الهدوء مع غزة يوجه النيران إلى المعركة الانتخابية في إسرائيل

حزب العمل يطيح بوزيرين... ونتنياهو لتعزيز قبضته في «الليكود»

زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو يصوت مع زوجته سارة في انتخابات تمهيدية لملء قائمة الحزب لانتخابات الكنيست الأربعاء (أ.ف.ب)
زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو يصوت مع زوجته سارة في انتخابات تمهيدية لملء قائمة الحزب لانتخابات الكنيست الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

الهدوء مع غزة يوجه النيران إلى المعركة الانتخابية في إسرائيل

زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو يصوت مع زوجته سارة في انتخابات تمهيدية لملء قائمة الحزب لانتخابات الكنيست الأربعاء (أ.ف.ب)
زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو يصوت مع زوجته سارة في انتخابات تمهيدية لملء قائمة الحزب لانتخابات الكنيست الأربعاء (أ.ف.ب)

مع وقف إطلاق النار في الحرب على غزة، عاد الإسرائيليون إلى الانتخابات الداخلية بنيران كثيفة داخل الأحزاب، تمهيداً للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وقد أطاح أعضاء حزب العمل بوزيرين من وزرائه الثلاثة، ليبعدهم عن العمل السياسي، ودخل رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، في معركة انتخابية داخل حزب «الليكود»، ساعياً إلى التخلص من شخصيات لا تدين له بالولاء التام، وتستعد بقية الأحزاب لتركيب اللوائح الانتخابية، من خلال صراعات وحروب تصفية مماثلة.
وتخوض الأحزاب الإسرائيلية من الآن، وحتى أواسط شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، الموعد الأخير لتقديم اللوائح الانتخابية، معارك سياسية شاملة بين المعسكرين الأساسيين؛ الأول يقوده رئيس الوزراء، يائير لبيد، مقابل معسكر المعارضة اليمينية بقيادة نتنياهو، وسط نشر نتائج استطلاعات رأي تشير إلى أن الحرب على غزة تمنح لبيد أملاً في استعادة بعض الأصوات التي فقدها معسكره خلال سنة واحدة من الحكم، من بينها انهيار حزب «يمينا» الذي قاده رئيس الحكومة السابق، نفتالي بنيت، واضطر بسببه إلى اعتزال السياسة.
لكن نتنياهو، الذي تصاعدت شعبيته بوتيرة عالية قبيل الحرب وتوقف تقدمه بعد الحرب، يحاول استعادة دينامية الحركة الأمامية، ويقدم على انتخاب لائحة من المخلصين له، حتى لا يصيبه ما أصاب بنيت. وقد جرت انتخابات «الليكود» الداخلية، التي يُفترض أن يشارك فيها قرابة 138 ألف عضو، أمس (الأربعاء). وفي حين تعتبر قائمة الحزب الحالية، التي انتخبت عشية الانتخابات الأولى للكنيست، عام 2019، مريحة ومخلصة لنتنياهو، فإنه بدأ في الأيام الأخيرة يتصرف كمن يخشى فقدان بعض المواقع لصالح سياسيين ناشئين متمردين. وحسب تقديرات خصومه، فإن نحو ربع أعضاء القائمة الحالية لن يكونوا مرشحين في القائمة الجديدة، وسيحل محلهم وجوه جديدة لا سيطرة عليهم بالكامل. ومن أجل منع وضع يتم فيه التمرد عليه، يبذل نتنياهو والمقربون منه، جهوداً من أجل تصميم خريطة المنافسة وتحييد مرشحين يشكلون «تهديداً محتملاً» له.
ومن بين الإجراءات التي اتخذوها لهذا الغرض، تغيير طريقة الانتخابات وإجراء تصفيات لبعض الوجوه الجديدة. ومع أن نتنياهو يواجه اتهامات جنائية خطيرة بارتكاب مخالفات فساد يحاكم عليها في القضاء، دخل في حرب مع أحد مؤيديه السابقين، وهو ديفيد لانيادو، الذي كان قد دخل السجن في الماضي بعد إدانته بالسرقة.
وعلل نتنياهو خطوته هذه، أنه لا يريد قائمة ذات صبغة جنائية. ويحارب نتنياهو حليفه السابق، النائب ديفيد بيتان، المتهم بالرشوة، وعمل على منع شلومي فرات، من منطقة الجليل، من الترشح، بسبب قربه من عضو الكنيست، يولي إدلشتاين، الذي كان قد أعلن عن منافسة نتنياهو بترشيح نفسه لرئاسة «الليكود»، قبل أن يتراجع عن ذلك.
ومن المتوقَّع أن تُنشر نتائج الانتخابات الداخلية في «الليكود»، ظهيرة اليوم (الخميس).
أما في «حزب العمل»، الذي يُعتبر الحزب المؤسس للحركة الصهيونية ولإسرائيل، وقاد حكوماتها منذ قيامها عام 1948 وحتى 1977، ثم عاد وقادها بالشراكة مع أحزاب أخرى في 1992 حتى 1996، ومن 1999 حتى 2001، وتقلص حجمه إلى 7 مقاعد؛ فقد انتهت الانتخابات الداخلية بالإطاحة باثنين من قادته الأساسيين، هما وزير الأمن الداخلي والشرطة، الجنرال عومر بارليف، ووزير الشتات اليهودي، نحمان شاي؛ فقد انتخب بارليف إلى المرتبة التاسعة، وانتخب شاي إلى المرتبة 17، مع العلم بأن الاستطلاعات تعطي الحزب 5 مقاعد الآن. وهذا يعني أنهما استُبعدا عن الأماكن المضمونة.
وجرت الانتخابات الداخلية لحزب العمل، أول من أمس (الثلاثاء)، شارك فيها 22 ألف عضو يشكلون نسبة 57 في المائة من أعضاء الحزب المسجلين (40 ألفاً). وفاز بها مجموعة من النواب الشباب، نصفهم إناث، أبرزهم: عضو الكنيست، نعاما لازيمي، التي فازت بأكبر عدد من الأصوات، وستحل في المكان الثاني في قائمة المرشحين، بعد رئيسة الحزب، ميراف ميخائيلي. يليها عضو «الكنيست» المتدين، غلعاد كاريف، في المكان الثالث، ثم عضو «الكنيست»، أفرات رايتن، وعضو «الكنيست»، رام شيفاع، وعضو «الكنيست»، إميلي موءاطي.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

هوكستين في لبنان وسط تصاعد التهديدات المتبادلة

الدخان يتصاعد في قطاع غزة بعد غارات إسرائيلية الأحد (رويترز)
الدخان يتصاعد في قطاع غزة بعد غارات إسرائيلية الأحد (رويترز)
TT

هوكستين في لبنان وسط تصاعد التهديدات المتبادلة

الدخان يتصاعد في قطاع غزة بعد غارات إسرائيلية الأحد (رويترز)
الدخان يتصاعد في قطاع غزة بعد غارات إسرائيلية الأحد (رويترز)

بعد ساعات على تحذير الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، من أن الحزب مستعد للرد على خروقات إسرائيل لاتفاق الهدنة، وهو ما لوّح به أيضاً، أمس، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الحزب بخرق الشروط، محذراً من أن بلاده «ستُضطر للتحرك».

وتتوجه الأنظار إلى اجتماع اليوم للهيئة الدولية المكلفة تثبيت وقف النار في مقر «يونيفيل» بالناقورة، برئاسة الوسيط الأميركي آموس هوكستين، للتأكد مما تروّج له إسرائيل بتمديد الهدنة التي تنتهي في الـ27 من الشهر الحالي، وبالتالي تأخير انسحابها من جنوب لبنان.

وفي تل أبيب، كشف الجيش معلومات جديدة عن عملية اغتيال الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله، توضح أن البلاغات عن مكان وجوده ومسارات تحركه، وصلت إلى تل أبيب قبل بضعة أيام من اغتياله، فاتُّخذ القرار على أعلى المستويات. وخلال 10 ثوانٍ، كانت الضربة منتهية. وكان القرار: «يجب ألا يخرج أحد منهم حياً».