عشرات الجثث في مقبرة جماعية بحلب... والاشتباه بـ«داعش»

حزب تركستاني ينفي اعتداءه على أهالي قرية درزية شمال إدلب

دخان يتصاعد من منطقة تعرضت لهجوم جوي روسي غرب محافظة إدلب أول من أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من منطقة تعرضت لهجوم جوي روسي غرب محافظة إدلب أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

عشرات الجثث في مقبرة جماعية بحلب... والاشتباه بـ«داعش»

دخان يتصاعد من منطقة تعرضت لهجوم جوي روسي غرب محافظة إدلب أول من أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من منطقة تعرضت لهجوم جوي روسي غرب محافظة إدلب أول من أمس (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات المحلية وجهات إعلامية، أمس (الثلاثاء)، العثور على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث المتحللة، خلال أعمال خدمية وحفريات في شمال محافظة حلب. وفيما بدأت الشرطة وطواقم طبية بعملية إخراج الجثث وإجراء الفحص الطبي الشرعي عليها لمعرفة هوية الضحايا، رجحت السلطات المحلية أن يكون أصحابها قُتلوا على أيدي تنظيم «داعش» خلال سيطرته على المنطقة عام 2016.
وقال ناشطون في شمال حلب إنه «في أثناء عمليات حفر وتوسعة إحدى الطرق قرب قرية ندّة بريف إعزاز الشرقي شمال حلب، عُثر على مقبرة جماعية تضم رفات عشرات الأشخاص، وسط استنفار قوى الأمن والطواقم الطبية، وتطويق المكان، والبدء بإخراج رفات الجثامين للتمكن من معرفة هوية الضحايا». وأشاروا إلى «اتهامات بضلوع تنظيم (داعش) بعملية قتلهم ودفنهم بشكل جماعي، خلال عملياته في المنطقة عام 2016».
وأفاد مصدر طبي في منطقة أعزاز شمال حلب، بأنه «لم يتم حتى الآن تحديد عدد الضحايا أو جنسيتهم بسبب تحلل الجثث بشكل تام، ولم يتبقَّ منها سوى الهياكل العظمية وبقايا الملابس المهترئة. تعمل الفرق الطبية الشرعية على استخراج الجثث ونقلها إلى المستشفى تمهيداً لتحديد هوية الضحايا».
وخلال السنوات الماضية، عقب طرد تنظيم «داعش» من معاقله السابقة، عُثر على عدد من المقابر الجماعية في مناطق كانت تخضع سابقاً لسيطرة هذا التنظيم المتطرف، أبرزها في مناطق بالرقة، ومحافظة دير الزور شرقي سوريا، ومقابر جماعية أخرى ضمن مناطق خاضعة حالياً لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، ومناطق أخرى ضمن مناطق النفوذ التركي وفصائل المعارضة السورية الموالية لها، شمال حلب.
وفي إدلب، أعلن جهاز «الأمن العام» عن تمكنه من إلقاء القبض على مجرمين قتلوا رجلاً وزوجته من الطائفة الدرزية، قبيل أيام، في شمال محافظة إدلب، ويأتي ذلك في وقت نفى «الحزب الإسلامي التركستاني» صحة الأنباء المتداولة عن اعتداء مجموعة من عناصره على قرى درزية في ريف إدلب. وأفادت مصادر أمنية في محافظة إدلب بأن ما يُعرف بـ«جهاز الأمن العام» تمكن من «إلقاء القبض على المجرمين الذين قاموا بقتل المدعو تركي بياس وزوجته في منطقة كفتين (ذات الغالبية من الطائفة الدرزية)، شمالي إدلب، السبت الماضي».
من جهته، نفى «الحزب الإسلامي التركستاني»، الذي ينتشر عدد من مقاتليه في شمال إدلب وغربها، صحة الأنباء المتداولة عن اعتداء مجموعة من عناصره على أشخاص من سكان قرية قلب لوزة (الدرزية) في ريف إدلب، معتبراً أن المعلومات المتداولة في هذا الشأن «افتراء عليه». وأكد أنه «لا يتدخل في الشؤون المدنية شمال غربي سوريا، ويلتزم بالقتال ضد النظام السوري وأعوانه». يأتي ذلك، عقب أيام من تداول صفحات لناشطين وجهات إعلامية في شمال غربي سوريا، أنباء عن تعرض عدد من أهالي قرية قلب لوزة في جبل السماق شمال إدلب، لاعتداء بالأسلحة الأتوماتيكية من عناصر ينتمون لـ«الحزب الإسلامي التركستاني».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».