موسكو تتهم واشنطن بالسعي لقضايا خارج «النووي» الإيراني

«الأمن القومي» الأميركي نفى تقديم «تنازلات كبيرة» لطهران > باقري كني قال إن إدارة بايدن ضمنت البقاء في الاتفاق لخمس سنوات ونصف

أوليانوف يغادر قصر كوبرغ مقر المحادثات النووية في فيينا في 5 أغسطس 2022 (أ.ب)
أوليانوف يغادر قصر كوبرغ مقر المحادثات النووية في فيينا في 5 أغسطس 2022 (أ.ب)
TT

موسكو تتهم واشنطن بالسعي لقضايا خارج «النووي» الإيراني

أوليانوف يغادر قصر كوبرغ مقر المحادثات النووية في فيينا في 5 أغسطس 2022 (أ.ب)
أوليانوف يغادر قصر كوبرغ مقر المحادثات النووية في فيينا في 5 أغسطس 2022 (أ.ب)

ألقى المبعوث الروسي إلى محادثات فيينا، باللوم على الولايات المتحدة في السعي وراء قضايا «لا علاقة لها» بمسار إحياء الاتفاق النووي، لكنه توقع نهاية الجهود الدبلوماسية في «الأيام القليلة المقبلة»، في وقت تضاربت فيه الأنباء أمس، بشأن رد وشيك من واشنطن على حزمة مقترحات قدمتها إيران رداً على ما وصفه الاتحاد الأوروبي مقترحاً «نهائياً» لعودة متبادلة بين طهران وواشنطن إلى اتفاق 2015.
وقال أوليانوف خلال مؤتمر في موسكو أمس، إن الأطراف المشاركة في محادثات الاتفاق النووي «قد تتوصل إلى إجماع بشأن إحياء الاتفاق في الأول من سبتمبر(أيلول)»، مشيراً إلى أن اتفاقاً بشأن استعادة خطة العمل المشتركة الشاملة يمكن التوصل إليه «حرفياً في الأيام المقبلة»، حسبما أوردت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية.
وقال أوليانوف إن «هناك أموراً كثيرة تم التوصل إليها لإعادة إحياء الاتفاق النووي (الخاص بإيران)»، لافتاً إلى أن «هناك 3 نصوص لإعادة إحياء الاتفاق النووي، والاتحاد الأوروبي يحاول تقريب وجهات النظر»، مشيراً إلى أن «لدينا انطباعات بأن واشنطن تريد حل مسائل عالقة أخرى لا علاقة لها بالاتفاق النووي».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن أوليانوف قوله إن «الإدارة الأميركية تعيش في عالم آخر تماماً، لأن ما كتب في هذا المشروع غير قابل للتحقيق»، معتبراً أنه «لا أحد تمكن من إثبات أن إيران لديها صواريخ قادرة على حمل الرؤوس النووية»، لافتاً إلى أنّ «هناك بعض الاستفسارات لمنظمة الطاقة الذرية بشأن اليورانيوم الإيراني وتخصيبه، لكنها ليست مسألة ملحة».
> ترقب أوروبي
وقال مسؤول أوروبي كبير لـ«الشرق الأوسط» صباح أمس، إن الكتلة الأوروبية تترقب الرد الأميركي بشأن الطلبات الإيرانية لتعديل المسودة الأوروبية، مشدداً على أنه «من المستحيل تقييم الرد الإيراني قبل تلقي الرد الأميركي».
ورجح عدد من الصحافيين الغربيين المتابعين لمحادثات فيينا، صباح أمس (الجمعة)، أن توجه الولايات المتحدة ردها على حزمة المقترحات الإيرانية مع حلول السبت. وتوقع مراسل «وول ستريت جورنال» لورنس نورمان على «تويتر»، بأن «تستجيب الولايات المتحدة للمخاوف (الطلبات) الإيرانية»، في وقت لاحق اليوم عبر الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى سعي أميركي لمعالجة مخاوف طهران «دون تغيير في النص ودون ترك قضايا مفتوحة».
وفي كوريا الجنوبية، أكدت وكالة «يونهاب» أن النائب الأول لوزير الخارجية، أجرى سلسلة اتصالات أمس، مع المبعوث الأميركي الخاص بإيران وكذلك المسنق الأوروبي لمحادثات فيينا، إنريكي مورا.
وشدد المسؤول الكوري الجنوبي على أن «الوقت قد حان لإنهاء المفاوضات»، معرباً عن دعم بلاده لاستعادة الاتفاق. وقالت الوكالة: «يجب أن تؤتي المفاوضات ثمارها لإطلاق الأصول الإيرانية المجمدة». وقال مسؤول بوزارة الخارجية: «بالرغم من وجود ملاحظة أن التسوية كانت وشيكة في مارس (آذار)، فإن هناك ضرورة ملحة مختلفة الآن، على ما يبدو».
وأبدى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره العماني بدر البوسعيدي، استعداد طهران لدخول مرحلة جديدة من محادثات فيينا «إذا احترمت واشنطن الخطوط الحمراء لإيران». وبعد تلقيه اتصالاً من عبد اللهيان، أجرى البوسعيدي اتصالاً مع المبعوث الأميركي الخاص بإيران.
> طلبات طهران
وتناقلت مواقع إخبارية إيرانية تصريحات من كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني لعدد من الصحافيين بشأن تفاصيل الجدول الزمني للاتفاق.
وبحسب موقع «خبر أونلاين» الإيراني فإن الاتفاق يبدأ بأربعة مواعيد تنفيذية كالتالي:
- يوم «الإجماع»: يوقع فيه وزراء خارجية أطراف الاتفاق على المسودة، على أن تبدأ في نفس اليوم «مراجعة الأوامر التنفيذية للرئيس الأميركي السابق لا إلغاؤها»، وسترفع العقوبات عن المؤسسات الاقتصادية و17 مصرفاً إيرانياً.
- يوم المصادقة: سيأتي بعد 60 يوماً، بناءً على طلب الطرف الإيراني لعرض الاتفاق على البرلمان، كما تقوم الأطراف الأخرى بالإجراءات المطلوبة.
- یوم إعادة التطبيق: من المقرر أن يبدأ تنفيذ الاتفاق النووي بصورة كاملة، على أن إيران تعلن استعدادها للخطوة قبل سبعة أيام على ذلك. وفي هذا اليوم ستلغى الأوامر التنفيذية للرئيس ترمب بشكل كامل، كما أن إيران لم ترسل المواد النووية إلى الخارج قبل يوم التطبيق.
- يوم الإنجاز: يتعين على جميع الأطراف تنفيذ التزاماتهم بعد 45 يوماً من يوم التطبيق.
أما عن طريقة التحقق، فقال باقري كني إن الفترة تمتد على 48 ساعة، لكنه أشار إلى أن البنك المركزي الإيراني ووزارة النفط سيبدآن عملية التحقق من يوم «الإجماع» لفترة أربعة أشهر.
وبشأن آلية «سناب بك» التي تنص على عودة تلقائية للعقوبات الأممية في حال لم تلتزم إيران بالاتفاق النووي، أبلغ باقري كني الصحافيين بأن إزالتها من نص الاتفاق «كانت غير ممكنة بسبب وجودها في نص الاتفاق الأصلي وكذلك القرار 2231 الصادر من مجلس الأمن». لكنه قال: «تقرر أن تكون آلية معقولة أكثر» وأضاف: «تقرر أن يكون تفعيلها ممكناً بناءً على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.... كما قررنا أنه إذا أقدمت إحدى الدول لتفعيل الآلية بصورة غير مقبولة، فستقوم الدول الأخرى بتعويض خطوتها».
وبشأن الضمانات التي تطالب بها إيران لعدم الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، نُقل عن باقري كني قوله إن «النقطة المهمة هي أن الطرف الآخر من المؤكد لن ينسحب من الاتفاق النووي حتى نهاية فترة بايدن». وأضاف: «بحسب الاتفاق إذا أراد الرئيس المقبل الانسحاب من الاتفاق النووي فيجب أن تمر ثلاث سنوات من فترته» مضيفاً أن الإدارة الأميركية «لن تتمكن من الانسحاب قبل خمس سنوات ونصف» نظراً لبقاء عامين ونصف على فترة بايدن.
أما عن تبادل السجناء، فقد نُسب إلى باقري كني قوله إن العملية «أصبحت نهائية في فترة المفاوض السابق عباس عراقجي، وأصبحت إحدى الوثائق نهائية حينذاك ونحن مستعدون لإجرائها، لقد كان التباطؤ من الجانب الأميركي وتقرر تأجيلها للمستقبل».
يأتي ذلك، بعدما أطلقت وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة الإيرانية، صباح الخميس، حملة جديدة لترويج ما تصر إيران على تحققه في الاتفاق المحتمل.وقالت قنوات إيرانية على شبكة «تلغرام» الخميس، إن المرحلة الأولى من إلغاء العقوبات ستمتد على 120 يوماً، في إطار الاتفاق المحتمل، وستشمل رفع العقوبات «17 بنكاً إيرانياً» و«إبطال 3 أوامر تنفيذية» للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي انسحب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018.
وتزعم التسريبات أن إيران طالبت الإدارة الأميركية بدفع تعويضات في حال الانسحاب من الاتفاق النووي، كما تعفي الشركات الأجنبية العاملة في إيران من العقوبات. كما تتحدث عن «بيع 50 مليون برميل من النفط الخام»، و«إلغاء العقوبات عن 150 كياناً إيرانياً، بما في ذلك مؤسسة تنفيذ لجنة أوامر الإمام» الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، وكذلك «إطلاق 7 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية».
> تباين أميركي
في وقت لاحق الخميس، نفى مجلس الأمن القومي الأميركي تنازلات في محادثات إحياء الاتفاق النووي، تلبي طلبات إيران بشأن إغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقديم ضمانات لإعفاء الشركات الغربية العاملة في إيران من العقوبات.
وحذر كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، السيناتور جيم ريش، في تغريدات على «تويتر» من أن النظام الإيراني «يسعى للحصول على ضمانات من خطة العمل الشاملة المشتركة من إدارة بايدن بإنهاء تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحماية الشركات الغربية العاملة في إيران والسماح لإيران بتسريع أعمال الأسلحة النووية إذا انسحبت إدارة مستقبلية من الصفقة».
ووصف ريش مطالب إيران بأنها «ابتزاز وستسجل في التاريخ على أنها إخفاق كبير لسياسة بايدن الخارجية»، محذراً من أن الاتفاق «سيهدد أمن شركائنا والأميركيين في المنطقة»، متوقعاً أن تكون نتيجة رفع العقوبات إذا عادت إدارة جو بايدن إلى الاتفاق النووي «زيادة الإرهاب الإيراني».
كما أشار السيناتور الجمهوري إلى «تخطيط إيران لتنفيذ اغتيالات ضد المسؤولين الأميركيين السابقين»، متهماً إيران بـ«تزويد روسيا بطائرات مسيرة مسلحة لمهاجمة أوكرانيا»، وكذلك «تعطيل مراقبة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، و«دعم هجمات الجهاد الإسلامي ضد إسرائيل»، وكذلك «مهاجمة القوات والدبلوماسيين الأميركيين».
وكتب حساب مجلس الأمن القومي الأميركي في «تويتر» رداً على ريش: «لا شيء هنا صحيح. لن نقبل أبداً مثل هذه الشروط»، وأضاف: «في الوقت نفسه لم نكن نترك اتفاقاً كان يعمل، فقط لرؤية إيران تسرع برنامجها النووي بشكل كبير».
وقبل الرد، نقل موقع «اكسيوس» الإخباري عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، أن التقارير «التي قبلنا أو ندرس تنازلات جديدة لإيران كجزء من إعادة الدخول في الاتفاق النووي لعام 2015 خاطئة بشكل قاطع».
وأبلغ مسؤول إسرائيلي كبير الصحافيين، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد بعث برسالة إلى البيت الأبيض الخميس، مفادها أن مسودة الاتفاقية النووية للاتحاد الأوروبي «لا تتماشى مع الخطوط الحمراء لإدارة بايدن».
وتحدث لبيد الخميس مع تيد دويتش، رئيس لجنة الشرق الأوسط المنبثقة عن لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، ومع توم نايدز، السفير الأميركي لدى إسرائيل.
وفي بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني، قال المسؤول الإسرائيلي إن الوقت حان لإنهاء المحادثات مع إيران، مُضيفاً: «أي شيء آخر يبعث برسالة تنم عن ضعف».
وتابع: «حان الوقت للجلوس والتحدث عما يجب القيام به في المستقبل من أجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي».
وأعلنت إسرائيل مراراً معارضتها لجهود إحياء الاتفاق النووي واحتفظت بحقها في القيام بعمل عسكري لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي أو ضد الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة. وفي المقابل، حذرت إيران، من رد «ساحق» على أي هجوم إسرائيلي.
ومن المقرر أن يتوجه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، لإجراء مزيد من المحادثات.
وكان لبيد قد توجه بطلب مماثل إلى الأطراف الأوروبية، وشدد في اتصال هاتفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس، على «ضرورة نقل رسالة حادة وواضحة من قبل أوروبا، مفادها عدم تقديم مزيد من التنازلات للإيرانيين»، وأضاف أنه «يتعين على أوروبا أيضاً معارضة أسلوب المماطلة الذي تتبعه إيران في المفاوضات»، مجدداً التأكيد على معارضة إسرائيل إحياء الاتفاق النووي.
وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين) مباحثات لإحيائه في أبريل (نيسان) 2021، تم تعليقها مرة أولى في يونيو (حزيران) من العام ذاته. وبعد استئنافها في نوفمبر (تشرين الثاني)، علّقت مجدداً منذ منتصف مارس (آذار) مع تبقي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، رغم تحقيق تقدم كبير في سبيل إنجاز التفاهم.
وأجرى الطرفان، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي، مباحثات غير مباشرة ليومين في الدوحة، أواخر يونيو، لم تفضِ إلى تحقيق تقدم يذكر. وفي 4 أغسطس (آب)، استؤنفت المباحثات في فيينا، بمشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر. وبعد 4 أيام من التفاوض، أكد الاتحاد الأوروبي أنه طرح على الطرفين الأساسيين صيغة تسوية «نهائية».


مقالات ذات صلة

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

شؤون إقليمية «الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

«الطاقة الذرية» تؤكد وضع كاميرات في إيران

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التقارير بشأن إعادة وضع كاميرات مراقبة في إيران، في سياق الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. وقال فريدريك دال، المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن «العمل جار» دون تحديد عدد الكاميرات أو المواقع التي وصلتها الوكالة الدولية. وأفادت «جمعية الحد من التسلح» التي تراقب امتثال لدول لمعاهدة حظر الانتشار النووي ومقرها واشنطن، بأن الوكالة الدولية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض منشآت إيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي في طهران بداية مارس

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أنباء عن إعادة كاميرات المراقبة «الأممية» في منشآت نووية إيرانية

أفادت «جمعية الحد من التسلح» بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت في إعادة تركيب كاميرات المراقبة في بعض المنشآت النووية الإيرانية بموجب الاتفاق الأخير بين مدير الوكالة رافائيل غروسي، وإيران التي تقترب من عتبة الأسلحة النووية. وتوصل غروسي طهران في بداية مارس (آذار) إلى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين بشأن إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في مواقع نووية عدة وزيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو. وتسبب الاتفاق في تفادي مجلس محافظي التابع للوكالة الدولية إصداراً جديداً يدين طهران بسبب عدم تجاوبها مع مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خصوصاً تلك المتعقلة بالتحقيق في ثلاثة مواقع سرية، عثر فيها على آثا

