المعارضة السودانية ترحب بدعوة «لجان المقاومة» لتنسيق العمل المشترك

عدَّتها خطوة في اتجاه استعادة الحكم المدني

جانب من المظاهرات الشعبية في الخرطوم للمطالبة برحيل العسكر في يوليو الماضي (أ.ب)
جانب من المظاهرات الشعبية في الخرطوم للمطالبة برحيل العسكر في يوليو الماضي (أ.ب)
TT

المعارضة السودانية ترحب بدعوة «لجان المقاومة» لتنسيق العمل المشترك

جانب من المظاهرات الشعبية في الخرطوم للمطالبة برحيل العسكر في يوليو الماضي (أ.ب)
جانب من المظاهرات الشعبية في الخرطوم للمطالبة برحيل العسكر في يوليو الماضي (أ.ب)

لقيت دعوة تنسيقيات لجان المقاومة السودانية التي تقود الحراك في الشارع، لعقد ورشة لبحث صيغ العمل المشترك مع قوى المعارضة السياسية والمهنية، ترحيباً كبيراً من قبل السياسيين والنشطاء، واعتبروها خطوة تعجل باستعادة الحكم المدني، وإنهاء القطيعة الطويلة بين أطراف القوى المعارضة، وعودة للتعقل بعد اتهامات التخوين والتفريط في الثورة.
و«لجان المقاومة السودانية» تنظيمات شبابية نشأت في الأحياء أيام الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، ولاحقاً اعتبرت لجان المقاومة إجراءات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان «انقلاباً عسكرياً» ضد الحكم المدني، ثم تولت تنظيم وقيادة الاحتجاجات المستمرة منذ 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي التي تعاملت معها السلطات بعنف مفرط أدى لمقتل 117 متظاهراً سلمياً برصاص الأجهزة الأمنية، وإصابة آلاف واعتقال مئات.
ودخلت لجان المقاومة في قطيعة مع قوى سياسية مهمة في الساحة السياسية، وعلى وجه الخصوص «تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير»، واتهمته بـ«خيانة الثورة» والتفريط في الحكومة، وصنفته ضمن من أطلقت عليهم «قوى الهبوط الناعم»، وأعلنت رفضها العمل المشترك معه؛ ما بلغ حد محاولة منع قادته من إقامة الندوات والليالي السياسية والمشاركة في الاحتجاجات، وأسهم بشكل كبير في تشتيت جهود استعادة الحكم المدني، بحسب تحالف المعارضة وقوى سياسية ومدنية.
وفي اجتماع مفاجئ عقدته تنسيقيات لجان المقاومة في الخرطوم، دعت له تنسيقية منطقة الخرطوم وسط، توصلت خلاله معظم التنسيقيات في الخرطوم إلى أهمية العمل المشترك والمكاشفة والتنسيق مع قوى الثورة كافة، ودعت عقبه ببيان مشترك إلى «التنسيق المحكم بين لجان المقاومة والقوى السياسية والمهنية والمطلبية المؤمنة بالتحول الديمقراطي، لإسقاط الحكم العسكري».
ويقوم هيكل لجان المقاومة السودانية على لجان الأحياء التي تندرج تحت تنسيقيات المناطق، وهي تسعى مجتمعة لوضع ميثاق يوحدها تنظيمياً، بيد أنها لم تفلح في التوافق على هذا الميثاق، في الوقت الذي تتشارك فيه الاحتجاجات وقيادتها.
ووفقاً للبيان، دعت التنسيقيات إلى «عقد ورشة عاجلة» تبحث صيغ التنسيق المشترك، وابتدار حوار شفاف بينها و«كل» القوى السياسية والمهنية والثورية المناهضة للحكم العسكري، وهو ما وصفه عضو المجلس المركزي لـ«إعلان الحرية والتغيير»، أحمد خليل، بـ«الخطوة الجيدة» التي تنم عن تفهم لجان المقاومة لدور الأحزاب السياسية والمهنية.
وقطع خليل بأن وحدة قوى المعارضة تمثل الخطوة الأولى لإسقاط الحكم العسكري؛ مشيراً إلى أن توصل لجان المقاومة لهذه القناعة الجديدة، جاء بعد معرفتها أن مجرد التظاهرات والاحتجاجات من دون عمل سياسي: «لن تسقط الانقلاب». وأضاف: «سيسقط الانقلاب بوحدة المعارضة». وأرجع خليل تراجع الاحتجاجات إلى تحولها لـ«مجرد اشتباكات مع أجهزة الأمن من دون أفق سياسي»، وأكد أن استعادة زخم الاحتجاجات يستدعي وحدة قوى المعارضة.
وأشار خليل إلى قوى سياسية (لم يسمها) «تعمل على دق إسفين بين لجان المقاومة والقوى السياسية الأخرى»، وحمَّلها مسؤولية ما أطلق عليه «تعطيل العمل المعارض وإسقاط الانقلاب»، وهي إشارة إلى الحزب الشيوعي الذي يرفض العمل المشترك مع «تحالف الحرية والتغيير».
ووصف المتحدث الرسمي باسم الحزب الشيوعي فتحي فضل، دعوة لجان المقاومة للعمل المشترك بـ«الخطوة الإيجابية»، وقال: «نحن نثمن ذلك؛ لكن حتى الآن لم تصلنا دعوة رسمية من تنسيقيات لجان المقاومة، وحين تصلنا الدعوة ستجد منا الرد اللازم»، وتابع: «الحزب الشيوعي يعمل على وحدة القوى الثورية، وليس بيننا وبين لجان المقاومة خلافات مبدئية، ربما توجد خلافات على بعض الأشياء التي يمكن مناقشتها، والاتفاق حول كيفية تخطيها».
وأوضح فضل أن حزبه يستند في تحالفاته على أرضية اللاءات الثلاث: «لا تفاوض، ولا شراكة، ولا شرعية للانقلاب»، وبناء عليها سيكون ضمن أي عمل يستهدف وحدة قوى المعارضة، ويعتمد إسقاط الانقلاب وإقامة الحكم المدني الديمقراطي الكامل.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

