هل يُوقف تغيير الوزير طوفان الشكوى من أحوال التعليم في مصر؟

الدكتور رضا حجازي وزير التربية التعليم  (وزارة التربية والتعليم )
الدكتور رضا حجازي وزير التربية التعليم (وزارة التربية والتعليم )
TT

هل يُوقف تغيير الوزير طوفان الشكوى من أحوال التعليم في مصر؟

الدكتور رضا حجازي وزير التربية التعليم  (وزارة التربية والتعليم )
الدكتور رضا حجازي وزير التربية التعليم (وزارة التربية والتعليم )

شمل التعديل الوزاري الذي أقره مجلس النواب المصري، السبت، تكليف الدكتور رضا حجازي، بمنصب وزير التربية والتعليم خلفا للدكتور طارق شوقي، الذي أثار مشروعه لإصلاح أحوال التعليم الكثير من الجدل خلال السنوات الماضية، وتصاعد مؤخرا مع إعلان نتائج الثانوية العامة، وسط مطالبات بتغيير الوزير، أملا في إصلاح المنظومة التعليمية.
وجاء تعيين حجازي ليعطي «بارقة أمل»، للمصريين، خصوصاً المدرسين، لأنه «من قلب العملية التعليمية»، على حد قولهم، إضافة إلى أنه كان الرجل الثاني في الوزارة لسنوات طويلة، وشغل منصب نائب الوزير، مما «سيخفف من حدة الاحتقان»، بين الوزارة والمدرسين وأولياء الأمور.
وعلى عكس سلفه شوقي، خريج كلية الهندسة الميكانيكية، الذي شغل منصب عميد كلية العلوم والهندسة الميكانيكية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قبيل توليه للوزارة عام 2017، يعتبر حجازي جزءا من العملية التعليمية، حيث بدأ عمله مدرسا لمادة العلوم بالمرحلة الإعدادية، ثم مدرسا للكيمياء بالمرحلة الثانوية، ثم عمل أستاذا باحثا بقسم التدريب والإعلام بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، وحصل على درجة الدكتوراه في إدارة المناهج وطرق التدريس من جامعة المنصورة. تدرج حجازي في المناصب القيادية، من بينها رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، ونائب مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين، ونائب رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، ورئيس وحدة التخطيط بقسم التدريب والإعلام بالمركز القومي للامتحانات، وتولى منصب رئيس عام امتحانات الثانوية العامة لعدة سنوات، كما شغل منصب نائب رئيس عام الامتحانات في الفترة من عام 2019، وحتى عام 2022. ويقول كمال مغيث، الخبير التربوي، إن «حجازي ابن المؤسسة التعليمية، وكان وكيلا للوزارة لمدة تزيد على 20 عاما، مما يجعله مدركا لمشاكل المدرسين، والتعليم بشكل عام»، مشيرا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «حجازي سيعيد منظومة التعليم بالطريقة التي نعرفها، على عكس شوقي الذي كان يدير الوزارة من الخارج، ونتج عن سياساته كثير من السلبيات، كان آخرها ما شهدناه في امتحانات الثانوية العامة».
واصطدم شوقي مع أولياء الأمور، والمدرسين منذ توليه مهام منصبه، في ظل تطبيق نظام تعليمي جديد، يعتمد على التكنولوجيا، مع غياب بنية تحتية في المدارس، وهو ما تسبب في شكاوى من الأهالي والمدرسين أنفسهم على مدار السنوات الماضية، زادت حدتها مع موسم الثانوية العامة الأخير، والذي شهد اعتراضات وتشكيكا في النتيجة، وحديثا عن وقائع «غش عائلي»، حاول شوقي الرد عليها، لكن يبدو أنها أطاحت به في النهاية.
وعلق الكاتب المتخصص في علم الاجتماع السياسي، عمار علي حسن على قرار رحيل شوقي بقوله: «أسعدني رحيل شوقي، الوزير المغترب عن واقعنا، هذا العابر كانت بين مكتبه ومدرسة المنيرة الإعدادية 30 خطوة، ولو زارها، واستمع إلى المدرسين والتلاميذ لكفانا تجاربه، لكنه لم يفعل، بقي طوال الوقت يعيش في عالم افتراضي، مليء بصور ورسوم بيانية ملونة يعرضها على مدارس متهالكة». ويتوقع مغيث أن يساهم «حجازي في تخفيف حدة الشكاوى من العملية التعليمية، خاصة وأنه من قلب المؤسسة».
بدورها قالت عبير أحمد، مؤسسة اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء أمور المدارس الخاصة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «تعيين حجازي سيزيل ويقلل من حدة الاحتقان الموجودة حاليا بنسبة كبيرة»، وإن كانت ترى أن «المشاكل الأساسية والشكاوى ستظل موجودة بنسبة كبيرة لأنها تحتاج لوقت طويل لحلها»، معربة عن أملها في أن «يتسع صدر الوزير الجديد لأولياء الأمور والمعلمين». ينسب لحجازي المشاركة في وضع نظام «البوكليت»، في الثانوية العامة، في محاولة لوقف موجة تسريب الامتحانات عام 2016، كما شارك في وضع خطط لترقي المعلمين، وحصر مشكلاتهم، ووضع ضوابط تعيين 150 ألف مدرس على مدار خمس سنوات، وهي الخطة التي تنفذها الحكومة حاليا.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)

