«شمس الشتاء» ملاذ البريطانيين من نار الطاقة

ارتفاع الأسعار أكثر من 80 %... وإضراب جديد في البلاد

يترقب البريطانيون زيادة أكبر من 80 % في أسعار الطاقة ابتداء من أكتوبر المقبل (إ.ب.أ)
يترقب البريطانيون زيادة أكبر من 80 % في أسعار الطاقة ابتداء من أكتوبر المقبل (إ.ب.أ)
TT

«شمس الشتاء» ملاذ البريطانيين من نار الطاقة

يترقب البريطانيون زيادة أكبر من 80 % في أسعار الطاقة ابتداء من أكتوبر المقبل (إ.ب.أ)
يترقب البريطانيون زيادة أكبر من 80 % في أسعار الطاقة ابتداء من أكتوبر المقبل (إ.ب.أ)

تزامناً مع انطلاق إضراب جديد لعمال البريد البريطاني، أكد جهاز تنظيم قطاع الطاقة البريطاني «أوفجيم»، زيادة بنسبة 80.6 في المائة في سقف أسعار الطاقة اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا»، أنه بناء على تلك الخطوة، سوف ترتفع الفاتورة السنوية لمتوسط الأسر في البلاد من 1971 جنيهاً إسترلينياً (2326 دولاراً) إلى 3549 جنيهاً إسترلينياً. وسوف يدخل السقف حيز التنفيذ، ويشمل نحو 24 مليون أسرة في إنجلترا واسكوتلندا وويلز على رسوم الطاقة غير المسددة اعتباراً من الأول من أكتوبر، وسوف يظل سارياً حتى نهاية العام الحالي، عندما يتم تعديله مرة أخرى.
نظراً للوضع الحالي، حذر «مكتب أسواق الغاز والكهرباء» من أن «الأسعار يمكن أن تسوء بشكل كبير طوال عام 2023»، داعياً الحكومة إلى تقديم مساعدات «عاجلة» في أوج أزمة غلاء معيشة. وبما أن هذه العتبة احتسبت على أساس متوسط أسعار الجملة للغاز خلال الأشهر السابقة، يتوقع الخبراء أن ترتفع إلى أكثر من أربعة آلاف جنيه إسترليني في يناير (كانون الثاني) وحتى ستة آلاف جنيه في الربيع حسب التقديرات الأكثر تشاؤماً، مما سيؤدي إلى زيادة التضخم ليتجاوز العشرة في المائة على أساس سنوي في بريطانيا.
ويشار إلى أن أوروبا تواجه أزمة ارتفاع الأسعار بسبب استمرار تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا واضطراب أسواق الطاقة وسلاسل الإمداد، مما أدى إلى رفع نسب التضخم في اقتصادات منطقة اليورو، حسب محللين.
وتشهد سوق ألواح الطاقة الشمسية في بريطانيا نمواً قوياً في الوقت الذي تستعد فيه الأسر البريطانية لمواجهة ارتفاع قياسي في أسعار الكهرباء خلال الشتاء المقبل.
وذكرت وكالة «بلومبرغ»، أن الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى ارتفاع صاروخي لأسعار الغاز الطبيعي مما أدى إلى أزمة طاقة حادة يمكن أن تدفع بملايين الأسر إلى دائرة فقر الطاقة. وأدى ذلك إلى زيادة الطلب على ألواح الطاقة الشمسية باعتبارها مصدراً أقل تكلفة للحصول على الكهرباء.
وقال جيز برينكلوف صاحب شركة «ألفيرتون إلكتريكس» البريطانية للكهرباء، إن «فترة الانتظار (للحصول على ألواح الطاقة الشمسية حالياً) حوالي شهرين أو ثلاثة أشهر. ومنذ شهور قليلة كانت فترة الانتظار شهراً واحداً... الأمر يتعلق بتوفير المال» بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء.
وحسب اتحاد الطاقة الشمسية في بريطانيا، فقد تم الوصول إلى الطاقة الإنتاجية القصوى لصناعة ألواح الطاقة الشمسية بوتيرة قياسية. وبلغت الطاقة الإنتاجية لألواح الطاقة الشمسية التي تم تركيبها فوق أسطح المنازل في بريطانيا خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 95 ميغاواط، بما يعادل نحو ثلاثة أمثال الطاقة الإنتاجية لهذا القطاع خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وفي الوقت نفسه ارتفع سعر تركيب لوح طاقة شمسية صغير قدرته تتراوح بين 2 و5 كيلوواط بنسبة 15 في المائة سنوياً إلى 1684 جنيهاً إسترلينياً.
ووسط أزمة غلاء المعيشة في البلاد، يدعو أرباب العمل والموردون والجمعيات إلى اتخاذ إجراء حكومي فوري لتجنب صدمة «كبيرة» للأسر ذات الدخل المنخفض، التي تواجه أساساً تضخماً يزيد على عشرة في المائة وهو أعلى معدل في دول مجموعة السبع، بينما بات الاقتصاد البريطاني على حافة ركود. وأشارت جامعة نيويوركيترقب البريطانيون زيادة أكبر من 80 % في أسعار الطاقة ابتداء من أكتوبر المقبل (إ.ب.أ) إلى أن 58 في المائة من الأسر البريطانية مهددة بالفقر في مجال الطاقة ابتداءً من السنة المقبلة.
وبدأ أكثر من 115 ألفاً من عمال شركة «رويال ميل» البريطانية، يوم الجمعة، أول أيام إضراب يستمر لأربعة أيام بسبب نزاع حول الأجور؛ قالت الشركة إنه من المحتمل أن يتسبب في تعطل كبير لخدمات العملاء. وهذا الإضراب هو الأحدث في سلسلة من الإضرابات العمالية في بريطانيا، حيث يطالب العمال بأجور أعلى في مواجهة أزمة تكلفة المعيشة مع ارتفاع فواتير الطاقة وتوقعات بأن يتجاوز التضخم 13 في المائة في وقت لاحق من هذا العام.
وقال ديف وارد الأمين العام لنقابة عمال الاتصالات لشبكة «سكاي نيوز»، «سنقاتل بكل ما في وسعنا للحصول على الزيادة في الأجور التي يستحقها أعضاؤنا». وقالت «رويال ميل»، إنها عرضت زيادة في الأجور 5.5 في المائة لأعضاء نقابة عمال الاتصالات، وهي أكبر زيادة منذ سنوات. لكن النقابة، التي قالت إن الإضراب هو الأكبر في القطاع هذا الصيف في بريطانيا، تعترض على هذه الزيادة، وتقول إن الشركة قررت زيادة في الأجور بلغت اثنين و1.5 في المائة أخرى خاضعة لتغير الشروط والأحكام.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.