ترحيب أممي بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات سودانية

عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
TT

ترحيب أممي بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات سودانية

عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)
عقار وفليتشر خلال لقائهما في الخرطوم أمس (إكس)

رحب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فليتشر، اليوم (الثلاثاء)، بإعلان رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أمس، السماح لمنظمات الأمم المتحدة بإنشاء مراكز إنسانية في 3 مطارات بالبلاد.

وقال فليتشر عبر حسابه على منصة «إكس»، إن زيادة الرحلات الجوية الإنسانية ومراكز الإغاثة «سيسمح لنا بالوصول إلى مزيد من السودانيين لتقديم الدعم لهم».

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، اليوم، إنه التقى مع فليتشر وأبلغه بأن المجلس لديه «معلومات مؤكدة» عن استخدام قوات «الدعم السريع» لمعبر أدري الحدودي مع تشاد لأغراض عسكرية.

وأضاف عقار عبر حسابه على منصة «إكس»، أنه طالب فليتشر خلال اللقاء «بتعزيز إيصال المساعدات إلى دارفور، لا سيما أننا بحاجة لمزيد من الدعم في غرب السودان».

وأشار إلى أنه طلب من المسؤول الأممي أيضاً بأن يبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، «بعدم وجود مجاعة في السودان كما يزعم البعض»، واصفاً إياها بأنها «دعاية سياسية».

كما بعث المسؤول السوداني برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مفادها «أنهم إذا أرادوا التعاون وبناء الثقة والعمل المشترك مع حكومة السودان، فعليهم أن يكونوا أكثر دقة في تناول القضايا التي ترتبط بالأوضاع الإنسانية» في البلاد.

وأعلن مجلس السيادة السوداني، أمس، أن البرهان وجه بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام مطار مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، ومطار مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، ومطار مدينة الدمازين في إقليم النيل الأزرق «مراكز إنسانية لتشوين مواد الإغاثة».

كما سمح رئيس المجلس بتحرك موظفي وكالات الأمم المتحدة مع القوافل التي تنطلق من تلك المناطق، والإشراف على توزيع المساعدات والعودة إلى نقطة الانطلاق فور الانتهاء.