كيف تتخلص من انتفاخ البطن؟

كيف تتخلص من انتفاخ البطن؟
TT

كيف تتخلص من انتفاخ البطن؟

كيف تتخلص من انتفاخ البطن؟

هل تعاني من نوبات انتفاخ مؤلمة؟ فيما يلي نقدم لك بعض النصائح للتخفيف من حدة الضغط الذي تعانيه.

حدوث الانتفاخ
بعض الأحيان، يصاب المرء بالانتفاخ بعد تناول الطعام. ويعد هذا الشعور بالانتفاخ مألوفاً لدى الغالبية منا: قد ينتابك شعور بالضيق أو الامتلاء أو الضغط أو كِبر البطن. ويتراوح الشعور بالانزعاج ما بين خفيف إلى شديد.
في هذا الصدد، شرح الدكتور كايل ستالر، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «عادة ما يزول الانتفاخ بعد فترة، لكن بالنسبة لبعض الأشخاص، تتكرر المشكلة في كل مرة يتناولون فيها الطعام».
ويحدث الانتفاخ عندما تتراكم كمية غير طبيعية من الغاز في البطن. ويحدث هذا لعدة أسباب.
تتولى الإنزيمات والبكتيريا داخل الجهاز الهضمي تحويل الطعام إلى سكريات بسيطة لامتصاصها. ومع ذلك، فإن مستويات الإنزيمات في المعدة والأمعاء تنخفض بشكل طبيعي مع التقدم في العمر.
ويعني انخفاض الإنزيمات أن الأطعمة لم يتم تكسيرها بالكامل. وهذا يترك حصة أكبر من المهمة للبكتيريا، ما يعني المزيد من الغازات.
على سبيل المثال، يميل كبار السن إلى إنتاج كمية أقل من الإنزيم اللازم لهضم الكربوهيدرات الرئيسية في منتجات الألبان، ما يؤدي إلى عدم تحمل الجسم للاكتوز.
وثمة مشكلة أخرى تكمن في أن الناس ربما يواجهون صعوبة في هضم أنواع معينة من الكربوهيدرات تعرف باسم مصطلح هو «فودماب» FODMAPs في إشارة إلى سكريات قليلة التعدد قابلة للتخمر، والسكريات الثنائية والسكريات الأحادية والبوليولات. في هذا الصدد، أوضح الدكتور ستالر أن «أطعمة فودماب إما لا يجري هضمها من الأساس أو يجري هضمها على نحو غير كامل، ما يؤدي إلى زيادة التخمر بواسطة بكتيريا الأمعاء ويخلق المزيد من الغازات».
ومن بين الأطعمة الشائعة الأخرى التي تنتج الغازات من «فودماب»، البروكلي والفول والعدس والقمح والثوم والبصل والتفاح وعصائر الفاكهة. لكن أطعمة «فودماب» تشمل كذلك بعض الأطعمة التي لا ترتبط عادة بالغازات، مثل الأفوكادو والكرز. و«فودماب» FODMAPs وهو مختصر للتعبير: (fermentable oligosaccharides، disaccharides.monosaccharides، and polyols)

تباطؤ الجهاز الهضمي
يمكن أن يسهم الجهاز الهضمي البطيء في حدوث المشكلة. وعن هذا، شرح الدكتور ستالر: «تميل وظيفة الجهاز الهضمي إلى التغيير والتباطؤ مع تقدم العمر. وتستغرق المعدة وقتاً أطول لبدء عملية الهضم، ولا تحرك الأمعاء الطعام بالسرعة التي كانت عليها من قبل. ويتيح هذا التباطؤ مزيداً من الفرص لتراكم الغازات».
ويمكن أن تنشأ كميات كبيرة من الغازات كذلك إذا ابتلعت الكثير من الهواء ـ على سبيل المثال، عندما تأكل بسرعة كبيرة أو أكثر عن اللازم، أو عندما تتحدث أثناء تناول الطعام.
أياً كان مصدره، عادة ما يرتفع الغاز الزائد إلى المريء ويخرج من الجسم عن طريق التجشؤ، أو يستمر عبر الجهاز الهضمي ويخرج من القولون على شكل انتفاخات في البطن. إلا أنه عندما تتراكم الكثير من الغازات ولا يمكن إطلاقها بالسرعة الكافية، يمكن أن يتسبب ذلك في انتفاخ المعدة. وبإمكان معدتك إعادة تشكيل نفسها والتوسع للتعامل مع كميات صغيرة من الغازات الناتجة أثناء الهضم المنتظم، لكن الكثير يمكن أن يملأ هذه المساحة بشدة.
مع خروج الغازات، يرتفع الحجاب الحاجز، ويضيق جدار البطن للسماح للمعدة بالحفاظ على شكلها. ومع ذلك، في بعض الأحيان ينخفض الحجاب الحاجز أو ينقبض بشكل غير مناسب حتى من دون وجود الكثير من الغازات، ما يجعل عضلات جدار البطن تسترخي ويؤدي ذلك إلى بروز المعدة.

انتبه لما تأكله
عادة ما يختفي الانتفاخ من تلقاء نفسه حيث يشق الغاز طريقه خارج الجهاز الهضمي من خلال التجشؤ وإخراج الغازات، لكن إذا كان الانتفاخ مشكلة متكررة، يوصي الدكتور ستالر أن تبدأ بالتوقف عن تناول منتجات الألبان لمعرفة ما إذا كنت تعاني من عدم تحمل اللاكتوز.
وإذا لم يساعدك ذلك، فعليك تفحص نظامك الغذائي المعتاد للأطعمة من مجموعة «فودماب»، وأشار الدكتور ستالر إلى أن «من الأفضل التحدث مع اختصاصي تغذية للمساعدة في تحديد الأطعمة التي تسبب المشكلات المحتملة وتصميم استراتيجية إما للتخلص منها واستبدالها بواسطة أطعمة أخرى أو تعديل كمياتها».
ويمكنك كذلك الحماية من الانتفاخ الناتج عن الهواء الزائد عن طريق تناول الطعام بشكل أبطأ وتناول وجبات أصغر حجماً وتقليل المشروبات الغازية.
وقد يساعد تناول علاج مضاد للغازات من دون وصفة طبية مثل «غاز - إكس» Gas - X بعد تناول الطعام في التغلب على حالات الانتفاخ العرضية. (يسهم العنصر الفعال، سيميثيكون simethicone، في تكسير فقاعات الغاز). وقال الدكتور ستالر: «ضع في اعتبارك أن مثل هذه المنتجات لا تفلح مع الجميع، ولا يوجد دليل قوي على أنها تساعد في التغلب على الانتفاخ المتكرر أو المزمن».

علامات تحذيرية للانتفاخ
> في الوقت الذي يعد حدوث بعض الانتفاخ أمرا طبيعيا، يجب أن تخضع للفحص إذا كنت تعاني من الانتفاخ بشكل متكرر أو لفترات طويلة، أو إذا كانت تصاحب الانتفاخ أعراض أخرى، مثل ألم البطن أو فقدان الوزن أو الحمى أو البراز الدموي، فقد تكون هذه الأعراض مؤشرات تشي بأمر أكثر خطورة، مثل مرض الاضطرابات الهضمية والتهاب القولون التقرحي وداء كرون أو ضعف الكبد.

*رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

ترمب يعود إلى مكان محاولة اغتياله: لن أستسلم أبداً

انضمّ ماسك إلى الرئيس السابق خلال فعالية انتخابية في باتلر - بنسلفانيا يوم 5 أكتوبر الحالي (أ.ف.ب)
انضمّ ماسك إلى الرئيس السابق خلال فعالية انتخابية في باتلر - بنسلفانيا يوم 5 أكتوبر الحالي (أ.ف.ب)
TT

ترمب يعود إلى مكان محاولة اغتياله: لن أستسلم أبداً

انضمّ ماسك إلى الرئيس السابق خلال فعالية انتخابية في باتلر - بنسلفانيا يوم 5 أكتوبر الحالي (أ.ف.ب)
انضمّ ماسك إلى الرئيس السابق خلال فعالية انتخابية في باتلر - بنسلفانيا يوم 5 أكتوبر الحالي (أ.ف.ب)

عاد الرئيس الأميركي السابق المرشّح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترمب، إلى باتلر بولاية بنسلفانيا، وهو الموقع نفسه الذي نجا فيه من رصاصة كادت تقتله في يوليو (تموز) الماضي، في لحظة صادمة من السباق إلى البيت الأبيض الذي لا يزال يُخيّم عليه تهديد العنف السياسي.

وظهر ترمب وإلى جانبه الملياردير إيلون ماسك، وجاي دي فانس المرشح لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات المقررة يوم 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إضافة إلى أقارب ضحايا الهجوم الذي تعرّض له في 13 يوليو الماضي، ورجال إنقاذ. وقال ترمب أمام الحشد: «قبل 12 أسبوعاً؛ هنا، حاول قاتل إسكاتي وإسكات حركتنا. كان هذا الوحش الشرير (...) على وشك تحقيق ذلك، لكن يد العناية الإلهية منعته». وأضاف: «لن أستسلم أبداً. لن أنكسر أبداً».

إيلون ماسك يتحدث من خلف زجاج واقٍ من الرصاص خلال فعالية انتخابية لترمب في بنسلفانيا (أ.ف.ب)

«أعداء الداخل»

وقف المرشح الجمهوري دقيقة صمت، في الوقت المحدد الذي دوى فيه إطلاق النار يوم 13 يوليو الماضي، قبل استئناف خطابه. وفيما حثّه بعض كبار الجمهوريين على توجيه رسالة وحدة وطنية، فضّل ترمب استغلال عودته إلى باتلر للتّنديد بمن سماهم «أعداء الداخل»، عادّاً أنهم «أخطر بكثير من أعداء الخارج»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتابع الرئيس السابق أمام أنصاره: «على مدى السنوات الثماني الماضية، شهّر بي أولئك الذين يريدون إيقافنا، وحاولوا إقصائي من منصبي، ولاحقوني قضائياً، وحاولوا سرقة بطاقات اقتراع مني... ومن يدري؛ ربما حاولوا قتلي. لكنني لم أتوقف مطلقاً عن النضال من أجلكم، ولن أتوقّف أبداً».

استكشاف المريخ

من جهته، وصف الملياردير إيلون ماسك الانتخابات الأميركية بأنها «معركة يجب ألا نخسرها»؛ خشية أنه إذا وقعت خسارتها، فستكون «آخر انتخابات... هذا هو توقعي». وأصرّ ماسك على أن «الرئيس ترمب يجب أن يفوز؛ من أجل الحفاظ على الدستور والديمقراطية».

وأضاف ماسك أمام الجمهور: «الجانب الآخر يريد أن يسلبكم حريتكم في التعبير. يريدون أن يسلبوا حقكم في حمل السلاح، ويريدون أن يسلبوا حقكم في التصويت».

ووعد ترمب أنصاره بتمكين ماسك من «الوصول إلى المريخ»، في حال فاز بالانتخابات الرئاسية الشهر المقبل.

المرشح الجمهوري دونالد ترمب يصعد إلى المنصة لإلقاء خطاب انتخابي في بنسلفانيا (أ.ف.ب)

رصاصة «من أجل الديمقراطية»

وكان ترمب قد صرّح مراراً بأنّه يريد العودة إلى موقع إطلاق النار الذي قُتل فيه رجل وأُصيب اثنان من الحاضرين، قبل أن يقتل عناصر من جهاز «الخدمة السرية» القنّاص.

وقال المرشح الجمهوري، خلال تجمّع حاشد أُقيم في ميلووكي قبل أيام: «أصبحت باتلر مكاناً مشهوراً للغاية... إنّها أشبه بنصب تذكاري الآن».

من جهتها، أكدت حملة ترمب أنّه «تلقّى رصاصة من أجل الديمقراطية» في باتلر، في إشارة إلى تعرضه لإصابة طفيفة في أذنه. وأكدت أنّه سيتحدث هذه المرة من خلف زجاج واقٍ من الرصاص.

