مواجهة علنية بين الجمهوريين وتشاؤم أميركي إزاء مصير البلاد

مواقف ترمب قد تدفع حزبه إلى خسارة الانتخابات النصفية

من حملة ليز تشيني التي خسرتها أمام منافسة مؤيدة لترمب (أ.ف.ب)
من حملة ليز تشيني التي خسرتها أمام منافسة مؤيدة لترمب (أ.ف.ب)
TT

مواجهة علنية بين الجمهوريين وتشاؤم أميركي إزاء مصير البلاد

من حملة ليز تشيني التي خسرتها أمام منافسة مؤيدة لترمب (أ.ف.ب)
من حملة ليز تشيني التي خسرتها أمام منافسة مؤيدة لترمب (أ.ف.ب)

مع قرب الانتخابات النصفية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تحتدم المواجهة بين الجمهوريين لتتجسد في انقسامات علنية قد تكلفهم الأغلبية التي يطمحون إليها في الكونغرس.
وقد أثارت تصريحات زعيم الحزب في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، زوبعة من الانتقادات والتساؤلات التي خيمت على أجواء الحزب، فالزعيم الجمهوري المحنك شكك بصراحة بحظوظ حزبه في انتزاع الأغلبية من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ قائلاً: «أعتقد أننا نتمتع بحظوظ أوفر في انتزاع الأغلبية في مجلس النواب وليس الشيوخ. سباقات مجلس الشيوخ مختلفة فهي على مستوى الولاية، ونوعية المرشح تحكم على النتيجة النهائية».
ويقصد مكونيل هنا مجموعة الجمهوريين المدعومين من الرئيس السابق دونالد ترمب، الذين فازوا على مرشحين جمهوريين تقليديين في الانتخابات التمهيدية. فرغم أن فوزهم أظهر نفوذ ترمب المتزايد على الحزب، إلا أن حظوظهم بالفوز في السباق الرئيسي مقابل مرشحين ديمقراطيين متواضعة للأسباب التي تحدث عنها مكونيل. فأعضاء مجلس الشيوخ يتم انتخابهم من قبل الناخبين في الولاية كاملة، إذ تتمتع كل ولاية بتمثيل سيناتورين في الكونغرس بغض النظر عن عدد سكانها.
فيما تختلف انتخابات مجلس النواب، إذ يتم انتخاب كل نائب حسب مقاطعته، ويختلف تمثيل كل مقاطعة في الكونغرس بحسب عدد السكان فيها. لهذا جرت العادة أن يفوز مرشحون معتدلون نسبياً في مجلس الشيوخ، مقابل مرشحين أكثر تشدداً في مجلس النواب. لكن هذا التفسير لم يلق آذاناً صاغية من ترمب الذي استشاط غضباً من تصريحات مكونيل فهاجمه بشكل مباشر، ووصفه بـ«السياسي الفاشل المنهار».
وقال على منصته «تروث سوشيال»، «لماذا يسمح أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون للسياسي الفاشل المنهار ميتش مكونيل، بالاستخفاف بمرشحين جمهوريين لمجلس الشيوخ». وتابع ترمب الذي لم يخف يوماً استياءه من مكونيل الذي انتقده علناً بعد أحداث اقتحام الكابيتول: «هذه إهانة للشرف والقيادة. يجب أن يُمضي المزيد من الوقت، وأن يصرف المزيد من الأموال لمساعدتهم على الفوز ووقتاً أقل لمساعدة زوجته المجنونة وعائلته في جمع ثروتهم من الصين».
ويشير ترمب هنا إلى زوجة مكونيل من أصول صينية الاين تشاو وزيرة النقل السابقة في إدارته، التي قدمت استقالتها بعد أحداث الكابيتول. ولم تتوقف المواجهة العلنية بين الجمهوريين عند هذا الحد، بل استمر تراشق الاتهامات ليشمل النائبة الجمهورية ليز تشيني التي خسرت السباق التمهيدي أمام مرشحة مدعومة من ترمب بسبب معارضتها الشرسة للرئيس السابق. فتشيني التي تعهدت بالاستمرار في العمل السياسي برغم خسارتها في مواجهة ترمب ومناصريه، وصفت السيناتورين الجمهوريين تيد كروز وجود هاولي، بغير المؤهلين للخدمة في منصبيهما، وذلك بسبب مساعيهما لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية. وتحدثت تشيني التي صوتت لصالح عزل ترمب في الكونغرس عن خططها المستقبلية، فقالت: «سوف أعمل جاهدة للحرص على عدم انتخاب من شكك في الانتخابات. هناك بعض المشككين الذين رشحوا لمناصب مهمة للغاية في البلاد. وسوف أعمل ضدهم. وسوف أعمل لدعم منافسيهم».
واعتبرت تشيني أن الرئيس السابق هو «مركز التهديد»، مشيرة إلى أنه «خلق تحركاً يتخطى الحقيقة».
* استطلاعات الرأي
وفيما يتشاجر الجمهوريون، يتساءل الأميركيون ما إذا كانت بلادهم تتوجه نحو الاتجاه الصحيح. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة «إن بي سي» تشاؤماً كبيراً في صفوفهم، إذ اعتبر 21 في المائة فقط منهم أن الولايات المتحدة هي على المسار الصحيح، فيما قال 74 في المائة العكس. وأشار 58 في المائة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إلى أن «أفضل أيام الولايات المتحدة مرت»، فيما اعتبر 35 في المائة منهم أن السنين المقبلة ستكون أفضل. ولا يزال الرئيس الأميركي جو بايدن، يعاني من شعبية سلبية، إذ أظهر الاستطلاع نفسه أن 42 في المائة فقط من الأميركيين يعتقدون أنهم يقوم بعمل جيد في الرئاسة، فيما قال 48 في المائة منهم إنهم يحملون نظرة «سلبية للغاية» تجاهه.
وبمواجهة هذه الأرقام، تصعب مهمة الحزبين مع اقتراب الانتخابات النصفية، وتتأرجح حظوظ الديمقراطيين في الاحتفاظ بالأغلبية في المجلسين مع تزايد الاحتمالات بخسارتهم للأغلبية في مجلس النواب، وإمكان احتفاظهم بالتعادل في مجلس الشيوخ، حيث تبقى الكلمة الأخيرة هناك في حال التعادل لنائبة الرئيس الأميركي.


مقالات ذات صلة

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الحكومة الأميركية لم تُبلغه بنشر المعلومات الاستخباراتية ذات الأصداء المدوِّية على الإنترنت. وأضاف زيلينسكي، للصحيفة الأميركية، في مقابلة نُشرت، أمس الثلاثاء: «لم أتلقّ معلومات من البيت الأبيض أو البنتاغون مسبقاً، لم تكن لدينا تلك المعلومات، أنا شخصياً لم أفعل، إنها بالتأكيد قصة سيئة». وجرى تداول مجموعة من وثائق «البنتاغون» السرية على الإنترنت، لأسابيع، بعد نشرها في مجموعة دردشة على تطبيق «ديسكورد». وتحتوي الوثائق على معلومات، من بين أمور أخرى، عن الحرب التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى تفاصيل حول عمليات التجسس الأميرك

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

موفدة أميركية تحض البرازيل على دعم أوكرانيا بوجه روسيا «المتنمرة»

دعت موفدة أميركية رفيعة المستوى أمس (الثلاثاء)، البرازيل إلى تقديم دعم قوي لأوكرانيا ضد روسيا «المتنمرة»، لتثير القلق من جديد بشأن تصريحات سابقة للرئيس البرازيلي حمّل فيها الغرب جزئياً مسؤولية الحرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. والتقت ليندا توماس – غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي تزور برازيليا، مع وزير الخارجية ماورو فييرا، وزوجة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لكن لم يجمعها أي لقاء بالرئيس اليساري نفسه. وفي كلمة ألقتها أمام طلاب العلاقات الدولية بجامعة برازيليا، قالت الموفدة الأميركية إن نضال أوكرانيا يتعلق بالدفاع عن الديمقراطية. وأضافت: «إنهم يقاتلون ضد متنمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
الولايات المتحدة​ زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

