بينما كان مجدي مصباح (48 سنة)، نائماً داخل بيته في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة، حتى دقات الساعة الثامنة والنصف صباحاً فجعه صوت الصراخ القادم من المبنى المجاور له «إلحقونا... هنموت»، فركَ عينيه بسرعة، وحاول تدارك ما يحدث حوله، وخلال ثوانٍ قليلة عرف أنّ كنيسة «أبي سيفين» الملاصقة لمنزله تحترق، صعد إلى الأعلى برفقة أشقائه وأبنائه محاولاً تقديم أي مساعدة، قفز إلى سقف الكنيسة، وحاول إنقاذ العالقين بداخلها، لكنّه فوجئ بوجود منفذ حديدي مغلق، فكسره بمساعدة آخرين، لكنّ الوقت كان قد نفد بعدما تسببت الأدخنة الناجمة عن حريق الطابق الثالث في موت معظم الأطفال الموجودين داخل حضانة الكنيسة، فحمل مصباح طفلتين لفظتا أنفاسهما الأخيرة جراء كثافة الأدخنة، ونقلهما إلى الأسفل من سلّم منزله.
في تلك الأثناء تمكّن ابنه العشريني من إنقاذ بعض الموجودين في الكنيسة من خلال النّوافذ والتسلّق عبر أجهزة التكييف، فيما أسهمت زوجته بصحبة جيرانها في إطفاء الحريق من خلال مدّ خرطوم إلى أعلى منزله لإخماد الحريق من سقف الكنيسة.
يقول مصباح لـ«الشرق الأوسط»: «حضرتْ سيارات الإطفاء عقب فترة وجيزة من اندلاع الحريق، لكن كانت تلك الفترة القصيرة كفيلة بإنهاء حياة معظم الأطفال الموجودين بالحضانة بسبب كثافة الأدخنة»، مشيراً إلى «أنّه لم يمت أحد من الضحايا بسبب التعرض لألسنة اللّهب»، على حد تعبيره.
ويضيف أنّ «المؤشرات الأوّلية تشير إلى تورّط ماس كهربائي بأحد أجهزة التكييف في اندلاع الحريق»، لافتاً إلى أنّ التيّار الكهربائي بالمنطقة كان مقطوعاً قبل اندلاع الحريق، وخلال هذه المدّة تم تشغيل مولّد الكنيسة، ولدى عودة التيار الكهربائي حدث الماس الكهربائي والحريق.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1558846920524701699
ويؤكّد السيّد محمد، أحد شهود العيان وأحد جيران الكنيسة لـ«الشرق الأوسط»، أنّ جهود أهالي منطقة عزبة مطار إمبابة، أسهمت في تقليل الخسائر بشكل كبير، لا سيما أن صباح كل يوم أحد، يشهد تردّد العشرات عليها من الكبار والصغار، مشيراً إلى أن «الكنيسة تتوسّط عمارات عدّة، صار سكّانها يألفون روّاد الكنيسة من الكبار والصغار، ويتألّمون لرحيلهم».
مصر: جهود الإنقاذ الشعبية تقلّل خسائر حريق «كنيسة إمبابة»
مصر: جهود الإنقاذ الشعبية تقلّل خسائر حريق «كنيسة إمبابة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة