كشفت الاحتفالية الحاشدة في «يوم العلم الروسي» التي أقامتها جهات رسمية في دمشق، عن تراجع كبير في موقف السوريين الموالين للنظام حيال الحليف الروسي الذي كان ينظر إليه بأن تدخله العسكري في سوريا عام 2015 في مواجهة «الحرب الكونية» بحسب الخطاب الرسمي، وتراجعت تلك النظرة «الى حد اعتبار الروسي محتلاً».
ويعد يوم العَلم الوطني عطلة رسمية في روسيا يتم الاحتفال بها في 22 أغسطس (آب) كل عام، لإحياء ذكرى الانتصار على الانقلابيين في العام 1991. وأثارت الاحتفالية التي أقامتها جهات حزبية رسمية الاستياء إلى حد التحسر على نضال العلويين ضد الانتداب الفرنسي. فبعد إضاءة مبنى دار الأسد للثقافة والفنون (الأوبرا) في ساحة الأمويين بدمشق، بألوان العَلم الروسي ليلة الأحد، شهدت ساحة الأمويين، إحدى أكبر ساحات العاصمة دمشق، يوم الاثنين احتفالية جرى خلالها رفع علم كبير لروسيا الاتحادية، وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن الاحتفالية تأتي في «إطار مشاركة الشعب الروسي احتفالاته بعيد العَلم الروسي»، وأضافت بأن الاحتفالية تضمنت مسيرة بالدراجات النارية، كما حمل المشاركون فيها العلم الروسي بالحجم الكبير «تعبيراً عن العلاقات الراسخة التي تجمع بين البلدين».
أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي (الحزب الحاكم) حسام السمان، أوضح في تصريح للإعلام الرسمي، أن الهدف من الاحتفالية تقديم الشكر للشعب الروسي على مواقفه «الداعمة» لسوريا في التصدي لـ«الإرهاب». في حين اعتبر رئيس منظمة اتحاد شبيبة الثورة سومر الظاهر، بأن الشعبين السوري والروسي «في خندق واحد بمواجهة الإرهاب والنازية». أما رئيس النادي السوري للدراجات السياحية سامر العوام، فقال، إن هدف مشاركة ناديه في الاحتفالية هو «للتأكيد للعالم أن سوريا وروسيا دولتان محبتان للسلام».
وجاءت ردود الأفعال على التقارير المصورة التي بثتها وسائل الإعلام السورية في معظمها، على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، لتستنكر الاحتفال بعَلم دولة أخرى في وقت تعاني في البلاد أوضاعاً معيشية قاسية، منها تعليق على تقرير جريدة «الوطن» المحلية المقربة من النظام يتساءل ماذا فعل لنا الروس لنحتفي بهم؟ هل استقبلوا لاجئين وآووهم؟ هل أوقفوا الحرب ومدّونا بالاحتياجات الأساسية؟ قدموا المعونات للفقراء المتضررين؟».
وطالب تعليق آخر بتثبيت الأعياد الروسية على الروزنامة وتدريس تاريخ روسيا في المناهج المدرسية. وطالب متابع في تعليق على الخبر المنشور في حساب وكالة «سانا» الرسمية، بـ«رفع أعلام إيران والصين وكوريا الشمالية وعلم أم الطنافس»، قائلاً «خلينا نبين أنو حضاريين وكيوت». وعلى صفحة «شبكة أخبار طرطوس» الموالية للنظام، علق متابع متحسراً على نضال المجاهد الشيخ صالح العلي الذي قاد ثورة جبال العلويين ضد الانتداب الفرنسي.
يذكر، أن التراجع عن تأييد الوجود الروسي في سوريا في أوساط الموالين، يعود إلى التغاضي الروسي المتكرر عن الضربات الإسرائيلية لمواقع في سوريا، وخيبة الأمل من قيام روسيا بدور إنقاذي لجهة وقف نزيف الحرب ودعم الاقتصاد المنهار.
العَلم الروسي في أكبر ساحات دمشق يثير استياء موالين للنظام السوري
العَلم الروسي في أكبر ساحات دمشق يثير استياء موالين للنظام السوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة