ميليشيات الدبيبة تعيد تمركزها لتأمين العاصمة الليبية

تحسباً لتكرار محاولة حكومة باشاغا اقتحام طرابلس

صورة وزعتها «قوات مكافحة الإرهاب» التابعة للدبيبة لتمركزها في مطار طرابلس
صورة وزعتها «قوات مكافحة الإرهاب» التابعة للدبيبة لتمركزها في مطار طرابلس
TT

ميليشيات الدبيبة تعيد تمركزها لتأمين العاصمة الليبية

صورة وزعتها «قوات مكافحة الإرهاب» التابعة للدبيبة لتمركزها في مطار طرابلس
صورة وزعتها «قوات مكافحة الإرهاب» التابعة للدبيبة لتمركزها في مطار طرابلس

شرعت قوات وميليشيات مسلحة تابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في إعادة انتشار عناصرها وآلياتها في العاصمة الليبية طرابلس، فيما بدا أنه خطة استباقية لوقف أي محاولة جديدة تقوم بها ميليشيات موالية لحكومة «الاستقرار» الموازية التي يرأسها فتحي باشاغا، لدخول المدينة.
وقالت شعبة الاحتياط بـ«قوة مكافحة الإرهاب»، التابعة لحكومة الدبيبة في بيان، عززته بلقطات فيديو وصور فوتوغرافية، إنها نشرت مساء أول من أمس عدداً من مفارزها بمطار طرابلس الدولي، لتأمينه وفقاً للخطة الأمنية التي تؤمِّن بموجبها وزارة الدفاع مناطق جنوبي طرابلس والمرافق الحيوية.
وعلى الرغم من أنها ربطت هذا التحرك بـ«الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة المطار، والتي نتج عنها انتشار الذعر بين المواطنين الذين يقطنون المنطقة»، أوضحت شعبة الاحتياط بالقوة، أنها تنشر قوتها «وفق خطة أمنية وضعتها لفرض الأمن في المنطقة، وحفظ سلامة وأمن المواطنين، والحيلولة دون اندلاع الاقتتال والحروب فيها». وطمأنت المواطنين الذين حثتهم على ضرورة التجاوب والتعاون معها، بأنها لن تدخر جهداً في فرض الأمن وإشهاره، وستحرص على «ألا يصاحب وجودها أي أعمال عسكرية تضر بأمن المواطنين وسلامتهم».
بدوره، قال «اللواء 53 مشاة مستقل» إنه بدأ بتعليمات من الدبيبة الذي يتولى أيضاً منصب وزير الدفاع بالحكومة، تحريك دوريات في عدة مناطق جنوب العاصمة طرابلس، بهدف التأمين وحماية المواطنين من الخارجين عن القانون، وخلايا «الدواعش» الإرهابية، و«اتخاد ما يلزم، والتعامل مع أي اختراق من شأنه أن يسبب عدم الاستقرار وزعزعة الأمن في تلك المناطق».
وأوضح في بيان أن أحمد هاشم، آمر اللواء، أصدر تعليماته بالتحرك فوراً لاستطلاع المنطقة الممتدة من السويح ودوفان والمردوم وقلعة أشميخ، جنوبا، إلى نسمة ومزدة والقريا.
وتزامنت هذه التطورات مع تلميح وزير الدّفاع التركي، خلوصي أكار، بإجراء وساطة لمنع حرب مقبلة في العاصمة طرابلس؛ حيث أكد لدى اجتماعه مع خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، مساء أول من أمس بالعاصمة التركية أنقرة، على «أهمية اتخاذ كافة المبادرات للحيلولة دون وقوع النزاعات، ومنع إراقة دماء الإخوة خلال الفترة القادمة». ونقلت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية للأنباء، عن بيان لوزارة الدفاع، أن أكار الذي شدد على أن روابط الصداقة والأخوة التاريخية بين تركيا وليبيا تمتد 500 عام، تعهد باستمرار الدعم الذي تقدمه تركيا لليبيين في مجالات التعاون المتعلقة بالتدريبات العسكرية، بزخم أكبر، وقال إن بلاده ستستمر في بذل ما بوسعها لإحلال السلام والاستقرار والرخاء في ليبيا: «وفق مفهوم ليبيا لليبيين».
في المقابل، اكتفى المشري بالإشارة إلى أن لقاءه مع أكار بحث سبل المحافظة على الاستقرار، والجهود المبذولة لتوحيد المؤسسة العسكرية، ودعم تركيا لبناء جيش وطني موحد؛ بالتدريب وتقديم الاستشارات متى ما طلب منها.
من جهته، كرر ريزدون زينينغا، القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة، خلال اجتماعه بمجموعة من أعضاء «ملتقى الحوار السياسي» الليبي، أن إعادة العملية الانتخابية إلى مسارها الصحيح «يجب أن تكون أولوية، بناء على مطالب 2.8 مليون ليبي تسجلوا للتصويت في ديسمبر (كانون الأول) 2021».
وقال زينينغا إن الوفد الذي بحث كيفية تجاوز الجمود السياسي الراهن، والتوصل إلى تسوية سياسية تأخذ ليبيا إلى الانتخابات المؤجلة، أعرب عن قلقه إزاء الوضع الأمني المتوتر، الناجم عما وصفه بالجمود السياسي الذي طال أمده. ومن جانبه، أثنى زينينغا على جهود المجموعة في البحث عن بدائل تمكن من إيجاد مسار للانتخابات، كما أبلغهم أن البعثة ستنظر في مقترحاتهم جنباً إلى جنب مع مقترحات تلقتها من جهات ليبية فاعلة أخرى. كما شدد زينينغا خلال لقائه القائم بالأعمال في سفارة مالي بطرابلس، أول من أمس، على أهمية دور الشركاء الإقليميين في دعم الشعب الليبي في سعيه لتحقيق السلام والاستقرار.
إلى ذلك، قال دولف هوجوونينج، سفير هولندا لدى ليبيا، إنه ناقش مع عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، خطط الدعم المستقبلية للمفوضية والتحديات التي تواجه العملية الانتخابية. وتزامن ذلك مع نفي عبد الله بليحق، الناطق باسم مجلس النواب، صحة بيان منسوب إلى رئيسه عقيلة صالح، ينتقد فيه تصريحات السفير الأميركي ريتشارد نورلاند، عقب محادثته الهاتفية مع عبد الله اللافي، عضو المجلس الرئاسي. وقال بليحق في بيان مقتضب، إن البيان «مُزوَّر، ولا أساس له من الصحة».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»
TT

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة»، الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال)، وشددت على «ضرورة سرعة تنفيذ الطرق والمرافق بمنطقة شمس الحكمة»، المخصصة لإقامة الأهالي.

و«رأس الحكمة»، مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، على بُعد 350 كيلومتراً تقريباً شمال غربي القاهرة، وتبلغ مساحتها نحو 170 مليون متر مربع.

ودشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع الشهر الماضي، مشروع «رأس الحكمة»، وأكد الرئيسان حينها «أهمية المشروع في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، لكونه يُمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات»، وفق إفادة رسمية لـ«الرئاسة المصرية».

ووقّعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

وزير الإسكان ومحافظ مطروح خلال تفقد أعمال الطرق والمرافق بـ"شمس الحكمة" (مجلس الوزراء المصري)

وتفقد وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، ومحافظ مطروح، خالد شعيب، السبت، أعمال الطرق والمرافق للأراضي البديلة لـ«رأس الحكمة» بمنطقة «شمس الحكمة».

وأوضح الوزير المصري أن الأراضي البديلة بمنطقة «شمس الحكمة» مخصصة لأصحاب الأراضي بمدينة «رأس الحكمة»، وتشتمل المنطقة البديلة، وفقاً للمخطط، على مناطق سكنية وخدمية، وأنشطة تجارية واستثمارية، إضافة إلى شبكة الطرق الرئيسية.

ونهاية الشهر الماضي، أكدت الحكومة المصرية أنها تتابع مستجدات تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع «رأس الحكمة» مع الشريك الإماراتي. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في وقت سابق، إنه يتابع بصورة يومية مستجدات الموقف في مدينة «رأس الحكمة»، والعقود الخاصة بالمستحقين للتعويضات من أهالي المنطقة.

مصطفى مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» اغسطس الماضي (مجلس الوزراء المصري)

كما زار مدبولي مدينة «رأس الحكمة» منتصف أغسطس (آب) الماضي للوقوف على «سير إجراءات تسليم التعويضات المخصصة للمستحقين». وقال حينها إن رأس الحكمة «تحظى بمقومات مميزة، تجعل منها نقطة جذب للاستثمارات ومختلف المشروعات على مدار العام».

وأكدت الشركة القابضة الإماراتية (ADQ) من جانبها في وقت سابق أن مشروع تطوير منطقة «رأس الحكمة» يستهدف ترسيخ مكانتها، بوصفها وجهة رائدة لقضاء العطلات على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ومركزاً مالياً، ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى، لتعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر، وفق بيان لـ«وكالة الأنباء الإماراتية».

وشدد وزير الإسكان المصري، اليوم السبت، على ضرورة الإسراع بمعدلات تنفيذ أعمال الطرق والمرافق بمنطقة «شمس الحكمة»، وتكثيف أعداد العمالة والمعدات، مؤكداً «اهتمام الدولة المصرية بتوفير الخدمات لأهالي المنطقة، وتوفير حياة كريمة لهم في مجتمعات حضارية».