تستعد القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم وتعزيز «الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، يوم الاثنين المقبل، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.

وأعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن استضافة «مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، يوم 2 ديسمبر (كانون الأول)، وقال خلال مشاركته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا الاثنين: «المؤتمر سيبحث إجراءات تعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، حسب إفادة للخارجية المصرية.

وأعاد عبد العاطي التأكيد على محددات الموقف المصري تجاه التطورات الإقليمية، التي تتضمن «ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلاً عن أهمية الانتقال لإيجاد أُفق سياسي لتنفيذ حل الدولتين».

وكشفت مصادر مصرية مطلعة أن «المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء الخارجية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الحضور سيشمل تمثيلاً إقليمياً، من دول المنطقة، ودولياً، من المجتمع الدولي»، إلى جانب «تمثيل المؤسسات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة المعنية بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها (الأونروا)».

وتجري القاهرة استعداداتها المكثفة لاستضافة المؤتمر، لضمان مشاركة واسعة فيه إقليمياً ودولياً، وفق المصادر، التي أشارت إلى أن «مصر ما زالت تتلقى تأكيدات من الدول التي ستشارك»، وأوضحت أن «المؤتمر سيناقش الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للوضع في قطاع غزة»، وأن «دعم عمل وكالة (الأونروا)، سيكون من فعاليات المؤتمر».

ويعقد المؤتمر في ظل مطالبات عربية رسمية برفع القيود الإسرائيلية على مرور المساعدات لقطاع غزة، بعد قرار إسرائيل بحظر عمل أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويتوقف رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، صلاح عبد العاطي، عند عقد المؤتمر بالتزامن مع الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، وقال إن «الفلسطينيين ينظرون بإيجابية لمؤتمر القاهرة الوزاري، أملاً في تحقيق اختراق لأزمة المساعدات الإنسانية، والتدخل لإنفاذ الدعم لسكان القطاع»، مشيراً إلى أن «استمرار الوضع الحالي، مع حلول موسم الشتاء، يفاقم من المعاناة الإنسانية للسكان بغزة».

وتحدث عبد العاطي عن الأهداف التي يأمل الفلسطينيون أن يحققها المؤتمر، ودعا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «ضرورة أن يحقق المؤتمر استجابة إنسانية سريعة لسكان القطاع، كما حدث في التدخلات المصرية السابقة»، إلى جانب «ممارسة ضغوط على الجانب الإسرائيلي لفتح المعابر أمام المساعدات الإغاثية»، كما طالب بـ«تشكيل تحالف دولي إنساني لدعم الإغاثة الإنسانية لغزة».

وتقول الحكومة المصرية إنها قدمت نحو 80 في المائة من حجم المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة، وفق تصريحات لوزير التموين المصري في شهر مايو (أيار) الماضي.

واستضافت القاهرة، في أكتوبر من العام الماضي، «قمة القاهرة للسلام»، بمشاركة دولية واسعة، بهدف «دفع جهود المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، والعمل على تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة».

وباعتقاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، أن «مؤتمر القاهرة الوزاري يستهدف إعادة تقديم القضية الفلسطينية للواجهة الدولية، مرة أخرى، في ضوء التطورات الإقليمية»، وقال إن «توقيت ومستوى التمثيل في المؤتمر، يقدمان رسائل تنبيه مبكرة لخطورة الوضع في القطاع، والمسار المستقبلي للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي».

وستتجاوز مناقشات المؤتمر حدود الدعم الإنساني والإغاثي لسكان قطاع غزة، وفقاً لفهمي، الذي قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤتمر سياسي بالدرجة الأولى، ويستهدف استعراض الجهود المبذولة، خصوصاً من الدول العربية، لوقف الحرب في القطاع»، مشيراً إلى أن «المؤتمر سيسعى لصياغة مقاربات جديدة للتعاطي مع الأزمة في غزة، والقضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تولي إدارة دونالد ترمب مهامها الرسمية في أميركا».