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

الكشف عن «فوردو»... أبرز تسريبات مسؤول أعدمته إيران بتهمة التجسس

بعد نحو 5 أشهر على إعدام علي رضا أكبري، النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني، على خلفية اتهامه بالتجسس لصالح بريطانيا، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر إسرائيلية وإيرانية أن المسؤول السابق «كان جاسوساً غير متوقع» بسبب ولائه الشديد للنظام، لكنه لعب دوراً رئيسياً في الكشف عن منشأة فوردو التي ضمت أنشطة سرية لإيران قبل أن تعترف طهران بوجود موقع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت الأرض في عام 2009. وأعدم أكبري (62 عاماً)، الذي يحمل الجنسية البريطانية، فجر 14 يناير (كانون الثاني)، بعد ثلاثة أيام من تسريب قضية اعتقاله لوسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

موسكو تُحمل الغرب تعثر إحياء «الاتفاق النووي»

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من ضياع فرص إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وحمّل الغرب مسؤولية تعثر المفاوضات. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس: «سيكون من الخطأ الفادح تفويت فرصة استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي»، وحمّل «تصرفات الغرب» المسؤولية إذ قال «في هذه المرحلة، لا يعتمد استئناف الاتفاق، على إيران أو روسيا أو الصين... الذين دمروه يجب عليهم إعادته إلى الحياة الآن». وانتقد لافروف «متطلبات جديدة لم يتم ذكرها في المسودة الأولى للاتفاق». وأضاف «لنفترض أنه تم التوصل إلى اتفاق لاستئنافه منذ فترة طويلة.

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

عبداللهيان يتحدث عن «مبادرات» لاستئناف مفاوضات «النووي»

أعلن وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان، أمس أن بلاده تلقت أفكاراً بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 عن إيران، معرباً عن امتنانه للدور البناء لسلطان عمان ونواياه الصادقة في هذا الصدد. وفي اليوم الثاني لزيارته إلى عمان التي اختتمها أمس متوجهاً إلى بيروت، قال عبداللهيان عقب لقائه مع نظيره العماني إن مسقط «تلعب دائماً دوراً بناء» في محادثات النووية، وأضاف «قد أجرينا المشاورات اللازمة في هذا الصدد». وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن عبداللهيان القول إن سلطنة عُمان لديها «مبادرات جدية» فيما يخص الملف النووي الإيراني «ستسهم» في عودة المفاوضات. وذكرت وزارة الخارجية العما

ميرزا الخويلدي (مسقط)

5 قتلى بإطلاق نار في قرية شمال إسرائيل

الشرطة الإسرائيلية تطوق موقع إطلاق نار في الضفة الغربية يونيو الماضي (أرشيفية-رويترز)
الشرطة الإسرائيلية تطوق موقع إطلاق نار في الضفة الغربية يونيو الماضي (أرشيفية-رويترز)
TT

5 قتلى بإطلاق نار في قرية شمال إسرائيل

الشرطة الإسرائيلية تطوق موقع إطلاق نار في الضفة الغربية يونيو الماضي (أرشيفية-رويترز)
الشرطة الإسرائيلية تطوق موقع إطلاق نار في الضفة الغربية يونيو الماضي (أرشيفية-رويترز)

قالت صحيفة «جيروزاليم بوست»، اليوم (الأربعاء)، إن 5 أشخاص قُتلوا في إطلاق نار بقرية بسمة طبعون في شمال إسرائيل، وفق ما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي».

وبسمة طبعون قرية أقيمت عام 1963 بهدف استقرار قبيلتين بدويتين.


«الشاباك» الإسرائيلي يحبط «محاولة إيرانية» لاستهداف بن غفير

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (د.ب.أ)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (د.ب.أ)
TT

«الشاباك» الإسرائيلي يحبط «محاولة إيرانية» لاستهداف بن غفير

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (د.ب.أ)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (د.ب.أ)

أعلن جهاز «الشاباك» الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، إحباط محاولة إيرانية لتنفيذ «اعتداء» في إسرائيل تضمنت استهداف شخصيات عامة بينها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، حيث اعتقلوا خمسة أشخاص، بينهم عربيان من سكان مدينة الناصرة وقرية المقيبلة في شمال إسرائيل، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية.

ووفق ما نشرته قناة «إي 24 نيوز» الإسرائيلية، اليوم، كشف البيان الصادر عن «الشاباك» والشرطة والجيش الإسرائيلي عن «إحباط شبكة مسلحة نشطت في إسرائيل وفي الضفة الغربية، بموجب تعليمات جهات أمنية إيرانية بهدف تنفيذ أنشطة عدوانية وتقويض أمن دولة إسرائيل وأمن مواطنيها».

وقالت القناة: إنه في إطار التحقيقات بالقضية اعتقل «الشاباك» خمسة متورطين، ثلاثة منهم من الضفة الغربية، ومواطنان عربيان من شمال إسرائيل.

وقال البيان: إن «التحقيقات كشفت طريقة عمل إيرانية، باستخدام مواطنين إسرائيليين، أيضاً ممن لديهم خلفية جنائية، وتجنيدهم لصالح تنفيذ اعتداءات في منصات عمل إجرامية مقابل مبالغ مالية».


إيران تعلن أرسال قمر صناعي عسكري إلى مدار الأرض

إطلاق مر صناعي إيراني (أرشيفية - أ.ب)
إطلاق مر صناعي إيراني (أرشيفية - أ.ب)
TT

إيران تعلن أرسال قمر صناعي عسكري إلى مدار الأرض

إطلاق مر صناعي إيراني (أرشيفية - أ.ب)
إطلاق مر صناعي إيراني (أرشيفية - أ.ب)

أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، اليوم الأربعاء، بأن إيران أرسلت القمر الصناعي «نور 3» إلى مدار الأرض.

وقال المتحدث باسم «وكالة الفضاء الإيرانية»، حسين دليران، إن الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أطلقت قمراً صناعياً عسكرياً في الفضاء.

وأضاف أن القمر «نور 3» انطلق إلى الفضاء على متن الصاروخ «قاصد».


تحقيق استقصائي يكشف شبكة اتصالات إيرانية لترويج البرنامج النووي

أريان طباطبايي تجلس خلف روب مالي في أحد لقاءاته مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في صيف 2021 (الوكالة الدولية)
أريان طباطبايي تجلس خلف روب مالي في أحد لقاءاته مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في صيف 2021 (الوكالة الدولية)
TT

تحقيق استقصائي يكشف شبكة اتصالات إيرانية لترويج البرنامج النووي

أريان طباطبايي تجلس خلف روب مالي في أحد لقاءاته مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في صيف 2021 (الوكالة الدولية)
أريان طباطبايي تجلس خلف روب مالي في أحد لقاءاته مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في صيف 2021 (الوكالة الدولية)

نشر موقع «سيمافور» الإلكتروني، اليوم (الثلاثاء)، تحقيقا استقصائيا، كشف فيه معلومات «مثيرة»، تتعلق بالجهود «الهادئة» التي تبذلها إيران لتعزيز صورتها ومواقفها بشأن قضايا الأمن العالمي، وخصوصا برنامجها النووي.

وتحدث التحقيق بشكل خاص عن جهود طهران لبناء شبكة من الأكاديميين والباحثين المؤثرين من أصول إيرانية، من أبناء الجيل الثاني المهاجرين في الخارج، أطلق عليها اسم «مبادرة خبراء إيران»، برعاية مباشرة من وزارة الخارجية.

