استهدف مجهولون دورية من الشرطة العسكرية الروسية بعبوة ناسفة في قرية المعلقة بريف القنيطرة الجنوبي. وقال سكان محليون إن سيارات إسعاف شوهدت متجهة إلى منطقة الاستهداف، وسط انتشار لقوى أمنية وتحليق لطائرات استطلاع روسية. كما تم نصب حاجز مؤقت في المنطقة دقق في البطاقات الشخصية والسيارات للمارة.
ويُعد هذا الاستهداف الثاني للشرطة العسكرية الروسية في جنوب سوريا منذ بداية شهر أغسطس (آب) الحالي، حيث استهدفت عبوة ناسفة صباح الخميس الماضي، دورية من الشرطة العسكرية الروسية أثناء مرورها على أوتوستراد دمشق - درعا بالقرب من جسر مدينة داعل وخربة غزالة، دون وقوع إصابات.
ومع استمرار عمليات الانفلات الأمني في محافظة درعا جنوب سوريا، أصيب مواطن جراء استهدافه بالرصاص المباشر من قبل مجهولين في الحي الغربي بمدينة نوى غرب درعا مساء يوم الاثنين، بينما ألقى مجهولون قنبلة يدوية على منزل أحد المواطنين في الحي الشرقي لمدينة طفس، ما أسفر عن خسائر مادية. كما تعرض شخص يدعى عماد سرور لعملية اغتيال في مدينة الصنمين شمال درعا فجر يوم الثلاثاء. ويوم الاثنين، تعرض قيادي في جماعة تابعة لـ«الفرقة الرابعة» يدعى عبد السلام عثمان لعملية اغتيال رمياً بالرصاص من قبل مسلحين مجهولين في منطقة زراعية ضمن بلدة مزرعة بيت جن تعرف محلياً باسم الخزريجية، بالقرب من بلدة سعسع في ريف دمشق الغربي. ويعد عثمان قائد إحدى الميليشيات المحلية العاملة لصالح الفرقة الرابعة في قوات النظام التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، وتعمل في بلدة مزرعة بيت جن بجبل الشيخ في ريف دمشق الغربي. ووجهت عائلته الاتهامات إلى مجموعة تابعة لقيادي سابق يُعرف باسم «مورو» كان قد قُتل برصاص اثنين من عناصر «الفرقة الرابعة» من عائلة عثمان مطلع العام الحالي، بحسب تقرير إخباري محلي.
وقالت مصادر محلية إن منطقة بيت جن ومزرعة بيت جن شهدتا في أواخر شهر فبراير (شباط) 2022 هجوماً نفذته مجموعة محلية من عناصر «التسويات» يقودها «مورو» وتعمل لصالح جهاز الأمن العسكري بعد اتفاق التسوية مع النظام عام 2017. واستهدف الهجوم منازل لعناصر من مجموعة «عثمان» العاملة مع «الفرقة الرابعة» في بلدة مزرعة بيت جن. وعلى أثر ذلك وقعت اشتباكات أسفرت عن مقتل أحد عناصر «التسويات» من القوات المهاجمة و2 من عناصر مجموعة «الفرقة الرابعة» وإصابة 6 آخرين، كما أحرقت بعض المنازل والسيارات التابعة لمجموعة عثمان.
وتشكلت فصائل «التسويات» في منطقة بيت جن بريف دمشق الغربي بقيادة «مورو» من عناصر مجموعات معارضة سابقة كانت تابعة لـ«الجيش الحر» بالمنطقة رفضت التهجير وقررت البقاء في قراها ضمن اتفاق التسوية الذي شهدته المنطقة نهاية عام 2017. وعملت تلك الفصائل بعد اتفاق التسوية لصالح فرع الأمن العسكري لضمان حمايتها من الملاحقات الأمنية والاحتفاظ بالسلاح الخفيف. ونص اتفاق التسوية حينها على خروج المقاتلين التابعين لتنظيم «جبهة النصرة» (هيئة تحرير الشام حالياً) إلى محافظة إدلب شمال سوريا، ونقل الراغبين من مقاتلي «الجيش الحر» إلى محافظة درعا.
في المقابل، تشكلت مجموعة «الفرقة الرابعة» في بيت جن التي يقودها عثمان من عناصر سابقة بالمعارضة بينهم مطلوبون ومنشقون عن الجيش السوري النظامي.
وكان هؤلاء قد انضموا إلى تشكيل «فوج الحرمون» في جبل الشيخ بقيادة أسد حمزة في عام 2016 والذي تم قتله في عام 2019 بعد خلافات داخلية مع عائلة عثمان في بلدة مزرعة بيت جن.
ويرى مراقبون أن دمشق سعت إلى تشكيل هذه المجموعات المحلية المسلحة من أبناء منطقة بيت جن عقب اتفاقات التسوية، تطبيقاً لرغبات روسيا التي قادت تفاهمات إقليمية مع دول المنطقة لعودة سيطرة النظام السوري على المنطقة الجنوبية بما فيها مناطق ريف دمشق الغربية الواصلة إلى أرياف درعا والقنيطرة، مقابل ضمان عدم دخول الميليشيات الإيرانية و«حزب الله» المنطقة التي تعود إليها سيطرة النظام. وفي كل المناطق التي خضعت لاتفاق التسوية برعاية روسية كانت تُشكل فصائل التسويات من فصائل المعارضة المعتدلة وتحولت لاحقاً إلى فصائل تابعة لصالح الأجهزة الأمنية السورية أو الفيلق الخامس الذي تشرف عليه روسيا.
وتعد منطقة بيت جن من أبرز المواقع الاستراتيجية في الريف الغربي للعاصمة دمشق، فهي تعد الخاصرة الشرقية لجبل الشيخ، ومطلة على قرية شبعا اللبنانية، وتعد نقطة وصل بين أرياف دمشق الغربية والقنيطرة ودرعا، وتقع على الحدود السورية مع لبنان، إضافة إلى كونها نقطة التماس الأخيرة في ريف دمشق الغربي مع الجولان السوري المحتل.
استهداف دورية روسية في ريف القنيطرة
مقتل قيادي في ميليشيا تابعة لـ«الفرقة الرابعة» بريف دمشق الغربي
استهداف دورية روسية في ريف القنيطرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة