«برانجلينا» بين كدمات الروح والجسد... قصة الطلاق الأعلى كلفة في هوليوود

براد بيت وأنجلينا جولي عام 2014 (رويترز)
براد بيت وأنجلينا جولي عام 2014 (رويترز)
TT

«برانجلينا» بين كدمات الروح والجسد... قصة الطلاق الأعلى كلفة في هوليوود

براد بيت وأنجلينا جولي عام 2014 (رويترز)
براد بيت وأنجلينا جولي عام 2014 (رويترز)

أن تكون صاحب الوجه الأجمل والكاريزما الأقوى في العالم، لا يعني بالضرورة أن تحمل داخل صدرك القلبَ الأكثر طمأنينة. فها هما أنجلينا جولي وبراد بيت، يستيقظان كل يوم منذ 6 سنوات على صراعاتٍ قانونية ومالية معقّدة، وذلك من يوم تفرّقَ العاشقان واتّضح أنّ ما بينهما حكاية قلوب ملآنة غضباً ومرارة.
عندما وقف جوني ديب وآمبر هيرد منذ أشهر قليلة على قوس المحكمة أمام العالم أجمع، ليرويا ما كان يدور خلف الأبواب الموصدة في بيتهما، انكسر المحظور. ففُتحت شهية النجوم على ركوب الموجة، وما عادوا يتردّدون أمام فضح المستور ونشر الأمور الشخصية على حبال الرأي العام.
يُحكى أنّ شركات الإنتاج ومديري الأعمال في هوليوود، كانوا يمنعون الممثلين خلال خمسينات وستّينات القرن الماضي، من التصريح بأي معلومة تخص حياتهم الشخصية. كما كانوا يسارعون إلى لملمة أي ملامح فضيحة قد تلوح في الأفق. أما اليوم، فانعكست القاعدة وصارت الخلافات المنزليّة تتفوّق إثارة ومشاهدات على أفلام نجوم القرن الـ21، وتسرق الأضواء من أنشطتهم الفنية.
في قضية براد بيت وأنجلينا جولي، كان الرجل حتى الأمس القريب يحظى بتعاطف الجمهور الذي رأى فيه أباً ضحية تحرمه مطلقته من رؤية أولاده. إلى أن تصدّرت وسائل الإعلام منذ أيام، رواية قديمة متجدّدة تفصّل حادثة تعرّض فيها بيت لزوجته (آنذاك) وأولاده.
لا يمكن مقارنة حجم ردود الفعل حول الموضوع على منصات التواصل الاجتماعي، بالجلبة التي أثارتها مواجهة ديب- هيرد. إلا أنه سُجل انقسام في الآراء اصطفّ فيه جزء من المتابعين مع بيت، متهمين جولي بتحريك القضية بعد سنواتٍ على إغلاق الملف وتبرئة بيت، لمجرّد إيذائه. في المقابل، صُدم الجزء الثاني بتفاصيل القصة، وما كشفته من عنف النجم الهوليوودي الوسيم.

الرحلة التي تحوّلت إلى كابوس

لم تكن العلاقة بين براد وابنِ أنجلينا بالتبنّي مادوكس يوماً على ما يرام. وفي تلك الرحلة التي كانت تقلّ العائلة من فرنسا إلى لوس أنجليس على متن طائرتهم الخاصة في سبتمبر (أيلول) 2016، تلاسنَ بيت ومادوكس. وسرعان ما تحوّل الأمر إلى شجار صاخب بين الزوجين، لم يخل من التعنيف اللفظي والكدمات الجسدية.
صحيح أنّ الحادثة تجاوزت السنوات الست؛ لكن جولي قررت أن تنفض الغبار عنها الآن، فيما يبدو تسريباً مفتعلاً لوثائق الـ«FBI» عن الموضوع إلى الصحافة الأميركية. وتزامن هذا التسريب مع صدور فيلم بيت الجديد «Bullet Train»، ومع احتدام الصراع حول الوصاية على الأولاد، وهو صراع مستمر منذ أعوام.

براد وأنجلينا يوم زفافهما برفقة أولادهما: مادوكس وزاهارا وباكس وشايلو وفيفيين ونوكس (إنستغرام)

بين عامَي 2005 و2016، لم يرَ الناس من قصة جولي وبيت سوى وجهها المضيء: رحلات إلى بلدانٍ فقيرة لتبنّي الأطفال، وإنشاء مؤسسة إنسانية لرعاية الأيتام، وإنجاب 3 أولاد، وخطوبة ثم زواج، ونجاحات سينمائية مشتركة، وإبهار على السجادات الحمراء وفي المناسبات العامة، وتأسيس عمل مشترك، وشراء قصور تشبه الخيال...
لكن، وبعد شهرين على آخر صورة جمعتهما كالثنائي الهوليوودي الأكثر بريقاً، استحال الخيال واقعاً، وهبطت الرحلة العائدة من جنوبي فرنسا إلى أميركا، محمّلة بقرارٍ حاسم من جولي: الطلاق.
لم يُسرّب كثير من القرار المفاجئ حينها، فاكتفت جولي بالمطالبة بالحضانة الكاملة للأولاد الـ6 «من أجل الحفاظ على صحة العائلة»، حسب قولها. كان يجب أن تمرّ السنوات ويُعاد نشر تفاصيل الحادثة، حتى يتّضح ما دار في رأسها على متن تلك الرحلة. كان الشجار بمثابة جرسٍ يُنذر بأنّ الأمور لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه.
وحسب تفاصيل التقرير الذي استندَ إلى شهادات جولي وأولادها، فإنّ بيت دفع بزوجته إلى داخل مرحاض الطائرة؛ حيث أمسكها من رأسها وكتفيها وهزّها صارخاً: «أنتِ تخرّبين هذه العائلة»، ثم وجّه ضربة عنيفة إلى سقف الطائرة. وقف الأولاد مذعورين خلف الباب المغلق، وسألوها ما إذا كانت بخير، فأجاب بيت: «لا، أمّكم ليست بخير. إنها مجنونة، وهي تدمّر هذه العائلة». فجاء الرد من الابن الأكبر الذي قال: «ليست هي. أنت من يفعل ذلك»، واصفاً إياه بتعبير بذيء، ما أثار حفيظة بيت الذي حاول الانقضاض عليه، فردّته جولي ممسكة به من عنقه.
           

جروح أنجلينا في اليد والكوع بعد شجار الطائرة

لم ينتهِ الشجار بالجروح والكدمات التي أُرفقت صورها مع الوثائق المنشورة، فقد رشق بيت جولي بالبيرة، حسب أقوالها. وهي أضافت أنه كان في حالة سُكر خلال تلك الرحلة، ما أشعرَها والأولاد بأنه وحش، وبأنهم رهائنه.

الاختلافات تولّد الخلافات

في مقابلة أجراها سنة 2017، اعترف براد بيت بأنه أمضى معظم عام 2016 وهو يشرب الكحول. بدا نادماً على سلوكٍ أثّر بوضوح على حياته العائلية. وسّع ذاك الصراع مع الإدمان المتقطّع، المسافة بينه وبين أنجلينا جولي. ففي وقتٍ كانت تتّجه إلى مزيدٍ من الأنشطة الإنسانية، والانخراط السياسي، والعمل الإخراجيّ، تناقضت اهتمامات الثنائي، وازدادت الاختلافات في شخصيتَيهما، ما انعكسَ خلافاتٍ بينهما.
تحطّمت أسطورة «برانجلينا» فعاد هو براد، وهي عادت أنجلينا. حاولا قدر الإمكان التخفيف من التصريحات حول الانفصال؛ خصوصاً هو الذي نافسَها صمتاً وهدوءاً رغم أنه الطرف الخاسر، نظراً لعدم تمكّنه من مشاهدة الأولاد.

جولي وأولادها (أ.ف.ب)

