السوداني يظل «محايداً» وسط التطورات السورية

بارزاني أشاد بموقف الشرع حيال أكراد سوريا

السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)
السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)
TT
20

السوداني يظل «محايداً» وسط التطورات السورية

السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)
السوداني يلتقي رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم (رئاسة الوزراء)

اختار أحمد الشرع، قائد «هيئة تحرير الشام»، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أول زعيم يوجه له رسالة هاتفية، فيما يلتزم السوداني الصمت حيال طلبات الجولاني.

في الوقت الذي اختار فيه القائد الفعلي لسوريا وقائد «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، كأول زعيم عربي وعالمي يوجِّه له رسالة هاتفية، حتى قبل سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وهروبه، لا يزال السوداني يلتزم الصمت حيال ما طلبه منه الجولاني.

وانشغل السوداني بالوضع السوري؛ سواء من خلال زيارته الخاطفة إلى عمان، أو إجراء العديد من الاتصالات الهاتفية مع عدد من زعماء المنطقة والعالم، كان آخرها مساء السبت من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معبراً عن دعمه للتغيير الذي حدث في سوريا.

وفي الوقت نفسه، يسعى السوداني إلى إبعاد الساحة العراقية عن أن تصبح ساحة لتصفية الحسابات، بالإضافة إلى محاولاته لموازنة الوضع الجديد في سوريا، والانخراط العراقي في الجهود الدبلوماسية العربية والدولية. كما يسعى إلى إبعاد إيران، التي تمتلك أذرعاً قوية في العراق، عن الشأن السوري.

وأكد السوداني لرئيس «تيار الحكمة الوطني»، عمار الحكيم، أن موقف العراق يركز على عدم التدخل في الشأن السوري. وناقشا «الأوضاع العامة في البلاد، وجهود الحكومة في تنفيذ برنامجها الحكومي بجميع مستهدفاته، التي تهدف إلى تطوير الخدمات المقدَّمة والارتقاء بالواقع الاقتصادي للبلاد، بما يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية»، حسب بيان لرئاسة الوزراء.

وتناول اللقاء الأحداث الجارية في سوريا؛ حيث تم التأكيد على موقف العراق الثابت بعدم التدخل في الشأن السوري، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية ضم مختلف المكونات في إدارة المرحلة الانتقالية هناك. كما تمَّت مناقشة جهود الحكومة في تعزيز قدرات القوات الأمنية والعسكرية، وتعزيز حماية الحدود ضد أي تهديدات أمنية، بما يضمن سلامة الأراضي العراقية.

وكان السوداني قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، حيث تم بحث مستجدَّات الأوضاع في المنطقة، لا سيما التطورات الأخيرة في سوريا.

وأفادت رئاسة الوزراء العراقية، في بيان، بأن السوداني أكد لماكرون «أهمية تضافر جميع الجهود لمساعدة السوريين في تحقيق تطلعاتهم وإعادة بناء دولتهم، مع ضرورة عدم التدخل في شؤونهم الداخلية». وأضاف السوداني أنه يجب التأسيس لمرحلة انتقالية من خلال عملية سياسية شاملة تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري، مع التأكيد على سلامة ووحدة الأراضي السورية، وهو أمر حيوي لأمن المنطقة واستقرارها.

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي «التزام بلاده بأمن واستقرار العراق، والوقوف إلى جانبه في مواجهة مختلف التحديات؛ خصوصاً في مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى «دور العراق المحوري في المنطقة».

وفي تصريحات صحافية، اليوم (الأحد)، أوضح فادي الشمري، المستشار السياسي للسوداني، أن «بغداد تسعى، من خلال تحركاتها الدبلوماسية المكوكية، إلى رسم رؤية إقليمية ودولية مشتركة بشأن سوريا، تهدف إلى دعم استقرارها والعمل على إقامة نظام سياسي ديمقراطي يحترم التعددية الاجتماعية وحقوق جميع مكونات الشعب السوري».

كما أشار إلى أن «العراق قد اتخذ خطوات استباقية سياسياً وأمنياً وعسكرياً لحماية مصالحه الوطنية، مع التأكيد على أهمية استقرار دول الجوار، وعدم إغفال الملف الفلسطيني، الذي يعاني شعبه من مجازر بشريّة على يد آلة الحرب الإسرائيلية».

أمنياً، أكد وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري سلامة الحدود العراقية مع سوريا، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية العراقية لا تزال تتحسَّب للمخاطر المحتملة، في حال تم تهريب الآلاف من عناصر تنظيم «داعش»، لا سيما من «مخيم الهول» وسجون سورية أخرى.

وأوضح الشمري، في بيان، أن «الوضع في الشريط الحدودي مطمئن»، لافتاً إلى أنه «ترأَّس اجتماع هيئة رأي الوزارة، بحضور معظم أعضائها، لمناقشة جدول الأعمال المطروح واتخاذ القرارات المناسبة بشأنه».

وأكد الوزير على «تكثيف الجهود الاستخبارية في جميع قواطع المسؤولية»، مشدداً على «ضرورة الاهتمام بملف الحدود الدولية، خاصة أن الوضع في الشريط الحدودي يظل مطمئناً».

