلى قطع جزء كبير من الإمدادات إلى أوروبا.
وقال محللون من هايتونغ فيوتشرز في مذكرة إن اتجاه أسعار النفط يتشكل من خلال «قوى خارجية مختلفة، مثل معركة الطاقة بين الدول الغربية وروسيا». وأشاروا إلى أن التأثير المحتمل لأي اتفاق أو إعادة العمل باتفاق بين الغرب وإيران بشأن برنامج طهران النووي سيكون مهماً أيضاً. وسيؤدي الاتفاق إلى رفع عقوبات عن صادرات النفط الإيرانية.
ومددت مدينة تشنغدو الصينية إجراءات العزل على غالبية سكانها، الذين يزيد عددهم على 21 مليوناً، يوم الخميس، لمنع زيادة تفشي كوفيد – 19، بينما طلبت السلطات من ملايين آخرين في مناطق أخرى من البلاد تجنب السفر خلال العطلات المقبلة.
ومن جهة أخرى، قال جيه.بي مورغان إن أوبك قد تحتاج إلى خفض الإنتاج بواقع مليون برميل يومياً «لوقف الضغوط النزولية في الأسعار». واتفقت أوبك ، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بقيادة روسيا، يوم الاثنين على خفض إنتاجها 100 ألف برميل يومياً في أكتوبر (تشرين الأول).
وبالتوازي، قال فاديم فوروبييف، رئيس شركة «لوك أويل» الروسية للنفط، في اجتماع مع الرئيس البلغاري رومين راديف، إن الشركة تجري محادثات مع حكومة الدولة الواقعة في البلقان، بشأن تأمين إمدادات السوق المحلية، بالنظر إلى الحظر الذي قرره الاتحاد الأوروبي والذي سيدخل حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء يوم الخميس عن فوروبييف قوله في صوفيا عبر مترجم، إنه بما أن بلغاريا ستكون معفاة حتى نهاية عام 2024 من الحظر الشامل للاتحاد الأوروبي على واردات النفط الروسي المنقولة بحراً، فإن شركة «لوك أويل» والحكومة ستعملان على إجراءات متوسطة الأجل. ولم يقدم فوروبييف مزيداً من التفاصيل.
ويخطط الطرفان لإنشاء مجموعة عمل من أجل مناقشة أعمال شركة «لوك أويل» خلال الربع الأول من العام بعد عام 2024 في بلغاريا. وجدير بالذكر أن «لوك أويل» هي واحدة من أكبر شركات بيع الوقود بالتجزئة في بلغاريا، كما أنها مالكة لواحدة من أكبر المصافي في جنوب شرقي أوروبا التي تقوم بتزويد معظم تجار التجزئة في بلغاريا.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
TT

الأخضر يسيطر على الأسواق الخليجية بعد فوز ترمب 

مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)
مستثمر ينظر إلى شاشة تعرض معلومات الأسهم في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية تعاملاتها على ارتفاع في جلسة الأربعاء، وذلك بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية رسمياً على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

وارتفع مؤشر السوق الرئيسية السعودية بنسبة 0.7 في المائة، وصعد مؤشر سوق دبي المالية 0.5 في المائة، فيما زاد مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.4 في المائة.

واستقر مؤشر بورصة البحرين عند 2020.18 نقطة، بارتفاع طفيف قدره 0.03 في المائة، بينما ارتفع مؤشر بورصة قطر والكويت بنسبة 0.22 و0.6 في المائة على التوالي، وفي المقابل تراجع مؤشر مسقط 0.18 في المائة.

وفي هذا السياق، توقع الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، محمد الفراج، لـ«الشرق الأوسط»، أن يلعب قطاع البتروكيماويات دوراً مهماً في المرحلة المقبلة، وأن «يؤثر التحول نحو صناعة البتروكيماويات إيجاباً على أسواق الأسهم الخليجية، حيث ستشهد الشركات العاملة في القطاع زيادة في الاستثمارات، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار أسهمها وتحسن أرباحها مع تنامي الطلب على المنتجات البتروكيميائية. وهو الأمر الذي سيقود هذه الشركات لتصبح أكثر جاذبية أمام المستثمرين، ما سيساهم في زيادة السيولة في السوق».

وشرح أن البتروكيماويات هي قطاع واعد بالنسبة إلى دول الخليج، حيث تتيح تحويل النفط الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية، مثل البلاستيك والأسمدة والألياف الصناعية. وقال: «هذا التحول يهدف إلى تحقيق عدة أهداف، من أهمها تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على تقلبات أسعار النفط الخام، كما يؤدي إلى خلق فرص عمل عن طريق زيادة الاستثمار في هذا القطاع».

ولفت إلى أن هناك عدة عوامل قد تؤثر على أداء أسواق الأسهم الخليجية في ظل هذا التحول، منها الدعم الحكومي للقطاع، وتوفير بيئة استثمارية جاذبة، وقدرة الشركات على تبني تكنولوجيات حديثة، إضافة إلى الطلب العالمي على المنتجات البتروكيميائية والنمو الاقتصادي العالمي، وتغيرات أنماط الاستهلاك، ما سيؤدي إلى زيادة التدفقات النقدية التي تعود بالإيجاب على القطاعات الأخرى بشكل عام، وقطاع البنوك والتأمين والقطاع اللوجيستي بشكل خاص.