إنه الطلاق الهوليوودي الأطوَل والأعلى كلفة. 6 سنواتٍ وهما يتصارعان على حضانة الأطفال. لا يكاد يحصل على حق الوصاية المشتركة أو المشاهَدة، حتى ترفع قضية لتجرّده من ذلك. تُكرّر القول إنّ أولويتها هي صحة أولادها واستقرارهم النفسي، بينما يمتنع هو عن الكلام تاركاً مهمة التعليق لمصادر مقرّبة منه، والتي تؤكّد أن جولي تتلاعب بالإعلام ولا تهدف سوى للإساءة إلى بيت.
المرة الوحيدة التي فقد فيها بيت صبره، كانت عندما قررت أنجلينا بيع حصتها من مصنع النبيذ الذي كانا يتشاركان ملكيّته. ففي فبراير (شباط) الماضي، رفع دعوى ضدها متهماً إياها بعدم إبلاغه بالأمر والحصول على موافقته قبل البيع، ما يخالف اتفاقاً كانا قد أبرماه. وذهب إلى حدّ الإعلان أنها فعلت ذلك عمداً، بهدف إيذائه.
مضت 11 سنة من الحب تلتها 6 سنواتٍ من الطلاق، ولم يُقفَل ملف جولي وبيت في المَحاكم حتى اللحظة. بعد 4 أعوام، يبلغ توأمهما الأصغر فيفيين ونوكس سن الرشد، ويُقال إن الوالدة تقوم بكل ما في وسعها كي تمرّر الوقت من دون أن يحصل بيت على مُبتغاه. فهل يستعدّ براد وأنجلينا لتقديم سيناريو مشابهٍ للّذي أدّاه زميلاهما جوني وآمبر؟


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مدان بغوانتانامو يرفع دعوى قضائية لوقف خطة أميركية لإرساله إلى السجن في العراق

عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
TT

مدان بغوانتانامو يرفع دعوى قضائية لوقف خطة أميركية لإرساله إلى السجن في العراق

عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)

يُحتجز عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا منذ أكثر من 20 عاماً. وعبد الهادي، الذي يقول إن اسمه الحقيقي هو نشوان التمير، هو أكبر السجناء سناً والأضعف جسدياً في السجن العسكري.

جندي أميركي خارج أسوار معسكر غوانتانامو (متداولة)

العراقي، أقر بذنبه في تهمة قيادة متمردين ارتكبوا جرائم حرب في أفغانستان، وهناك دعوى أمام محكمة فيدرالية، يوم الجمعة، في محاولة لوقف نقله من السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا إلى سجن في العراق. كشفت العريضة التي قدَّمها محاموه عن مفاوضات علنية كانت جارية منذ بعض الوقت لنقل عبد الهادي العراقي (63 عاماً) إلى عهدة الحكومة العراقية رغم وجود احتجاجات من طرفه ومن قِبل محاميه بأنه قد يتعرض لسوء المعاملة والرعاية الطبية غير الكافية. وعبد الهادي، الذي يقول إن اسمه الحقيقي هو نشوان التمير، هو أكبر السجناء سناً وأكثرهم إعاقة في موقع الاحتجاز البحري نتيجة مرض أصاب العمود الفقري بالشلل، فضلاً عن إجراء 6 عمليات جراحية في القاعدة. وكان قد أقر بذنبه، عام 2022، في اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وقبول المسؤولية عن تصرفات بعض القوات الخاضعة لقيادته، في اتفاق لإنهاء عقوبته عام 2032. تَضَمَّنَ الاتفاق إمكانية أن يقضي عقوبة السجن في عهدة دولة أخرى أكثر ملاءمة لتوفير الرعاية الطبية له. وقال محاموه إن الخطة الأميركية تتمثل في أن تقوم الحكومة العراقية بإيوائه في سجن الكرخ خارج بغداد، وهو الموقع السابق لعملية اعتقال أميركية تسمى «كامب كروبر»، كان فيها مئات السجناء في السنوات السابقة.

معسكر «العدالة» في خليج غوانتانامو بكوبا العام الماضي (نيويورك تايمز)

وقال المحامون في ملفهم المكوَّن من 27 صفحة: «بسبب إدانته هنا والمشكلات التي لا تُعد ولا تحصى التي يعاني منها نظام السجون في العراق، لا يمكن إيواء السيد التمير بأمان في سجن عراقي». وأضافوا: «إضافة إلى ذلك، فإنه لا يعتقد أن الحكومة العراقية يمكن أن توفر الرعاية الطبية التي يحتاجها لحالته التي تفاقمت بسبب الرعاية الطبية غير الكافية أثناء وجوده في غوانتانامو». وتسعى الدعوى إلى إحباط صفقة هي جزء من محاولة إدارة بايدن لتقليل عدد المحتجزين في السجن قبل أن يتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه. وقد أُعيد 4 سجناء إلى الوطن خلال أقل من شهر، من بينهم رجلان ماليزيان أقرا، مثل عبد الهادي، بذنبهما في ارتكاب جرائم حرب. وخلافاً لعبد الهادي، لم يعترض أي من هؤلاء الرجال الأربعة، بمن فيهم مواطن تونسي ومواطن كيني، على تسليمهم إلى أوطانهم. من غير المعروف متى تعتزم وزارة الدفاع الأميركية تسليم عبد الهادي إلى العراق. بيد أن وزارة الدفاع أبلغت الكونغرس بالخطة في 13 ديسمبر (كانون الأول). وإذا التزمت الإدارة الأميركية بالاشتراط القانوني المتمثل في إخطار الكونغرس قبل 30 يوماً، فيمكن نقله من غوانتانامو في الأسبوع الذي يصادف 12 يناير (كانون الثاني) 2025.

