غواصة انتشال «مركب الموت» بدأت مهمتها بمرفأ طرابلس

الجيش اللبناني يواكب عملها عبر غرفة عمليات مشتركة

وصول قطع الغواصة تمهيداً لتركيبها ونقلها إلى مرفأ طرابلس (الشرق الأوسط)
وصول قطع الغواصة تمهيداً لتركيبها ونقلها إلى مرفأ طرابلس (الشرق الأوسط)
TT
20

غواصة انتشال «مركب الموت» بدأت مهمتها بمرفأ طرابلس

وصول قطع الغواصة تمهيداً لتركيبها ونقلها إلى مرفأ طرابلس (الشرق الأوسط)
وصول قطع الغواصة تمهيداً لتركيبها ونقلها إلى مرفأ طرابلس (الشرق الأوسط)

بعد نحو أربعة أشهر على غرق «مركب الموت»، مقابل شاطئ مدينة طرابلس (شمال لبنان)، وغرق العشرات بداخله، وصلت إلى لبنان الغواصة التي ستتولى انتشال المركب والضحايا العالقين فيه، يرافقها فريق فنّي مؤلف من 12 شخصاً. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، عبر حسابها على «تويتر»، أنه «تم نقل الغواصة التي ستعمل على سحب المركب الذي غرق قبالة طرابلس في 23 أبريل (نيسان) الماضي من مرفأ بيروت إلى مرفأ طرابلس».
ويواكب ضبّاط من القوات البحرية اللبنانية عمل هذه الغواصة وطاقمها. وأفاد مصدر أمني بارز بأن «الفريق الفني سيعمل، يومي الجمعة والسبت، على تجميع قطع الغواصة وتركيبها، على أن يتمّ نقلها بواسطة خافرة تابعة لسلاح البحرية في الجيش اللبناني، من مرفأ طرابلس إلى البقعة، أو المكان المحتمل لغرق المركب الذي يقبع في عمق 470 متراً في قاع البحر». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «عمل الغواصة سيكون على مرحلتين؛ الأولى مهمّة التصوير لتحديد مكان المركب بشكل دقيق، لا سيما أن الغواصة تملك تقنيات عالية قادرة على التصوير على مسافة 200 متر شعاعية، والثانية البدء بعملية انتشال المركب والضحايا الذين بداخله، كما يعمل الفريق على سحب وتجميع الجثث، إذا كان بعضها خارجه». وأشار إلى أن الفريق الذي يرافق الغواصة يضمّ أكثر من عشرة أشخاص، أبرزهم قائدها، وهو أميركي الجنسية، وثلاثة خبراء من إسبانيا، وواحد من جنوب أفريقيا، وآخر من الهند».
ولفت المصدر الأمني إلى أن الجيش «سيواكب كل مراحل عمل الغواصة، بدءاً من وصولها وتركيبها إلى حين انتشال الضحايا وإنجاز مهمتها كاملة، وستكون هناك غرفة عمليات مشتركة مؤلفة من ضباط البحرية في الجيش اللبناني وفريق العمل الأجنبي».
القارب الذي غرق ليل السبت في 23 أبريل الماضي، كان يحمل على متنه أكثر من 100 راكب من المهاجرين غير الشرعيين، غالبيتهم من اللبنانيين، وبينهم سوريون وفلسطينيون، ومعظم ركابه من النساء والأطفال، وكان متجهاً من شاطئ مدينة طرابلس نحو إيطاليا، وقد تمكن الجيش من إنقاذ 45 راكباً وانتشل 6 جثث، فيما بقي الآخرون في حجرة المركب الذي غرق على عمق 400 متر في قاع البحر.
وكانت جمعية أستراليّة يرأسها الطبيب اللبناني جمال ريفي، شقيق النائب في البرلمان اللبناني (المدير العام الأسبق للأمن الداخلي اللواء) أشرف ريفي، ساهمت بإرسال الغواصة إلى لبنان وأمّنت التمويل لها.
وبالإضافة إلى الدور الذي يبذله الجيش اللبناني لإنجاح عمل الغواصة، ثمة فريق لوجيستي مؤلف من ذوي الضحايا سيواكب هذه العملية، وأوضح أحد أعضاء هذا الفريق لـ«الشرق الأوسط»، أن مهمة الفريق «وضع أهالي الضحايا بصورة ما يجري، وإطلاعهم على تطورات عمل الغواصة». وقال: «سنثبّت شاشات عملاقة في مرفأ طرابلس لنقل الصورة المباشرة عن عمل الغواصة بالتنسيق مع طاقمها والجيش اللبناني، كما سيصدر تقرير يومي من قائد فريق الغواصة بكلّ ما حصل معه».
ويترقّب أهالي الضحايا بقلق ما ستؤول إليه مهمّة البحث عن أبنائهم، واتهمت السيّدة بارعة الجندي (والدة فتاتين من ضحايا الزورق) الدولة اللبنانية بأنها «مسؤولة عن قتل بناتها». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الدولة قتلت الضحايا ثلاث مرات؛ الأولى عندما جوّعتهم ودفعتهم للهرب في البحر رغم المخاطر، والثانية لدى اعتراض الزورق والتسبُّب بغرقه، والثالثة بترك الجثث أربعة أشهر في البحر». وشككت الجندي بإمكانية «العثور على جثث أو بقايا منها، لأن الأسماك أكلتها».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