في غضون ذلك، رحَّب الزعيم الكردي، مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، بالتصريحات التي أدلى بها الشرع بشأن الأكراد في سوريا.

ووجَّه بارزاني، اليوم (الأحد)، رسالة إلى الجولاني، تعقيباً على التصريح الذي ظهر فيه الجولاني بمقطع فيديو يصف فيه الأكراد في سوريا بأنهم «جزءٌ من الوطن وشريكٌ في سوريا المستقبل».

وقال بارزاني في رسالته: «إن هذه الرؤية تجاه الأكراد ومستقبل سوريا موضع سرور وترحيب من قِبَلنا، ونأمل أن تكون بداية لتصحيح مسار التاريخ وإنهاء الممارسات الخاطئة والمجحفة التي كانت تُرتَكَب بحق الشعب الكردي في سوريا».

وأضاف بارزاني: «مثل هذا المنظور يمثل منطلقاً يمهّد لبناء سوريا قوية»، مؤكداً أنه «يجب على الأكراد والعرب وجميع مكونات سوريا الأخرى اغتنام هذه الفرصة للمشاركة معاً في بناء سوريا مستقرة، حرة وديمقراطية».


مقالات ذات صلة

«أبطال الخليج»: دهوك بطلاً بهدف قاتل في القادسية

رياضة عربية دهوك بطلاً لدوري أبطال الخليج للمرة الأولى (وسائل إعلام عراقية)

«أبطال الخليج»: دهوك بطلاً بهدف قاتل في القادسية

توج دهوك العراقي بلقب دوري أبطال الخليج للمرة الأولى في تاريخه بفضل فوزه القاتل على ضيفه القادسية الكويتي 2-1، الثلاثاء، في إياب نهائي البطولة.

«الشرق الأوسط» (دهوك)
الخليج ميناء خور عبد الله (أ.ب)

قادة العراق لتفعيل «اتفاقية خور عبد الله» مع الكويت

طالب رئيسا الحكومة والجمهورية في العراق بإعادة الاعتبار لاتفاقية كانت تنظم الملاحة مع الكويت، وشددا على أن السلطات في هذا البلد تراعي «حسن الجوار» بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
العالم العربي يكافح أحد المشاة لالتقاط أنفاسه أثناء سيره على جانب الطريق في ظل ظروف الرؤية المنخفضة بسبب عاصفة غبارية هائلة في مدينة النجف (أ.ف.ب)

العاصفة الرملية في العراق تخلّف آلاف حالات الاختناق (صور)

أعلنت وزارة الصحة العراقية في حصيلة جديدة تسجيل أكثر من 3700 حالة اختناق جرّاء عاصفة رملية ضربت الاثنين وسط وجنوب البلد.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي معرض تذكاري عن قصف حلبجة بالسلاح الكيميائي (أ.ف.ب)

البرلمان العراقي يقر حلبجة المحافظة الـ19

احتفى قادة في إقليم كردستان بإعلان البرلمان العراقي مدينة حلبجة المحافظة التاسعة عشرة في البلاد، في حين أثار ذلك الإعلان ردود فعل سياسية مطالِبة بتشكيل محافظات.

حمزة مصطفى (بغداد)
رياضة عربية خيسوس كاساس مدرب منتخب العراق (أ.ف.ب)

بسبب تجاوزات تعاقدية… الاتحاد العراقي يعلن فسخ عقد كاساس

أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، فجر الاثنين، فسخ عقد المدرب الإسباني خيسوس كاساس وجهازه الفني، وذلك بسبب إخلالهم الجسيم بالالتزامات التعاقدية حسبما قال الاتحاد

«الشرق الأوسط» (بغداد)

«حماس» ونتنياهو يصعّدان الضغوط المتبادلة

«حماس» ونتنياهو يصعّدان الضغوط المتبادلة
TT
20

«حماس» ونتنياهو يصعّدان الضغوط المتبادلة

«حماس» ونتنياهو يصعّدان الضغوط المتبادلة

كثفت حركة «حماس» ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الضغوط المتبادلة. وفي حين أعلنت الحركة فقد الاتصال بمجموعة تأسر جندياً إسرائيلياً – أميركياً، زار رئيس نتنياهو شمال قطاع غزة بشكل نادر ومفاجئ.

وجاءت زيارة نتنياهو التي أُعلن عنها باقتضاب، أمس، وسط تحركات من جيشه لبسط مزيد من النفوذ في غزة وتضييق الخناق على «حماس» وإجبارها على تسليم 59 رهينة لديها يعتقد أن نصفهم أموات.

وقال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب «القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس» إنه تم «فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان وجودهم». وأعرب أبو عبيدة عن اعتقاده بأن الجيش الإسرائيلي «يحاول عمداً التخلص من ضغط ملف الأسرى المزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا».

وكانت «القسام» نشرت، يوم السبت الماضي، مقطعاً مصوراً للجندي المزدوج الجنسية يقول فيه إن الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية كذبتا عليه بشأن إطلاق سراحه. وقالت مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، الاثنين، إنها أبلغت الوسطاء خلال لقاءات في القاهرة أنها «لا تمانع الإفراج عن ألكسندر، كبادرة خاصة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب».