البيت الأبيض يسعى لعقد لقاء بين بايدن وشي على هامش قمة الـ20

أول اجتماع منذ بداية حرب أوكرانيا قد يجمع رؤساء أميركا وروسيا والصين

TT

البيت الأبيض يسعى لعقد لقاء بين بايدن وشي على هامش قمة الـ20

أكد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، في تصريحات لوكالة «بلومبرغ»، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ سيشاركان في قمة مجموعة العشرين في مدينة بالي بإندونيسيا في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ما يثير احتمالات للاجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يشارك أيضاً في القمة.
ويتوقع المحللون أن تجتذب قمة العشرين الكثير من الاهتمام، خصوصاً أنها ستكون المواجهة الأولى منذ تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا والصين بشأن أوكرانيا وتايوان.
والمواجهة لن تكون فقط بين الولايات المتحدة وروسيا والصين. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيواجه أيضاً أبرز زعماء الدول الغربية الذين عارضوا غزوه غير المبرر لأوكرانيا وفرضوا سلسلة من العقوبات ضد الاقتصاد الروسي، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا.
ومن غير المعروف كيف ستمضي اجتماعات مجموعة العشرين، وما إذا كانت ستشهد نوعاً من الجفاء والخلافات أم التهدئة والدبلوماسية. وسيزيد من مستويات الإثارة إذا ما شارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث سيكون قبول حضور القمة أول مواجهة بينه وبين بوتين منذ اندلاع الحرب. وقد وجهت إندونيسيا الدعوة للرئيس الأوكراني، على الرغم من أن بلاده ليست عضواً في مجموعة العشرين. لكن تشير بعض التقارير إلى أنه سيشارك على الأرجح عبر الإنترنت وليس بالحضور شخصياً.
من جانب آخر، تتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين على خلفية زيارة بيلوسي لتايوان، التي ردت عليها بكين بتصعيد التدريبات العسكرية حول تايوان وفرض نوع من الخناق الاقتصادي على الجزيرة. وصعّدت الولايات المتحدة من تدريباتها العسكرية أيضاً في بحر الصين الجنوبي. ويأمل الخبراء في خفض التصعيد بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتترقب الأوساط السياسية والاقتصادية ما يمكن أن يسفر عنه اجتماع محتمل، يسعى مسؤولو البيت الأبيض لتنظيمه بين بايدن ونظيره الصيني، وإمكانية أن يسفر عن حل الخلافات السياسية والتجارية.
وقد تحدث بايدن مع نظيره الصيني خمس مرات في محادثات هاتفية. وفي المكالمة الأخيرة التي استمرت لأكثر من ساعتين الشهر الماضي، حذر الرئيس الصيني واشنطن مما سمّاه «اللعب بالنار» من خلال دعمها لتايوان.
وشكلت هذه الخصومات الجيوسياسية تحدياً دبلوماسياً لإندونيسيا التي واجهت الكثير من الضغوط بصفتها الدولة المضيفة للقمة هذا العام. إذ طالبت العديد من الدول سحب الدعوة للرئيس الروسي بعد العملية العسكرية التي قام بها في أوكرانيا، لكن الرئيس الإندونيسي سعى إلى لعب دور صانع السلام بين جميع الأطراف، منادياً بإنهاء الحرب وتهدئة التوترات. وقال ويدودو إن «التنافس بين الدول الكبرى أمر مثير للقلق، وما نريده هو أن يتم تحقيق الاستقرار حتى نتمكن من دفع النمو الاقتصادي وهو أمر تريده كل الدول».
وتضم مجموعة العشرين كلاً من روسيا والصين والبرازيل والولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا وكندا والأرجنتين وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك والسعودية وبريطانيا وتركيا وجنوب أفريقيا والاتحاد الأوروبي.


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
TT

«الجنائية الدولية» ترفض طعن منغوليا في قرار يدين عدم توقيفها بوتين

لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)
لحظة وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منغوليا (رويترز)

رفضت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، طلب استئناف تقدمت به منغوليا ضد قرار أكد انتهاكها التزاماتها بعدم توقيفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارة أجراها للبلاد.

وزار الرئيس الروسي منغوليا في أوائل سبتمبر (أيلول) رغم صدور مذكرة توقيف بحقّه من المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرّاً، بشبهة الترحيل غير القانوني لأطفال أوكرانيين بعد غزو أوكرانيا عام 2022.

وقالت المحكمة في قرارها: «إنها رفضت طلب منغوليا بالحصول على إذن بالاستئناف»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، اتهمت المحكمة الجنائية الدولية منغوليا، وهي دولة عضو، بالفشل في اعتقال بوتين، وأحالت المسألة على جمعية الدول الأطراف لاتخاذ مزيد من الإجراءات.

وينص نظام روما، وهو المعاهدة التأسيسية للمحكمة التي وقّعتها جميع الدول الأعضاء، على التزام الدول بتوقيف المطلوبين.

مسؤول عن «جريمة حرب»

وبعد أيام من صدور القرار، تقدّمت منغوليا بطلب للحصول على إذن باستئنافه، فضلاً عن استبعاد اثنين من القضاة، لكن المحكمة رفضت، الجمعة، طلبي منغوليا.

وقال القضاة إن قرار المحكمة، وإحالة المسألة على جمعية الدول الأطراف، لا يمكن استئنافهما، لأنهما «لا يُشكلان حكماً رسمياً للمحكمة بشأن جوهر القضية أو بشأن مسألة إجرائية».

وأضاف القضاة أن القرار كان «تقييماً للامتثال في ما يتعلق بواجب التعاون مع المحكمة».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين في مارس (آذار) 2023. وقالت حينها إن هناك «أسباباً معقولة» للاعتقاد بأن بوتين «يتحمل المسؤولية عن جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني» لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.

ورفضت موسكو مذكرة التوقيف وعَدّتها باطلة، لكن زيارة بوتين إلى منغوليا كانت الأولى لدولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية خلال 18 شهراً منذ صدور المذكرة.

وألغى الرئيس الروسي العام الماضي زيارة إلى قمة مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا، العضو في المحكمة الجنائية الدولية، بعد ضغوط داخلية وخارجية على بريتوريا لتوقيفه.