قال رئيس المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، إن كولومبيا هددت بترحيله بعدما فرَّ من الملاحقة إلى بوغوتا، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس (الخميس). وذكر غوايدو أن صوته «لم يكن مسموحاً بسماعه» في كولومبيا، حيث استضاف الرئيس جوستافو بيترو قمة دولية الأسبوع الحالي، في محاولة لحل الأزمة السياسية الفنزويلية. وقال غوايدو للصحافيين في ميامي إنه كان يأمل في مقابلة بعض مَن حضروا فعالية بيترو، لكن بدلاً من ذلك رافقه مسؤولو الهجرة إلى «مطار بوغوتا»، حيث استقل طائرة إلى الولايات المتحدة. وقامت كولومبيا بدور كمقرّ غير رسمي لسنوات لرموز المعارضة الفنزويلية الذين خشوا من قمع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

المحكمة العليا الأميركية تنظر طلب ترمب تأجيل الحكم في قضية «شراء الصمت»

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال جنازة الرئيس الراحل جيمي كارتر (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال جنازة الرئيس الراحل جيمي كارتر (أ.ب)
TT

المحكمة العليا الأميركية تنظر طلب ترمب تأجيل الحكم في قضية «شراء الصمت»

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال جنازة الرئيس الراحل جيمي كارتر (أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال جنازة الرئيس الراحل جيمي كارتر (أ.ب)

رفضت محكمة الاستئناف في نيويورك، اليوم الخميس، طلب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تأجيل النطق بالحكم بشأن إدانته بتهم جنائية تتعلق بدفع أموال لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية، ليصبح القرار بشأن التأجيل المحتمل لإصدار الحكم بيد المحكمة العليا الأميركية.

ومثل قرار محكمة ولاية نيويورك انتكاسة لترمب، الذي يتعين عليه الآن أن يعلق آماله في تجميد القضية على أعلى هيئة قضائية في البلاد، حيث حاول محاموه تجنب الحكم المقرر صدوره غداً الجمعة الساعة 09:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (14:30 بتوقيت غرينتش) في محكمة في مانهاتن.

وقدم ممثلو الادعاء في مانهاتن، وفقاً لوكالة «رويترز»، طلباً إلى المحكمة العليا، صباح اليوم، يعترضون فيه على محاولة ترمب وقف إصدار الحكم.

ويأتي موعد إصدار الحكم قبل عشرة أيام من الموعد المقرر لتنصيب ترمب ليبدأ الولاية الثانية له في الرئاسة. ومن المرجح أن يؤدي أي تأجيل كبير إلى عدم صدور الحكم على ترمب قبل تنصيبه في العشرين من يناير (كانون الثاني).

وقد تفرض المحكمة العليا تعليقاً إدارياً لإصدار الحكم بحق ترمب، وهو ما قد يمنح القضاة التسعة مزيداً من الوقت للنظر في طلبه وقف القضية، أو قد توافق رسمياً على طلبه أو ترفضه. ومن الممكن أيضاً ألا يتخذ القضاة أي إجراء قبل النطق بالحكم.

وأدين ترمب في مايو (أيار) الماضي بعدد 34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتغطية على مبلغ 130 ألف دولار مدفوع لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز مقابل شراء صمتها، قبل انتخابات 2016، بشأن لقاء جنسي قالت إنه جمعها بترمب منذ عقد من الزمن، وهو ما ينفيه ترمب.

وقال ممثلو الادعاء إن الهدف من دفع المبلغ كان زيادة فرص ترمب في انتخابات 2016 عندما فاز على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.