أسواق الأسهم تفتتح تعاملات الأسبوع بـ «نزيف حاد»

TT

أسواق الأسهم تفتتح تعاملات الأسبوع بـ «نزيف حاد»

مع ارتفاع حدة المخاوف الاقتصادية في مختلف بقاع الأرض، تعرضت أسواق الأسهم الكبرى لنزيف حاد مع افتتاح تعاملات الأسبوع. وتراجعت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية عند الفتح يوم الاثنين، وقادت أسهم التكنولوجيا الهبوط، بينما يشعر المستثمرون بقلق حيال إشارات متشددة من صانعي السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الفيدرالي في مواجهة تباطؤ النمو الاقتصادي.
وبدأ المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضاً 120.15 نقطة، أو 0.36 بالمائة، إلى 33586.59 نقطة. بينما تراجع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي 33.40 نقطة، أو 0.79 بالمائة، إلى 4195.08 نقطة. وهبط المؤشر ناسداك المجمع 182.05 نقطة، أو 1.43 بالمائة، إلى 12523.16 نقطة.
وانخفضت الأسهم الأوروبية في ظل تراجع الأسواق الرئيسية بالمنطقة وسط مخاوف بين المستثمرين من اتخاذ إجراءات متشددة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، وبلغت حدة التراجعات على مدار اليوم 3 بالمائة.
وقال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناجل لصحيفة ألمانية، إنه يجب على البنك المركزي الأوروبي مواصلة رفع أسعار الفائدة، حتى إذا كان من المرجح بشكل متزايد حدوث ركود في ألمانيا في الوقت الذي سيظل فيه التضخم مرتفعاً بشكل غير مريح طوال عام 2023.
وينصب التركيز حول محضر اجتماع للجنة السياسات بالبنك المركزي الأوروبي المقرر نشره هذا الأسبوع، والذي من المرجح أن يتم خلاله إعلان إجراءات مشددة، وكذلك على أداء مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو الثلاثاء.
وقالت شركة «غازبروم» يوم الجمعة، إن روسيا ستوقف إمدادات الغاز الطبيعي لأوروبا لمدة ثلاثة أيام في نهاية هذا الشهر. وانخفضت أسهم شركات النفط 0.7 بالمائة.
وأغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض، إذ قادت شركات التكنولوجيا ذات الثقل الانخفاض بعد أن تراجعت وول ستريت في نهاية الأسبوع الماضي، وسط ارتفاع عائدات السندات.
وانخفض المؤشر نيكي 0.47 بالمائة إلى 28794.50 نقطة، معوضاً بعض خسائره في التعاملات المبكرة على أثر خفض الصين أسعار الفائدة على الإقراض. كما تراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.1 بالمائة إلى 1992.59 نقطة.
وقال شوغي هوسوي كبير محللي السوق لدى «دايوا سكيوريتيز»: «السوق اليابانية تتبعت انخفاضات وول ستريت (يوم الجمعة)... كان المستثمرون قلقين من التضخم في أوروبا الذي يعد أعلى من المتوقع». وأضاف: «ارتفعت عائدات السندات بسبب ذلك، ما أثار مخاوف من التباطؤ الاقتصادي. واليوم، تضرر المصنعون اليابانيون من هذه المخاوف».
في غضون ذلك، ارتفع الدولار لبضع لحظات الاثنين، فوق عتبة اليورو الواحد بفضل تصميم كثير من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على تشديد سياستهم النقدية. وفي حين أن الاقتصاد الأوروبي سيعاني من القفزة في أسعار الطاقة التي ستحدّ من مجال مناورة البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، فقد اليورو نحو الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش 0.35 بالمائة ليصل إلى 1.0000 دولار، بعد انخفاضه إلى 0.9994 دولار، فيما انخفض الجنيه الإسترليني 0.33 بالمائة إلى 1.1790 دولار، وهي مستويات لم تشهدها السوق منذ منتصف يوليو (تموز).
ومن جانبها، هبطت أسعار الذهب لسادس جلسة على التوالي، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع متأثرة بقوة الدولار وتوقعات برفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي للحد من ارتفاع التضخم.
وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1746.06 دولار للأوقية (الأونصة) من الساعة 01:31 بتوقيت غرينتش، بعد أن وصل إلى أدنى مستوياته منذ 28 يوليو إلى 1743.83 دولار في التعاملات الآسيوية المبكرة. وفقد الذهب ما يقرب من ثلاثة في المائة الأسبوع الماضي. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المائة إلى 1758.80 دولار.
وارتفع الدولار 0.1 في المائة إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من شهر أمام عملات منافسة، ما يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى. والذهب حساس للغاية لارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، لأنه يؤدي إلى زيادة تكلفة فرصة حيازة الذهب الذي لا يدر عائداً.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 19.06 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين 0.3 في المائة إلى 893.38 دولار، وزاد البلاديوم 0.2 في المائة إلى 2129.21 دولار.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
TT

تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية تضغط على أسعار النفط

منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)

انخفضت أسعار النفط يوم الثلاثاء، متأثرة بارتفاع الدولار، بعد أن هدد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، إضافة إلى تقييم المستثمرين تأثير وقف إطلاق النار المحتمل بين إسرائيل و«حزب الله».

وبحلول الساعة 01:06 بتوقيت غرينيتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً، أو 0.38 في المائة، إلى 72.73 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 32 سنتاً، أو 0.46 في المائة، إلى 68.62 دولار.

وهبطت أسعار الخامين القياسيين دولارين للبرميل عند التسوية الاثنين، بعد تقارير تفيد بقرب إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، وهو ما أدى إلى عمليات بيع للنفط الخام.

وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إنه سيوقع على أمر تنفيذي يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع المنتجات المقبلة إلى بلده من المكسيك وكندا. ولم يتضح ما إذا كان هذا يشمل واردات النفط، أم لا.

وأثّر إعلان ترمب، الذي قد يؤثر على تدفقات الطاقة من كندا إلى الولايات المتحدة، على السلع الأساسية المقومة بالدولار. وتذهب الغالبية العظمى من صادرات كندا من النفط الخام البالغة 4 ملايين برميل يومياً إلى الولايات المتحدة، واستبعد محللون أن يفرض ترمب رسوماً جمركية على النفط الكندي، الذي لا يمكن استبداله بسهولة، لأنه يختلف عن الأنواع التي تنتجها بلاده.

وقالت 4 مصادر لبنانية رفيعة المستوى، إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقفاً لإطلاق النار في لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل خلال 36 ساعة.

وقال محللون في «إيه إن زد»: «وقف إطلاق النار في لبنان يقلل من احتمالات فرض الإدارة الأميركية المقبلة عقوبات صارمة على النفط الخام الإيراني». وإيران، التي تدعم «حزب الله»، عضوة في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، ويبلغ إنتاجها نحو 3.2 مليون برميل يومياً، أو 3 في المائة من الإنتاج العالمي.

وقال محللون إن الصادرات الإيرانية قد تنخفض بمقدار مليون برميل يومياً، إذا عادت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى حملة فرض ضغوط قصوى على طهران، وهو ما سيؤدي إلى تقليص تدفقات النفط الخام العالمية.

وفي أوروبا، تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم بطائرات مسيرة روسية في وقت مبكر يوم الثلاثاء، وفقاً لما قاله رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو. وتصاعدت حدة الصراع بين موسكو، المنتج الرئيسي للنفط، وكييف هذا الشهر، بعد أن سمح بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع لضرب عمق روسيا، في تحول كبير في سياسة واشنطن إزاء الصراع.

من ناحية أخرى، قال وزير الطاقة الأذربيجاني برويز شاهبازوف لـ«رويترز»، إن «أوبك بلس» قد تدرس في اجتماعها يوم الأحد المقبل، الإبقاء على تخفيضات إنتاج النفط الحالية بدءاً من أول يناير (كانون الثاني)، وذلك بعدما أرجأت المجموعة بالفعل زيادات وسط مخاوف بشأن الطلب.