الاقتصاد يتصدّر حملات مرشحَي رئاسة الحكومة البريطانية

أكثر من نصف العائلات لن تكون لديها تدفئة مناسبة العام المقبل

ريشي سوناك المرشح لزعامة المحافظين خلال لقاء مع بريطانيين من أصل هندي في لندن الشهر الحالي (رويترز)
ريشي سوناك المرشح لزعامة المحافظين خلال لقاء مع بريطانيين من أصل هندي في لندن الشهر الحالي (رويترز)
TT

الاقتصاد يتصدّر حملات مرشحَي رئاسة الحكومة البريطانية

ريشي سوناك المرشح لزعامة المحافظين خلال لقاء مع بريطانيين من أصل هندي في لندن الشهر الحالي (رويترز)
ريشي سوناك المرشح لزعامة المحافظين خلال لقاء مع بريطانيين من أصل هندي في لندن الشهر الحالي (رويترز)

تهيمن أزمة تكاليف المعيشة على السباق للوصول إلى «داونينغ ستريت»، في ظل تضخم بأرقام عشرية واقتراب الاقتصاد البريطاني من حافة الركود. إلا أن المرشّحَين المتنافسَين على خلافة بوريس جونسون لمنصبي زعيم الحزب المحافظ ورئيس الوزراء يتبعان نهجَين متباينين حيال القضية. ويبلغ التضخم في المملكة المتحدة حاليا 10.1%، وهو أعلى مستوى له منذ 40 عاماً، مع توقعات بارتفاعه إلى 13% في أكتوبر (تشرين الأول). وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن محللين لدى «سيتيبنك» يعتقدون أنه قد يتجاوز 18% العام المقبل على خلفية ارتفاع تكاليف الطاقة.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن السقف الجديد لأسعار الطاقة غداً (الجمعة)، في وقت يتوقع بعض الخبراء أن يدفع بعض العائلات قريباً مبلغا قدره 6000 جنيه إسترليني (7100 دولار) سنوياً على الغاز والكهرباء.
وأشارت دراسة أعدتها جامعة يورك، إلى أن أكثر من نصف العائلات البريطانية أو ما يعادل 15 مليون شخص، لن يكون بإمكانهم استخدام التدفئة بشكل مناسب في منازلهم بحلول يناير (كانون الثاني) العام المقبل. وتعهدت المرشّحة الأوفر حظاً ليز تراس بخفض الضرائب وإلغاء الزيادات في مساهمات «التأمين الوطني» التي تموّل خدمة الصحة العامة والإعانات الاجتماعية.
كما تقترح خفض الضرائب على الوقود التي تموّل الانتقال إلى طاقة أنظف ورفضت الحلول المؤقتة لأزمة تكاليف المعيشة مثل تقديم مساعدات مباشرة من الحكومة. ويقول أنصار المرشحة التي تشغل حالياً منصب وزيرة الخارجية، إنها تخطط لوضع موازنة طارئة في غضون أسبوعين إذا فازت في التصويت داخل الحزب.
أما خصمها ريشي سوناك، فيعتقد أن خفض الضرائب لا يؤثر على العائلات ذات الدخل المنخفض، إذ إنه لا يحقق ما يكفي من الدخل لدفعها بجميع الأحوال.
ويفضّل وزير المال السابق، الذي يعد من الأثرياء بفضل مسيرته المهنية في مجال المال والأعمال وزواجه، تقديم مساعدات مباشرة للعائلات ذات الدخل المنخفض التي يرجّح أن تتأثر بارتفاع الأسعار.
ووصف التعهدات بخفض الضرائب في فترة تشهد هبوطاً اقتصادياً وارتفاعاً كبيراً في معدلات التضخم بـ«حكاية من نسج الخيال».
واقترح بدلاً من ذلك خفض ضرائب المبيعات على فواتير الطاقة وخفض الضرائب على الممتلكات التجارية.
دعم المرشّحان رسمياً طموحات المملكة المتحدة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2050.
لكنّ تراس، التي تفضّل الاستثمار بشكل كبير في الطاقة بما في ذلك تقنية التصديع المائي المثيرة للجدل إذا كانت مدعومة من السكان، تريد تحقيق ذلك بطريقة أفضل من دون الإضرار بالسكان والأعمال التجارية. وتفضّل أن يتم إنتاج المزيد من الطاقة من بحر الشمال، وتدعم سياسة الحكومة البريطانية الحالية بشأن الاستثمار في الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة.
أيّدت تراس البقاء في الاتحاد الأوروبي قبل استفتاء العام 2016 على العضوية في التكتل.
واليوم، باتت داعمة لـ«بريكست» ودافعت عن قانون مقترح لإلغاء أجزاء من «بروتوكول آيرلندا الشمالية» الذي وقّعته حكومة المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي والذي يحكم التجارة ما بعد «بريكست» في المقاطعة.
وتعهدت بإلغاء جميع قوانين الاتحاد الأوروبي من مجموعة قوانين المملكة المتحدة للمساعدة على تحريك عجلة النمو.
وعلى غرار سوناك، لم تقدم أي مقترحات للتعامل مع أزمة النقص المزمن في العمالة في المملكة المتحدة ما بعد «بريكست»، خصوصاً بالنسبة للعمال الموسميين. ودافع سوناك بحماسة عن «بريكست» على مدى سنوات، وكان من بين أبرز الداعمين لإنشاء موانئ حرة من أجل تعزيز النمو.
ودعت تراس إلى إصلاح الهيئات الناظمة في حي «سيتي أوف لندن» المالي. وترغب على وجه الخصوص بدمج «هيئة السلوك المالي» و«هيئة التنظيم التحوطي» التي تشرف على المصارف وتعد جزءاً من «مصرف إنجلترا» مع «الهيئة الناظمة لأنظمة الدفع». وانتقدت تراس استجابة «مصرف إنجلترا» لارتفاع معدلات التضخم، واقترحت دراسة النظام الأساسي الذي منحه استقلالاً عملياتياً على السياسة النقدية عام 1997.
ولفت حاكم مصرف إنجلترا أندرو بايلي، في ردّه على ذلك، إلى أن صدقية المملكة المتحدة المالية تعتمد على استقلال المصرف عن الحكومة.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.