«مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف لـ «الشرق الأوسط» هويته

«سامي» الشاهد التوأم مع «قيصر» ضد نظام الأسد يوجّه رسالة إلى السلطة الجديدة

أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
TT

«مهرّب» أرشيف التعذيب السوري يكشف لـ «الشرق الأوسط» هويته

أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)
أسامة عثمان... أو «سامي» خلال المقابلة مع «الشرق الأوسط» في باريس (الشرق الأوسط)

«انتصرت دماؤكم وسقط الأسد». بهذه العبارة توجّه الناشط الحقوقي السوري أسامة عثمان، إلى ضحايا القمع والتعذيب خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد، كاشفاً للمرة الأولى، بالصوت والصورة، عن أنَّه هو «سامي» الذي ارتبط اسمه كالتوأم مع قريبه «قيصر» في تهريب عشرات آلاف صور قتلى التعذيب في سجون سوريا.

صار «أرشيف التعذيب» فيما بعد «دليل إدانة» ضد حكم الأسد أمام محاكم دولية وتسبب في فرض الأميركيين عقوبات «قانون قيصر» على سوريا.

تنشر «الشرق الأوسط» مقابلة حصرية مع «سامي»، عبّر فيها عن مدى فرحته بالتغيير الذي حصل في سوريا مع سيطرة المعارضة على دمشق، مشدداً على ضرورة «المحاسبة». وحذّر من تبعات «الدخول العشوائي للمواطنين إلى السجون وأماكن الاحتجاز»، مشيراً إلى أنَّ ذلك «أدَّى إلى إتلاف أو فقدان وثائق وسجلات رسمية مهمة للغاية تكشف عن انتهاكات منذ عشرات السنين».

وأعرب عن قلقه أيضاً من استمرار موظفي النّظام في العمل، مما يمكّنهم من «طمس الملفات في كل فروع وملحقات حزب البعث العربي الاشتراكي التي يعلم جميع السوريين أنَّها كانت مؤسسات أمنية بامتياز».

وشرح سبب اختياره العمل السري على مدى سنوات باسم «سامي»، قائلاً: «طبيعة العمل وطبيعة الملف الذي خرجنا به من سوريا... كانت سبباً في أن أحرص على إخفاء هويتي وهوية الكثير من أعضاء الفريق. اليوم نحن، الحمد لله، في وضع آخر تماماً. نحن في مكان آخر. في سوريا أخرى جديدة».

كان «سامي» و«قيصر» قد بدآ التعاون في جمع وثائق التعذيب في مايو (أيار) 2011، بعد فترة وجيزة من بدء الثورة ضد الأسد. كان «قيصر» مصوّر قتلى التعذيب في سجون النظام، يهرب الصور عبر ذاكرة رقمية محمولة «يو إس بي» ويعطيها لـ«سامي». نجح الرجلان في تهريب «أرشيف التعذيب» إلى خارج سوريا، وصارت شهادتهما دليلاً ضد النظام أمام أكثر من محفل دولي.


مقالات ذات صلة

أعين غزة على تبادل الأسرى لتفادي عودة الحرب

المشرق العربي فتى فلسطيني يحمل وعاءً فوق رأسه أمس بمنطقة المغراقة وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعين غزة على تبادل الأسرى لتفادي عودة الحرب

تترقب أوساط عربية ودولية تبادلاً مقرراً للأسرى بين إسرائيل و«حماس» غداً (السبت)، بعد مساعٍ بذلها وسطاء اتفاق الهدنة في غزة لمنع انهياره.

«الشرق الأوسط» (غزة - تل أبيب)
الخليج الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء عام 2018 (أ.ف.ب)

«قمة الرياض» تعيد إطلاق الحوار الأميركي ــ الروسي

تحتضن العاصمة السعودية الرياض قمة أميركية - روسية؛ لإعادة إطلاق حوار بين واشنطن وموسكو، وفق ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب،

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي الرئيس الفرنسي متوسطاً الوزراء المشاركين في المؤتمر حول سوريا بباريس أمس (إ.ب.أ)

«مؤتمر باريس»: إجماع على دعم الانتقال في سوريا

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام مؤتمر دولي حول سوريا، بالعاصمة باريس، أمس، استعداد بلاده لبذل مزيد من الجهود لمحاربة الجماعات الإرهابية في سوريا،

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية  الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يتحدث خلال مراسم افتتاح المرحلة الثانية من محطة بوشهر النووية أمس (الرئاسة الإيرانية)

إيران تلوّح بزيادة منشآتها النووية إذا تعرضت لهجوم إسرائيلي

لوّحت طهران ببناء منشآت نووية جديدة إذا تعرضت لهجوم إسرائيلي، وذلك بعد تقارير استخباراتية أميركية بشأن احتمال تعرض المواقع النووية الإيرانية إلى هجوم إسرائيلي

أوروبا خدمات الطوارئ في مكان الحادث بعد أن صدمت سيارة مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يحضرون مظاهرة لنقابة «فيردي» في ميونيخ بألمانيا... 13 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

«اعتداء ميونيخ» يلقي بظلاله على الانتخابات

ألقى اعتداء نفذه طالب لجوء أفغاني في مدينة ميونيخ الألمانية، أمس، دهساً بسيارته، مما أوقع 28 جريحاً، بظلاله على حملة الانتخابات التشريعية


سياسيون يرثون رفيق الحريري: مشروع وحدة وشراكة واعتدال

رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري (أرشيفية - أ.ب)
رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري (أرشيفية - أ.ب)
TT

سياسيون يرثون رفيق الحريري: مشروع وحدة وشراكة واعتدال

رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري (أرشيفية - أ.ب)
رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري (أرشيفية - أ.ب)

استذكر المسؤولون اللبنانيون رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في الذكرى الـ20 لاغتياله، ووصفه الرئيس اللبناني جوزيف عون بأنه «رائد إعادة الإعمار بعد سنوات الحرب»، فيما أكد رئيس البرلمان نبيه بري أن الوطن يفتقده، «ويحتاجه كمشروع وحدة وشراكة واعتدال».

وأحيا لبنان الذكرى السنوية الـ20 لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في انفجار هز وسط العاصمة اللبنانية في 14 فبراير (شباط) 2005.

وقال رئيس الجمهورية جوزيف عون: «في الذكرى الـ20 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، نستذكر مع اللبنانيين تلك القامة الوطنية الكبيرة التي كانت لها اليد الطولى في إعادة لبنان إلى الخريطة العالمية من خلال حضوره الدائم وعلاقاته الدولية، وكان رائد إعادة الإعمار بعد سنوات الحرب، وشكلت مواقفه السياسية مدماكاً أساسياً في تعزيز الوحدة الوطنية وحماية السلم الأهلي وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني التي أقرها مؤتمر الطائف».

وقال عون: «نفتقده اليوم ولبنان ينطلق في مسيرة النهوض من جديد بتضامن جميع أبنائه والتفافهم حول دولتهم ونستعيد مع الرئيس الشهيد مقولته: (ما حدا أكبر من بلده)».

من جهته، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى اغتيال الحريري: «يفتقده ويحتاجه الوطن، مشروع وحدة وشراكة واعتدال ومشروع إيمان بالإنسان من أجل لبنان».

سلام

وزار رئيس الحكومة نواف سلام صباح اليوم ضريح الحريري، وكتب على منصة «إكس»: «في الذكرى الـ20 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، الدرس الذي يجب استخلاصه هو أنه لا استقرار ولا أمان في ظل الإفلات من العقاب. واليوم نستذكر إرث الشهيد الكبير في خدمة لبنان وصون وحدته الوطنية والعمل من أجل ازدهاره». وتابع: «أحب اللبنانيّين وأحبّوه، وحظي باحترام كبير في الوطن العربي والعالم فترك للبنان رصيداً معنوياً وسياسياً مشهوداً».