الليبيون يترقبون نتائج الوساطة التركية بين الدبيبة وباشاغا

أنقرة تسعى لتوحيد الجهود ودعم الانتخابات

اجتماع الدبيبة فى إسطنبول مع وزيري الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات الأتراك أمس (حكومة «الوحدة»)
اجتماع الدبيبة فى إسطنبول مع وزيري الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات الأتراك أمس (حكومة «الوحدة»)
TT

الليبيون يترقبون نتائج الوساطة التركية بين الدبيبة وباشاغا

اجتماع الدبيبة فى إسطنبول مع وزيري الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات الأتراك أمس (حكومة «الوحدة»)
اجتماع الدبيبة فى إسطنبول مع وزيري الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات الأتراك أمس (حكومة «الوحدة»)

يترقب الليبييون نتائج الوساطة التركية بين رئيسي الحكومتين المتنازعتين على السلطة فى العاصمة طرابلس، عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة وفتحي باشاغا رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية. وبينما لم يصدر أي بيان من جانب باشاغا عن فحوى اجتماعاته فى تركيا مع كبار مسؤوليها، ذكر المكتب الإعلامي لحكومة الدبيبة أنه ناقش مع المسؤولين الأتراك، خلال اللقاء الذي عقد في إسطنبول مساء الخميس، توحيد الجهود الدولية والمحلية لدعم الانتخابات في ليبيا.
والتقى الدبيبة في إسطنبول كلاً من وزير الدفاع خلوصي أكار ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ورئيس المخابرات التركية هاكان فيدان. من جانبها، لم تعلن تركيا عن اللقاء الذي أشارت تقارير إلى أن أنقرة تسعى لعقده بين الدبيبة وباشاغا. وطبقاً لوسائل إعلام محلية، من المقرر أن يجتمع الدبيبة برفقة محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
ويوجد الدبيبة وباشاغا فى تركيا، استجابة على ما يبدو لدعوة رسمية فى محاولة للتوسط بينهما لوقف التصعيد العسكرى وضمان عدم اندلاع مواجهات جديدة فى العاصمة طرابلس، التى شهدت الأسبوع الماضي، اشتباكات دامية على خلفية إخفاق الميليشيات التابعة لباشاغا في تمكينه من دخول المدينة للمرة الثالثة، منذ حصوله على ثقة مجلس النواب في مارس (آذار) الماضي.
وكانت تقارير أشارت من قبل إلى وصول باشاغا إلى أنقرة بدعوة من الرئاسة التركية، بعد زيارة إلى مالطا، وأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سيلتقي باشاغا والدبيبة، وسيرعى لقاء بينهما من أجل إنهاء الأزمة في ليبيا.
كما تحدثت التقارير عن عودة رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري، إلى أنقرة التي غادرها بعد لقاءات مع وزيري الدفاع والخارجية ورئيس المخابرات التركية، إلى القاهرة، وأن هناك احتمالات لعقد لقاء يجمعه مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بعدما تعثرت جهود عقد اللقاء خلال زيارة صالح لتركيا الشهر الماضي. وكان جاويش أوغلو التقى نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، وزير الصحة المكلف، رمضان أبوجناح، في أنقرة الأربعاء، لبحث آخر التطورات في ليبيا، وسبل دعم العملية الانتخابية. وقال جاويش أوغلو، في حسابه على «تويتر»، إنه التقى أبوجناح لمناقشة وتقييم التطورات الأخيرة في ليبيا والعملية الانتخابية.
وجاءت زيارة الدبيبة إلى إسطنبول بعد أيام من اشتباكات دامية في طرابلس بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، وأخرى موالية لحكومة فتحي باشاغا المكلفة من قبل مجلس النواب في طبرق، السبت الماضي، أسفرت عن مقتل 32 شخصاً، أكثر من نصفهم مدنيون، وإصابة عشرات آخرين، في حين عادت تشكيلات موالية لباشاغا أدراجها بعدما تحركت من مناطق قريبة باتجاه طرابلس.
وكان للطائرات المسيرة القتالية التركية، التي قال الدبيبة إنها تابعة لقوات حكومته دور حاسم في إحباط الحملة الأخيرة على طرابلس، مثلما تصدت لمحاولة القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر على طرابلس في عام 2019.
وتحتفظ تركيا بقواعد برية وبحرية وجوية وآلاف من قواتها و«المرتزقة» في غرب ليبيا، كما تقوم بتدريب القوات الليبية التابعة لحكومة طرابلس، بموجب مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني وقعها إردوغان مع رئيس حكومة الوفاق الوطني السابقة فائز السراج بإسطنبول في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وعقب المواجهات الأخيرة، قال الدبيبة إن «الانقلابات ولى زمنها، وإنه لا مجال للسيطرة على السلطة بواسطتها»، معتبراً أنه لا خيار أمام الليبيين سوى التوجه إلى الانتخابات. وطالب مجلسي النواب والدولة بالكف عن «العبث» وإقرار قاعدة دستورية للانتخابات. ورأى أن «العدوان» على طرابلس أمر مخطط له من الداخل والخارج. وشدد على أنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة، كما يرفض الدخول في مرحلة انتقالية جديدة أو التمديد للأجسام التشريعية الحالية (مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة).
وعبر مراقبون عن اعتقادهم بأن ما تسعى إليه تركيا في هذه المرحلة هو الدفع نحو مصالحة بين الدبيبة وباشاغا، وكلاهما حليف لها، والضغط من أجل وقف التصعيد العسكري والحملات الإعلامية، وإقامة قنوات اتصال بين شرق وغرب ليبيا من أجل التمهيد لحوار برعايتها من أجل إجراء الانتخابات وضمان ألا تقود تلك الانتخابات إلى صعود قوة سياسية معادية لها.
واستقبل إردوغان، في أغسطس (آب) الماضي، رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ونائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي في أنقرة، لبحث التطورات السياسية في ليبيا والعلاقات مع تركيا.
وطالب إردوغان بأن يعمل جميع الأطراف من أجل الحفاظ على وحدة التراب الليبي، والإسراع في إجراء العملية الانتخابية عبر التشريعات اللازمة والمتفق عليها عبر حكومة واحدة قوية.
وبحسب اللافي، تم التأكيد على استبعاد الحل العسكري، وإيقاف جميع أشكال التصعيد التي تعرقل بناء الدولة المدنية الديمقراطية.


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

واصل الجيش السوداني، الخميس، تقدمه في المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة وسط السودان، وسيطر على بلدة «الشبارقة»، بعد انسحاب «قوات الدعم السريع»، وفق مصادر محلية.

وكانت البلدة أحد أبرز أهداف الجيش في هذه الجبهة، لأنها تمكنه من الناحية العسكرية من التقدم نحو عاصمة الولاية، مدينة ود مدني.

وحقق الجيش السوداني تقدماً كبيراً في جنوب الجزيرة، يوم الأربعاء، حيث سيطر بالكامل على مدينة «الحاج عبد الله»، وعدد من القرى المجاورة لها، فيما تحدث شهود عيان عن توغله في أكثر من قرية قريبة من ود مدني باتجاه الجنوب.

عناصر من «الدعم السريع» في منطقة قريبة من الخرطوم (رويترز)

وقالت «لجان المقاومة الشبارقة»، وهي تنظيم شعبي محلي، «إن القوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة على البلدة بعد معارك طاحنة».

وأفادت في بيان على موقع «فيسبوك»، بأن الطيران الحربي التابع للجيش «لعب دوراً كبيراً في إسناد الهجوم البري، بتنفيذ ضربات جوية على مواقع قوات الدعم السريع لمنعها من التقدم».

ووفقاً للجان، فقد «استولت القوات المسلحة على كميات من الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل المنازل في البلدة».

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر من قوات الجيش أمام لافتة على مدخل الشبارقة، فيما قالت مصادر أخرى، إن اشتباكات عنيفة سجلت بين قوات مشتركة من الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الجيش ضد «قوات الدعم السريع» في الأجزاء الشرقية من بلدة «أم القرى» شرق الجزيرة، على بعد نحو 30 كيلومتراً من ود مدني.

وحسب المصادر، فإن القوات المهاجمة، تتقدمها ميليشيا «درع السودان» التي يقودها القائد المنشق عن «الدعم السريع» أبو عاقلة كيكل، فشلت في استعادة البلدة خلال المعارك الشرسة التي دارت الأربعاء.

وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط»، إن المضادات الأرضية لقوات «الدعم السريع» تصدت لغارات جوية شنها الطيران الحربي للجيش على ارتكازاتها الرئيسية في وسط البلدة.

وتوجد قوات الجيش والفصائل التي تقاتل في صفوفه، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة ود مدني، لكن قوات «الدعم» لا تزال تنتشر بكثافة في كل المحاور المؤدية إلى عاصمة الولاية.

دورية لـ«الدعم السريع» في إحدى مناطق القتال بالسودان (رويترز)

ولم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو «حميدتي» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش الذي شنّ هجوماً برياً يعد الأوسع والأعنف، وتمكن للمرة الأولى، من التوغل بعمق والسيطرة على عدد من المواقع التي كانت بقبضة «الدعم السريع».

ومنذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، سيطرت قوات «الدعم» على 6 محليات في ولاية الجزيرة، ولم يتبق للجيش سوى محلية المناقل التي ما زالت تحت سيطرته، ويسعى عبر محورها لاستعادة الولاية كاملة.

ولكن رغم تقدم الجيش عسكرياً خلال الأشهر الماضية في وسط البلاد والخرطوم، لا تزال «الدعم السريع» تسيطر على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان في الجنوب... وفي حال فرض الجيش سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، فإنه بذلك سيحاصر «الدعم» في العاصمة الخرطوم من الناحية الجنوبية.

واندلعت الحرب منذ أكثر من 21 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين من منازلهم.