في زيارته الأخيرة باتلر، لم تكد تمضي 6 دقائق على بدء الرئيس السابق خطابه، حتى سُمع صوت إطلاق 8 طلقات نارية بينما كان يدير رأسه لينظر إلى مخطّط إحصاء للهجرة.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وقد لطخت الدماء أذنه اليمنى بعد إطلاق نار عليه في تجمعه الانتخابي (أ.ف.ب)

يومها؛ تراجع ترمب قليلاً وأمسك بأذنه، ثمّ انحنى مختبئاً خلف منصّته، بينما هرع عناصر «الخدمة السرية» إلى المسرح المقام في الهواء الطلق دون أي عوائق، لحمايته من الرصاص.

وأثناء إخراجه من المكان محوطاً بالحراس الشخصيين، رفع ترمب قبضته وهتف قائلاً للحشد: «قاتلوا... قاتلوا... قاتلوا»، في حين كانت الدماء تسيل على وجهه، ممّا منح حملته صورة رمزية. منذ مدة، أوضح ترمب أن «أول ما قلته كان (كم عدد القتلى؟)؛ لأنه، كما تعرفون، كان هناك حشد ضخم. على مدى الرؤية». لكن في الواقع، كانت كلماته الأولى التي سُمعت عبر ميكروفون المسرح: «دعني آخذ حذائي»، وهو ما أكدته الشاهدة إيرين أوتنريث التي كانت تجلس في الصف الأول خلال التجمع، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

صدمة عالمية

أثارت محاولة الاغتيال صدمة كبيرة على الساحة السياسية. وانضم الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى عدد من قادة دول العالم الذين تواصلوا مع ترمب ليتمنّوا له السلامة.

وساهمت حادثة إطلاق النار في خفض حدّة الحملة الانتخابية فترة وجيزة، قبل أن تعود التوترات إلى حالها. ورغم إصابته الطفيفة في الأذن اليمنى برصاصة أطلقها توماس كروكس من بندقية من نوع «إيه آر15»، فإن ترمب خرج سالماً من هذا الهجوم.

غير أنّ جهاز «الخدمة السرية»؛ المسؤول عن حماية الرؤساء والمرشحين للانتخابات وكبار الشخصيات الأجنبية، تعرّض لانتقادات لاذعة لفشله في تأمين المبنى الذي أُطلقت منه الأعيرة النارية، الواقع على بعد مئات الأقدام من المسرح حيث كان ترمب يلقي خطابه.

وكانت محاولة اغتيال قطب الأعمال هذه الأولى من بين سلسلة من الأحداث التي هزّت البيت الأبيض، وتُوّجت بانسحاب بايدن المفاجئ من السباق الانتخابي عن الحزب الديمقراطي لمصلحة نائبته هاريس. ففي 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، قُبض على رجل بعد رؤيته بملعب ترمب للغولف في فلوريدا يحمل بندقية وكاميرا، فيما وصفها «مكتب التحقيقات الفيدرالي» بأنّها محاولة اغتيال ثانية.

«مؤامرة ديمقراطية» و«معجزة النجاة»

تعقيباً على ذلك، بات مؤيدو الرئيس الجمهوري السابق يتحدثون عن مؤامرات، وعدّوا خطاب الديمقراطيين بأنّ ترمب يشكّل تهديداً للديمقراطية الأميركية كان في الواقع تحريضاً عليه، وهي مقاربة لطالما روّج لها ترمب.

في ظل هذه الأجواء، لم يتردّد بائعو التذكارات بالتجمّعات الانتخابية في صنع قمصان ومقتنيات تخلّد نجاته التي أظهروها كأنها معجزة.

المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال زيارة مركز لتجميع التبرعات لضحايا إعصار «هيلين» في كارولاينا الشمالية (أ.ف.ب)

في الوقت نفسه، توجهت المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، منافسة ترمب، إلى ولاية كارولاينا الشمالية، السبت، للقاء رجال إنقاذ وسكان متضررين جراء الإعصار «هيلين»، الذي تسبب في مقتل أكثر من 200 شخص وموجة دمار بأكثر من 10 ولايات أميركية.

وتحول الإعصار مادة للسجال السياسي؛ إذ انتقد ترمب استجابة المؤسسات الفيدرالية للكارثة، وزعم أن إدارة هاريس وبايدن اختلست أموال الإغاثة وأعطتها للمهاجرين.