وذكر التحقيق مراسلات الحكومة الإيرانية ورسائل البريد الإلكتروني، وترجمتها بواسطة قناة «إيران إنترناشيونال»، الناطقة بالفارسية ومقرها في لندن، وتمت مشاركتها مع «سيمافور». وقدمت المؤسستان تقريرا مشتركا عن بعض جوانب عمل «مبادرة خبراء إيران»، وأنتجتا بشكل منفصل مواد خاصة عنها.

وبحسب التحقيق تم تأسيس تلك «المبادرة» في ربيع عام 2014، خلال ولاية الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، الذي أثنى في ذلك الوقت، مع عدد من المسؤولين الإيرانيين، على جهود «المبادرة» التي تمكنت، على الأقل، من إيصال 3 من الأشخاص المدرجين في قائمة وزارة الخارجية الإيرانية، كانوا، أو أصبحوا، من كبار المساعدين لروبرت مالي، المبعوث الخاص لإدارة بايدن بشأن إيران، الذي وُضع في إجازة في يونيو (حزيران) الماضي بعد تعليق تصريحه الأمني.

وتقدم الوثائق رؤى جديدة عميقة وغير مسبوقة حول تفكير وزارة الخارجية الإيرانية وأعمالها الداخلية في وقت حرج من الدبلوماسية النووية، وتظهر كيف كانت إيران قادرة على القيام بهذا النوع من عمليات التأثير.

وتكشف الاتصالات مدى وصول الوزارة الخارجية في إدارة الرئيس السابق حسن روحاني إلى دوائر السياسة في واشنطن وأوروبا، خاصة خلال السنوات الأخيرة لإدارة باراك أوباما، من خلال هذه الشبكة.

صورة نشرتها قناة «إيران إنترناشيونال» من مراسلة فريق ظريف و«خبراء مبادرة إيران» خلال المفاوضات النووية

كتاب ومحللون

المشاركون في «المبادرة» هم من الكتاب غزيري الإنتاج لمقالات افتتاحية وتحليلات، وقدموا رؤى على شاشات التلفزيون و«إكس» (تويتر سابقا)، وروجوا بانتظام للحاجة إلى تسوية مع طهران بشأن القضية النووية، وهو موقف يتماشى مع إدارتي أوباما وروحاني في ذلك الوقت.

وتصف رسائل البريد الإلكتروني المبادرة التي تم إطلاقها بعد انتخاب روحاني عام 2013، عندما كان يتطلع إلى إيجاد تسوية مع الغرب بشأن القضية النووية. ووفقا لرسائل البريد الإلكتروني، تواصلت وزارة الخارجية الإيرانية، من خلال مركزها البحثي الداخلي، معهد الدراسات السياسية والدولية، مع عشرة أعضاء «أساسيين» للمشروع، الذي خططت من خلاله للاتصال على مدى الأشهر الثمانية عشر المقبلة من أجل العمل بقوة على تنفيذ المشروع، لتعزيز مزايا الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن، الذي تم توقيعه عام 2015.

ومع اكتساب المشروع زخما، كتب سعيد خطيب زاده، وهو دبلوماسي إيراني مقيم في برلين والمتحدث باسم وزارة الخارجية فيما بعد، رسالة إلى مصطفى زهراني، رئيس مركز أبحاث في الخارجية الإيرانية، في 5 مارس (آذار) 2014، قال فيها: «تتكون هذه المبادرة التي نطلق عليها اسم (مبادرة خبراء إيران) من مجموعة أساسية مكونة من 6 إلى 10 إيرانيين متميزين من الجيل الثاني الذين أقاموا انتماءات مع مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية الدولية الرائدة، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة. وتنوعت اتصالاتهم بين اللغتين الإنجليزية والفارسية، وترجمتها (إيران إنترناشيونال) وتم التحقق منها بشكل مستقل بواسطة سيمافور».

وبعد أسبوع، كتب خطيب زاده مرة أخرى في 11 مارس، قائلا إنه حصل على دعم للمبادرة، من اثنين من الأكاديميين الشباب، أريان طباطبائي ودينا إسفندياري، بعد اجتماعه بهما في براغ. وقال: «لقد اتفقنا نحن الثلاثة على أن نكون المجموعة الأساسية للمبادرة».

وتعمل طباطبائي حاليا في البنتاغون، رئيس أركان مساعدا للعمليات الخاصة لوزير الدفاع، وهو المنصب الذي يتطلب الحصول على تصريح أمني من الحكومة الأميركية. وعملت سابقا دبلوماسية في فريق مالي للتفاوض مع إيران بعد تولي بايدن منصبه في عام 2021.

في حين أن إسفندياري، تعمل مستشارة كبيرة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة فكرية ترأسها مالي من 2018 إلى 2021.

وبينما لم تستجب طباطبائي وإسفندياري لطلبات التعليق على «المبادرة»، أكدت مجموعة الأزمات الدولية، مشاركة إسفندياري فيها، لكنها أشارت إلى أن «المبادرة» عبارة عن شبكة غير رسمية من الأكاديميين والباحثين لا تشرف عليها وزارة الخارجية الإيرانية، وأنها تلقت تمويلا من حكومة أوروبية وبعض المؤسسات الأوروبية.

وأكد مركز بحثي أوروبي، المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن أحد كبار زملائه، إيلي جيرانمايه، شارك أيضا في المبادرة. وقال متحدث باسم المجلس، إن حكومة أوروبية تدعم «مبادرة خبراء إيران»، لكنه لم يحدد هويته، وشدد على أن مركز الأبحاث يغطي دائما «التكاليف الأساسية» للرحلات البحثية لموظفيه. وقال المتحدث: «كجزء من جهوده لتوجيه السياسة الأوروبية، يتعاون المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بانتظام مع الخبراء ومراكز الفكر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من خلال الزيارات البحثية وورشات العمل».

صورة نشرتها قناة «إيران إنترناشيونال» من مراسلة فريق ظريف و«خبراء مبادرة إيران» خلال المفاوضات النووية

«مبادرة خبراء إيران»

وكانت رسائل البريد الإلكتروني التي تناقش موضوع «مبادرة خبراء إيران»، جزءا من مجموعة من آلاف مراسلات زهراني التي تقول قناة «إيران إنترناشيونال» إنها حصلت عليها. وتشمل نسخا من جوازات السفر، والسيرة الذاتية، والدعوات إلى المؤتمرات، وتذاكر الطيران، وطلبات التأشيرة.

ووفقا لاتصالات وزارة الخارجية الإيرانية، فقد تسارع مشروع «المبادرة»، بعد هذا التواصل الأولي. وفي 14 مايو (أيار) 2014، عُقد مؤتمر انطلاق في فندق «باليه كوبورغ» في فيينا؛ حيث تعقد المحادثات النووية الدولية. وتم إدراج وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، ضمن قائمة الحاضرين، وفقا لرسالة بالبريد الإلكتروني، بالإضافة إلى أعضاء فريقه المفاوض النووي وثمانية ممثلين من مؤسسات الفكر والرأي الغربية. وكان دبلوماسيون إيرانيون على مستوى منخفض قد اقترحوا في البداية عقد الاجتماع في طهران، لكن نائب ظريف نصح بعدم القيام بذلك لأسباب لوجيستية.

وكان ظريف يركز خلال المناقشات في فيينا على ترقية أو إنشاء شخصية عامة يمكنها الترويج لوجهات نظر إيران على الساحة الدولية فيما يتعلق بالقضية النووية، وفقا لرسائل البريد الإلكتروني.

وذكر على وجه التحديد اسم عدنان طباطبائي، عضو «مبادرة خبراء إيران» (لا تربطه صلة بأريان طباطبائي)، وهو أكاديمي إيراني يحمل الجنسية الألمانية. وبحسب رسائل البريد الإلكتروني، عرض طباطبائي على ظريف، القيام بنشر مقالات من المجموعة تتعلق بالمحادثات النووية. وقبل ظريف الاقتراح وأوصى بنشر «هذه المقالات أو المقالات الافتتاحية» بأسماء مختلف الإيرانيين وغير الإيرانيين في الخارج، فضلا عن المسؤولين السابقين.

