عباس تحت ضغط لعقد مؤتمر «فتح» الثامن

توقعات بأن يحدد الاجتماع ملامح معركة خلافته

جداريات من المشروع الفني العام «أشاهد سلوان» في القدس الشرقية (أ.ب)
جداريات من المشروع الفني العام «أشاهد سلوان» في القدس الشرقية (أ.ب)
TT

عباس تحت ضغط لعقد مؤتمر «فتح» الثامن

جداريات من المشروع الفني العام «أشاهد سلوان» في القدس الشرقية (أ.ب)
جداريات من المشروع الفني العام «أشاهد سلوان» في القدس الشرقية (أ.ب)

يواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضغوطاً متزايدة من داخل «فتح» لعقد المؤتمر الثامن للحركة الذي أُجّل مرات عدة هذا العام، من دون أن يحدَّد موعد واضح لعقده.
ويكتسب المؤتمر الثامن المنتظر أهمية خاصة؛ لأنه على الأغلب سيعمل على تقوية تيارات وإضعاف أخرى داخل الحركة، استعداداً لمعركة خلافة عباس وما بعدها.
وقال أحمد حلس، عضو «اللجنة المركزية» لحركة «فتح»، إن انعقاد المؤتمر الثامن للحركة سيكون على طاولة «اللجنة المركزية» في أول اجتماع لها، ليجري اتخاذ قرار يحدد تاريخ انعقاده. وأضاف أن «الموقف والقرار واضحان تماماً، بأن انعقاد المؤتمر الثامن قرار لا رجعة فيه، وأنه سيكون في وقت قريب جداً خلال هذا العام؛ لأنه ليس استحقاقاً تنظيمياً فقط؛ وإنما هو استحقاق وطني ومصلحة وطنية وضرورة وطنية». وتابع: «موقفنا وقرارنا أن نذهب إلى المؤتمر، ولا تكون هناك أي معوقات يمكن أن تؤخر انعقاده».
واستكمل «المجلس المركزي الفلسطيني»، في فبراير (شباط) الماضي، الشواغر في «اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية» وفي «المجلس الوطني»، وجرى اختيار عضو مركزية حركة «فتح» حسين الشيخ عن الحركة بدلاً من الراحل صائب عريقات، في «أمانة سر اللجنة التنفيذية». وقبل ذلك انتخب روحي فتوح رئيساً لـ«المجلس الوطني الفلسطيني»، بدلاً من سليم الزعنون. وتجديد القيادات كان أحد أهم مخرجات اجتماع «المركزي» باعتبار ذلك تمهيداً لمرحلة مستقبلية متعلقة بخليفة الرئيس محمود عباس.
... المزيد


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

العراق... «أعراس الدم» حوّلت لحظات الفرح إلى مآتم

الدمار يظهر داخل صالة للأعراس تعرضت لحريق ضخم في العراق (د.ب.أ)
الدمار يظهر داخل صالة للأعراس تعرضت لحريق ضخم في العراق (د.ب.أ)
TT

العراق... «أعراس الدم» حوّلت لحظات الفرح إلى مآتم

الدمار يظهر داخل صالة للأعراس تعرضت لحريق ضخم في العراق (د.ب.أ)
الدمار يظهر داخل صالة للأعراس تعرضت لحريق ضخم في العراق (د.ب.أ)

شهد العراق خلال أسبوع واحد 3 حوادث وصفت بالكارثية رغم التباين في هولها، إلا أن عاملاً مشتركاً جمع فيما بينها، وهو أن الحوادث الثلاثة وقعت في غمرة أفراح الناس وسعادتها، وذلك حين يحضرون بكامل لياقتهم وحماسهم لمباركة أخ أو قريب في ليلة عرسه.

اللافت أن هذه الحوادث وقعت في ترتيب زمني متقارب، وفي ثلاث محافظات تمتد من شمال البلاد إلى شرقها، وكأن إرادة ما رغبت في وقوعها، لكن الواقع يشير إلى ضعف القانون الرادع وغياب إجراءات السلامة وإهمال المواطنين، وفق معظم الآراء والتعليقات الصادرة حول الحوادث الثلاثة المؤلمة.

قاعة الأفراح المتضررة بعد حريق مميت خلال حفل زفاف في الحمدانية محافظة نينوى العراقية (رويترز)

قاعة «الهيثم»

كارثة قاعة «الهيثم» في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى التي أودت بحياة ما لا يقل عن 100 شخص وما زالت جثامين 38 شخصاً مجهولة في انتظار فحوصات الحمض النووي، فضلاً عن عشرات المصابين الذين نقل عدد صغير منهم للعلاج في تركيا. هذه الكارثة مثلت ذروة ما عُرف بـ«أعراس الدم» التي اختبرها العراقيون بمرارة وحزن شديدين خلال الأسبوع الأخير.

في اليوم التالي من كارثة عرس الحمدانية أُعلن عن تسمم أكثر من 100 شخص في عرس مماثل في محافظة صلاح الدين المجاورة، نقل معظمهم إلى المشافي القريبة لتلقى العلاج، ولحسن الحظ لم يسفر الحادث عن وفاة أشخاص رغم تحوّل المناسبة المفرحة إلى مأساة حزينة.

وفي اليوم الثالث، وقع حادث سير مروع في «زفة عرس» آخر في قضاء الزبيدية بمحافظة واسط بجنوب العراق، أودى بحياة 8 أشخاص من أسرة واحدة ليتحول العرس من جديد إلى مأتم كبير. ووقع الحادث بعد اصطدام شاحنة حمل بعجلة باص صغيرة تحمل 8 أشخاص وقتلتهم فوراً، في مؤشر على التهور في سرعة قيادة العجلة، وفق ما قال لـ«الشرق الأوسط» أحد سكان القضاء. وأضاف: «يبدو أن سنوات طويلة من الحروب الداخلية والخارجية التي حصدت مئات الآلاف من الأرواح لم تكن كافية لتأتي بعدها الحوادث العرضية وتكمل شهية الحروب السابقة في حصد أرواح العراقيين».

السوداني يتحدث إلى طاقم طبي في مستشفى الحمدانية بعد الحريق المميت (رويترز)

الإهمال وغياب القانون

في الحوادث الثلاثة ثمة ما يشبه الإجماع الرسمي والشعبي، حول تحميل المسؤولية للسلطات بدرجة أكبر، والمواطنين بدرجة أقل؛ إذ في حادثة قاعة «الهيثم» بقضاء الحمدانية، تشير معظم التقارير الرسمية إلى أن القاعة لم تكن مشيدة بطريقة تكفل سلامة الموجدين بداخلها؛ إذ شيد سقفها من مادة تعرف محلياً بـ«السندويج بنل»، وهي عبارة عن صفائح مضغوطة بالإسفنج العازل وتستخدم لأغراض خاصة وغير مسموح اعتمادها في بناء المباني.

وعند هذه النقطة تدور معظم الأسئلة حول الكيفية التي سمحت بموجبها السلطات الرسمية ببناء قاعة بهذا الحجم وبهذه المواد، وكيف حصلت الجهات المالكة على التصاريح الرسمية الخاصة بالتشييد من قبل 5 أو 6 جهات رسمية؟ ما يعزز فكرة وجود الفساد ويلقي باللائمة على الجهات الحكومية بدرجة كبيرة. وفي مقابل ذلك، تحدث كثيرون عن الإهمال الذي مارسه المشرفون على القاعة والضيوف على حد سواء، حين سمحوا باستعمال ألعاب نارية في قاعة مغلقة، وأدت إلى وقوع الكارثة.

وفي هذا الصدد يقول أستاذ الاقتصاد عماد عبد اللطيف سالم، عبر تدوينة في «فيسبوك»، إن «خطأ الإداريّين يكمن في أنّهم سمحوا باستخدام الألعاب النارية داخل القاعة. غير أنّ منظومة فساد حكوميّة متكاملة هي التي تتحمّل المسؤوليّة عن هذه الكارثة، وليس تسعة أشخاص فقط كانوا مسؤولين عن إدارة القاعة أثناء حفل الزفافِ، الذي يبدو أنّهُ قد أُقيمَ في جهنّم، وليس في قضاء الحمدانيّةِ المنكوب».

وأضاف: «المسؤولون الرئيسيّونَ عن هذه الفاجِعة، هم الجهة الحكومية التي منحت إجازة البناء، والجهة الحكومية المسؤولة عن توفر شروط الأمن والسلامة في هكذا منشآت، قبل وأثناء التشييد وبعد الاستخدام، والجهة الحكومية المسؤولة عن متابعة الالتزام بهذه الشروط».

مسيحيون عراقيون يغادرون بعد حريق مميت في حفل زفاف بكنيسة الحمدانية شمال العراق (رويترز)

حوادث قابلة للتكرار

وإذا كانت الجهات الرسمية تتحمل المسؤولية الأكبر في حادث الحمدانية، فإن المواطنين العاديين يتحملون أيضاً، بحسب الكثيرين، مسؤولية غير قليلة خاصة مع تهاونهم في شروط الأمان والسلامة الشخصية، مثلما حدث في عرسي محافظتي صلاح الدين وواسط.

إلى جانب مشاعر الحزن والأسى التي ارتبطت بحوادث الأسبوع المأساوي، فإن مشاعر أخرى مرتبطة بالغضب كانت حاضرة، وناجمة عن الاعتقاد الشعبي شبه الراسخ بأن مثل هذه الحوادث قابلة للتكرار مرات عدة، خاصة مع سلسلة طويلة من حوادث مماثلة وقعت خلال الأشهر والسنوات الأخيرة. فما زالت «محرقة» مستشفى «ابن الخطيب» في بغداد أبريل (نيسان) 2021، حاضرة، والتي راح ضحيتها أكثر من 80 شخصاً حرقاً وأصيب أكثر من 100 كانوا يرقدون في المستشفى المخصص لعزل المصابين بفيروس «كوفيد - 19». وفي يوليو (تموز) لقي نحو 100 شخص مصرعهم في حريق مماثل بمستشفى الناصرية جنوب العراق.

أحد أفراد الجيش يقف أمام قاعة مناسبات في أعقاب حريق مميت لحفل زفاف في الحمدانية بمحافظة نينوى العراقية (رويترز)

معايير السلامة

ويتوقع عضو لجنة الخدمات البرلمانية حسين حبيب، تكرار حوادث الحرق وغيرها ما لم «يتم تطبيق القانون ولوائح السلامة بشكل حازم وجيد». وقال حبيب لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حدث في الحمدانية كارثة حقيقية، وكذلك ما يحدث في بقية الأماكن. المشكلة أن لدينا خروقات فاضحة للقوانين في أغلب المنشآت، مثل قاعات المناسبات والمدارس وحتى الدوائر الحكومية، حيث نفتقر بطريقة كارثية لتأمين شروط السلامة».

وأضاف: «ما حدث يمكن أن يتكرر في أكثر من مكان مع غياب معايير السلامة. الحصول على موافقات البناء غير القانونية لا شك يرتبط بالفساد... الأمر المؤسف أن لدينا ما يكفي من التشريعات لتحقيق شروط الأمان والسلامة في المشيدات، لكنها غير فاعلة للأسف. ونحن في اللجنة البرلمانية لا نشعر بأننا بحاجة لاقتراح تشريعات جديدة؛ لأنها موجودة بالفعل، لكنها غير مطبقة».

ويضيف حبيب أن «السلطات تتحمل مسؤولية كبيرة في تكريس قوانين الأمان والحماية للمواطنين، ومع ذلك يبدو أن هذه المسألة لا تتحملها السلطات لوحدها. وأستطيع القول إنها مسؤولية تضامنية». وتابع: «أكرر وأحذر من أحداث وحرائق مماثلة بانتظارنا في حال لم تتخذ التدابير اللازمة. لاحظ أن الدفاع المدني يتحدث عن 7 آلاف بناية مشيدة بمواد غير صالحة للاستخدام، وهذا مؤشر على ما ينتظرنا من كوارث».

وفوق حوادث الحرق الناجمة عن استخدام مواد غير صالحة في البناء، قالت مديرية الدفاع المدني في مارس الماضي، إن «أكثر من 2500 مبنى في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى آيلة إلى السقوط، ما يُشكّل خطراً كبيراً يُهدّد حياة ساكنيها».


لماذا المظاهرات ليلية في درعا بعد أن بدأت نهارية؟

متداولة //////// محتجون في بلدة الكرك بريف درعا
متداولة //////// محتجون في بلدة الكرك بريف درعا
TT

لماذا المظاهرات ليلية في درعا بعد أن بدأت نهارية؟

متداولة //////// محتجون في بلدة الكرك بريف درعا
متداولة //////// محتجون في بلدة الكرك بريف درعا

تجسد الحراك الشعبي المناهض للنظام السوري في محافظة درعا، مؤخراً، بمظاهرات ليلية، بعد أن كانت قبل شهرين، مع انطلاق الاحتجاجات بدرعا، جنوب سوريا، نهارية واسعة، وسط استمرار الانتفاضة الشعبية التي تعيشها جارتها محافظة السويداء في جبل حوران.

يقول ليث الحوراني، وهو ناشط إعلامي من مدينة درعا البلد، لـ«الشرق الأوسط»، إن المخاوف الأمنية والملاحقات وطريقة تعامل الأجهزة الأمنية في محافظة درعا، خاصة بعد اتفاقيات التسوية، لها دور في اللجوء إلى احتجاجات ليلية، لوجود مخاطر بالاعتقال أو الابتزاز وفرض إتاوات مالية كبيرة على المطلوبين مقابل شطب أسمائهم من لوائح الملاحقين. ولا ينسى أن يشير إلى انتشار عمليات الاغتيال العشوائية، واستهداف أي متصدر لحراك مدني أو عسكري في المحافظة.

ويضيف أن عدم وجود مرجعية دينية أو مدنية أو سياسية في محافظة درعا، على عكس الحالة التي تشهدها محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، دفع المحافظة إلى مخاوف كبيرة لانطلاق أي مشروع تغيير جديد.

وزاد أن ثمة تخوفاً كبيراً في درعا من الحالة الأمنية، وما خلّفته الحالة السابقة التي عاشتها المحافظة عام 2011 حتى عام 2018، فلا يكاد يخلو بيت في درعا اليوم من قتيل أو مفقود أو معتقل، وما تخلل تلك الفترة من عمليات عسكرية بين النظام السوري وحلفائه وفصائل المعارضة، إضافة إلى ما خلّفته تلك العمليات من دمار وقتل وضحايا وتدمير ونزوح.

بناء على ذلك، يرى ليث الحوراني أن هناك حالة عامة في المنطقة بعد اتفاقيات التسوية، تنظر بعدم ثقة إلى المجتمع الدولي أن يحمل مسؤوليته تجاههم، خاصة بعد أن تُركت المحافظة وسكانها عام 2018 أمام خيارات فرضتها الحالة العسكرية في حينها، من قبل روسيا والنظام السوري وحلفائه. ولو تحصل لأهالي درعا هذا الدعم الدولي، كما هو للسويداء الآن، لتغيرت الأمور.

يقول أحمد، الذي تحفظ عن ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية، وهو أحد منظمي الحراك الشعبي في محافظة درعا، لـ«الشرق الأوسط»، إن وتيرة الاحتجاجات في المحافظة محدودة، بفعل القبضة الأمنية وانتشار الجماعات المحلية الموالية للأجهزة الأمنية في كل مدينة وبلدة.

هذا، إضافة إلى انتشار الحواجز على مداخل ومخارج القرى والبلدات، ووجود مراكز ونقاط أمنية في معظم المناطق، وتعزيز النظام السوري للحواجز والنقاط العسكرية المنتشرة بالمنطقة بالعناصر، مع انطلاق الاحتجاجات الأخيرة في درعا والسويداء، ما دفع المحتجين، مؤخراً، للخروج في وقفات ليلية، خوفاً من عمليات انتقامية أو اعتقالات تنفذها الأجهزة الأمنية والمتعاونون معها في المنطقة.

أرشيفية لاحتجاجات سابقة في درعا البلد

وأصدر النظام السوري قبل 3 أشهر قراراً خاصاً بمحافظة درعا، بإجراء تسويات جديدة تشمل المطلوبين للأجهزة الأمنية والخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية. وقد أقدم عليها معظم الشباب في المحافظة بهدف الحصول على شطب للملاحقات المترتبة عليهم، وتأجيل الخدمة العسكرية.

لكن مع انطلاق الاحتجاجات الأخيرة في درعا والسويداء قبل شهرين، روّج النظام في محافظة درعا، لقرار بمنح المتقدمين للتسوية الأخيرة، تأجيلاً وإذناً للسفر بطريقة شرعية خارج البلاد، وسط رغبة كبيرة لدى معظم الشباب اليوم بالسفر، بعد أن وصلت المحافظة لأوضاع اقتصادية وأمنية متردية.

هذا، وخرج عشرات من أبناء محافظة درعا، التي تسيطر عليها قوات حكومية وموالية، في مظاهرات ليلية ليلة الجمعة، حيث تداول ناشطون صوراً لمحتجين في بلدة الكرك الشرقي بريف درعا الشرقي، وأمام المسجد العمري في مدينة درعا البلد، رفعت خلالها مطالب سياسية، من بينها تطبيق القرار الدولي 2254، ورحيل الرئيس السوري، والإفراج عن المعتقلين، وأخرى تؤيد الحراك الشعبي الذي تشهده محافظة السويداء.

يذكر أن محافظة درعا من أبرز المناطق التي شهدت قبل عام 2018 خروج مساحات كبيرة عن سيطرة النظام، وانخراط معظم مناطقها في المعارضة المناهضة.


دلالات الاتصالات الغربية باحتجاجات السويداء بينما تتجاهلها دمشق

الشيخ حكمت الهجري ضمن المتظاهرين في السويداء (السويداء 24)
الشيخ حكمت الهجري ضمن المتظاهرين في السويداء (السويداء 24)
TT

دلالات الاتصالات الغربية باحتجاجات السويداء بينما تتجاهلها دمشق

الشيخ حكمت الهجري ضمن المتظاهرين في السويداء (السويداء 24)
الشيخ حكمت الهجري ضمن المتظاهرين في السويداء (السويداء 24)

بينما يتوالى إعلان مسؤولين أميركيين وأوروبيين متابعة الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء باهتمام، تمضي دمشق في تجاهلها الرسمي لتلك الاحتجاجات، لتقتصر مهمة الرد على ناشطين موالين للحكومة ومحسوبين على إيران.

فما هي دلالات الاتصالات الدولية الداعمة لحراك السويداء؟ وما هي سيناريوهات دمشق لمواجهتها؟

وفيما كان الإعلام الرسمي يبث، مساء الجمعة، مقابلة التلفزيون الصيني مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي زار الصين، الأسبوع الماضي، ويؤكد وقوف الشعب السوري معه، تلقى شيخ العقل في السويداء حكمت الهجري اتصالاً من المبعوثة البريطانية لسوريا، آن سنو، أعلنت فيه التزام بلادها بتطبيق القرار الأممي 2254، وفق ما أعلنته المبعوثة، عبر حسابها على منصة «X» (تويتر سابقاً)، بأنها أجرت اتصالاً مطولاً مع الشيخ الهجري «تطرق إلى الاحتجاجات السلمية التي تشهدها محافظة السويداء منذ نحو 42 يوماً على التوالي».

المبعوثة البريطانية لسوريا آن سنو (حساب شخصي)

مصادر متابعة في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتصالات التي يتلقاها الشيخ حكمت الهجري تقلق دمشق وتزيد تعقيد الأمر، كونها تمثل اعترافاً دولياً بزعامة الهجري في المحافظة، ما يجعل إزاحته عن ساحة الاحتجاجات صعبة، بل محرجة وحساسة جداً.

وتضيف المصادر أن النظام منذ بدء الاحتجاجات، لجأ إلى «استخدام أدواته الاستخبارية القديمة» لتفريغ مكانة الهجري الروحية من عناصر قوتها، عبر تشويه صورته والنيل من هيبته والتشكيك بمواقفه الوطنية، بواسطة حملات يشنها نشطاء موالون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

إلا أن الموقف الشعبي الداعم والتفاف المحتجين، بمن فيهم العلمانيون واليساريون حول الهجري، إضافة إلى وقوف المرجع الثاني في السويداء، حمود الحناوي، إلى جانبه، ومشاركة ممثلين عن العشائر البدوية في السويداء بالاحتجاجات، «صعّب الأمر» على دمشق التي لا تزال تظهر تجاهلها للحراك.

وتتابع المصادر أن دمشق لن توفر جهداً في محاولة تفكيك الحراك من الداخل، بديلاً عن استخدام القوة التي تبدو حتى اليوم مستبعدة عن قائمة الحلول، كما هو مستبعد أيضاً التفاوض مع الحراك.

الرئيس الأسد في مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي (سانا)

تجاهل السويداء

وأظهرت النسخة التي بثها التلفزيون الرسمي السوري لمقابلة الرئيس الأسد مع تلفزيون الصين المركزي (CCTV)، تجنب المذيعة الإشارة إلى الاحتجاجات في السويداء، بل إن الأسد، ورداً على سؤال عن اللحظات الصعبة التي عاشها خلال الحرب، أكد أن الذي ساعده على الصمود هو وقوف الشعب معه.

ورغم إقرار الأسد بأن الوضع الحالي في بلاده «سيئ» لوجود أزمة معيشية، فإنه اتهم الدول الغربية بزيادة معاناة الشعب السوري، لافتاً إلى أن «الحرب لم تنته»، وأن المنطقة تواجه بهذه الحرب «نوعين من الخطر؛ خطر الليبرالية الحديثة الغربية التي نشأت في أميركا، وخطر التطرف»، معتبراً «التدخل الخارجي» هو العائق الكبير الذي يواجه سوريا. وتهرب الأسد من الرد على سؤال حول وجود خطة أو «وصفة» لإعادة بناء سوريا والتعامل مع الصعوبات التي قد تواجهها في مختلف الجوانب، بالقول، نحن الآن أمام تحدٍّ داخلي مرتبط بالحرب والحصار، ولكن أمام تحدٍ خارجي مرتبط بالوضع الاقتصادي العالمي.

أما «الوصفة الأساسية» لمثل هذه الحالة، بحسب الأسد، فهي «الانتقال من التعامل بالدولار إلى العملات الأخرى، وفي مقدمتها اليوان الصيني».

آلاف المحتجين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء الجمعة 29 سبتمبر (السويداء 24)

كثافة اتصالات

اتصال المبعوثة البريطانية آن سنو، مع الشيخ حكمت الهجري، جاء بعد يومين من تلقي الأخير اتصالاً من نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، إيثان غولدريتش، أكد فيه دعمه لـ«حرية التعبير» للسوريين، بما في ذلك الاحتجاج السلمي في السويداء، وفق ما أعلنته السفارة الأميركية على صفحتها الرسمية على منصة X»»، داعية إلى «سوريا عادلة وموحدة، وإلى حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254».

وسبق ذلك ثلاثة اتصالات منفصلة من نواب في الكونغرس الأميركي، تلقاها الهجري خلال الأيام الماضية؛ أولها من النائب الجمهوري فرينش هيل، تلاها اتصال النائب الديمقراطي برندن بويل، وآخرها من النائب الجمهوري جو ويلسون، أكدوا فيها دعم الاحتجاجات السلمية في السويداء.

كما أعلنت النائبة في البرلمان الأوروبي، كاترين لانغزيبن، التي تشغل منصب رئيسة لجنة الشؤون الخارجية ومسؤولة الملف السوري في كتلة حزب «الخضر» بالبرلمان الألماني، اتصالها بالشيخ حكمت الهجري وإبلاغه أنهم يتابعون باهتمام ما يجري في السويداء ويدعمون الاحتجاجات السلمية هناك.

وأتمت الاحتجاجات في السويداء يومها الثاني والأربعين، بزخم متصاعد وتنظيم وتنسيق متزايد، في إصرار على مواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب، برحيل الأسد وتطبيق القرار الأممي 2254. وذلك وسط ارتفاع وتيرة حملة الاتهامات بالعمالة والخيانة التي يشنها موالون للحكومة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد وصف بشار برهوم المشهور في الساحل السوري، الشيخ حكمت الهجري، بـ«الحاخام»، ليس لموقفه الداعم للحراك في السويداء، ولكن لإعلانه رفض انضمام أبناء السويداء إلى القوات الحكومية والمشاركة في معارك ضد سوريين آخرين. وقال: إن «هناك لواءً إسرائيلياً كاملاً اسمه جولاني، 80 في المائة منه من أبناء السويداء».

كما حذر الإعلامي رفيق لطف المقرب من طهران، في منشور على حسابه في «فيسبوك»، أهالي السويداء، ممن أسماهم بـ«أصحاب الفتن» والعملاء المأجورين الذين يعطون المال للفقراء والمحتاجين حتى يشاركوهم الحراك، وقال إنه لدى هؤلاء حلماً بإقامة «دويلة مصطنعة صهيونية وامتيازات واهية وهمية».


التضخم وانهيار العملة يجبران السوريين على حمل أموالهم في حقائب للتسوق

أشخاص يتسوقون لشراء اللوازم المدرسية في إحدى أسواق دمشق (رويترز)
أشخاص يتسوقون لشراء اللوازم المدرسية في إحدى أسواق دمشق (رويترز)
TT

التضخم وانهيار العملة يجبران السوريين على حمل أموالهم في حقائب للتسوق

أشخاص يتسوقون لشراء اللوازم المدرسية في إحدى أسواق دمشق (رويترز)
أشخاص يتسوقون لشراء اللوازم المدرسية في إحدى أسواق دمشق (رويترز)

تخلت السورية أمينة الياسري عن محفظة نقودها الصغيرة، واشترت حقيبة كبيرة تستوعب كمية أكبر من النقود التي باتت تضطر إلى حملها للتسوق اليومي لشراء السلع الأساسية في ظل ارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار.

وتقول أمينة، التي تعمل مدرسة للغة الروسية في معهد خاص بدمشق، لـ«وكالة أنباء العالم العربي» (AWP): «فوتة (مشوار) السوق صار بدها شوال مصاري (نقود)»، مشيرة إلى صعوبة شراء السلع الأساسية نظراً لغلاء الأسعار وانخفاض قيمة الليرة السورية.

وأضافت: «في كل مرة أذهب إلى غرفة المحاسبة لأقبض راتبي الشهري، وأطلب أن يكون من فئة 5000 ليرة، وهي أكبر فئة نقدية من العملة المحلية، لا أحصل إلا على رزم جميعها من فئة 500 ليرة تزن كيلوغراماً واحداً تقريباً، وهو ما جعلني بحاجة لحقيبة يد كبيرة سعرها بنصف الراتب الذي سيوضع بداخلها شهرياً».

عدا ذلك، تقول أمينة إن أكثر ما يستفزها هو رد المحاسب بجملة «هذا الموجود» التي تشعرها بأنها لو اعترضت يمكن أن يعاقبها بمنحها راتبها بنقد من فئة 200 ليرة.

وتابعت قائلة بنبرة ساخرة: «عندما أرى حقيبتي مكدسة بالنقود أتوهم بأنني من أصحاب الثراء إلا أن مبلغ 500 ألف ليرة الذي أقبضه لا يكفي أسبوعاً واحداً فقط لشراء المواد الغذائية والأساسية لعائلتي».

عد النقود

معاناة أمينة ليست فردية، بل إن الكثير من الموظفين وغيرهم من التجار وشركات الصرافة يعانون من أزمة تتعلق بتداول العملة المحلية التي تواصل الانهيار أمام العملات الأجنبية.

ويقول مهند سليمان، الذي يملك مخزناً لتجارة الملابس في حي البرامكة في دمشق، إن ضعف العملة الورقية بات يشكل أزمة حقيقية ومسألة معقدة، سواء للزبائن أو للعاملين في المخزن.

وأضاف: «يأتي الزبائن لشراء ما يملأون به محلاتهم الصغيرة، يحملون معهم ثمن البضاعة التي يمكن أن تكون 75 مليون ليرة في أكياس وحقائب، ولكن المشكلة ليست هنا، إنما تكمن في عد هذه المبالغ الذي يستغرق أحياناً ساعة رغم وجود العداد الآلي».

أكوام من الليرات السورية داخل محل صرافة (رويترز)

ومع انخفاض سعر الصرف من نحو 47 ليرة للدولار في 2010 إلى أكثر من 15 ألف ليرة للدولار هذا العام، باتت الأمر يؤرق السوريين الذين يعانون من تفاقم التضخم وتدهور قيمة العملة المحلية.

وقفز معدل التضخم في سوريا إلى 228 في المائة، وفقاً لخبراء اقتصاديين أميركيين. ولم ينشر مصرف سوريا المركزي في موقعه على الإنترنت أي بيانات عن التضخم منذ أغسطس (آب) 2020، عندما قفز إلى ما يقرب من 140 في المائة على أساس سنوي.

ومن جانبها، تشتكي فرح إبراهيم، التي تعمل في مديرية التربية صباحاً وبائعة ملابس مساء في أحد المتاجر الشهيرة بحي القصاع في وسط دمشق، من الغلاء وانخفاض قيمة الرواتب، ما دفعها للعمل في وظيفتين رغم أنها أم لثلاثة أطفال.

وتقول: «لا أدري كيف سأقارن راتبي مقابل الدولار المرتفع... كيف سيعيش أولادي إن لم أعمل منذ الصباح حتى المساء، وكيف سأتأقلم مع الأسعار التي تتضاعف في كل لحظة، وسعر الصرف ليس معقولاً والليرة كل يوم في قاع جديد».

وأضافت: «فئات 200 و100 و50 ليرة باتت بلا قيمة وعاجزة عن شراء أي سلعة... والبائعون يرفضون التعامل بها حتى الأولاد عندما يجدون في الأرض عملة من فئة 200 ليرة لا يلمّونها، لأنها أصلاً لا تساوي شيئاً، ولا يمكن أن تشتري لهم حبة علكة صغيرة».

وأوضحت الباحثة والأستاذة بكلية الاقتصاد رشا سيروب أن البعض بات يرفض التعامل بالعملات الصغيرة التي فقدت قوتها الشرائية رغم أنها ما زالت مقبولة قانونياً، وقالت: «الإشكالية الفعلية الحاصلة هي في إحجام بعض الأشخاص والأنشطة عن قبول هذه العملات كأداة لتسديد المدفوعات».

أسباب متشابكة

عزت سيروب زيادة التضخم إلى الكثير من الأسباب المتشابكة والمترابطة، معتبرة أن أحد الأسباب الأساسية يتمثل في «رفع أسعار حوامل الطاقة (النفط ومشتقاته والغاز الطبيعي والكهرباء) التي أدت إلى رفع تكاليف الإنتاج».

وأعلنت الحكومة السورية في وقت سابق من الشهر الحالي زيادة جديدة في أسعار المحروقات، وذلك بعد نحو شهر من زيادة سابقة شهدت رفع أسعار المازوت والبنزين بنسبة تزيد على 150 في المائة.

ومن بين أسباب التضخم الأخرى، وفقاً لأستاذة الاقتصاد، تحول سوريا إلى اقتصاد استهلاكي يعتمد على تلبية الاستهلاك المحلي عن طريق الاستيراد، إضافة إلى سعر الصرف.

وأضافت الباحثة الاقتصادية أن انخفاض العرض هو أحد أسباب التضخم. ومضت تقول: «العرض، أي الإنتاج المحلي، منخفض، وبالتالي كي نعالج إشكالية التضخم يجب أن نتوجه في البداية إلى زيادة الإنتاج المحلي وتنشيطه... وإغلاق الفجوة بين العرض والطلب».

ورداً على سؤال حول إمكانية إصدار فئة جديدة من الليرة، قالت سيروب: «في حال لم يكن مترافقاً مع نشاط اقتصادي، فهذا سينعكس تضخماً قولاً واحداً».

أشخاص ينتظرون شراء الخبز خارج مخبز على مشارف دمشق (رويترز)

وأرجع الخبير الاقتصادي عامر شهدا موجات التضخم التي تشهدها سوريا إلى القرارات الحكومية برفع الأسعار من أجل زيادة مواردها، مضيفاً أن هذه الموارد لا تُستخدم في تمويل مشاريع إنمائية «وإنما تُستخدم في تغطية العجز في الموازنة».

وقال: «عجز الموازنة يتعلق بالهدر وعدم وجود شفافية أو قواعد بيانات يمكن من خلالها حساب الاحتياجات الحقيقية للبلاد»، وهي أمور يرى أنها تشكل 50 في المائة من أسباب التضخم في سوريا.

وأصدرت الحكومة السورية قرارات اقتصادية في أغسطس (آب) شملت زيادة الرواتب والأجور والمعاشات للعاملين والمتقاعدين بمؤسسات الدولة، لكنها شملت أيضاً إلغاء الدعم كلياً عن البنزين، وجزئياً عن مشتقات نفطية أخرى. وتزامن هذا مع قرار مصرف سوريا المركزي خفض سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 10300 ليرة إلى 10700 للدولار.

الدفع الإلكتروني

ترى أستاذة الاقتصاد سيروب أن التحول إلى الدفع الإلكتروني وسيلة تعكس تقدم الدول وترسي مبادئ الشفافية في المعاملات التجارية، وتساعد المؤسسات الحكومية على معرفة الأرقام الضريبية الحقيقية والفعلية.

وأكدت سيروب ضرورة تحول سوريا نحو الدفع الإلكتروني «خصوصاً أننا في القرن 21، وهو أمر له الكثير من الإيجابيات ويقلل الفساد، كما أن الدفع الإلكتروني يمكن أن يساعد الحكومة في تحصيل مستحقاتها الضريبية».

غير أن شهدا يرى أن تأثير الدفع الإلكتروني على التضخم في سوريا سيكون بطيئاً وحلاً طويل الأمد نتيجة الافتقار إلى ثقافة الدفع الإلكتروني وعدم وجود بنية تحتية تساعد على ذلك.

وأضاف الخبير الاقتصادي: «هذه الأمور ليست حلاً للتضخم في سوريا، بل في خلق أدوات للسياسة النقدية تستطيع سحب أكبر كتلة نقدية من السوق كإنشاء شركات مساهمة كبيرة، وهي تعد إحدى السياسات النقدية المساعدة للدولة في موضوع التضخم».

وأوضح أنه إذا ترافق الدفع الإلكتروني مع إنشاء شركات مساهمة، سيكون هناك تحسن في معدلات التضخم، لافتاً إلى ضرورة اعتماد بطاقة مسبقة الدفع يمكنها سحب مبالغ كبيرة، والذي سيكون من شأنه السيطرة على التضخم، وفقاً للخبير الاقتصادي.


القيادة المركزية الأميركية تعلن القبض على متعاون مع «داعش» بعملية في شمال سوريا

مروحية من طراز «أباتشي» ترافق دورية للقوات الأميركية على الجبهة في مناطق سيطرة «قسد» في 21 ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
مروحية من طراز «أباتشي» ترافق دورية للقوات الأميركية على الجبهة في مناطق سيطرة «قسد» في 21 ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
TT

القيادة المركزية الأميركية تعلن القبض على متعاون مع «داعش» بعملية في شمال سوريا

مروحية من طراز «أباتشي» ترافق دورية للقوات الأميركية على الجبهة في مناطق سيطرة «قسد» في 21 ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)
مروحية من طراز «أباتشي» ترافق دورية للقوات الأميركية على الجبهة في مناطق سيطرة «قسد» في 21 ديسمبر 2021 (أ.ف.ب)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية اليوم (السبت)، القبض على متعاون مع تنظيم «داعش» خلال غارة بطائرات هليكوبتر شمال سوريا الخميس الماضي.

وذكر بيان للقيادة المركزية الأميركية أن المتعاون يدعى ممدوح إبراهيم الحاج شيخ، مشيراً إلى أنه لم يُصَبْ أو يقتل أي مدني خلال العملية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، إن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، اعتقلت قيادياً في تنظيم «داعش» في عملية مشتركة مع التحالف الدولي في ريف الرقة.

وأضاف المرصد أنه تم اعتقال القيادي في «داعش» بعملية أمنية بمشاركة طائرات مروحية تابعة لقوات التحالف الدولي، مشيراً إلى أنه «ترافق مع ذلك تبادل إطلاق النار بين الطرفين، استمر نحو الساعة، على بعد نحو 14 كيلومتراً غرب الرقة».

وقال المرصد: «كما سُمع دوي انفجارات في المنطقة، وسط تحليق لطائرات مروحية بشكل مكثف في أجواء مدينتي الطبقة والرقة والطريق الواصلة بينهما، تزامناً مع عملية الإنزال».

وكانت «قوات سوريا الديمقراطية» قد أعلنت أن وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لها تنفذ عملية مشتركة مع التحالف الدولي لملاحقة خلية لتنظيم «داعش» في منطقة الرقة.


مستوطنون عند أبواب الأقصى ويستعدون لأوسع اقتحامات الأحد والاثنين

يهود أرثوذكس خلف باب المسجد الأقصى السبت بينما الشرطة الإسرائيلية تحرس خلال عطلة عيد العرش  (إ.ب)
يهود أرثوذكس خلف باب المسجد الأقصى السبت بينما الشرطة الإسرائيلية تحرس خلال عطلة عيد العرش (إ.ب)
TT

مستوطنون عند أبواب الأقصى ويستعدون لأوسع اقتحامات الأحد والاثنين

يهود أرثوذكس خلف باب المسجد الأقصى السبت بينما الشرطة الإسرائيلية تحرس خلال عطلة عيد العرش  (إ.ب)
يهود أرثوذكس خلف باب المسجد الأقصى السبت بينما الشرطة الإسرائيلية تحرس خلال عطلة عيد العرش (إ.ب)

أدى عشرات المستوطنين، طقوساً تلمودية، عند أبواب المسجد الأقصى، في البلدة القديمة بالقدس، في أول أيام عيد العرش اليهودي، لكنهم امتنعوا عن دخول المسجد بسبب يوم السبت (لا يقتحمون الأقصى يومي الجمعة والسبت).

 

وشوهد عشرات المستوطنين يؤدون طقوساً تلمودية عند أبواب المسجد الأقصى ويحتفلون بالعيد، بعدما أبعدت الشرطة الإسرائيلية الفلسطينيين عن المكان، وأجبرت أصحاب محلات على إغلاق محلاتهم.

 

وجاء الاستعراض السريع، في وقت يستعد فيه اليهود المتطرفون لأوسع اقتحامات ممكنة للأقصى، يومي الأحد والاثنين، تلبية لدعوة جماعات «الهيكل» أنصارها لتكثيف اقتحام الأقصى طيلة «عيد العرش» اليهودي، الذي بدأ السبت ويستمر أسبوعاً، وهي فترة يُتوقع أن تشهد توترات كبيرة.

فلسطينيون قرب قبة الصخرة في المسجد الأقصى بالقدس احتفالا بمولد النبي الأربعاء (إ.ف.ب)

وكانت الشرطة الإسرائيلية، كثفت من وجودها في القدس وحولتها إلى ثكنة عسكرية مع تزايد الإنذارات باحتمال تنفيذ الفلسطينيين عمليات أثناء العيد اليهودي.

 

وطالبت جماعات الهيكل هذا العام أنصارها بالوصول إلى الأقصى، وكسر أرقام سابقة من أجل صلاة صباحية «لتطهير الهيكل». وتسعى الجماعات لتثبيت أمر واقع جديد في المسجد من خلال اقتحامات يومية ومتكررة وواسعة أحياناً، وهو وضع اتهمت معه السلطة الفلسطينية إسرائيل بالعمل على تقسيم المسجد زمانياً ومكانياً، كما فعلت من قبل بالمسجد الإبراهيمي في الخليل.

 

واستعداداً لأسبوع ساخن، دعا سياسيون ورجال دين وناشطون، الفلسطينيين، للنفير إلى الأقصى بدءاً من يوم الأحد، من أجل التصدي لاقتحام المستوطنين للمسجد.

 

ويقول الفلسطينيون إن اقتحامات المستوطنين جزء من خطة حكومية إسرائيلية رسمية لوضع اليد على المسجد وتغيير الوضع القائم فيه، وهي اتهامات تنفيها إسرائيل.

