قالت الولايات المتحدة اليوم (الثلاثاء) إن الجيش الأميركي أكمل اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز «مينيتمان 3»، القادر على حمل سلاح نووي، وأشارت إلى أنه تم تأجيل هذا الاختبار بسبب تصاعد التوترات مع الصين، وأن إجراء إطلاق الصاروخ في هذا التوقيت ليس مرتبطاً بأي أحداث عالمية راهنة.
وتم إطلاق الصاروخ من مركبة عسكرية في الساعة 12:49 صباحاً بتوقيت منطقة المحيط الهادي، وطار لمسافة 4200 ميل عند جزر مارشال، وهي جزيرة كانت تابعة لليابان واستولت عليها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. ويعد الصاروخ «مينيتمان 3» القادر على حمل سلاح نووي، وهو من إنتاج شركة «بوينغ»، سلاحاً مهماً في ترسانة الجيش الأميركي الاستراتيجية، إذ يزيد مدى هذا الصاروخ على 9660 كيلومتراً ويمكنه التحليق بسرعة تقترب من 24 ألف كيلومتر في الساعة. وتُحفظ هذه الصواريخ في مستودعات تحت الأرض في أماكن متفرقة تحت إدارة أطقم الإطلاق.
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، قد أصدر قراراً بتأجيل اختبار الصاروخ الذي كان مقرراً إطلاقه كجزء من تدريب روتيني في الرابع من أغسطس (آب) الجاري، لتجنب أي أعمل يساء فهمها أو يساء تفسيرها.
وقال الميجور أرماند وونغ، قائدة قوة المهام التدريبية، إن «عملية التخطيط الدقيقة لكل عملية إطلاق تستغرق عادةً ستة أشهر إلى عام قبل الإطلاق، وقد عمل أفضل طيارينا من كل قطاعات الصواريخ جنباً إلى جنب مع سرب القوة الجوية 576 لعرض بعض المهارات التقنية التي تشكّل قلب مهمتنا في الردع النووي».
وقال الكولونيل كريس كروز، قائد سرب القوة الجوية 576، إن هذا الاختبار يستهدف التأكد من استعداد ووضعية أسطول الولايات المتحدة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وجاهزية القوات النووية الأميركية وتوافر الثقة في مدى فتك وفاعلية الردع النووي للولايات المتحدة. وقال الجيش الأميركي إن اختبارات مماثلة حُدثت 300 مرة من قبل وليس نتيجة لأي أحداث جارية.
وكانت الولايات المتحدة قد ألغت سلسلة من اختبارات الصواريخ العابرة للقارات بسبب التوترات المتزايدة مع الصين بعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، لتايوان، كما ألغت اختباراً آخر للصواريخ الباليستية العابرة للقارات كان مقرراً أوائل مارس (آذار) الماضي لتجنب إثارة التوترات مع روسيا بعد عدة أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقد أجرى جيش التحرير الشعبي الصيني مجموعة من التدريبات بالذخيرة الحية وأطلق صواريخ اختبار متعددة كان معظمها قرب تايوان، في أعقاب زيارة بيلوسي لتايبيه، وأكدت بكين مراراً أن تلك الزيارة انتهكت سياسة الصين الواحدة. وتَعدّ الصين تايوان جزءاً من أراضيها ولم تتخلَّ أبداً عن استخدام القوة لإخضاعها لسيطرتها.
وقد أزعجت تلك الاختبارات العسكرية الصينية، الجانب الأميركي، حيث كانت المرة الأولى التي تتخذ فيها الصين مثل هذه التدريبات البحرية والجوية بهذا قرب سواحل تايوان منذ منتصف التسعينات. وعلق عدد من القادة العسكريين بأن إطلاق الصين صواريخ فوق تايوان وعند ممرات الشحن المهمة مثل مضيق تايوان، إجراء غير مسؤول وزادت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون من تأكيد حرية الملاحة عند مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي لتعزيز مفهوم أن تلك الممرات هي ممرات مائية دولية.
وقال نائب الأدميرال في الأسطول الأميركي السابع كارل توماس، خلال اجتماع في سنغافورة، إن قرار الصين إطلاق صواريخ فوق تايوان يجب أن تتم مواجهته. ووصف إطلاق الصواريخ الباليستية الصينية فوق تايوان بأنه «إجراء غير مسؤول»، مؤكداً أن تلك الصواريخ كادت تلامس ممرات الملاحة البحرية الدولية. وقال: «إذا لم تواجهوها، يمكن أن تصبح مثل الجزر في بحر الصين الجنوبي (التي استولت عليها الصين) وأصبحت الآن مواقع عسكرية متكاملة، مع صواريخ ومهابط كبيرة للطائرات ومستودعات وأجهزة رادار ومراكز تنصت». ويقع الأسطول السابع في اليابان، وهو جزء رئيسي من وجود واشنطن البحري في المحيط الهادي.
*عقوبات صينية ضد مسؤولين تايوانيين
من جانبها، قامت الصين بخطوات لزيادة الضغوط الاقتصادية وفرض خناق اقتصادي على تايوان، وأعلنت فرض عقوبات على سبعة مسؤولين تايوانيين كبار بسبب ما وصفتها بأنها ميولهم «الانفصالية المحضة»، وشملت العقوبات التي تستهدف بشكل أساسي شخصيات بارزة من الحزب التقدمي الديمقراطي الذي تتزعمه الرئيسة تساي إنغ وين، منع هذه الشخصيات من دخول الصين، بما في ذلك هونغ كونغ وماكاو، وإقامة علاقات اقتصادية مع كيانات في البر الرئيسي.
الجيش الأميركي يُجري اختباراً لصاروخ باليستي ولا يعده تصعيداً للتوتر مع الصين
الاختبار يستهدف التأكد من جاهزية القوات النووية
الجيش الأميركي يُجري اختباراً لصاروخ باليستي ولا يعده تصعيداً للتوتر مع الصين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة