أكثر من 84% من ضحايا الحوادث في إسرائيل من العرب

سببه «تمييز إسرائيلي» وإهمال العربي

لافتات بالعربية والعبرية احتجاجاً على العنف داخل المجتمع العربي سبتمبر 2021 (أ.ف.ب)
لافتات بالعربية والعبرية احتجاجاً على العنف داخل المجتمع العربي سبتمبر 2021 (أ.ف.ب)
TT

أكثر من 84% من ضحايا الحوادث في إسرائيل من العرب

لافتات بالعربية والعبرية احتجاجاً على العنف داخل المجتمع العربي سبتمبر 2021 (أ.ف.ب)
لافتات بالعربية والعبرية احتجاجاً على العنف داخل المجتمع العربي سبتمبر 2021 (أ.ف.ب)

كشف مركز الدراسات والبحوث في الكنيست (البرلمان)، أنه وعلى الرغم من أن نسبة المواطنين العرب من مجموع السكان في إسرائيل (فلسطينيي 48) لا تتعدى 20 في المائة، فإن نسبة العرب من ضحايا الحوادث تزيد على 84 في المائة. وترتفع عند الحديث عن الجرحى إلى 89 في المائة.
وكشفت الدراسة أن نسبة اليهود من بين الضحايا لا تتعدى 12 في المائة مع أنهم يشكلون 78 في المائة من مجمل السكان. وهناك ضحايا يعتبرون أجانب، لكن معظمهم فلسطينيون من أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يعملون في ورش عمل في إسرائيل، وفق تصاريح منظمة أو حتى من دون تصاريح.
وتبين أن عدد المصابين في الحوادث بلغ 10891 شخصا في السنوات الأربع من 2017 وحتى 2020، منهم 84 في المائة عرب و12 في المائة يهود والباقون أجانب. ويشمل هذا الرقم جميع أنواع الإصابات، بما في ذلك حوادث الطرق وحوادث العمل والاعتداءات الجسدية داخل البيوت (ضد النساء بشكل خاص وكذلك ضد الأطفال)، والحوادث التي تقع داخل ومن حول البيوت وكذلك العنف المجتمعي. وتدل هذه الإحصائيات على أن عدد إصابات العرب زادت بنسبة 72 في المائة في هذه الحقبة مقارنة مع السنوات الأربع التي سبقتها. وتصل الزيادة إلى 89 في المائة في مجال إصابات العنف الداخلي في المجتمع العربي.
وحسب قراءة معمقة لهذا البحث، فإن هذا الفرق الهائل بين اليهود والعرب في عدد ونسبة ضحايا الحوادث، يعود إلى سياسة التمييز العنصري المتبعة تجاه المواطنين العرب منذ قيام إسرائيل، والمستمرة حتى اليوم. إذ تنتهج سلطات إنفاذ القانون سياسة انتقائية، فتطبقه في القضايا السياسية والأمنية ولا تطبقه تقريبا في مكافحة العنف والجريمة. وتطبقه في خرق المواطن لقوانين البناء، ولا تكترث لسياسة الحكومة التي تضيق الخناق على البلدات العربية وتمنع توسعها وتحجب عنها مشاريع التطوير. تطبقه في جباية الضرائب ولا تقترب منه لتخصيص مشاريع للبنى التحتية والأرصفة والتنظيم.
غير أن هناك أمورا تعود إلى تصرفات العرب أنفسهم تجعلهم عرضة للإصابة أكثر من اليهود، مثل عادات الثأر وقمع المرأة والفوضى في تطبيق القانون والبناء العشوائي والقيادة الخطرة على الشوارع، وغيرها. وحسب «جمعية حقوق الإنسان والمواطن» في تل أبيب، فإن تغييرا جذريا لسياسة التمييز العنصري، يمكن أن يقود إلى تأثير وربما إلى تغيير في العادات والتقاليد أيضا.
وقالت: «حتى هذا البحث في مركز البحوث في الكنيست، نشر باللغة العبرية ولم ينشر باللغة العربية. فلماذا ينشرون تقريرا كهذا إذا لن يقرأه المواطن العربي؟ وكيف يمكن للكنيست أن تغير سياسة التمييز وهي نفسها تمارس التمييز؟». وكشفت أن هناك تطبيقا جديدا يستخدم في الكنيست لغرض إتاحة المعلومات عن عمل النواب ونشاطهم، وعن الإصابات ومحاكمة المعتدين والمخالفين في المحاكم، هو أيضا متاح باللغة العبرية فقط.
وقد توجهت هذه الجمعية، بالشراكة مع مركز الطفولة في الناصرة، و«تحالف النساء ضد استخدام السلاح» و«جمعية نساء ضد العنف»، إلى النيابة العامة تطالبها بأن يصبح هذا التطبيق متاحا باللغة العربية.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
TT

إيران «لن تعرقل» مفتشي «الطاقة الذرية»

غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)
غروسي يجري محادثات مع محمد إسلامي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في فيينا منتصف سبتمبر الماضي (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تعهدت إيران بعدم «عرقلة» مهمة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لتفتيش مواقعها النووية. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، السبت، إن إيران لن تعرقل دخول ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى مواقعها وتفتيشها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن إسلامي قوله: «لم ولن نضع أي عقبات أمام عمليات التفتيش والمراقبة التي تنفذها الوكالة (الدولية للطاقة الذرية)».

وأضاف: «نعمل في إطار الضمانات كما تعمل الوكالة وفقاً لضوابط، لا أكثر ولا أقل».

ووفقاً لتقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس الماضي، قبلت إيران تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية بعدما سرّعت طهران بشكل كبير من تخصيب اليورانيوم ليقترب من مستوى صنع الأسلحة. وقبل أيام ذكرت الوكالة أن إيران ضاعفت وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمائة، أي قريباً من نسبة 90 بالمائة اللازمة لإنتاج أسلحة.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لـ«فوردو» الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.