ورفض عدنان طباطبائي التعليق على تقارير «إيران إنترناشيونال» و«سيمافور» قائلا إنها «مبنية على أكاذيب وافتراضات خاطئة في الواقع». كما شكك في صحة المراسلات مع ظريف من دون تقديم دلائل تدحض ذلك.

وسرعان ما مضت «المبادرة» قدما في تحقيق أحد الأهداف الأساسية للمبادرة، ألا وهو نشر مقالات الرأي والتحليلات في وسائل الإعلام رفيعة المستوى في الولايات المتحدة وأوروبا، واستهداف صناع السياسات على وجه التحديد. بعد أقل من شهر من اجتماع فيينا، أرسل علي فايز (واعظ) من «مجموعة الأزمات الدولية»، وهو أحد تلاميذ روبرت مالي، المدرج ضمن «خبراء المبادرة»، مقالا حول نزع فتيل الأزمة النووية إلى زهراني قبل نشره. وكتب باللغة الفارسية في 4 يونيو (حزيران) 2014: «إنني أتطلع إلى تعليقاتكم وملاحظاتكم»، وأرفق مقالاً بعنوان «المخاطر المفاهيمية للدبلوماسية النووية مع إيران».

وتظهر رسائل البريد الإلكتروني أن زهراني شارك المقال مع وزير الخارجية ظريف يوم وصوله. ثم تم نشره بعد 12 يوما في مجلة «ناشيونال إنترست»، تحت عنوان «معضلات زائفة في محادثات إيران»، مع بعض التغييرات الطفيفة في الصياغة.

صورة نشرتها قناة «إيران إنترناشيونال» من مراسلة فريق ظريف و«خبراء مبادرة إيران» خلال المفاوضات النووية

ووفقا لرسائل البريد الإلكتروني، زارت أريان طباطبائي، المسؤولة الحالية في البنتاغون، وزارة الخارجية الإيرانية مرتين على الأقل قبل حضور الأحداث السياسية.

وكتبت إلى زهراني باللغة الفارسية في 27 يونيو (حزيران) 2014، تقول إنها دُعيت لحضور ورشة عمل حول البرنامج النووي الإيراني في جامعة بن غوريون في إسرائيل. وقالت له: «أنا لست مهتمة بالذهاب، ولكن بعد ذلك فكرت أنه ربما يكون من الأفضل أن أذهب وأتحدث، بدلا من إسرائيلية مثل إميلي لانداو التي تذهب وتنشر معلومات مضللة. أود أن أسأل عن رأيك أيضا وأرى ما إذا كنت تعتقد أنني يجب أن أقبل الدعوة وأذهب».

وأجاب زهراني في اليوم نفسه: «مع أخذ كل الأمور بعين الاعتبار، من الأفضل تجنب زيارة إسرائيل. شكرا». وبعد ساعات قليلة أجابت طباطبائي: «شكرا جزيلا لك على نصيحتك. وسأبقيكم على اطلاع دائم بالتقدم المحرز».

ولا يوجد أي دليل على أن طباطبائي ذهبت إلى المؤتمر في إسرائيل، على الرغم من أن كتبها وتقاريرها البحثية تشير إلى أنها أجرت مقابلات مع عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين حسبما أورد موقع «سيمافور».

وقالت أريان طباطبائي للزهراني إنه من المقرر أن تدلي بشهادتها أمام الكونغرس الأميركي بشأن الاتفاق النووي. وفي 10 يوليو (تموز) 2014، كتبت أنه طُلب منها المثول أمام لجان متعددة في الكونغرس إلى جانب اثنين من الأكاديميين في جامعة هارفارد، غاري سامور وويليام توبي، اللذين عدتهما متشددين بشأن إيران. «سوف أزعجك في الأيام المقبلة». وكتبت: «سيكون الأمر صعبا بعض الشيء نظرا لأن ويل وغاري ليست لديهما وجهات نظر إيجابية بشأن إيران».

وشاركت طباطبائي مع زهراني رابطا لمقالة نشرتها في صحيفة «بوسطن غلوب» التي أوجزت «الأساطير الخمسة حول برنامج إيران النووي». وأوضح المقال سبب حاجة إيران إلى الطاقة النووية، وسلط الضوء على فتوى، يُزعم أن المرشد الإيراني علي خامنئي أصدرها بحظر تطوير الأسلحة النووية بعدّها مخالفة للإسلام. وشكك بعض المسؤولين الغربيين في شرعية الفتوى.

وفي حين تعد تغطية أخبار إيران، سواء أكاديميا أو صحافيا، حقل ألغام، يخضع الوصول إلى كل من الدولة والمسؤولين الإيرانيين لرقابة مشددة. وحتى الفرص تأتي مع محاذير خطيرة. وفيما تدفع طهران بقوة بعملياتها المعلوماتية إلى الخارج، لكنها في بعض الأحيان تحقق نجاحا، وتفشل في أخرى، كما حصل بعد القبض على الأكاديمي الإيراني كاوه أفرآسيابى، المقيم بشكل دائم في الولايات المتحدة عام 2021، بزعم أنه يعمل عميلا غير مسجل للنظام الإيراني. وسُمح له بالعودة إلى طهران كجزء من اتفاق تبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه هذا الشهر بين إدارة بايدن وإيران، على الرغم من أن أفرآسيابي قال إنه يعتزم البقاء في الولايات المتحدة.


طهران تبحث وساطة يابانية لاستئناف المفاوضات النووية

رئيسي وعبداللهيان يتحدثان إلى وسائل إعلام أميركية في نيويورك الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي وعبداللهيان يتحدثان إلى وسائل إعلام أميركية في نيويورك الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)
TT

طهران تبحث وساطة يابانية لاستئناف المفاوضات النووية

رئيسي وعبداللهيان يتحدثان إلى وسائل إعلام أميركية في نيويورك الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي وعبداللهيان يتحدثان إلى وسائل إعلام أميركية في نيويورك الأسبوع الماضي (الرئاسة الإيرانية)

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن اليابان قدّمت مبادرة لاستئناف المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي، بعد عام من وصولها إلى طريق مسدودة، رغم تبادل الرسائل الإيرانية - الأميركية عبر وسطاء للعودة إلى المسار الدبلوماسي.

وأوضح عبداللهيان في تصريح لوكالة «كيودو» اليابانية، أن المقترح «يرضي مصالح إيران وهو يستحق الاهتمام ويمكن النظر إليه بشكل إيجابي» دون الخوض في التفاصيل.

وأضاف: «نحن ندعم الدور البناء لليابان في إحياء الاتفاق النووي». وألقى باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها في الترويكا الأوروبية بعرقلة المفاوضات بسبب ما وصفه «تقديم مطالب مبالَغ فيها». كما اتهم الأطراف الغربية بـ«التدخل» في الشؤون الداخلية الإيرانية.

رئيس الوزراء فوميو كيشيدا يلتقي عبداللهيان في طوكيو 7 أغسطس 2023 (الخارجية الإيرانية)

وكان عبداللهيان قد أبلغ وكالة «أرنا» الرسمية لدى عودته من نيويورك، الثلاثاء، بأن السلطان هيثم بن طارق، يحاول إعادة إحياء الاتفاق النووي، لكنه شدد على أن المبادرة العمانية المطروحة «طريقة لتسريع وإعادة جميع الأطراف إلى التزاماتها، لكن هذا لا يعني أن سلطان عمان يحمل خطة أو نصاً جديداً».

أتى تصريح عبداللهيان عن المبادرة اليابانية، في وقت حذّر قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي من الوثوق بـ«الأعداء»، وقال: «جميعهم في ميدان واحد». وقال: «الأعداء في العام الماضي، كانت لديهم تصورات باطلة وأخطاء في الحسابات، وانحراف الانطباعات؛ ما تسبب في هزيمتهم».

وتفاخر سلامي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة واحتجاز الدبلوماسيين الأميركيين لمدة 444 يوماً بعد اقتحام السفارة الأميركية على يد طلبة متشددين في 1979، وأطلق عليهم حينذاك «أتباع خط الإمام».

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، خلال مؤتمره الصحافي اليومي، الاثنين: إن الخارجية الأميركية رفضت طلباً تقدم به عبداللهيان لزيارة العاصمة واشنطن، الذي كان ينوي تفقد مكتب رعاية المصالح الإيرانية في السفارة الباكستانية.

وصرح ميلر: «لدينا التزام بالسماح للمسؤولين الإيرانيين والمسؤولين الآخرين في الحكومات الأجنبية بالسفر إلى نيويورك للقيام بأعمال الأمم المتحدة، لكن ليس لدينا التزام بالسماح لهم بالسفر إلى واشنطن العاصمة».

وأرجع المسؤول الأميركي رفض طلب عبداللهيان إلى استمرار إيران في «الاحتجاز غير المشروع للمواطنين الأميركيين ورعاية الدولة الإيرانية للإرهاب».

في الأثناء، دحضت الخارجية الإيرانية، معلومات نشرها موقع محسوب على جماعات ضغط إيرانية في الخارج، ومقربة من الحكومة السابقة برئاسة حسن روحاني، حول منح المرشد الإيراني علي خامنئي، ضوءاً أخضر لكبير المفاوضين النوويين، علي باقري كني، للجلوس على طاولة مفاوضات مباشرة مع مبعوث الرئيس الأميركي بريت ماكغورك في مسقط بعد أسابيع.

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان: إن «الأخبار المفبركة حول مستقبل عملية مفاوضات رفع العقوبات لا قيمة لها». وأضاف البيان أن «فبركة الأخبار والألاعيب الإعلامية تهدف إلى الدعاية السياسية». ويشير التقرير الذي انتقدته الخارجية الإيرانية إلى سعي وزير الخارجية الإيراني وفريقه، للتسريع في عملية التفاوض وتوجيه رسائل في هذا الصدد، قبل حلول موعد رفع العقوبات عن البرنامج الصاروخي والطائرات المسيّرة.

بند الغروب

وزادت تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن استعدادهم للانخراط في جولة جديدة من المفاوضات النووية، مع اقتراب موعد بند الغروب المنصوص عليه في الاتفاق النووي، في 18 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بشأن رفع القيود من البرنامج الصاروخي والطائرات المسيّرة الإيرانية.

وأسفرت أشهر من الدبلوماسية السرية بين واشنطن وطهران، عن صفقة تبادل للسجناء وشملت إطلاق ستة مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة. وكانت وسائل إعلام غربية قد تحدثت عن ترتيبات غير رسمية للتوصل إلى تفاهم محدود، لخفض التوترات بين الجانبين، بما يشمل وقف الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة، وإبطاء طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة قريبة من صنع الأسلحة، ووقف إرسال المسيّرات إلى روسيا.

وانطلقت المفاوضات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في أبريل (نيسان) 2021؛ بهدف إعادة التماثل بالاتفاق النووي، بمشاركة أطراف الاتفاق، لكن المسار الدبلوماسي تعطل لخمسة أشهر بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وبعد انتخاب إبراهيم رئيسي، شاركت إيران بفرض تفاوضي جديد بالمفاوضات، لكنها تعطلت بعد ثلاثة أشهر من المحادثات المكوكية في مارس 2022 بعد أسابيع من بداية الحرب الروسية - الأوكرانية.

وطرح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مسودة لإنجاز المحادثات في سبتمبر العام الماضي، لكن محاولته فشلت.

ومن بين مطالب طهران التي لا تزال مطروحة بقوة، إغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن العثور في موقعين سريين. وتصرّ الوكالة التابعة للأمم المتحدة على تقديم طهران تفسيرات موثوقة بشأن تلك الأنشطة. وانتقد مدير الوكالة الدولية، رافائيل غروسي، مؤخراً عدم إحراز تقدم في تفاهمها مع إيران في مارس (آذار) الماضي بشأن الحصول على تفسيرات إيرانية حول الموقعين السريين.

واليوم (الثلاثاء)، طالب مدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، بإغلاق ملف التحقيق على وجه السرعة، متهماً الوكالة الدولية بـ«التسييس».

وأجرى إسلامي وغروسي في وقت لاحق مشاورات حول القضايا العالقة بين الطرفين، خصوصاً بعد قرار طهران الأخير إلغاء ترخيص المفتشين التابعين للوكالة الدولية، الذين وُصفوا بأنهم الأكثر خبرة في مجال الأنشطة الإيرانية. واتضح أن المفتشين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

غروسي يستقبل إسلامي في فيينا أمس (الوكالة الدولية)

وأعاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تصريحات صحافية إلغاء التصريح إلى «اعتبارات أمنية» تجاه مفتشي الدول الثلاث، نافياً أن تكون خطوة بلاده محاولة لإبعاد المفتشين الدوليين من أراضيها.

وجاءت الخطوة الإيرانية بعد تحرك قادته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق من هذا الشهر لدعوة طهران إلى التعاون بصورة فورية مع الوكالة بشأن قضايا، من بينها تفسير وجود آثار لليورانيوم تم العثور عليها في مواقع غير معلنة.

 

وفي بيان جديد صدر الأسبوع الماضي، دعت الدول الأربع إيران إلى التراجع عن قرارها.

 

بكين تنتقد معاقبة شركات بسبب مسيّرات إيران

لكن الخطوة الإيرانية بدت أنها جاءت رداً على قرار الدول الأوروبية تمديد العقوبات على البرنامجين؛ الصاروخي والطائرات المسيّرة الإيرانية التي من المقرر أن تنقضي الشهر المقبل بموجب الاتفاق النووي، في خطوة أثارت غضباً في طهران.

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على طهران لوقف تدفق المسيرات الإيرانية إلى روسيا؛ الأمر الذي تسبب في تفاقم التوترات بين إيران والغربيين، خصوصاً القوى الأوروبية الثلاث.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في 19 سبتمبر، عقوبات على كيانات في إيران وروسيا وتركيا والصين بسبب برنامج المسيّرات الإيرانية. وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية براين نيلسون في بيان «استمرار إيران عن عمد في نشر طائراتها المسيرة يمكّن روسيا ووكلاءها في الشرق الأوسط وجهات أخرى مزعزعة للاستقرار من تقويض الاستقرار العالمي».

وعادت الخارجية الأميركية مجدداً، الاثنين، لفرض عقوبات تجارية على 11 شركة صينية. واحتجت بكين بشدة الأربعاء على إدراج شركات وأفراد صينيين على قائمة العقوبات على إيران لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأميركي، حسبما أوردت «رويترز».

وأضافت الوزارة في بيان، أن الولايات المتحدة أدرجت كيانات صينية على قائمة العقوبات فيما يتعلق بتطوير طهران طائرات مسيرة وحربية.

في طهران، قال قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده: إن الكثير من الدول «تتبع طريقة إيران في الطائرات المسيّرة». وأضاف أن بلاده «تخطت القوى الإقليمية» في مجال صناعة المسيّرات، حسبما أوردت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» يتحدث في طهران اليوم (تسنيم)

وقال حاجي زاده «اليوم، نحن في مجال الطائرات من دون طيار على مستوى عالمي ولدينا أسلوب في مجال التقنيات، وفي مجال التكتيكات» وأضاف «العديد من الدول تتبع النموذج الإيراني». وأضاف «ليس لدينا أي قيود في هذا المجال، مسيّراتنا تقوم بأنواع المهام».

وكشفت طهران الشهر الماضي عن أحدث مسيّراتها القتالية والانتحارية، بما في ذلك طائرة مسيرة «مهاجر 10» التي تصل لألفي كيلومتر، وبدا وكأنها تقليد من مسيّرات أميركية وصينية الصنع.


الرئيس الإسرائيلي يحث السياسيين على منع «انهيار الدولة من الداخل»

الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ (أ.ب)
الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ (أ.ب)
TT

الرئيس الإسرائيلي يحث السياسيين على منع «انهيار الدولة من الداخل»

الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ (أ.ب)
الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ (أ.ب)

على أثر الصدامات الحادة بين العلمانيين والمتدينين في تل أبيب، التي تسببت في إلغاء صلاة «يوم الغفران»، والاتهامات العنيفة المتبادلة بين الحكومة والمعارضة، حث الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، الثلاثاء، القادة السياسيين ورجال الدين والمجتمع، بأن يوقفوا خطاب الكراهية والعنف، محذراً من تعميق الشرخ أكثر مما هو الواقع اليوم، لأن الاستمرار في هذا سيؤدي إلى الانهيار.

وقال هرتسوغ، الذي كان يتكلم خلال المراسم الرسمية في ذكرى مرور 50 عاماً على حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، إن «الانقسام، والتقطيب، والخلافات التي لا تنتهي، هي خطر حقيقي على المجتمع الإسرائيلي وعلى أمن دولة إسرائيل». وأضاف أنه «في هذا الوقت خصوصاً علينا أن نستخلص العبر وأن ندرك جيداً أن التهديد الإسرائيلي الداخلي هو التهديد الأشد والأخطر من جميع المخاطر».

 

جلسة مفاوضات في مكتب هرتسوغ: فريق الائتلاف مقابل فريق المعارضة (مكتب رئيس الدولة)

مواجهات عنيفة

وكانت تل أبيب قد شهدت مواجهات عنيفة، على خلفية تنظيم حركات يمينية صلوات، في «يوم الغفران»، الاثنين، على أساس الفصل بين الجنسين في ميدان ديزنكوف في وسط المدينة. وبدأت هذه المعركة في القضاء، إذ إن بلدية تل أبيب لم تسمح بالفصل بين الرجال والنساء في الصلاة، وقالت في حينه إنها تسمح لكل فرد بأن يمارس طقوسه كما يشاء في الحيز الخاص به. لكن الحيز العام هو ملك للجمهور العام وفيه تقام طقوس تلائم الجميع. وإذا كانوا يريدون الصلاة فرادى، فلا بأس من ذلك ولكن بشرط ألا يضعوا فاصلاً فيزيولوجياً. وقد اعترض المتدينون على هذا الموقف وتوجهت باسمهم حركة «روش يهودي» (رأس يهودي) اليمينية المتطرفة، إلى المحكمة تطلب إلزام البلدية بتغيير قرارها «الذي ينم عن سياسة إكراه علماني». ولكن المحكمة المركزية في تل أبيب ردت الدعوى وصادقت على قرار البلدية وقالت إنه لا يجوز الفصل بين الجنسين أثناء هذه الصلوات في ميدان في الحيز العام.

 

مظاهرة في وقت سابق مناهضة لخطة نتنياهو في تل أبيب (رويترز)

حاجز بين المصلين

وحاول أنصار حركة «روش يهودي» الالتفاف على قرار المحكمة، فأقامت حاجزاً بين المصلين الرجال والنساء بواسطة صف من أعلام إسرائيل. ولم تتدخل الشرطة ولا منظمو الأمن في البلدية. فقامت مجموعة من المتظاهرين العلمانيين واللبراليين بإزالة الأعلام بالقوة ودارت مواجهات بين الطرفين، تنازل في أعقابها المصلون عن صلاتهم. وقد حصل الأمر نفسه أيضاً في حيفا.

وقد وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع المصلين وهاجم الناشطين ضد هذه الصلوات، وقال إنهم هم أنفسهم الذين يشاركون في الاحتجاجات ضد خطة الحكومة لإصلاح جهاز القضاء. وأضاف: «متظاهرون يساريون تهجموا على المصلين اليهود، في دولة اليهود، ويبدو أنه لا توجد حدود ولا معايير ولا حدود للكراهية من جانب المتطرفين من اليسار. وأنا، مثل معظم مواطني إسرائيل، نرفض هذا. ولا مكان عندنا لتصرف عنيف كهذا».

 

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع حكومي (أ.ف.ب)

ردود حادة

ورد قادة المعارضة بحدة على نتنياهو. فقال رئيس حزب «المعسكر الرسمي»، بيني غانتس، إنه «في المكان الذي يوجد فيه من يدهوروننا إلى حرب أهلية، فإن مهمتنا جميعاً هي منعها. وطوال 75 عاماً نجحت الأغلبية بالتوصل إلى تفاهمات حول الحيز العام في يوم الغفران. والآن، الذي يقرر الفصل بيننا نجح في تدنيس هذا اليوم المقدس بالإكراه وبكراهية عبثية». وأضاف غانتس مهاجماً نتنياهو: «من إن لم يكن رئيس الحكومة، يثير الكراهية الأكبر. هو الذي اختار الآن أن يغذي النيران. وأدعو جميع القادة إلى التحلي بمسؤولية، والتوقف عن هذا الخطاب».

وقال رئيس المعارضة، يائير لبيد، إن «ما حدث في يوم الغفران هو بالأساس أمر محزن جداً. وطوال السنين كان هذا يوم احترام متبادل، وأخذ مشاعر الآخر بالحسبان. والذي أراد فصلاً جندرياً ذهب للصلاة في الكنيس. ومن أراد صلاة مختلطة ذهب للصلاة خارج كنيس. ولم يحاول أحد فرض يهوديته على الآخر. وذلك حتى جاء إلى هنا من خارج المدينة أناس متطرفون مسيحيون يحاولون فرض مفاهيمهم الدينية المتزمتة علينا. نحن لسنا بحاجة من أي أحد لإملاء تعليمات تفعيل كيف نكون يهوداً. وخسارة أنهم حولوا هذا اليوم المقدس والرائع إلى يوم آخر من الخصام الإسرائيلي».

 

جانب من احتجاجات سابقة لجنود الاحتياط الإسرائيلي ضد خطط نتنياهو بشأن القضاء (أ.ب)

أقوال بشعة

ووصف عضو الكنيست غدعون ساعر، من كتلة غانتس، أقوال نتنياهو ولبيد على السواء بأنها «بشعة»، واتهمهما بأن «كل واحد منهما يحاول إضافة وقود إلى الموقدة بدلاً من إطفائها. أي (زعماء) هؤلاء الذين يغذون حرباً أهلية في نهاية يوم الغفران؟».

من جانبه، أعلن رئيس حزب «عوتسما يهوديت» المتطرف، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، أنه سيقيم «صلاة احتجاجية» في وسط تل أبيب، مساء الخميس.

يذكر أن يوم الغفران لدى اليهود هو يوم حداد وصوم يكرسون فيه الصلوات الداعية إلى التسامح ويراجعون فيه الذنوب ويطلبون المغفرة.


إيران: الإعدام لـ4 أشخاص بسبب كحول مغشوش

المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي
المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي
TT

إيران: الإعدام لـ4 أشخاص بسبب كحول مغشوش

المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي
المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي

قضت محكمة إيرانية بالإعدام لأربعة أشخاص على خلفية بيع كحول مغشوش أودى بحياة 17 شخصاً، وأجبر عشرات آخرين على تلقي العلاج في المستشفى في يونيو (حزيران)، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية عن السلطة القضائية، الثلاثاء.

وتحظر إيران بيع واستهلاك الكحول منذ «الثورة الإسلامية» عام 1979، ما أفسح المجال أمام تجارة غير شرعية لكحول مهرب أو مغشوش، أضيف إلى البعض منه مادة الميثانول السامة.

في يونيو (حزيران) قضى 17 شخصاً على الأقل ونُقل 191 إلى المستشفى بعد أن ظهرت عليهم عوارض التسمم بالميثانول إثر شرب كحول مغشوش.

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي، إن 11 شخصاً وجهت لهم تهمة «الإفساد في الأرض»، وعقوبتها الإعدام، على خلفية توزيع الكحول السام في محافظة البرز غرب طهران.

وأربعة من المتهمين حكم عليهم بالإعدام، فيما حُكم على الآخرين بالسجن مدداً تتراوح بين سنة وخمس سنوات، وفقاً لستايشي، مضيفاً أنه يمكن للمدانين الطعن في الحكم أمام المحكمة العليا.

في يونيو (حزيران)، أعلنت السلطات أنها داهمت مصنعاً لمواد التجميل وصادرت أكثر من 6000 لتر من الكحول المغشوش.

وفي السنة المنتهية في مارس (آذار)، قضى 644 شخصاً بعد استهلاك «مشروبات كحولية مغشوشة»، حسبما أعلن معهد الطب الشرعي الإيراني، بزيادة 30 في المائة، عن فترة 12 شهراً السابقة.

وفي أوج وباء «كوفيد» عام 2020، لقي 210 إيرانيين حتفهم إثر استهلاكهم كحولاً مغشوشاً اعتقدوا أنه دواء للفيروس.

ويُستثنى أبناء الأقليات المسيحية واليهودية والزرادشتية فقط من الحظر على الكحول، ويتعين على الأجانب احترامه.


بوتين ورئيسي يبحثان الوضع في كاراباخ

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
TT

بوتين ورئيسي يبحثان الوضع في كاراباخ

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)

قال الكرملين، اليوم (الثلاثاء)، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحث الوضع في إقليم ناغورنو كاراباخ مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال مكالمة هاتفية، وفق ما أفادت وكالة «رويترز».

وتشترك إيران في حدود مع أذربيجان وأرمينيا، اللتين تتقاتلان بسبب الإقليم منذ عقود. ويفر الأرمن من الإقليم بأعداد كبيرة بعد أن شنت أذربيجان هجوماً خاطفاً، الأسبوع الماضي، لإعادة المنطقة الانفصالية إلى سيطرتها.


إردوغان: نتنياهو قد يزور تركيا في أكتوبر أو نوفمبر

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
TT

إردوغان: نتنياهو قد يزور تركيا في أكتوبر أو نوفمبر

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الثلاثاء)، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يزور تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني)، مضيفاً أنه سيرد الزيارة بعد ذلك، حسبما نقلت وكالة (رويترز) للأنباء.

جاء ذلك ضمن مجموعة من التصريحات الصحافية لإردوغان على متن طائرة في الطريق لعودته من ناخيتشيفان، وهي منطقة تقع بين أرمينيا وإيران على الحدود، بعد لقاء الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

واجتمع إردوغان ونتنياهو وجهاً لوجه أول مرة، الأسبوع الماضي، في أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مع سعي البلدين لإصلاح العلاقات المتوترة منذ أمد طويل بينهما.

وبعد اجتماعات الجمعية العامة، قال إردوغان: «إن إسرائيل وتركيا ستتخذان خطوات على نحو سريع بمجال التنقيب عن الطاقة».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف خلال زيارة لإردوغان (د.ب.أ)

وفي سياق آخر، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن وسائل إعلام تركية قول إردوغان إن أنقرة بحاجة إلى «تحويل التحديات القانونية التي يواجهها السيناتور الأميركي بوب مينينديز إلى فرصة لشراء طائرات مقاتلة من طراز (إف - 16) من واشنطن». وتابع إردوغان إن مينينديز أصبح الآن «خارج الصورة» بعد اتهامه بقبول رشى من 3 رجال أعمال من ولاية نيوجيرسي. وأضاف أن هذا «مفيد» لتركيا. ولطالما عارض مينينديز، الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، البيع المحتمل لطائرات «إف - 16» لأنقرة، وانتقد سجل إردوغان في مجال حقوق الإنسان.

وحول انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، قال إردوغان إن البرلمان التركي سيفي بوعوده فيما يخص انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي في حال التزامها بوعودها المتعلقة بتركيا. وعن مشروع «طريق التنمية»، قال الرئيس التركي إن نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد اقترح إتمام التحضيرات المتعلقة بالمشروع خلال 60 يوماً. وقال إردوغان إنه يتعين استكمال ما يسمى «ممر زنغزور التجاري» المار عبر أرمينيا وأذربيجان وإيران، وذلك غداة اجتماعه مع نظيره الأذربيجاني.


إسرائيل تعلن اقتراب انضمامها لبرنامج الإعفاء من التأشيرة الأميركية

وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين (أ.ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين (أ.ب)
TT

إسرائيل تعلن اقتراب انضمامها لبرنامج الإعفاء من التأشيرة الأميركية

وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين (أ.ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين (أ.ب)

قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس (الاثنين)، إنها تتوقع أن تعلن الولايات المتحدة هذا الأسبوع قبولها في برنامج يسمح للمواطنين الإسرائيليين بدخول أميركا من دون تأشيرة اعتبارا من نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق ما أفادت وكالة «رويترز».

والموعد النهائي حتى تظهر إسرائيل امتثالها للشروط الأمريكية هو 30 سبتمبر (أيلول). وإذا نجح المسعى الإسرائيلي، فسيُعد هذا نصرا للحكومة القومية الدينية بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد توتر العلاقات مع واشنطن بسبب خطط التعديلات القضائية والسياسات تجاه الفلسطينيين أيضا.

وقال وزير الخارجية إيلي كوهين: «انضمام إسرائيل إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة يعد إنجازا دبلوماسيا وأخبارا جيدة لجميع المواطنين الإسرائيليين».

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس، إنه لم يُتخذ بعد قرار نهائي بشأن قبول إسرائيل في البرنامج.

وأضاف: «سيتخذ وزير الأمن الداخلي قرارا في الأيام المقبلة بالتشاور مع وزير الخارجية».

وللقبول في البرنامج، تشترط واشنطن على الدول معاملة جميع المسافرين الأميركيين على قدم المساواة بغض النظر عن الجنسيات الأخرى التي ربما يحملونها. وفي حالة إسرائيل، فهذا يعني عبورا بلا عراقيل للأميركيين الفلسطينيين في مطاراتها وعند السفر من الأراضي الفلسطينية وإليها.

واحتج بعض الفلسطينيين على انضمام إسرائيل إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة وأشاروا إلى ما قالوا إنها عقود من المعاملة التمييزية ضد الأميركيين العرب والمضايقات على حدود إسرائيل.

وفي فترة تجريبية بدأت في 20 يوليو (تموز)، قامت إسرائيل بتيسير وصول الفلسطينيين الأميركيين عبر حدودها والدخول والخروج من الضفة الغربية.

وقدر مسؤول أميركي أن ما بين 45 و60 ألف فلسطيني أميركي يعيشون في الضفة الغربية. فيما قدم مسؤول إسرائيلي أرقاما أقل قائلا إن من بين 70 و90 ألف فلسطيني أميركي في جميع أنحاء العالم، يوجد ما بين 15 و20 ألفا يعيشون في الضفة الغربية.

ويضم برنامج الإعفاء من التأشيرة الآن 40 دولة، وكانت كرواتيا أحدث الدول بانضمامها في عام 2021.