مغادرة مصر افتتاح «الوزاري العربي»... «سلوك مفاجئ» تضمن «رسالة» لليبيا

المتحدث باسم «الخارجية»: «التزام قانوني» في ظل انتهاء ولاية «حكومة الوحدة»

نجلاء المنقوش (إ.ب.أ)
نجلاء المنقوش (إ.ب.أ)
TT

مغادرة مصر افتتاح «الوزاري العربي»... «سلوك مفاجئ» تضمن «رسالة» لليبيا

نجلاء المنقوش (إ.ب.أ)
نجلاء المنقوش (إ.ب.أ)

اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، أن مغادرة بلاده للجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب، التي رأستها وزيرة خارجية «حكومة الوحدة» الليبية نجلاء المنقوش، يوم الثلاثاء، تمثّل «التزاماً قانونياً» في ظل «انتهاء ولاية» حكومة عبد الحميد الدبيبة، فيما رأى دبلوماسي مصري سابق أن الخطوة المصرية «سلوك مفاجئ» لمسار السياسة الخارجية لبلاده، بينما عبّر برلماني عن دعمه للإجراء باعتباره «رسالة» مهمة لتأكيد «ثبات» مواقف القاهرة بشأن الصراع في ليبيا.
وقال أبو زيد لفضائية «العربية الحدث» إن «مصر أوضحت موقفها بشأن إجراء مغادرة الجلسة، وأنه تم على أساس أن ممثلة ليبيا تمثل حكومة منتهية ولايتها، وفقاً لخريطة الطريق التي أقرها الحوار الوطني الليبي».
وأوضح أن خريطة الطريق الذي أقرها الحوار الوطني الليبي حددت 18 شهراً للمرحلة الانتقالية بليبيا، التي كان من المقرر أن تنتهي في ديسمبر (كانون الأول) عام 2021. مؤكداً أن «التزام مصر بموقفها القانوني، ورؤيتها السياسية والقانونية، أمر طبيعي». وتابع: «لم يكن من الملائم وجود تمثيل لحكومة منتهية ولايتها في رئاسة مجلس أعمال الجامعة العربية، خاصة أن رئاسة المجلس تنطوي على التزامات كثيرة، واستحقاقات هامة كثيرة في المرحلة المقبلة، ولم يكن من الملائم استحضار الأزمة الحالية في ليبيا والخلافات إلى ساحة الحوار في أعمال وزراء خارجية العرب».
وغادر وفد مصر الرسمي اجتماع وزراء الخارجية العرب، برئاسة وزير الخارجية سامح شكري، احتجاجاً على تولي نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها، رئاسة الدورة الجديدة للمجلس.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يصعب تذكر موقف مشابه للمغادرة أقدمت عليه مصر في مسارها الدبلوماسي، إذ كانت تعبر عن رأيها في شتى الموضوعات، وتضمن استمرار التواصل مع أطراف الصراع كافة، وما حدث خلال الاجتماع الوزاري كان مفاجئاً». وبشأن تداعيات تلك الخطوة على التعاطي المصري في الملف الليبي، رأى هريدي أنه «سيكون لها تأثير على دور القاهرة»، موضحاً: «يجب أن تكون مواقف السياسة الخارجية دائماً متوازنة ولا تنطلق من اللحظة الآنية وتراعي المستقبل».
وعبّر هريدي عن تقديره بأن «الرسالة التي كانت تريد مصر إيصالها كان يمكن بثها بطرق أخرى لا تقطع التواصل مع أطراف الصراع الليبي - الليبي».
واختلف النائب البرلماني المصري، مصطفى بكري، مع الطرح السابق، وقال إن «مصر عبّرت عن موقفها خلال الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية، في إطار الحرص على الشرعية داخل ليبيا، التي بمقتضاها وافق مجلس النواب على إسناد مهمة تشكيل الحكومة لفتحي باشاغا، بعد أن أخفقت حكومة الدبيبة، وفشلت في المهام التي أوكلت إليها، وبالتالي فإن القاهرة دعمت حكومة باشاغا بناء على ذلك».
ورأى بكري أنه «عندما تأتي وزيرة الخارجية لحكومة (منتهية الولاية) لتترأس اجتماعاً بجامعة الدول العربية؛ فهذا يعني أن مصر يجب أن تعبّر عن موقفها الرافض. وبقاء الوفد المصري يتناقض مع إعلان دعم القاهرة لباشاغا»، معتبراً أن مصر أكدت بذلك «ثبات موقفها الداعم للشرعية الليبية الممثلة في مجلس النواب الليبي، ورفض أي تدخلات خارجية يمكن أن تكون بديلاً عن البرلمان الليبي، خاصة أن تكليف باشاغا كان بعد التشاور مع (مجلس الدولة) الليبي».
وانتهى بكري إلى أنه «كان من الطبيعي أن يغادر وفد مصر الاجتماع، خاصة أن حكومة الدبيبة مع حكومات الصومال وقطر وجيبوتي رفضوا إدانة التدخلات التركية في الشؤون العربية».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.