مدخل معسكر «دلتا» في غوانتانامو حيث يُحتجز سجناء «القاعدة» و«طالبان» (نيويورك تايمز)

ووافق المحامون الحكوميون على سرعة معالجة هذا التحدي، وأخطروا القاضي إيميت جي. سوليفان من المحكمة الجزئية الأميركية في مقاطعة كولومبيا بأنهم يودون الرد على مسألة الأمر القضائي الأولي بحلول يوم الأربعاء. رفض المتحدثان باسم وزارتي الخارجية والعدل مناقشة القضية. مثّل عبد الهادي في الالتماس كل من بنجامين سي. ماكموراي وسكوت كيه. ويلسون، المحاميان العامان الفيدراليان في ولاية يوتاه. كما وقَّعت عليها السيدة سوزان هنسلر، وهي محامية تعمل في وزارة الدفاع، وتمثله منذ عام 2017. واستشهد المحامون بتقرير وزارة الخارجية لعام 2023 حول المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق والذي ذكر على وجه التحديد «ظروف السجن القاسية والمهددة للحياة». وطلبوا من المحكمة أن تمنع مؤقتاً نقله إلى حين النظر في القضية. «إن الضرر الدائم يبرر إصدار أمر أوَّلي بمنع النقل الفوري للسيد التمير إلى سجن عراقي لقضاء عقوبته». وُلد عبد الهادي في الموصل، بالعراق، عام 1961.

فرَّ من العراق عام 1990

وفرَّ من العراق عام 1990 لتجنُّب التجنيد في جيش صدام حسين لما كان أول غزو أميركي للعراق، ثم استقر في أفغانستان. في عامي 2003 و2004، في وقت مبكر من الغزو الأميركي، استخدمت قوات «طالبان» و«القاعدة» تحت قيادته بشكل غير قانوني غطاء المدنيين في الهجمات التي قتلت 17 من القوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان.

على سبيل المثال، طلبت قواته من مقاتل أن يتنكر في هيئة سائق سيارة أجرة في سيارة محملة بالمتفجرات. في غوانتانامو، اعتمد على كرسي متحرك ومشاية ذات 4 عجلات، وهو محتجَز منذ سنوات في زنزانة مجهَّزة بمرافق لإيواء المعاقين.

وقال محاموه في ملفهم إن المسؤولين الأميركيين أبلغوهم بخطة إعادة عبد الهادي «قبل أسبوع من رأس السنة»، مضيفاً أن «المسؤولين الحكوميين أبلغوا محامي الدفاع بأنهم خلصوا إلى أن العراق هو الخيار (الوحيد)». اعترض كل من السجين والمحامين على النقل، وفقاً لما جاء في الملف، مشيراً إلى التزامات الولايات المتحدة بموجب القانون الدولي والدستوري بعدم إرسال شخص إلى بلد قد يتعرض فيه لسوء المعاملة. قال سكوت روهم من مركز ضحايا التعذيب، وهو منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان، إنه يدرك أن «كبار المسؤولين في وزارة الخارجية قد قرروا سابقاً أنه لا يمكن إرسال السيد التمير إلى سجن عراقي من دون انتهاك الحظر المفروض على التعذيب».

حواجز معسكر «دلتا» في غوانتانامو (نيويورك تايمز)

وأضاف أن «تقارير حقوق الإنسان الخاصة بوزارة الخارجية، التي تتفق مع هذا القرار، ترى أن السجون العراقية مليئة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب. إذا كانت الحكومة الآن لديها وجهة نظر مختلفة، فيتعين عليها أن تفسر السبب، من خلال نشر تحليلها علناً».

* «نيويورك تايمز»