وإضافة إلى استخدام المتطرفين، تتبع إسرائيل سياسة تقود إلى زيادة أعداد اليهود في القدس وتقليل عدد الفلسطينيين، وتعمل منذ سنوات على تهويد المدينة بكل الطرق الممكنة، بما في ذلك خلق واقع جديد في الأقصى ومحيطه وأسفله كذلك.

أطفال فلسطينيون في باحة المسجد الأقصى الأربعاء الماضي (رويترز)

وقال الباحث معاذ اغبارية، السبت، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، افتتحت نفقاً جديداً يمتد من ساحة البراق إلى القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، بهدف تهويد المنطقة المحيطة بالأقصى، وترويجاً لما يُسمى «الهيكل المزعوم».

 

ويصل طول النفق الجديد إلى نحو 200 متر، وينزل تحت الأرض نحو 15 متراً، ويحتوي متحف يعرض آثار تقول إسرائيل إنه تم العثور عليها خلال الحفريات في القصور الأموية، كما يروج بأن الأقصى كان ممراً للهيكل.

 

وأي زائر للنفق يمكنه مشاهدة توجيهات متعلقة بـ«طريق داود» وصور لوضع «قرابين» داخل الأقصى، كما أن الجولة داخل النفق يتخللها عرض لفيلم بثلاث لغات (العربية والإنجليزية والعبرية) يروج للهيكل ويناقش فرضية وجود كنيسة مسيحية حول مسجد قبة الصخرة.


النيران تواصل التهام أحراج بإقليم الخروب في لبنان

جانب من حريق إقليم الخروب (وسائل إعلام محلية)
جانب من حريق إقليم الخروب (وسائل إعلام محلية)
TT

النيران تواصل التهام أحراج بإقليم الخروب في لبنان

جانب من حريق إقليم الخروب (وسائل إعلام محلية)
جانب من حريق إقليم الخروب (وسائل إعلام محلية)

لليوم الثاني على التوالي، لا تزال النيران مشتعلة ​في الأحراج الفاصلة بين بلدتي بعاصير والدبية في منطقة إقليم الخروب (قضاء الشوف) بجبل لبنان، وذلك رغم الجهود الكبيرة، التي بذلتها عناصر الدفاع المدني وطوافتان للجيش طوال نهار أمس، حسبما أكدت «الوكالة الوطنية للإعلام».

وتم إخماد مساحات كبيرة من الحريق، اليوم (السبت)، إلا أن صعوبة المنطقة ووعورتها، وعدم وجود طرق توصل إلى مواقع الحريق، حالت من السيطرة على النيران، في ظل تسارع حركة الرياح، التي ساهمت في توسع رقعتها، وهي ما زالت مشتعلة في الأودية التي من الصعب الوصول إليها، رغم الاستنفار الكامل للدفاع المدني وجاهزيته وحضوره على الأرض لتنفيذ المهمات.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يوضح رئيس لجنة البيئة النيابية، النائب غياث بزبك، أن «إمكانات الدفاع المدني، نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة، لا تخوله لإطفاء حرائق بسيطة ناتجة عن حوادث، وأصبح الدفاع المدني عاجزاً عن القيام بكل مهامه المطلوبة».

كما يتمنى «وصول موجة الشتاء، المتوقعة في لبنان يوم الأحد، في وقت أقرب، لمساعدة فرق الدفاع المدني بترطيب الأرض وإطفاء الحرائق».

النيران تلتهم المساحات الخضراء في إقليم الخروب (وسائل إعلام محلية)

وكان المدير الإقليمي للدفاع المدني في جبل لبنان الجنوبي، الموجود بالقرب من مواقع الحريق في الدبية، حسام دحروج، منذ الصباح الباكر، قد أكد أنه يتواصل مع المديرية العامة للدفاع المدني، طلباً للمساعدة عبر الاستعانة بمراكز أخرى للسيطرة على الحريق، الذي بات يهدد المنطقة وأهلها، لافتاً إلى أن النيران المشتعلة في أودية بعاصير والدبية لا يمكن الوصول إليها وإخمادها إلا عبر طوافات الجيش.

ويسجل لبنان سنوياً موجة حرائق في مختلف الغابات المنتشرة في عدد من البلدات، وتقدر خسائر المساحات الزراعية بألوف الهكتارات، وسط تضاعف الخشية من استحالة مواجهتها.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2019، التهمت حرائق ضخمة مساحات حرجية واسعة، وحاصرت مدنيين في منازلهم وسط عجز السلطات التي تلقت دعماً من دول عدة لإخمادها، ما عدّه اللبنانيون حينذاك دليلاً إضافياً على إهمال وعدم كفاءة السلطات.

وأثارت تلك الحرائق غضباً واسعاً حتى إنها شكلت أحد الأسباب خلف الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي شهدها لبنان في 17 أكتوبر 2019، والمعروفة بـ«ثورة تشرين» ضد الطبقة السياسية.

وعام 2022، عاش لبنان مأساة بيئية أخرى، بعدما اندلع حريق في غابات بطرماز - الضنية (شمال لبنان)، وهي أكبر غابة صنوبر بري في الشرق الأوسط.

ويؤكد يزبك أن «99.99 في المائة من الحرائق في لبنان إما مفتعلة، أو عن إهمال متعمد وعدم اكتراث بالبيئة من قبل اللبنانيين».

وعادة ما تكثر الحرائق في لبنان في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر، وغالباً ما تكون مفتعلة في هذا الموسم للحصول على الحطب وبيعه مقابل مبالغ مرتفعة. وفي هذا الإطار، يشرح يزبك أن العشب اليابس يصبح أشبه بالوقود، مع انتهاء فصل الصيف، أي شرارة تتسبب باشتعاله.

وإذ يشير إلى أن نسبة الحرائق المفتعلة جرمياً للحصول على الحطب هي الأساس الأكبر لاشتعال الحرائق، يقول: «طن الحطب يباع بحوالي 250 دولاراً، وما يحصل أن أصحاب الأملاك يتواطأون مع الحطابين الذين يتعهدون الأحراج، والذين يمارسون نوعاً من التوحش في العملية، فالبعض يقصون الأشجار في قطعة الأرض المرخص لها، ويتوسعون إلى الأراضي المجاورة من أجل الحصول على أموال أكثر».

ويضيف: «أما المناطق التي لا توجد فيها رخصة فيشعلون النار فيها للحصول على الحطب. والعملية جرمية بامتياز بحجة الحاجة إلى المال».

لكن يزبك يلفت إلى أن الحرائق انخفضت بنسبة 80 أو 90 في المائة هذا العام مقارنة مع السنوات السابقة بفضل الوعي لدى الناس الذي ساهمت فيه لجنة البيئة ووزارة البيئة والإعلام.

أضف إلى ذلك، يشير يزبك، إلى أنه في ظل الأزمة البشرية والتقنية التي يعاني منها الدفاع المدني، وجد في كل المناطق والأطراف والضيع نوع من فرق التبليغ الأولى عن الحرائق، كما تقوم بعض المناطق بمراقبة المساحات الحرجية فيها عبر طائرات الدرونز لإجراء مسح للتدخل السريع.

ويضيف: «هذه الخطوات ساهمت في تقليل حدوث الحرائق في لبنان، واستطعنا المحافظة على بساطنا الأخضر وثروتنا الحرجية بسبب وعي الناس».


مقتل عضو في«حماس» برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

أرشيفية لجندي إسرائيلي في قرية بيتا (أ.ف.ب)
أرشيفية لجندي إسرائيلي في قرية بيتا (أ.ف.ب)
TT

مقتل عضو في«حماس» برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

أرشيفية لجندي إسرائيلي في قرية بيتا (أ.ف.ب)
أرشيفية لجندي إسرائيلي في قرية بيتا (أ.ف.ب)

قتل جنود إسرائيليون أمس (الجمعة) عضوا في «حماس» قال الجيش الإسرائيلي إنه كان أحد المهاجمين الذين ألقوا قنابل حارقة على نقطة عسكرية في الضفة الغربية المحتلة، كما أصيب آخر بجروح.

وقال الجيش إن الهجوم استهدف النقطة القريبة من مستوطنة بساغوت الإسرائيلية.

وأضاف: «رصد الجنود، الذين كانوا ينفذون نشاطا دوريا في المكان، المشتبه بهما وردوا بنيران حية. تم تحييد اثنين من المهاجمين ونقلا لتلقي العلاج الطبي».

من جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن أحد الرجال توفي في وقت لاحق متأثرا بجراحه.

وأعلنت «حماس» التي تحكم قطاع غزة لكنها تتمتع بدعم قوي في الضفة الغربية أيضا أن المتوفى أحد أعضائها.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الهيئة العامة الفلسطينية للشؤون المدنية أبلغتها بوفاة شاب متأثراً بإصابته بجروح خطيرة برصاص الجيش الإسرائيلي في البطن، فيما أصيب شاب آخر بجروح طفيفة في الأطراف السفلية في مدينة البيرة.

وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن قوات الجيش نصبت كميناً لمركبة عند مدخل قرب مستوطنة «بساغوت» وأطلقت النار صوب شابين كانا يستقلانها، قبل اعتقالهما.

فيما قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، إن القوات الإسرائيلية منعت طاقمها من تقديم الإسعافات للشابين المصابين.

وفي وقت سابق الجمعة أصيب عشرات الفلسطينيين بالرصاص المطاطي والاختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي تلت المظاهرات الأسبوعية في عدد من قرى الضفة الغربية.

وتصاعد العنف في الضفة الغربية منذ أكثر من عام وسط زيادة في المداهمات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي وزيادة في هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية فضلا عن موجة هجمات فلسطينية استهدفت إسرائيليين.


«المجلس الوطني» يرحّب بقرار «الطاقة الذرية» اعتبار فلسطين «دولة»

الوفد الفلسطيني في مؤتمر «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»
الوفد الفلسطيني في مؤتمر «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»
TT

«المجلس الوطني» يرحّب بقرار «الطاقة الذرية» اعتبار فلسطين «دولة»

الوفد الفلسطيني في مؤتمر «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»
الوفد الفلسطيني في مؤتمر «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»

رحّب «المجلس الوطني الفلسطيني» وغيره من المؤسسات الرسمية في رام الله، بالقرارين اللذين وُصفا بالتاريخيين، وفي أحدهما صوَّت المؤتمر العام لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» على مشروع القرار اعتماد تسمية «دولة فلسطين» بصورة رسمية في «الوكالة الدولية» بأغلبية ساحقة، وفي الثاني قررت الكنيسة الأنغليكانية في جنوب أفريقيا إعلان إسرائيل «دولة فصل عنصري».

وجاء في بيان «المجلس الوطني الفلسطيني»، يوم الجمعة، أن «التصويت الساحق في وكالة الطاقة الذرية، هو إدانة واضحة للسياسة الاحتلالية الإسرائيلية، المتمثلة في التوسع والضم غير المشروع المخالف للقوانين الدولية، ويعبر عن مدى صدق الرواية الفلسطينية وعدالة القضية، وكشف زيف محاولات وأكاذيب الرواية التي يروِّج لها الاحتلال الفاشي، والتي كان آخِرها استعراض رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالأمم المتحدة بإنكار اسم وخريطة فلسطين».

اجتماع سابق لمجلس المحافظين لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا (إ.ب.أ)

ورأى المجلس أن هذا الاعتماد خطوة مهمة من المؤتمر العام لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، وسوف يتبعه مزيد من الخطوات للاعتراف بدولة فلسطين. وتوجَّه المجلس بالشكر «لجميع الدول التي دعّمت وأيّدت القرار، خصوصاً جمهورية مصر العربية الشقيقة التي تقدمت بالطلب نيابة عن دولة فلسطين».

وكان المؤتمر العام لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» قد صوَّت، وبأغلبية ساحقة بلغت 92 دولة مقابل معارضة 5 دول، وامتناع 21 دولة، على مشروع القرار المصري لاعتماد تسمية «دولة فلسطين» بصورة رسمية في «الوكالة الدولية»، ومنحها مزيداً من الامتيازات والحقوق المهمة، وذلك خلال الجلسة التي جَرَت ضمن أعمال الدورة الـ67 للمؤتمر في مقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا.

رئيس أساقفة الكنيسة الأنغليكانية في جنوب أفريقيا ثابو ماكجوبا (أ.ف.ب)

الكنيسة الأنغليكانية

من جهة ثانية، رحّب رئيس «المجلس الوطني الفلسطيني»، روحي فتوح، بقرار الكنيسة الأنغليكانية في جنوب أفريقيا، إعلان إسرائيل «دولة فصل عنصري»، والذي اعتمدته اللجنة الدائمة الإقليمية للكنيسة خلال اجتماعاتها. وقال فتوح، يوم الجمعة، إن هذا القرار «انتصار لعدالة قضيتنا الفلسطينية، ويعبر عن مدى الظلم والتمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني، وخصوصاً اقتحام دُور العبادة الإسلامية والمسيحية، والاعتداء على رجال الدين المسيحيين، وعمليات القمع التي ترتكبها حكومة الاحتلال الفاشية، وحرمان الحقوق الدينية وحرية العبادات في كنائس القدس». وأضاف أن «ما يتعرض له الوجود المسيحي وأماكن العبادة من تخريب للكنائس وممتلكاتها دليل واضح على أن الحكومة العنصرية لا تميِّز بين دُور العبادة المسيحية والإسلامية».

كما ثمّنت «اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس» في فلسطين، قرار الكنيسة الأنغليكانية، وأشارت إلى أن هذا القرار يأتي استجابة وتضامناً مع الدعوات التي أطلقها المسيحيون الفلسطينيون، لمحاسبة إسرائيل على «جرائمها تجاه الشعب الفلسطيني»، مضيفةً أن «إسرائيل تضطهد الفلسطينيين بشكل مستمر ومنهجي، بمن في ذلك المسيحيون الفلسطينيون الذين يعانون من أبشع مظاهر الفصل العنصري».

وأكدت اللجنة أن الفلسطينيين يتلقّون هذا القرار بحفاوة وتقدير عميقين، ومثل هذه الجهود تبثّ الأمل لديهم مع حالة الظلم التي يتعرضون لها، كما رحّبت اللجنة بالقرار الذي اتخذته الكنيسة في جنوب أفريقيا بشأن الحج إلى فلسطين، قائلة إنه «يعزّز من صمود الفلسطينيين المسيحيين وأبناء الشعب الفلسطيني كافة الذين يعانون جراء الاحتلال الإسرائيلي».

مناهضة الفصل العنصري

بدوره، أشاد عضو اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية»، رئيس «اللجنة الرئاسية العليا» رمزي خوري، باعتماد القرار، واعتبره «خطوة مهمة نحو تحقيق أهدافنا في تطبيق العدالة»، ودعا مجمع الكنيسة الإصلاحية الهولندية في كيب الغربية، إلى أن يحذو حذو هذا القرار، ويعلن إسرائيل دولة فصل عنصري، خلال اجتماعه في الشهر المقبل.

وكانت اللجنة الإقليمية الدائمة قد اتخذت قرارها، في ختام اجتماعها السنوي، الذي تزامن، هذا العام، مع اجتماعات المجمع الكنسي «السينودس» للكنيسة الأنغليكانية في جنوب أفريقيا، التي اختتمت أعمالها يوم الجمعة، فأعربت عن تأييدها الموقف الذي اتخذته اللجنة التنفيذية الوطنية لمجلس كنائس جنوب أفريقيا بإعلان «إسرائيل دولة فصل عنصري»، والطلب من رئيس أساقفة الكنيسة ثابو ماكجوبا، إبلاغ رئيس أساقفة القدس والشرق الأوسط، حسام نعوم، بهذا القرار، بالإضافة إلى التعبير عن الدعم للمؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري بشأن فلسطين، والذي سيُعقد في مدينة تشواني خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. كما دعا القرار إلى الصلاة من أجل الشعب الفلسطيني، وأبناء الكنيسة الأنغليكانية في فلسطين، والتعبير عن التضامن معهم.

شعور بالأسى

وتتبع الكنيسةَ الأنغليكانية في جنوب أفريقيا، أبرشيات في ناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق وأنغولا وسانت هيلينا، بالإضافة إلى جنوب أفريقيا. وتعقد مجمعها الكنسي «السينودس»، كل ثلاث سنوات.

وفي تعقيبه على القرار، قال رئيس أساقفة الكنيسة الأنغليكانية في جنوب أفريقيا ثابو ماكجوبا: «باعتبارنا أصحاب إيمان يشعرون بالأسى بسبب الآلام التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، ويتوقون إلى الأمن والسلام العادل لكل من فلسطين وإسرائيل، لم يعد بوسعنا أن نتجاهل الحقائق على الأرض». وأضاف: «إننا لا نعارض الشعب اليهودي، بل نعارض سياسات الحكومات الإسرائيلية، التي أصبحت أكثر تطرفاً من أي وقت مضى. إن قلوبنا تتألم لإخواننا وأخواتنا المسيحيين في فلسطين، والذين يتناقص عددهم بسرعة».


مخاطر مستمرة تلاحق إعلاميي جنوب سوريا

صورة متداولة للإعلامي خليل إبراهيم من مدينة أزرع
صورة متداولة للإعلامي خليل إبراهيم من مدينة أزرع
TT

مخاطر مستمرة تلاحق إعلاميي جنوب سوريا

صورة متداولة للإعلامي خليل إبراهيم من مدينة أزرع
صورة متداولة للإعلامي خليل إبراهيم من مدينة أزرع

في ظل الانفلات الأمني والاضطرابات العشوائية التي تعيشها محافظة درعا في جنوب سوريا، تزايدت مؤخراً حالات استهداف الناشطين في المجال الإعلامي، سواءً كانوا مؤيدين للنظام أو معارضين.

وآخر هذه الحوادث كانت وفاة الإعلامي خليل إبراهيم الموسى، حيث استلمت عائلته جثته في مدينة إزرع بريف درعا الأوسط بعد أن أمضى عاماً في الاعتقال.

وذكرت وسائل إعلام سورية معارضة أن الإعلامي خليل الموسى كان مؤيداً للنظام السوري، وتم اعتقاله بسبب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي التي انتقد فيها الوضع الخدمي وانتشار المخدرات في المنطقة.

وفي الثالث من أبريل (نيسان) الماضي، نعى موقع «18 آذار» المعارض أحد مراسليه في المنطقة الغربية من درعا، بسبب استهدافه بعملية اغتيال في بلدة المزيريب. وقد سبق للموقع أن نعى مديره السابق عاطف الساعدي، الذي قتل خلال تغطيته المعارك التي وقعت بين مجموعات محلية في درعا وخلايا تنظيم «داعش» في حي طريق السد بدرعا البلد، في السادس من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

وكذلك تعرض لمحاولة اغتيال عبد الله قطيفان، أحد العاملين سابقاً بالمجال الإعلامي، وعماد المسالمة، الناشط في المجال الإغاثي، وهما متحدران من منطقة درعا البلد، في شهر أبريل (نيسان) الماضي، بإطلاق نار مباشر عليهما أثناء وجودهما في منطقة المربع الأمني التي يسيطر عليها النظام في مدينة درعا المحطة، مما أدى إلى نقلهما إلى المشفى.

ويقول شادي العلي، مدير شبكة إعلامية محلية في درعا تسمى «درعا 24»، إن العمل الإعلامي في محافظة درعا، وفي سوريا عامة، خصوصاً المناطق التي تُحكم الأجهزة الأمنية قبضتها عليها، من المهن الخطيرة جداً، حيث لا تزال السلطات الأمنية في سوريا وممثليها، تعد أي انتقاد حتى لو كان في مجال الخدمات والمعيشية هو جريمة يعاقب عليها القانون، وحتى لو كان ذلك المُنتقد يحمل جميع توجهات الحكومة السورية، ويتبنى وجهة نظرها، والأمر يصبح أعقد وأشد خطورة بالنسبة للإعلاميين الذين لا يتبنون نظرية السلطة السورية وينتقدون الوضع الأمني والسياسي والمعيشي، هم عُرضة للملاحقة الأمنية بشكل دائم، حتى لو أنهم قاموا بتسوية أوضاعهم أو توقفوا عن ممارسة المهنة.

وأشار إلى أن أبرز المخاوف في عمل الإعلامي في المنطقة هي المخاوف الأمنية من الاغتيال أو الاعتقال بأي لحظة من قبل أي جهة موجودة، سواء الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري أو من الجماعات المسلحة مختلفة الولاءات، كون الإعلامي شاهداً أساسياً في مجريات النزاع والأحداث؛ ما دفع الأطراف صاحبة النفوذ والسلطة في الأرض إلى محاربة أي محاولة لتشكيل رأي عام مناوئ ومغاير لتصرفات الجهات الفاعلة، ما جعل الاغتيال والتهديد سبيلهم الوحيد لقتل الحقيقة، حسب تعبيره.

دوار الحمامة وسط مدينة درعا المحطة (الشرق الأوسط)

وأشار إلى أنه جميع العاملين سابقاً في المجال الإعلامي، أي قبل عملية التسوية في عام 2018 وبعدها، هم الأكثر عرضة للخطر. وذكر على سبيل المثال أن أي نقل لحدث إعلامي في أي قرية أو مدينة يتهم بها العاملون سابقاً في المجال الإعلامي المعارض أو الحاليون، ما يعرض حياتهم للخطر والتهديد. وقال إن هناك تجارب كثيرة أجبرت كثيرين منهم على مغادرة البلاد أو البقاء بشكل خفي تماماً والنزوح المستمر من مكان إلى آخر بحثاً عن الأمان.

وفي السويداء جنوب سوريا، صرح ريان معروف، المشرف على شبكة «السويداء 24» لـ«الشرق الأوسط»، بأن الكوادر الإعلامية بالسويداء غالباً ما تتعرض لعمليات تهديد مباشرة، من قوى الأمر الواقع في المحافظة. ولفت إلى أن آخر حادثة انتهاك بحق الكوادر الإعلامية تطورت لعملية خطف كانت في عام 2022، حيث أقدمت مجموعة تابعة لجهاز الأمن العسكري على خطف ناشط إعلامي، وبعد تدخل وجهاء وتحقيقات أطلق سراحه، مشيراً إلى أن الطريقة التي يتعاطى فيها الإعلاميون والصحافيون مع الإعلام غير السوري جلهم يستخدم الأسماء المستعارة، ولا تعرض أشكالهم، وهذا كله نتيجة الخطر والتهديدات الجسمية التي تتعرض لها هذه الكوادر في حال معرفتها من كل الأطراف، بما فيها النظام السوري الذي يمنع إصدار بطاقات أو تصاريح العمل الصحفي لأي شخصية اعتبارية أو طبيعية لا تعمل بتوجيهاته أو مع مصالحه وخطابه.

موقع «سناك سوري»، وهو موقع محلي مهتم بنقل الحالة السورية في معظم المحافظات السورية، أورد في تقرير سابق جملة من القضايا التي تعرض لها صحافيون وإعلاميون سوريون في مناطق سيطرة النظام السوري، منها عمليات اعتقال وتهديد نفذتها سلطات أمنية سورية، ما دفع صحافيين كثيرين إلى التخلي عن العمل وإعلان الابتعاد عن هذا المجال.

وتحدث «ليث الحوراني»، وهو اسم مستعار لأحد العاملين في المجال الإعلامي في محافظة درعا، لـ«الشرق الأوسط» عن الواقع، قائلاً إن «جميع الإعلاميين في جنوب سوريا مهددون بالخطر دائماً بشكل أو بآخر من النظام والمجموعات الموالية له ومن فصائل التسويات وخلايا (داعش)، وأن سبب استهداف الكوادر الإعلامية جنوب سوريا كونها الوسيلة الأهم لتوثيق الانتهاكات وسرد الحقائق التي يسعى جميع الأطراف لتقديمها وفق روايتهم فقط وبما يخدم مصالحها، وأن المنظمات الدولية المهتمة بحماية الصحافيين عملها محدود جداً في مساعدة الصحافيين في سوريا، في حين أنها تقدم الوعود بالمساعدة لكل من يستطيع الخروج من سوريا».