تحذير أممي من فجوة غذائية في السودان جراء الفيضانات

ارتفاع عدد الضحايا إلى 89 وتضرر أكثر من 165 ألف شخص

مواطنون من محلية المناقل بالجزيرة وسط السودان وقد غمرتها مياه الفيضانات (رويترز)
مواطنون من محلية المناقل بالجزيرة وسط السودان وقد غمرتها مياه الفيضانات (رويترز)
TT

تحذير أممي من فجوة غذائية في السودان جراء الفيضانات

مواطنون من محلية المناقل بالجزيرة وسط السودان وقد غمرتها مياه الفيضانات (رويترز)
مواطنون من محلية المناقل بالجزيرة وسط السودان وقد غمرتها مياه الفيضانات (رويترز)

حذرت الأمم المتحدة من تواصل هطول الأمطار الغزيزة والفيضانات المفاجئة التي تعقبها في أنحاء السودان المختلفة، من حدوث فجوة غذائية حرجة في مواد الإغاثة، ومن التأثير على مستويات الأمن الغذائي بصورة مثيرة للقلق. وقالت إن نحو 15 ألف شخص إضافي تأثروا بالسيول والأمطار، ليبلغ عدد المتضررين نحو 165 ألفاً، فيما بلغ عدد المنازل المدمرة أكثر من 12 ألف منزل، إضافة إلى تضرر أكثر من 21 ألف منزل في 15 ولاية من أصل ولايات البلاد البالغة 18 ولاية، فيما ارتفع عدد القتلى إلى 89 قتيلا و30 إصابة.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» في تقرير أمس، إن استمرار الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة الناجمة عنه، أثر على عشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد، وإن مفوضية العون الأنساني الحكومية قدرت أعداد المتضررين بنحو 165 ألفا و300 شخص حتى أول من أمس.
ونسبت «أوتشا» إلى مفوضية العون الإنساني الحكومية (HAC) والمنظمات الإنسانية على الأرض والسلطات المحلية، قولها إن الأمطار دمرت نحو 36 ألفا و900 منزل، جزئياً أو كلياً، في 15 ولاية من أصل 18.
وأفادت السلطات الحكومية، بحسب «أوتشا»، بأن 83 شخصًا قتلوا جراء السيول، فيما أصيب 30 آخرون منذ بداية موسم الأمطار، كما أثرت الفيضانات على ما لا يقل عن 238 مرفقًا صحيًا، وأن السيول جرفت 1560 مصدرًا للمياه وأكثر من 1500 مرحاض، وفُقد أكثر من 330 رأسًا من الماشية، وتضرر أكثر من 5200 فدان من الأراضي الزراعية جراء الفيضانات. وقالت «أوتشا» إن عمليات الوصول للمتضررين تواجه صعوبات بيروقراطية وإدارية معقدة، وأضافت: «أُبلغ بعض الشركاء الإنسانيين عن تأخيرات في تصاريح السفر، مع متطلبات بتقديم تفاصيل إضافية، بما في ذلك تحديد الموقع الدقيق وتاريخ تقديم المساعدة والتقييمات». وأضافت: «أدت مطالب السفر الجديدة إلى تأخير الحركة المخطط لها من الشركاء الإنسانيين من الخرطوم إلى بقية الولايات، وعرقلت سرعة الاستجابة».
وأدت مياه السيول والفيضانات في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض والنيل الأزرق ووسط دارفور إلى تقييد حركة الإمدادات التجارية والإنسانية مؤقتًا. ففي الجزيرة أفادت التقارير بأن هناك 9 قرى محاطة بمياه السيول، وأن الطريق الرئيسي الذي يربط المنطقة برئاسة الولاية وأنحاء البلاد تضرر جراء الفيضانات، وأن السلطات والمجتمعات المحلية تتولى أعمال الصيانة لتسهيل الحركة.
وحذرت «أوتشا» من حدوث فجوة حرجة في مواد الإغاثة، لأن الشركاء الإنسانيين فشلوا في تخزين الإمدادات مسبقاً قبل موسم الفيضانات. وقالت إن مجموعات الأمن الغذائي وسبل العيش والمأوى والمواد غير الغذائية والتغذية والصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة، أفادت بوجود فجوات كبيرة من حيث الإمدادات في جميع أنحاء البلاد، ومن تأثير جرف الأراضي الزراعية على مستويات انعدام الأمن الغذائي بشكل مثير للقلق. وقالت سلطات محلية إن المناطق المتضررة توسعت جراء تدفق السيول، وسط توقعات بحدوث سيول جديدة وفيضانات جراء تجاوز المياه في نهر النيل للمنسوب الحرج مع اقتراب ذروة الموسم المطير. وبلغ منسوب مياه النيل في عطبرة شمال 15.32 متر، متجاوزا مستوى الإنذار المحدد بنحو 14.16 متر، وعند الخرطوم بلغ 16.2 متر متجاوزاً المستوى الحرج البالغ 16 مترا.
ونقلت «سودان تربيون» عن الناطق الرسمي باسم شرطة الدفاع المدني، عبد الجليل عبد الرحيم، أن عدد الضحايا ارتفع إلى 89، فيما أصيب 36 شخصاً آخر حتى أول من أمس الثلاثاء، في وقت انهار فيه نحو 50 ألف منزل بصورة كلية وجزئية، وتهدم 61 مرفقًا حكوميًا و69 من المخازن والمتاجر. واتسع نطاق السيول والفيضانات بعد أن ضربت سيول جديدة قرى وأحياء مدينة دنقلا شمالاً. ووفقا لـ«سودان تربيون» فإن تحذيرات من كوارث صحية وبيئية نتيجة جرف المياه أحواض «السيانيد» في مناطق تعدين الذهب التقليدي في الولاية الشمالية.
وحذرت الهيئة العامة للأرصاد الجويّة في السودان من هطول أمطار غزيرة في 5 ولايات، وقالت وحدة الإنذار المبكر إن ولايات القضارف والنيل الأزرق وسنار وكردفان ودارفور ينتظر أن تتأثر بأمطار غزيرة مصحوبة بالرياح والزوابع الرعدية. وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم، فولكر بيرتس، إن المنظمة الدولية أرسلت مساعدات إنسانية إلى 40 ألف شخص، فيما أكدت السفارة الأميركية بالخرطوم وقوفها مع شعب السودان في «الوقت العصيب»، وتعهدت بأن تعمل واشنطن مع المجتمع الدولي لتقديم مساعدات مباشرة من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية «يوسيد»، تشمل مساعدات في حالات الكوارث ودعم توفير مياه الشرب ومواد النظافة والإيواء الطارئة، للمجتمعات الأكثر تضرراً.
ووصل السودان عبر الهلال الأحمر الإماراتي 600 سلة غذائية وعدد من الخيام ومواد الإيواء إلى المناطق المنكوبة في ولاية الجزيرة القريبة جدًا من الخرطوم، فيما وصلت إلى مطار الخرطوم أول أمس أولى الطائرات من الجسر الجوي الذي نظمته المملكة العربية السعودية، تشمل مواد غذائية وإيوائية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.