سوريا: تجدد الاشتباكات بين قوات الأمن و«الفلول» بريف اللاذقية

أفراد من الجيش السوري يتجمعون وهم يتجهون نحو اللاذقية للانضمام إلى القتال ضد فلول الأسد في حلب (رويترز)
أفراد من الجيش السوري يتجمعون وهم يتجهون نحو اللاذقية للانضمام إلى القتال ضد فلول الأسد في حلب (رويترز)
TT
20

سوريا: تجدد الاشتباكات بين قوات الأمن و«الفلول» بريف اللاذقية

أفراد من الجيش السوري يتجمعون وهم يتجهون نحو اللاذقية للانضمام إلى القتال ضد فلول الأسد في حلب (رويترز)
أفراد من الجيش السوري يتجمعون وهم يتجهون نحو اللاذقية للانضمام إلى القتال ضد فلول الأسد في حلب (رويترز)

أفاد تلفزيون سوريا الأحد، بتجدد الاشتباكات بين قوات الأمن وفلول النظام السابق في ريف اللاذقية، فيما أعلنت وزارة الداخلية السورية أن إدارة الأمن العام أرسلت تعزيزات إضافية إلى منطقة القدموس بريف طرطوس؛ بهدف ضبط الأمن، وتعزيز الاستقرار، وإعادة الهدوء إلى المنطقة.

ولم تعطِ الوزارة مزيداً من التفاصيل في بيانها المقتضب.

إلى ذلك، أفادت «وكالة الأنباء السورية» بتوقف خدمات الاتصالات والإنترنت عن محافظتَي درعا والسويداء، بعد انقطاع الكوابل بين درعا ودمشق.

وأوضح مدير فرع اتصالات درعا، أحمد الحريري، أن هذه الحادثة «تأتي نتيجة تعديات ‏متكررة على البنية التحتية للاتصالات، والتي أدت إلى قطع الكبل الضوئي ‏الحيوي الذي يربط المحافظتين بمراكز الاتصالات الرئيسية».‏

وأضاف الحريري: «هذه الحوادث تضر بالمواطنين، وتؤثر في استمرارية ‏الخدمات الأساسية»، داعياً إلى ضرورة حماية البنية التحتية للاتصالات؛ ‏لضمان استمرارية خدمات الاتصالات والإنترنت على نحو دائم وفعال.‏

وكانت السلطات في سوريا أعلنت، أمس (السبت)، تعزيز انتشار قوات الأمن بمنطقة الساحل بغرب البلاد، وفرض «السيطرة» على مناطق شهدت مواجهات، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إلى مقتل أكثر من 700 شخص خلال اشتباكات بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة.

وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم، إن التطورات الحالية التي تشهدها البلاد تقع ضمن «التحديات المتوقعة»، مع استمرار الاشتباكات بين القوات الحكومية وفلول النظام السابق في المنطقة الساحلية من البلاد.

ودعا الشرع إلى الوحدة الوطنية والحفاظ على السلم الأهلي، خلال ظهوره في تسجيل مصور بجامع الأكرم بمنطقة المزة في دمشق.

ودعا الشرع السوريين إلى «الاطمئنان، لأن البلاد تتمتع بمقومات للبقاء»، مضيفاً: «قادرون على العيش معاً في هذا البلد».