3 تطورات تزيد تعقيد المشهد العسكري في سوريا

قصف تركي يستهدف النظام ومركزاً أممياً... والروس يصوّرون قواعد أميركية

انتشار قوات الجيش السوري في مناطق سيطرة القوات الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي في 10 أغسطس الجاري (الشرق الأوسط)
انتشار قوات الجيش السوري في مناطق سيطرة القوات الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي في 10 أغسطس الجاري (الشرق الأوسط)
TT

3 تطورات تزيد تعقيد المشهد العسكري في سوريا

انتشار قوات الجيش السوري في مناطق سيطرة القوات الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي في 10 أغسطس الجاري (الشرق الأوسط)
انتشار قوات الجيش السوري في مناطق سيطرة القوات الكردية في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي في 10 أغسطس الجاري (الشرق الأوسط)

(تقرير اخباري)
برزت ثلاثة تطورات ميدانية في المناطق الخاضعة لنفوذ «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) شمال شرقي سوريا خلال أسبوع، قد تزيد من تعقيد المشهد العسكري في هذه المنطقة المضطربة والمهددة باجتياح تركي. أول هذه التطورات قصف مسيرة تركية أول من أمس (الجمعة) مركزاً تابعاً للأمم المتحدة في محيط قاعدة للتحالف الدولي غرب محافظة الحسكة على بعد نحو 45 كيلومتراً جنوب الحدود التركية.
فيما كان التطور الثاني نشر طيار روسي مقاطع فيديو تظهر لقطات مثيرة لمقاتلة روسية تحلق فوق أجواء قواعد تتمركز فيها القوات الأميركية شرق سوريا. أما التطور الثالث فتمثل في تعرض القوات السورية الموالية للرئيس بشار الأسد لقصف تركي مرتين في غضون 3 أيام، في مناطق تخضع عسكرياً لسيطرة قوات «قسد» المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن.
وقالت عملية «العزم الصلب» بالتحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش»، في بيان نشر على حسابها بموقع «تويتر» أمس: «إن طائرة مُسيرة بدون طيار استهدفت فتيات ناشطات في برنامج التوعية التعليمية للأمم المتحدة في الحسكة أثناء لعبهن كرة الطائرة»، دون تحديد الجهة الفاعلة. وأدان البيان الهجوم بشدة وأي هجوم آخر يقتل أو يستهدف المدنيين، مضيفاً أن «مثل هذه الأعمال تتعارض مع قوانين النزاع المسلح التي تتطلب حماية المدنيين». وحذر بيان «العزم الصلب» من تصاعد الأعمال العدائية العسكرية شمال سوريا معتبراً أنها «تخلق حالة من الفوضى في منطقة هشة حيث لا يزال تهديد تنظيم (داعش) قائماً».
واللافت أن هذا القصف التركي استهدف منطقة خاضعة لسيطرة قوات «قسد» تقع على بعد نحو 45 كيلومتراً عن الحدود التركية. وبحسب الاتفاقيات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية مع تركيا، يسمح للأخيرة بخرق الأجواء السورية في عمق 30 كيلومتراً، لكنها المرة الأولى التي تقصف فيها نقطة تقع في محيط قاعدة للتحالف الدولي تبعد عنها كيلومترين فقط من جهتها الشرقية. كما تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ عملية «نبع السلام» التركية (في أكتوبر (تشرين الأول) 2019) والسيطرة على مدينتي رأس العين بالحسكة وتل أبيض في الرقة.
في غضون ذلك، التقط طيار روسي كان بجولة تفقدية على متن مروحية روسية صوراً ومقاطع فيديو تظهر قواعد أميركية شمال شرقي سوريا. ونشر الطيار الصور على حساب (عملية Z) على منصة تليغرام تظهر تحركات عدد من الجنود الأميركيين وآليات عسكرية ونقاط تمركزهم في قاعدتي رميلان النفطية الواقعة بالقرب من الحدود العراقية، وقاعدة هيمو غرب مدينة القامشلي. وهذه المرة الأولى التي تُنشر فيها مثل هذه اللقطات المثيرة لمروحية روسية تحلق فوق قواعد ونقاط تمركز القوات الأميركية المنتشرة شرق سوريا.
ومنذ التهديد التركي الأخير بشن عملية عسكرية ضد قوات «قسد» العربية - الكردية، كثفت المروحيات الروسية طلعاتها فوق أجواء المناطق المحاذية للحدود التركية. وتنتشر في هذه المنطقة قواعد أميركية وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان؛ صور ومشاهد حالات التصادم التي تكررت خلال سنوات 2020 و2021 بين جنود الجيش الأميركي والشرطة العسكرية الروسية، التي تنتشر في هذه المنطقة المتداخلة والخاضعة عسكرياً لنفوذ قوات «قسد».
ومن بين التطورات الميدانية الثلاثة، إصابة جنديين من الجيش السوري الجمعة بقصف مدفعي تركي على نقاطه المنتشرة في قرية الدردارة شمال بلدة تل تمر الواقعة أقصى شمال غربي محافظة الحسكة، في ثاني حادثة من نوعها في غضون أسبوع، بعد مقتل 3 عسكريين وجرح 6 آخرين من الجيش النظامي في 16 من الشهر الحالي إثر استهداف الطيران الحربي التركي نقطة عسكرية في بلدة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي.
على الصعيد السياسي وتعليقاً على شروط التقارب بين دمشق وأنقرة وتركيز تركيا على القضاء التام على «التهديد الإرهابي» على طول الحدود التركية - السورية، قالت نوروز مسلم عضو المكتب التنظيمي لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي»، إحدى أبرز الجهات السياسية التي تدير الإدارة الذاتية شرق الفرات، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «الادعاءات» التركية بالتوسط من أجل «مصالحة» بين المعارضة السورية والنظام الحاكم في دمشق وإعادة اللاجئين إلى ثلاث مدن سورية خاضعة لقبضة النظام «ليست إلا ادعاءات واهية وغير صحيحة هدفها إظهار صورتها (تركيا) بشكل جيد أمام المجتمع الدولي... لكنها في الحقيقة ترتكب جرائم مفجعة بحق الشعب السوري وتقصف بطائراتها المسيرة المدن والقرى الآهلة بالسكان».
وتابعت مسلم حديثها قائلة: «تركيا ليس بإمكانها كسر إرادة الشعب الذي دفع عشرات الآلاف من الشهداء ثمناً لتحرير هذه الأراضي من تنظيم (داعش) الإرهابي». واعتبرت أن أنقرة تريد ضرب «مشروعنا الديمقراطي». وعن إمكانية موافقة السلطة السورية على الشروط التركية وضرب القوات الكردية التي تصنفها أنقرة «إرهابية»، ترى السياسية الكردية نوروز أحمد أن دمشق لديها رغبة بإعادة العلاقات مع أنقرة، لكنها تساءلت قائلة: «هل ستحارب دمشق الإدارة الذاتية لشمال سوريا وقواتها العسكرية التي هي جزء كبير وحقيقي من سوريا، من أجل استرجاع العلاقات مع أنقرة؟». ورأت أن سلوك السلطة السورية «المتعنت» وإصرارها على «عودة البلاد إلى ما قبل 2011» (الثورة ضد الأسد) يُفهم على أنه «بمثابة قبول ضمني للشروط التركية، في حال حققت أنقرة (في المقابل) مطالب دمشق».


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.