وزير إسرائيلي ينفي استعداد الحكومة لصفقة تطلق سراح فلسطينيين

مريم تحمل ملصقاً يظهر والدها خليل عواودة الأسير الفلسطيني في قرية إدنا بالضفة (أ.ب)
مريم تحمل ملصقاً يظهر والدها خليل عواودة الأسير الفلسطيني في قرية إدنا بالضفة (أ.ب)
TT

وزير إسرائيلي ينفي استعداد الحكومة لصفقة تطلق سراح فلسطينيين

مريم تحمل ملصقاً يظهر والدها خليل عواودة الأسير الفلسطيني في قرية إدنا بالضفة (أ.ب)
مريم تحمل ملصقاً يظهر والدها خليل عواودة الأسير الفلسطيني في قرية إدنا بالضفة (أ.ب)

أعلن وزير الإسكان الإسرائيلي، زئيف إلكين، المقرب من رئيس الوزراء، يائير لبيد والعضو في المجلس الوزاري الأمني المصغر، أن حكومته ليست مستعدة لإطلاق سراح ألوف الأسرى الفلسطينيين كما تطلب حركة حماس. ولذلك فإن الأنباء عن احتمال التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ما زالت ضئيلة.
وكان إلكين يرد بذلك على تصريحات نسبت إلى مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، صرحوا بأن بقاء حركة حماس خارج الحرب خلال العملية الحربية ضد «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار، يوفران فرصة سياسية للتقدم في قضية
تبادل أسرى. وأعرب إلكين عن قناعته بأن هذه الحكومة بالذات، المعنية بإعادة الأسرى الإسرائيليين الأربعة، لا يمكن أن توافق على إطلاق سراح ألوف الأسرى. أولاً لأن هذا مخالف للقانون الذي تم سنه في الكنيست قبل أربع سنوات، وثانياً لأن حكومته «لا تخضع للإرهاب ولا تشجع الفلسطينيين على تنفيذ عمليات خطف لغرض إطلاق سراح أسراهم من السجون الإسرائيلية».
من جهة أخرى، أفاد مقربون من لبيد بأن توجهه لموضوع تبادل الأسرى، مختلف عن توجه أسلافه وأنه معنيّ جداً بالتوصل إلى صفقة حتى لو كلفه ذلك خسائر سياسية. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن هؤلاء المقربين، أن لبيد اجتمع مع الفريق الذي يعمل في متابعة المفاوضات حول صفقة. وطلب من أفراده أن يبادروا إلى طرح مشروع صفقة جديد وإبداعي، وعدم الاكتفاء بالرد على مقترحات تطرحها حماس بهذا الخصوص. وقال لهم لبيد: «هذا الموضوع يهمني. أريد أن أرى الأبناء (الأسرى) في البيت. أطلقوا العنان لأذهانكم المبدعة وأحضروا لي اقتراحاً متكاملاً لصفقة، واتركوني أتخبط وحدي مع الاقتراح، فأشتغل عليه كما يجب بالتعاون معكم، ثم نجلبه إلى الحكومة».
وكانت مصر قد عرضت اقتراحاً مقدماً من حركة حماس، في العام الماضي، يجعل الصفقة صفقتين، واحدة تتعلق بالمواطنين الإسرائيليين المدنيين، أبراهام منغستو وهشام السيد، والثانية تتعلق بالجنديين، شاؤول أورون وهدار غولدين، اللذين تدعي إسرائيل أنهما قُتلا لدى أسرهما عام 2014 في منطقة حي الشجاعية في غزة. وتطلب حماس مقابل المدنيين، إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المرضى والنساء والأسرى الذين تم اعتقالهم من محرري صفقة شاليط. وتطلب مقابل تحرير الجنديين، الإفراج عن ألفي أسير فلسطيني، بينهم أسرى قادة ومحكوم عليهم بالمؤبد.
وتعارض إسرائيل المقترح بشدة، وتوافق فقط على إطلاق سراح المرضى والنساء ومحرري صفقة شاليط مقابل أسراها الأربعة. وقالت إنها لن تطلق سراح أسرى ملطخة أيديهم بالدم. وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز الأمن الإسرائيلي، وضع ستة بنود لتعريف «أيدٍ ملطخة بالدماء»، تبدأ بمنفذ عملية طعن وانتهاءً بسائق سيارة أجرة نقل منفذ عملية، وأن جهاز الأمن الإسرائيلي يعارض الإفراج عن أسرى يقضون أحكاماً مؤبدة.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

الجيش الإسرائيلي يشن غارة على قطاع غزة

مدرّعة إسرائيلية على حدود قطاع غزة (رويترز)
مدرّعة إسرائيلية على حدود قطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يشن غارة على قطاع غزة

مدرّعة إسرائيلية على حدود قطاع غزة (رويترز)
مدرّعة إسرائيلية على حدود قطاع غزة (رويترز)

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الأحد، أن الجيش شنّ غارة على قطاع غزة.

ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، قال أدرعي، عبر منصة «إكس (تويتر سابقاً)»، إنه سينشر معلومات إضافية حول الغارة، في وقت لاحق.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة إصابة 5 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي شرق القطاع.

وقال شهود عيان، لـ«وكالة أنباء العالم العربي (AWP)»، إن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت قنابل الغاز والرصاص المعدني لتفريق فلسطينيين نظّموا مظاهرات احتجاجية على طول الحدود الشرقية للقطاع.


«الكتائب اللبنانية» يطالب بوضع النازحين السوريين في مخيمات

مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)
مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)
TT

«الكتائب اللبنانية» يطالب بوضع النازحين السوريين في مخيمات

مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)
مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)

تستمر المواقف اللبنانية الداعية إلى إنهاء أزمة النزوح السوري في لبنان في ظل موجات الهروب غير الشرعي المتجددة التي يواجهها الجيش والقوى الأمنية بشكل يومي عند الحدود مع سوريا.

وفي هذا الإطار، طالب حزب «الكتائب اللبنانية»، على لسان نائب رئيسه النائب سليم الصايغ، بـ«وضع اللاجئين في مخيمات تشرف عليها مؤسسات الدولة».

وقال الصايغ إن «الحل في مسألة النزوح السوري يبدأ أولاً (بمناعة القطيع) بحيث يدرك كل لبناني خطر هذا الوجود عليه، ومن جهة ثانية على البلديات والمخاتير التشدد في تطبيق القوانين اللبنانية وأولها قانون العمل، ونحن اليوم نضع أنفسنا بتصرف البلديات التي تقرر تطبيق توصيات مجلس النواب والقوانين اللبنانية».

وأضاف: «يجب انتخاب رئيس جمهورية بأسرع وقتٍ ممكن لإعادة الانتظام إلى المؤسسات لحلّ الأزمات التي ترزح تحتها بلادنا من إعادة السوريين إلى إعادة الودائع... وغيرها، وهناك إرادة لبنانية جامعة لإعادة السوريين إلى أرضهم، لافتاً إلى أن «هناك مناطق كثيرة آمنة داخل سوريا، ومن يريد أن يأتي إلى لبنان فعليه أن يعمل تحت سقف القانون؛ لأن لبنان ليس بلد لجوء».

وشدد الصايغ على أن «همنا فصل ملف عودة السوريين عن ملف إعادة الإعمار؛ لأن هناك مناطق آمنة يمكن للسوريين العودة إليها، وأوروبا ترفض استقبال موجة نزوح جديدة من السوريين، وترى أن دولنا هي سد بوجه تلك الموجة».

وكانت حكومة تصريف الأعمال قد اتخذت سلسلة إجراءات لمواجهة أزمة النزوح السوري، وقررت تشكيل وفد وزاري لزيارة سوريا لمتابعة ملف النازحين برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب.

وشملت تلك القرارات ضبط الحدود البرية والبحرية وإجراء مسح فوري للنازحين السوريين القاطنين في النطاق البلدي، وتكوين قاعدة بيانات عنهم، وإزالة التعديات والمخالفات كافة على البنى التحتية الموجودة في أماكن إقامة النازحين.

ووصف النائب في حزب «القوات اللبنانية» جورج عقيص النزوح السوري بـ«الاحتلال». وقال عقيص في حديث إذاعي: «الوجود السوري في لبنان لم يعد نزوحاً سورياً، بل بات احتلالاً، حيث إنه وللمرة الأولى ترعى منظمات وجهات أممية ودولية احتلال دولة لدولة أخرى»، مطالباً بـ«وقف المساعدات المالية عنهم، وحينها نرى كيف يعود النازحون إلى بلادهم».


الراعي يهاجم «حزب الله» من أستراليا: لن نسكت عن تغييب الرئيس المسيحي

صورة من صفحة البطركية المارونية في «فيسبوك» للراعي مترئساً قداساً في سيدني
صورة من صفحة البطركية المارونية في «فيسبوك» للراعي مترئساً قداساً في سيدني
TT

الراعي يهاجم «حزب الله» من أستراليا: لن نسكت عن تغييب الرئيس المسيحي

صورة من صفحة البطركية المارونية في «فيسبوك» للراعي مترئساً قداساً في سيدني
صورة من صفحة البطركية المارونية في «فيسبوك» للراعي مترئساً قداساً في سيدني

دخلت أزمة الانتخابات الرئاسية مجدداً على خط السجال بين البطريرك الماروني بشارة الراعي والمفتي الجعفري عبد الأمير قبلان، في وقت لا تزال فيه المواقف السياسية على حالها بين من يدعو إلى الحوار ومن يرفضه للتوافق حول الاستحقاق الرئاسي.

وكان الراعي الذي يقوم بزيارة إلى أستراليا هاجم «حزب الله» من دون أن يسميه، محذّراً من أن «الكنيسة لن تترك لبنان وشعبه فريسة للاستكبار، ولن تسكت عن تعمّد تغييب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في كل أسرة جامعة الدول العربية».

وقال الراعي في قداس اليوبيل الذهبي للأبرشية المارونية في أستراليا إن «القانون والدستور مستباحان في لبنان من قبل النافذين، ومخالفات أي عضو في أي حزب يتم طمسها من قبل الحزب نفسه الذي يحمي المرتكب»، مضيفاً: «في لبنان لا تُستوفى الضرائب والرسوم من كل المواطنين بل من منطقة دون أخرى إما عمداً أو خوفاً من فائض القوة أو إهمالاً، وبالتالي لا يؤمَّن إلا الضئيل من الخدمات العامة». وتوجّه الراعي للبنانيين في أستراليا بالقول: «سجّلوا نفوسكم في السجلات اللبنانية كي تحافظوا على وجودكم».

ورد قبلان على الراعي، قائلاً في بيان: «أقول لشريك الوطن غبطة البطريرك الراعي: القضية في لبنان أن بعض المسيحيين لا يريد رئيساً مسيحياً، وما نعيشه منذ تشرين 2019 عبارة عن غزو أميركي طاحن بواجهات مختلفة، ولحظة الغزو ومعارك المصير البلد يحتاج إلى كل بنيه، والتضامن والحوار ووحدة الحال ضرورة وطنية إنقاذية. من هنا قلنا إن القطيعة السياسية تستبيح الدستور والقانون وتقضي على البلد...».

وأضاف: «اليوم البلد مستباح ممن يتنكّر لحقيقة أن لبنان يعيش لحظة مواجهة عاصفة تقودها واشنطن ومجموعتها الدولية الإقليمية... والنافذ الذي يمارس الطغيان ويستبيح الدستور هو فقط يتخلّف عن الإنقاذ الحواري رغم شراسة الحرب التي تطحن البلد».

المفتي الجعفري قبلان يلقي خطبة عيد الأضحى (الوكالة الوطنية)

ورأى أن المطلوب «إدانة سرطان القطيعة لا إدانة مَن تاريخه تحرير ونصر ووطنية وتضحيات من أجل لبنان، والتهرب من الرسوم والضرائب نتيجة للحصار الذي تقوده واشنطن والذي يطال الدولة ويشل قدراتها، ولا منطقة ولا طائفة للتهرب الضريبي، والكل يعلم الحقيقة، ولا فائض قوة في لبنان إلا لبعض القوى التي تشارك واشنطن مشروع تدمير الدولة والبلد والشراكة الوطنية، فيما البعض الآخر حوّل حدود لبنان إلى حصن لا تطمع أي قوة في الأرض على غزوه».

وأكد أن «المطلوب من الكنيسة كما المسجد أن تصرخ بما يتعرض له لبنان من واشنطن ومجموعتها الغازية، ولا يجوز ترك لبنان وشعبه ودولته فريسة للغزو الأميركي للبنان. وهنا أقول لغبطته: الحوار والتضامن يساويان إنقاذ لبنان ويمنعان الكثير من الكوارث، ولهما طعمة وطنية لأنهما من أكبر ضرورات لبنان بهذه المعركة المصيرية، ولحظة المصير نحتاج رئيساً بحجم الكارثة التي تُزهق روح البلد، لذلك لحظ المشترع بالدستور اللبناني النِصاب الدستوري لانتخاب الرئيس فضلاً عن السلطة الاستنسابية لرئيس مجلس النواب تنبّهاً منه لمصالح البلد العليا على مستوى الرئاسة». وختم قبلان: «القضية ليست قضية سياسة ورئاسة بمقدار ما هي قضية وطن، ولبنان وطن عظيم يستحق التضحية من أجله».

مواقف سياسية

في موازاة ذلك، استمرت المواقف السياسية من الأزمة الرئاسية على حالها، مع الانقسام في مقاربتها، لا سيما لجهة دعوة رئيس البرلمان نبيه بري إلى الحوار وهو ما ترفضه معظم القوى المسيحية.

وفي هذا الإطار، تحدث النائب جورج عقيص (القوات اللبنانية) في حديث إذاعي قائلاً إن «من المعيب على اللبنانيين انتظار الخارج لإنجاز الاستحقاقات الداخلية، في وقت عليهم فقط الاحتكام إلى الدستور الذي يحدد مسار وأصول أي استحقاق بعيداً من تكريس أعراف جديدة».

وفي حين كرر الاعتذار عن عدم تلبية الدعوة للحوار، داعياً الراغبين به إلى عقده إن أرادوا دون «القوات اللبنانية»، قال: «خدعة الحوار لا تنطلي علينا، ونتمنى ألا تنطلي على أحد، فالدستور لم يذكر أي حوار يسبق انتخاب رئيس للجمهورية وهو واضح في تحديد استشارات نيابية لرئاسة الحكومة مثلاً»، معتبراً أن «الحوار إضاعة للوقت وإمعان في تعطيل الرئاسة».

وعن الحديث عن تبني قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، قال عقيص: «القوات أول من طرحت اسمه ولا تمانع إذا كان مرشحاً توافقياً مع إمكانية تعديل الدستور».

في المقابل، اتهم النائب هاني قبيسي في تكتل «التنمية والتحرير» التي يرأسه رئيس البرلمان نبيه بري، رافضي الحوار بالطائفية. وقال: «للأسف البعض يرفض الحوار ويتماهى أحدهم فيقف سياسي على منبر ويقول أنا أرفض الحوار مع لبناني آخر، متمترساً خلف عناده وطائفيته... يرفض الحوار مع شركائه في الوطن ولعله يحاور الكثير من الدول وينتظر القرارات الخارجية، بل لعله ينتظر الأموال من هذه الدول»، معتبراً أن «رفض الحوار هو تكريس للانقسام وللطائفية».

من جهته، أكد النائب حسن فضل الله («حزب الله») أن الخارج لا يمكنه فرض رئيس للجمهورية. وقال: «هناك حركة خارجية تتعلق بالملف الرئاسي، وهناك مندوبون يأتون ويقدمون الأفكار، ولكن في نهاية المطاف، فإن الكتل النيابية هي من تحدد من تريد أن تنتخب، فالإرادة دائماً يجب أن تكون داخلية ووطنية، فالخارج أياً يكن لا يستطيع أن يفرض رئيساً على الشعب، ونسمع أحياناً البعض يقول إن من في اللجنة الخماسية يريد أحد الأشخاص، وهناك ضغط تمارسه الإدارة الأميركية برفض اسم أو تأييد آخر، فهم يستطيعون أن يضغطوا على بعض الكتل، وقد يملكون القدرة على التعطيل من خلال بعض الأدوات المحلية، ولكنهم لا يستطيعون فرض رئيس».

وأشار خلال لقاء نظمته وحدة المهن الحرة في «حزب الله» إلى أنه «لا أحد من التكتلات السياسية يملك الغالبية الدستورية، وقد عقدنا 12 جلسة، ولم يتم انتخاب الرئيس... نحن في البلد مختلفون ومنقسمون، وإذا لم تجلس القوى السياسية مع بعضها البعض وتتفاهم لتتوصل إلى قواسم مشتركة حول اسم معيّن لرئاسة الجمهورية، فإن الأمر سيتكرر من دون انتخاب للرئيس، وكل تجارب جلسات الانتخاب لم توصل إلى أي نتيجة، ومن يطالب بالجلسات المفتوحة، نسأله ماذا تعني الجلسات المفتوحة، وماذا سيتغيّر في الأمر، علماً بأننا خلال 12 جلسة لم ننتج رئيساً، لأن تركيبة المجلس والبلد معروفة، ولا أحد يستطيع أن يفرض رأيه على الآخر، فلا نحن ندعي أننا نستطيع أن نفرض رأينا على الآخر، ولا نقبل أن يفرض أي أحد رأيه علينا».

 


تضارب أنباء حول مصير قائد «الدفاع الوطني» في شمال شرقي سوريا

لقطة من فيديو لقوات سورية أثناء اشتباكات بالمربع الأمني في الحسكة
لقطة من فيديو لقوات سورية أثناء اشتباكات بالمربع الأمني في الحسكة
TT

تضارب أنباء حول مصير قائد «الدفاع الوطني» في شمال شرقي سوريا

لقطة من فيديو لقوات سورية أثناء اشتباكات بالمربع الأمني في الحسكة
لقطة من فيديو لقوات سورية أثناء اشتباكات بالمربع الأمني في الحسكة

تضاربت الأنباء في مدينة الحسكة، الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، حول مصير عبد القادر حمو، قائد ميليشيا «الدفاع الوطني»، التابعة لقوات النظام السوري، فيما شهدت المدينة هدوءاً مشوباً بالحذر بعد مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية و«الدفاع الوطني»، داخل المربع الأمني، استمرت 10 أيام، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والدبابات، وأسفرت عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين وقتلى في صفوف القوات العسكرية، وسط فشل الوساطة الروسية لإنهاء التوتر.

وعادت الحسكة إلى الواجهة بعد إعلان وسائل إعلام وصفحات محلية تابعة للحكومة، من بينها «المركز الإذاعي والتلفزيوني» بالحسكة، مقتل حمو، بعد معركة استمرت 3 أيام، تمت خلالها محاصرته داخل فيلا يمتلكها في المربع الأمني. وقال مدير المركز التلفزيوني، فاضل حماد، على صفحته في «فيسبوك» نقلاً عن مصدر عسكري: «لمن يسأل عن مصير (عبد القادر حمو)، خلال عمليات التمشيط، عثر عليه في إحدى الأقبية في منزله، فقام بتفجير نفسه قبل إلقاء القبض عليه». ودعم روايته بنشر مجموعة من الصور، تظهر شخصاً مقتولاً مدمى الوجه ومشوش الملامح.


وهذا ما أكدته قناة «الخبر» السورية بقولها إن القوات الحكومية أنهت العملية العسكرية السبت الفائت بعد تأكيد مقتل حمو والسيطرة على مقراته وسط مدينة الحسكة.

وفي رواية مختلفة، نفى مصدر طبي رواية مقتل حمو داخل منزله، وقال إنه نقل إلى مشفى اللؤلؤة الحكومي، يوم الجمعة الماضي، متأثراً بشظايا قنابل يدوية وطلقات رصاص. وأكد ذات المصدر أنه مات متأثراً بجراحه داخل عنابر المستشفى.

قائد القوات الحكومية في الحسكة، اللواء منذر سعد إبراهيم، من صفحة الإعلامي فاضل حماد في «فيسبوك»

في المقابل، قال مصدر كردي رفيع (طلب عدم الإفصاح عن اسمه) إن الرواية الرسمية حول مقتل حمو تناقض المعلومات بتأكيد مقتله، أو بقائه على قيد الحياة. وقال هذا المصدر إن الشخص الذي ظهر بالصور «هو ابن عمه، ويدعى عبد الله، غير أن وسائل الإعلام الحكومية روّجت أنه (حمو)، والحقيقة أنه كان مرافقاً له. وحتى اللحظة لا توجد معلومات مؤكدة عن مصيره». وأكد المصدر أن قوات «الأسايش» و«قوات سوريا الديمقراطية» المنتشرة في محيط المربع الأمني لم تتدخل في المواجهات العسكرية.

وشهدت المحافظة توتراً أمنياً في 13 أغسطس (آب) الماضي، بعد اعتداء عبد القادر حمو على ابن شقيق شيخ قبيلة الجبور العربية، عبد العزيز المسلط، وإهانته. وطالبت القبيلة السلطات الحكومية والقوات الروسية التي تدخلت للتوسط بين الطرفين بـ«محاسبته وإقالته وطرده من الحسكة».

وتسيطر القوات الحكومية وميليشياتها (الدفاع الوطني) على مركز المدينة والمباني الحكومية و«فوج الطلائع العسكري» الواقع في جبل كوكب، شرق الحسكة، فيما تسيطر قوات «قسد» بدعم من قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي، على كامل الأحياء المحيطة بالمحافظة وريفها ومدنها.

لقطة من فيديو لقوات سورية أثناء اشتباكات بالمربع الأمني في الحسكة

وأسفرت هذه الاشتباكات المسلحة عن نزوح مئات العائلات التي تسكن في محيط المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة إلى الأحياء الآمنة، ووفاة طفل وامرأة متأثرين بطلقات الرصاص العشوائية، وإصابة نحو 13 مدنياً، إضافةً إلى مقتل وإصابة أكثر من 20 عنصراً مسلحاً من الطرفين. وأكدت مصادر محلية أن القوات الحكومية سيطرت على مقرات «الدفاع الوطني»، وألحقت قيادتها مباشرة بقيادة الجيش في الحسكة تحت إشراف اللواء منذر سعد إبراهيم.

وميليشيا «الدفاع الوطني» تشكلت عقب دخول البلاد في صراع مسلح بداية 2011، وقاتلت هذه الجماعة بدايةً إلى جانب القوات الحكومية ضد عناصر تنظيم «داعش»، ثم دخلت في مواجهات مسلحة ضد قوات «قسد» في مدينة القامشلي، التابعة للحسكة في شهر أبريل (نيسان) 2021، وانتهت المواجهات بإجبار «قسد» ميليشيا «الدفاع» بالانسحاب من القامشلي وانحصار انتشارها داخل المربع الأمني بمدينة الحسكة.

ومدينة الحسكة متداخلة السيطرة بين القوات الروسية التي تدعم القوات الحكومية براً وتغطي مجالها الجوي، وتدخلت هذه القوات لفض الاشتباكات وعقدت اجتماعات مع قيادة «الدفاع الوطني» والسلطات الحكومية، وفشلت جهودها بعد رفض حمو مغادرة الحسكة، وبين القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي، التي تنتشر في القسم الجنوبي من الحسكة، وتحديداً في حي الغويران، ومدخلها الشرقي، وتحمي محتجزات وسجوناً خاصة بعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، وهذه القوات لم تتدخل في الاشتباكات المسلحة بين القوات الحكومية وميليشياتها، على الرغم من وجودها بنفس المنطقة، ويفصلهما أقل من كيلومتر.


السويداء من دون كهرباء في اليوم الـ35 لاحتجاجاتها

محتجون في السويداء يرفعون صورة الشيخ حكمت الهجري (يسار) وصورة الزعيم الدرزي التاريخي سلطان باشا الأطرش في 15 سبتمبر (إ.ب.أ)
محتجون في السويداء يرفعون صورة الشيخ حكمت الهجري (يسار) وصورة الزعيم الدرزي التاريخي سلطان باشا الأطرش في 15 سبتمبر (إ.ب.أ)
TT

السويداء من دون كهرباء في اليوم الـ35 لاحتجاجاتها

محتجون في السويداء يرفعون صورة الشيخ حكمت الهجري (يسار) وصورة الزعيم الدرزي التاريخي سلطان باشا الأطرش في 15 سبتمبر (إ.ب.أ)
محتجون في السويداء يرفعون صورة الشيخ حكمت الهجري (يسار) وصورة الزعيم الدرزي التاريخي سلطان باشا الأطرش في 15 سبتمبر (إ.ب.أ)

انقطعت الكهرباء عن عموم محافظة السويداء (جنوب سوريا) في اليوم الـ 35 للاحتجاجات التي تشهدها ضد النظام، فيما تناقل سكان المنطقة تصريحات جديدة لشيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا الشيخ حكمت الهجري أكد فيها أن لا «أهداف خارج الإطار الوطني الجامع لسوريا».

وكان الهجري قد خطف الأنظار السياسية، محلياً ودولياً، بدعوته إلى «الجهاد» ضد الوجود الإيراني قبل أسابيع، وبدأت الوفود تتجه إلى مقره، كما يتلقى اتصالات من مسؤولين أميركيين وأوروبيين.

وآخر الاتصالات الدولية مع الهجري كانت من النائبة في البرلمان الأوروبي كاترين لانغزيبن، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية ومسؤولة الملف السوري في «كتلة الخضر»، مساء السبت، اطّلعت من خلاله على الأوضاع في جنوب سوريا، خصوصاً ما يجري في السويداء.

وأفادت شبكة «الراصد» نقلاً عن مصادر مقربة من الهجري، أن لانغزيبن تطرقت إلى نقاط عدة أبرزها أنهم مهتمون جداً بما يحدث في جنوب سوريا، مؤكدة وقوفهم إلى جانب المتظاهرين في السويداء ودرعا، والدعم الكامل لمطالبهم المحقة والهادفة إلى دولة حرية وعدالة ومساواة. وأبلغت الهجري أنهم يعملون، مع شركائهم الأوروبين، في البرلمان الأوروبي على اتخاذ خطوات عملية لوضع حد لمعاناة السوريين، وأنهم متابعون ما يجري في السويداء من كثب، وحريصون جداً على سلامة الشيخ الهجري الشخصية وسلامة المتظاهرين السلميين في السويداء ودرعا وبقية المناطق السورية.

لافتات رفعها محتجون في السويداء (الشرق الأوسط)

وطبقاً للمصادر نفسها، فإن المسؤولة الأوروبية أدانت بشدّة حادثة إطلاق النار على المتظاهرين السلميين من قبل النظام السوري التي جرت في السويداء، مؤكدة حق الشعب السوري في التظاهر السلمي. كما أكدت أهمية إيصال المساعدات الدولية الإنسانية للشعب السوري، وإيجاد طرق بديلة لإيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها. وأضافت خلال اتصالها بالشيخ حكمت الهجري أنه خلال الفترة المقبلة سيكون لديهم استراتيجية أوروبية جديدة للتعامل مع القضية السورية، يكون الهدف منها حصول الشعب السوري على حقوقه المشروعة.

ومن جانبه، أكد الهجري أن ما يحدث في السويداء هو امتداد لما يجري منذ عام 2011، وأن الشعب السوري وصل لحالة كبيرة من القهر والحرمان نتيجة الممارسات السياسية والأمنية الخاطئة، وأنهم طلاب سلام وعدالة وحرية ودولة مواطنة يسودها القانون، دون أهداف خارج الإطار الوطني الجامع لسوريا. وقال إن «من يقف في الساحات لا يمثل السويداء فقط، إنما هو يمثل جميع السوريين من الشمال للجنوب، ويهتف بلسانهم، وينطق بما في قلوبهم. كما دعا المجتمع الدولي لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 الذي يفضي بالمحصلة إلى انتقال سلمي للسلطة في سوريا، ويفتح الباب لإعادة إعمار سوريا، واستعادة الأمان المفقود لدى السوريين منذ عقود، وأن تنفيذ القرار 2254 سيضع حداً لمعاناة الشعب السوري المستمرة منذ عام 2011».

مظاهرة لمحتجين وسط مدينة السويداء الأحد (الشرق الأوسط)

وأضاف الهجري خلال حديثه أن «هناك خطراً كبيراً يتربص بالمجتمع السوري، وهو انتشار المخدرات التي تصنّع في مناطق الجنوب من قبل ميليشيات أجنبية إرهابية، وهذا الخطر هو خطر عابر للحدود يؤثر بشكل كبير في جيراننا في المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج. كما أنه بات اليوم يشكل خطراً حقيقياً على دول الاتحاد الأوروبي، وأن أهالي الجنوب السوري أبرياء مما تفعله هذه العصابات التي تقوم بتصنيع وتهريب المخدرات، وتستهدف الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، كما تستهدف بالضرورة المجتمع السوري. وإن أبرز الأهداف للحراك الشعبي السلام على المستوى الوطني والإقليمي والدولي».

وقال الصحافي ريان معروف من السويداء لـ«الشرق الأوسط» إن الشيخ حكمت الهجري يتلقى بشكل مستمر اتصالات محلية ودولية، للوقوف على حقيقة الأوضاع في السويداء والمنطقة، وكان هناك الثلاثاء الماضي اتصال من النائب الأميركي جو ويلسن. ولفت معروف إلى أن الشيخ الهجري يمثل المرجعية الأولى لدروز سوريا، وهذه حال دارة الرئاسة الروحية في قنوات على مرّ التاريخ منذ تأسيسها في القرن التاسع عشر. وكثيراً ما استقبلت وفوداً دولية وعربية قبل عام 2011، من سفراء ومبعوثين ومسؤولين.

مظاهرة السويداء في ساحة «الكرامة» الأحد (الشرق الأوسط)

وفي «ساحة الكرامة» (ساحة السير) في السويداء، استمرت المظاهرات المناهضة للنظام السوري، لليوم الـ 35 على التوالي، للمطالبة بالتغيير السياسي، وتحسين الظروف المعيشية، وفقاً لناشطين بالسويداء.

وأفادت شبكة «السويداء 24» بتوافد أبناء محافظة السويداء إلى ساحة «السير» (ساحة الكرامة)، للمشاركة بالمظاهرة اليومية التي تقام هناك بمشاركة نسائية. ونادى المحتجون فيها: «لا ما منرجع يا أسد». ورفعوا لافتات تنادي بإسقاط النظام السوري، وحرية المعتقلين.

وذكرت شبكة «الراصد» المعنية بنقل أخبار السويداء المحلية أن مجموعة من المواطنين أقدموا صباح (الأحد) على إزالة صور الرئيس السوري بشار الأسد عن واجهة المباني الحكومية في بلدة القريا الواقعة جنوب مدينة السويداء.

ضغط بالكهرباء

وفي حين تتجاهل الحكومة في دمشق مطالب المحتجين في السويداء، أعلنت الأحد انقطاع الكهرباء عن كامل محافظة السويداء لعطل في خط التغذية الكهربائية في جنوب سوريا.

وانقطعت الكهرباء عن عموم محافظة السويداء، وأعلنت «شركة كهرباء السويداء»، صباح الأحد، انقطاعاً عاماً للتيار الكهربائي عن كامل محافظة السويداء «نتيجة عطل في الخط البديل المغذي للمحافظة في المنطقة الواقعة بين خربة غزالة والشيخ مسكين».

كما شهدت مدينة السويداء توترات لا تزال في حدها الأدنى؛ إذ لم تتضح أبعادها بعد. حيث ألقى مجهولون قنبلة يدوية فجر الأحد قريباً من مشفى المزرعة بمدينة السويداء. وقالت مصادر أهلية إن صوت انفجار دوى فجر الأحد في أحد أحياء المدينة، دون معرفة أسباب إلقاء القنبلة التي ألحقت أضراراً مادية بسيارة نقل كانت متوقفة أمام المشفى، وبعض المحال التجارية في المكان، كما سمع صوت إطلاق نار لمد 5 دقائق في محيط مبنى قيادة فرع حزب «البعث» في مدينة السويداء، التي يوجد فيها عناصر ميليشيا مسلحة رديفة لقوات الحكومة، ولم تتضح أسباب إطلاق النار وفق ما أفاد به موقع «السويداء24».

إلا إن المصادر رجحت أن تكون تلك التوترات محاولة من الأجهزة الأمنية لبث الرعب والفوضى بين أبناء المدينة المنتفضة. وقالت: «الأجهزة الأمنية تسعى جاهدة لفض الحراك الشعبي بوسائل استخباراتية من خلال بث الفتن والذعر، وزعزعة الصفوف، والتضييق المعيشي على الأهالي، كزيادة ساعات قطع الكهرباء، واستدعاء كل من يتواصل مع المحتجين في السويداء من خارج المحافظة للتحقيق، وغيرها من أساليب».

ولفتت المصادر إلى محاولة أحد أبرز القياديين البعثيين في مدينة السويداء من آل الأطرش عقد اجتماع لممثلي العائلات والوجهاء والزعامات في السويداء في مضافة آل الأطرش، للوقوف على تطور الأوضاع في السويداء والتفاهم فيما يخص المطالب الشعبية التي يجب ألا تتجاوز المطالب المعيشية والكف عن المطالبة برحيل النظام وتطبيق القرار الأممي «2254»، وقالت المصادر إن العائلات رفضت الدعوة وذلك «للعلاقة الوطيدة للجهة الداعية و السلطة».

كما اندلع إطلاق نار لم يستمر طويلاً في محيط مبنى قيادة فرع حزب «البعث» بمدينة السويداء ليل السبت - الأحد الماضي، وحدث تبادل لإطلاق النار في محيط مبنى الحزب الذي ينتشر فيه منذ إغلاقه الشهر الماضي مسلحون من كتائب «البعث»، ومن المخابرات العسكرية.

وكان نشطاء وصحافيون محليون في السويداء بتاريخ 13 سبتمبر (أيلول) الحالي قد نقلوا أن محتجين مناهضين للنظام السوري أصيبوا بإطلاق نار، في أثناء وجودهم عند مبنى حزب «البعث» في مدينة السويداء.


بطريرك الكلدان يرسم صورة قاتمة لأوضاع المسيحيين في العراق

عراقيون مسيحيون خلال وقفة احتجاجية (الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية)
عراقيون مسيحيون خلال وقفة احتجاجية (الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية)
TT

بطريرك الكلدان يرسم صورة قاتمة لأوضاع المسيحيين في العراق

عراقيون مسيحيون خلال وقفة احتجاجية (الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية)
عراقيون مسيحيون خلال وقفة احتجاجية (الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية)

رسم بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو، صورة قاتمة عن أوضاع المسيحيين في العراق بعد 2003، وتحدث خلال إحصائية وضع لها عنوان «أين الدولة من استهداف العراقيين المسيحيين؟» ونشرها الموقع الرسمي للبطريركية الكلدانية عبر شبكة الإنترنت، عن معاناة طالت المسيحيين خلال العقدين الأخيرين وأدت إلى هروب وهجرة معظمهم إلى خارج البلاد، وهو حديث يدعمه واقع الانحسار الشديد لوجود المواطنين المسيحيين في بعض أحياء العاصمة بغداد التي كانوا يشكلون فيها أغلبية واضحة.

ومنذ بضعة أسابيع، نقل البطريرك ساكو مقر إقامته من بغداد إلى محافظة أربيل في إقليم كردستان احتجاجاً على قيام رئيس الجمهورية بسحب مرسوم جمهوري سابق يعطيه الولاية المعنوية على الأوقاف المسيحية، وما زالت خصومته مع رئيس الجمهورية التي تفجرت مطلع يوليو (تموز) الماضي، قائمة.

ويعد الكاردينال قضية سحب المرسوم منه من بين أبرز الاستهدافات التي تعرض لها المسيحيون خلال السنوات الماضية، ويعد أنها حدثت «من دون مسوّغ قانوني أو أخلاقي ولا يمسّ المصلحة الوطنية من قريب أو بعيد».

واشتكى الكاردينال ساكو من أن «المسيحيين تُنتهك حقوقهم الإنسانية والوطنية المشروعة، من خلال إقصائهم من وظائفهم، والاستحواذ على مقدراتهم وأملاكهم، فضلاً عن التغيير الديموغرافي الممنهَج لبلداتهم في سهل نينوى أمام أنظار الدولة العراقية، على الرغم من ولائهم للوطن وإخلاصهم والتزامهم».

وكشفت إحصائية الكاردينال عن أن «مليون مسيحي غادر العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، وبعد تهجير عناصر (داعش) لمسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى عام 2014، لأسباب أمنية (السلاح المنفلت) وسياسية (منطق الطائفية والمحاصصة الذي صبّ على العراق نار جهنم) واقتصادية (الفساد) واجتماعية (التطرف الديني وداعش)».

وبلغة الأرقام يقول ساكو نقلاً عن «منظمة حمورابي والحركة الديمقراطية الآشورية»، إن «نحو 1200 مسيحي قُتلوا في حوادث عنف متعددة في عموم العراق في الفترة بين عام 2003 و2018، بينهم 700 شخص تم قتلهم على الهوية، إلى جانب اختطاف عدد من رجال الدين في الموصل وفي بغداد، و(استُشهِدَ) عدد منهم، وأبرزهم المطران بولس فرج رحو، رئيس أساقفة الموصل للكلدان».

وذكر أيضاً خلال إحصائيته أن «85 كنيسة وديراً فُجرت في بغداد والموصل والبصرة من قِبَل المتطرفين، ثم (داعش)، وأن مافيات (لم يسمها) استولَت على 23 ألف بيت وعقار».

ولم ينسَ الكاردينال الحديث عن «إبعاد موظفين (من المسيح) عن وظائفهم، وخُطِفَت (الكوتا) المسيحية في الانتخابات البرلمانية»، في إشارة إلى خصمه ريان الكلداني الذي يسيطر عبر كتلة «بابليون» على المقاعد المسيحية الخمسة في البرلمان، ويتهم ساكو، غالباً، الكلداني بتحالفه مع بعض القوى والميليشيات الشيعية للسيطرة على «الكوتا» المسيحية.

السوداني يزور كنيسة في ناحية قره قوش بسهل نينوى مايو الماضي (المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)

كذلك لم ينسَ الإشارة إلى قانون «منع المشروبات الكحولية» الذي أقره البرلمان ورفضت المحكمة الاتحادية إبطاله، بوصفه أحد القوانين المجحفة بحق الوجود المسيحي في العراق، بالنظر لعمل الكثير من أبناء هذا المكون في هذا المجال، ومنعه حرمهم من فرص العمل الشحيحة أصلاً.

وخلص الكاردينال إلى القول، إن «الانتهاكات التي ذُكرَت أعلاه، ناهيك عن تَبِعات قانون الأحوال الشخصية، وأسلمة القاصرين، جعلت المسيحيين يفقدون الثقة بتحسّن وضعهم، فهاجر منهم نحو مليون مسيحي منذ عام 2003، معظمهم من أصحاب الكفاءات والمُقتدرين مادياً، وهي خسارة للبلد».

وأضاف أن «نسبة المسيحيين تراجعت من 4 في المائة إلى نحو 1 في المائة. ومن المرجَّح أن يستمر نزيف الهجرة ويُغادر الشباب بسبب إقصائهم من الوظائف لأسباب واهية».

ورأى ساكو أن حل جميع المشاكل المتعلقة بالوجود المسيحي، يتم عبر «التعامل مع المكونات العرقية والدينية المهمَّشة على مبدأ المساواة أمام القانون، مما يضمن لكل مواطن عيش حياته في إطار قوانين البلاد الضامنة لحقوقه، وكرامته، ووحدة البلاد وتماسكها».

وبالنظر لخصومته المعروفة مع رئيس كتلة «بابليون»، ريان الكلداني، نفى الكاردينال تدخله في الشؤون السياسية، وقال: «لست سياسياً متحزباً، ليس لي أي طموح سياسي أبداً. إني كرجل دين أحمل هم الناس وأشعر بمسؤولية إنسانية واجتماعية وروحية تجاههم، يتحتم عليّ أن أدافع عن حقوقهم وكرامتهم، وأن أدين الظلم كما فعل المسيح بكل وضوح».


«جيش العسرة» في قبضة الاستخبارات العراقية

صورة نشرتها «خلية الإعلام الأمني» في الجيش العراقي من اعتقال خمسة من أعضاء «داعش» في نينوى اليوم
صورة نشرتها «خلية الإعلام الأمني» في الجيش العراقي من اعتقال خمسة من أعضاء «داعش» في نينوى اليوم
TT

«جيش العسرة» في قبضة الاستخبارات العراقية

صورة نشرتها «خلية الإعلام الأمني» في الجيش العراقي من اعتقال خمسة من أعضاء «داعش» في نينوى اليوم
صورة نشرتها «خلية الإعلام الأمني» في الجيش العراقي من اعتقال خمسة من أعضاء «داعش» في نينوى اليوم

أعلنت «خلية الإعلام الأمني» في الجيش العراقي الأحد أن خمسة متهمين ينتمون إلى ما يسمى «جيش العسرة» التابع لتنظيم داعش تم اعتقالهم في كمين وصفته بالمحكم في محافظة نينوى شمالي العراق.

وقال البيان إن «مفارز وكالة الاستخبارات المختصة بمكافحة الإرهاب في نينوى، تلقت معلومات تتعلق بتواجد مطلوبين وفق أحكام المادة الرابعة من مكافحة الإرهاب وذلك في إحدى مناطق المحافظة».

وأضاف البيان: «على الفور تم تشكيل فريق عمل استخباري لجمع المعلومات وإجراء التحريات اللازمة، وبكمين محكم تم إلقاء القبض على خمسة متهمين مطلوبين، ومن خلال التحقيق اعترفوا بانتمائهم إلى عصابات (داعش) ضمن ما يسمى بـ(ديوان الأمن وكتيبة أبي عبيدة الانغماسية وديوان العسكر وقاطع الزاب وجيش العسرة)»، مشيراً إلى أن «الإرهابيين كانوا يتقاضون لقاء ذلك مبالغ مالية، إذ دونت أقوالهم وأحيلت إلى الجهات المعنية استعدادا لمثولهم أمام القضاء لينالوا جزاءهم العادل».

في الأثناء، شرعت قوات مشتركة من قيادة عمليات صلاح الدين والحشد الشعبي إلى القيام بعملية أمنية واسعة شرق صلاح الدين وصولا إلى أطراف محافظة كركوك حيث لا تزال هذه المناطق تمثل حواضن لتنظيم داعش.

وقال بيان أمني إنه «شرعت قوة من قيادة عمليات كركوك وشرق دجلة متمثّلة بالألوية 22 - 9 – 88 وبمشاركة الهندسة العسكرية ومكافحة المتفجرات والاستخبارات العسكرية بالتعاون مع قيادة عمليات صلاح الدين، بعملية أمنية واسعة في جزيرة العيث في محافظة صلاح الدين».

وانطلقت القوات المشاركة في العملية الأمنية من 6 محاور بالاشتراك مع قوة من الجيش وقوة من جهاز مكافحة الإرهاب وتهدف العملية لتجفيف منابع الإرهاب وفرض الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتُعد مناطق شرقي صلاح الدين وأبرزها قاطع (العيث) بؤرا ساخنة لعناصر تنظيم داعش بسبب امتدادها الجغرافي الشاسع ووعورتها، وعدم مسكها ميدانيا من قبل القوات الأمنية إلى جانب قربها من قرب حدود كركوك وأطراف ديالى الساخنة.

حفيد صدام بريء

في غضون ذلك، أثار قرار اتخذه القضاء ببراءة أحد أفراد عائلة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين من تهمة المشاركة في «جريمة سبايكر» أثناء احتلال تنظيم داعش لمحافظة صلاح الدين خلال شهر يونيو (حزيران) 2014 جدلا واسعا في الأوساط العراقية بين مؤيد ومعارض.

وتزامن الجدل بشأن إطلاق سراح عبد الله ياسر سبعاوي الأخ غير الشقيق لصدام حسين مع استمرار الخلافات بين القوى السياسية العراقية لا سيما (السنية والشيعية) بخصوص قانون العفو العام.

الوثيقة التي نشرها القضاء العراقي بخصوص حفيد صدام تشير إلى إطلاق سراحه لعدم كفاية الأدلة بينما تؤكد الوقائع أن المذكور كان في اليمن وقت وقوع أحداث سبايكر فضلا عن أنه كان يبلغ من العمر آنذاك 8 سنوات.

وكان العراق استرد عبد الله ياسر سبعاوي في 2022 أثناء فترة حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي من الأمن اللبناني. لكن محكمة جنايات الرصافة في بغداد أعلنت تبرئته.

وذكرت المحكمة في قرارها أن «محكمة جنايات الرصافة الهيئة الأولى تشكلت بتاريخ 20 سبتمبر (أيلول) الحالي، وأصدرت قرارها بحق المتهمين زياد طارق خلف نزال وعبد الله ياسر سبعاوي إبراهيم، لعدم كفاية الأدلة المتحصلة ضدهما».

وأضافت أنها «قررت إلغاء التهمة الموجهة لهما وفق أحكام المادة الرابعة وبدلالة المادة الثانية من قانون مكافحة الإرهاب، وعن جريمة الاشتراك بجريمة مجزرة سبايكر وقررت إخلاء سبيلهما ما لم يكونا مطلوبين على ذمة دعوى أخرى».

وعدت أوساط عراقية مؤيدة لقرار المحكمة أن القضاء العراقي لا يتأثر بالجو السياسي الملبد بالغيوم دائما لا سيما في الوقت الحاضر، وتشهد البلاد جدلا واسعا بخصوص قانون العفو العام الذي تصر القوى السنية على تشريعه بوصف أنه جزء من وثيقة الاتفاق السياسي الموقعة قبل تشكيل حكومة محمد شياع السوداني.

وتصر القوى الشيعية من جهتها، على تعديل القانون بحيث يشمل كل من كان منتميا حتى لو بالإكراه للتنظيم بالاستثناء من قانون العفو. ومما زاد الأمور تعقيدا هي التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الذي اتهم قادة الإطار التنسيقي الشيعي بالتنازل من خلال السماح بإخراج عشرات الآلاف من الإرهابيين من السجون كونهم تم اعتقالهم بتهمة الانتماء للتنظيم دون أن يسجل عليهم القيام بأي عمل ميداني على الأرض.


زيارة الأسد للصين... «رسائل قوية» للغرب

TT

زيارة الأسد للصين... «رسائل قوية» للغرب

الرئيس السوري بشار الأسد (يسار) والرئيس الصيني شي جينبينغ في الصين (إ.ب.أ)
الرئيس السوري بشار الأسد (يسار) والرئيس الصيني شي جينبينغ في الصين (إ.ب.أ)

في سياق مساعيها لتعزيز دورها على الساحة العالمية عموماً، وبالشرق الأوسط خصوصاً، تنتهج الحكومة الصينية نهجاً دبلوماسياً يهدف لإبراز حضورها السياسي والاقتصادي، وتطوير علاقات مع دول عانت من سنوات الحرب والعزلة، كحال سوريا.

في المقابل، تسعى سوريا إلى كسب دعم دول حليفة لمرحلة إعادة الإعمار بعد مرور 12 عاماً على تفجر صراع دمَّر بُناها التحتية، وفرض عقوبات اقتصادية غربية لطالما اعتبرتها دمشق سبباً أساسياً للتدهور المستمر في اقتصادها.

وفي خطوة تسهم بتحطيم عزلة دمشق الدبلوماسية، وجّهت بكين دعوة رسمية للرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته لحضور افتتاح «دورة الألعاب الآسيوية» في نسختها التاسعة عشرة بمدينة هانغتشو الصينية، أمس السبت. وكانت هذه أول زيارة للرئيس السوري إلى الصين منذ عام 2004، ولفتة يراها مراقبون فرصة لإحداث نقلة جديدة في العلاقات الثنائية.

الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته (يسار) يستقبلهما الرئيس الصيني شي جينبينغ وزوجته في الصين (إ.ب.أ)

وخلال الزيارة، قالت «الوكالة العربية السورية للأنباء»، أمس الجمعة، إن البلدين وقّعا «اتفاقية التعاون الاستراتيجي»، وإن الرئيس الأسد والرئيس الصيني شي جينبينغ شهدا توقيع ثلاث وثائق للتعاون، من بينها اتفاق تعاون اقتصادي. وأضافت أن الوثائق الموقَّعة تشمل أيضاً مذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، ومذكرة أخرى حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة «الحزام والطريق».

أما وكالة أنباء «شينخوا» الصينية الرسمية فنقلت عن شي قوله إن العلاقات بين البلدين «صمدت في وجه التغيرات التي طرأت على الأوضاع الدولية، وازدادت صداقتهما قوة».

اهتمام صيني بالمنطقة

ويرى الدكتور نبيل سرور، أستاذ العلاقات الدولية والباحث في الشؤون الصينية، أن الاهتمام الذي حظيت به زيارة الأسد للصين يجيء في إطار اهتمام الصين بالمنطقة ككل.

واعتبر سرور، في حديث لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أن إرسال الصين طائرة خاصة إلى دمشق كي تُقلّ الرئيس السوري، والوفد المرافق له إلى أراضيها، يحمل في طياته رسالة بالتحرك لكسر القيود الغربية والعقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، لافتاً إلى حجم الاستقبال الرسمي هناك.

إرسال طائرة خاصة لتقل الأسد والوفد المرافق له رسالة لكسر القيود الغربية والعقوبات الأميركية

نبيل سرور، أستاذ العلاقات الدولية

واعتبر سرور ذلك رسالة صينية أيضاً بالرغبة في تأمين حُلفاء جدد وتحقيق مصالح على المستويين السياسي والاقتصادي، ويرى أن للزيارة دلالات كبيرة.

وواصل حديثه قائلاً إن سوريا يمكن أن تستفيد كثيراً من الصين «التي تُعرف بأنها جبّار تكنولوجي يمتلك إمكانات ضخمة»، مشيراً إلى أن الاستثمارات المشتركة تتيح تحقيق هذه الفائدة.

وتابع: «صحيح أن الصين تنظر للمنطقة بعين مصالحها، لكن في الوقت نفسه يمكن لسوريا الاستفادة من خلال إشراك الصين بمجموعة من المشروعات الداخلية في البُنى التحتية والإنشاءات وإعادة الإعمار؛ لأن الدمار الذي خلفته الحرب في سوريا كبير جداً ويحتاج لجهد كبير».

من جانب آخر يرى أنه من المفيد للصين إيجاد موطئ قدم في سوريا التي لديها «موقع استراتيجي شكّل نقطة جذب لعدد من الدول».

ويعتقد سرور أن الخيار السوري بالتوجه إلى الصين «خيار جريء كان لا بد منه لعدم وجود خيارات بديلة»، مشيراً إلى أن روسيا تستهلك مواردها في الحرب ضد أوكرانيا، «ومن ثم فإن التطلع نحو الصين قد يكون خطوة ذكية من قِبل دمشق».

الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته في حفل افتتاح «الألعاب الآسيوية» الـ19 في الصين أمس (أ.ب)

وعن نتائج الزيارة يقول: «يتوجب الانتظار أربعة أو خمسة أشهر حتى نبدأ نلمس تغييراً ما. حتى مسألة قدوم الصين إلى سوريا بشركاتها ومستثمريها تحتاج إلى بيئة آمنة، بينما سوريا حالياً غير مستقرة».

وأضاف: «عادةً يقال إن رأس المال جبان ويحتاج إلى أمان واستقرار».

«ثغرة في جدار العقوبات»

يعتقد حسين العسكري، المحلل الاقتصادي والاستراتيجي بـ«معهد شيلر الدولي»، أن زيارة الأسد إلى الصين يمكن أن تشكّل «ثغرة في جدار العقوبات على سوريا».

وهو يرى أن وجود كتلة اقتصادية ومالية عالمية تشمل روسيا والصين وبقية دول «بريكس» و«منظمة شنغهاي» التي تضم أيضاً إيران ودولاً كبيرة أخرى جعل لهذه الدول آلية خاصة للتمويل والتجارة والعلاقات الاقتصادية تُستخدم فيها العملات المحلية، ما يجعلها تتصرف بطريقة مختلفة دون أن تخشى العقوبات الأميركية أو الأوروبية.

الصين تنظر إلى سوريا بوصفها محوراً أساسياً ضمن خطة «الحزام والطريق» 

حسين العسكري، المحلل الاقتصادي والاستراتيجي بمعهد شيلر الدولي

وأضاف العسكري، في حديث، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أن الصين تنظر إلى سوريا بوصفها محوراً أساسياً ضمن خطة «الحزام والطريق»؛ كونها المحطة النهائية في أهم الممرات من الصين إلى غرب آسيا، وصولاً إلى البحر المتوسط.

في المقابل، تحمل الصين أهمية لسوريا؛ «نظراً لإمكانياتها الكبيرة في موضوع إعادة الإعمار، خاصة أنها أثبتت نجاحات في دول أخرى»، وفقاً للعسكري.

وهو يرى أنه يمكن لسوريا أن تستفيد من الصين على المدى القريب، من خلال الحصول على تمويل مالي أو تجهيزات، وأيضاً عبر دخول الصين في مشروعات إعادة إعمار البنى التحتية والمصانع؛ وخصوصاً مصانع الأسمنت والحديد، التي تُعدّ أساسية في إعادة بناء ما تهدَّم خلال الحرب.

الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته خلال الوصول إلى مطار هانغزهو بالصين (رويترز)

أما على المدى البعيد فقد نوّه العسكري بأن تطور العلاقات بين البلدين يمثل تحولاً استراتيجياً مهماً، خاصة أن سوريا باتت قادرة على لعب دور كبير، حال دخولها «منظمة شنغهاي» مستقبلاً.

«ضجر» من السياسات الأميركية

اعتبر فيصل العطري، خبير الشؤون الاقتصادية السورية الصينية، ورئيس الجالية السورية في الصين، أن لهذه الزيارة أهمية خاصة؛ ليس لسوريا فحسب، بل لكل دول العالم الثالث؛ لأنها تحمل رسائل قوية بأن العالم قد «ضجر» من السياسات الأميركية.

وأضاف: «سفر الرئيس وعائلته على متن الطائرة الصينية حمل رسائل واضحة بأن سوريا قررت كسر الحصار وعلى أعلى المستويات، وأن الصين تراقب ما يجري بعين حمراء».

أما على المستوى الاقتصادي، فأمام سوريا فرصتان، وفقاً للعطري، «الأولى تتجلى بالاستفادة من المزايا والاستثمارات التي تمنحها الصين دول الحزام والطريق، والثانية أن الصين تتخلى عن بعض صناعاتها التي فقدت تنافسيتها بسبب ارتفاع تكلفة اليد العاملة فيها». وتساءل: «مَن أفضل من حلفائها للتخلي لهم عن تلك الصناعات؟».

وأضاف، في حديث، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «مستوى التعاون الاقتصادي بين الصين وسوريا لا يرقى لمستوى العلاقات الدبلوماسية المتطورة جداً، لذا وضع سعادة السفير السوري في الصين محمد حسنين خدام نصب عينيه تطوير هذه العلاقات لترتقي لمستوى قريب للعلاقات السياسية».

ومضى قائلاً: «الزيارة ستقدم كثيراً لسوريا وللصين، خصوصاً أنه تسرَّب أن الاجتماعات كانت أكثر من إيجابية. التعاون الصيني السوري يعني كثيراً، فسوريا إحدى نهايتي طريق الحرير البري، والصين ترغب بأن تعيد بناء سوريا لتكون أمثولة وتجسيداً لصورة الصين الحديثة».

زيارة «استراتيجية»

يعتقد الخبير السياسي والاستراتيجي السوري علاء الأصفري أن الزيارة «استراتيجية من العيار الثقيل»، مشيراً إلى أن الصين أعلنت، على لسان رئيسها، أن الاتفاقيات المبرَمة بين البلدين «هي رسم لعلاقة استراتيجية بين سوريا والصين».

ويضيف أن الزيارة تأتي أيضاً إنقاذاً للاقتصاد السوري وتمثل شراكة مستدامة، «حيث إن الطرفين يتفقان على وجهات النظر الدولية والإقليمية، كما أنها عبارة عن محاربة للنفوذ الأميركي الغربي».

ونقلت وكالة «شينخوا»، يوم الجمعة، عن الرئيس الصيني قوله، خلال اللقاء مع نظيره السوري: «سنعلن بشكل مشترك عن إقامة الشراكة الاستراتيجية بين الصين وسوريا»، مضيفاً أن هذه ستكون «علامة فارقة» في العلاقات الثنائية.

وقال الأصفري: «اليوم، كلنا نعلم أن العقوبات الأميركية الجائرة على سوريا أسهمت في دمار ممنهج للاقتصاد السوري، حيث أصبح 90‎ في المائة من الشعب السوري تحت خط الفقر نتيجة عقوبات ظالمة أحادية الجانب وغير شرعية».

ومضى قائلاً: «الصين ترى أن سوريا تعرضت لظلم كبير، سواء إعلامياً أم عن طريق إدخال آلاف الإرهابيين الذين دمّروا البنى التحتية فيها وأصبحت البلاد على ما آلت إليه».

الشراكة ستكون استراتيجية ونتائجها ستكون سريعة وسيكون هناك تنفيذ لاتفاقيات ومشروعات كبرى خلال أشهر قليلة

الخبير السياسي والاستراتيجي السوري علاء الأصفري

وتابع: «لذلك، هذه الشراكة سوف تكون استراتيجية، ونتائجها ستكون سريعة، وسيكون هناك تنفيذ لاتفاقيات ومشروعات كبرى، خلال أشهر قليلة، قد تبدأ بتأمين الطاقة البديلة والنظيفة إلى سوريا، بالإضافة للمساهمة في إعادة الإعمار، وإعادة البنى التحتية، وفي استثمار واستكشاف آبار الغاز والنفط التي يقال إنها في مناطق سيطرة الدولة السورية».

وختم حديثه قائلاً: «هناك تفاؤل كبير هنا في دمشق حول هذا الموضوع، وأعتقد أنه لن تمر مدة بعيدة قبل أن نرى النتائج الاقتصادية لهذه الزيارة الاستراتيجية التي يتفاءل بها الجميع».


العراق: جرح «المختفين قسراً» ينكأ مرتين… وجدل سياسي حول تعويضهم

العبادي والحلبوسي خلال لقاء في سبتمبر 2018 (أرشيفية- رئاسة الوزراء العراقية)
العبادي والحلبوسي خلال لقاء في سبتمبر 2018 (أرشيفية- رئاسة الوزراء العراقية)
TT

العراق: جرح «المختفين قسراً» ينكأ مرتين… وجدل سياسي حول تعويضهم

العبادي والحلبوسي خلال لقاء في سبتمبر 2018 (أرشيفية- رئاسة الوزراء العراقية)
العبادي والحلبوسي خلال لقاء في سبتمبر 2018 (أرشيفية- رئاسة الوزراء العراقية)

في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، صدم رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي عائلات المغيبين الذين اختفى أثرهم خلال العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، وقال إنهم «مغدورون فارقوا الحياة»، وقبل ذلك التصريح المتلفز، كان قادة الإطار التنسيقي يتجنبون الكشف عن مصيرهم، بينما كان الاعتقاد السائد في المدن المحررة بأن هؤلاء سيعودون يوماً إلى منازلهم.

بعد نحو تسعة شهور، نكأ رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الجرح نفسه مرة ثانية، حين أكد أنه رفض التوقيع على بند في الاتفاق السياسي يقر بمنح تعويضات لقتلى «داعش» باعتبارهم «شهداء»، ليشتعل الجدل السياسي حول موقفه، وتبين لاحقاً أنه كان يرفض اعتبار «المغيبين شهداء»، وفقاً لتوضيح صدر لاحقاً من تحالفه «النصر»، نقلته وسائل إعلام محلية.

وبين عامي 2016 و2020، يقدر عدد الذين غيبوا خلال العمليات العسكرية في مدن غرب العراق وشماله بنحو مليون شخص، وفقاً لبيانات اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وعجز الصحافيون العراقيون، والمنظمات الدولية عن اقتفاء أثرهم طوال السنوات الماضية، لكن تقارير أشارت إلى أنهم راحوا ضحية مجازر ارتكبتها فصائل مسلحة خلال معارك التحرير من تنظيم «داعش»، ويقول عسكريون ميدانيون إن مجموعات مسلحة كانت «تمشط قرى وقصبات باعتقال جميع سكانها من الرجال وتقوم بقتلهم لاحقاً، لأنها تعجز عن فرز الإرهابيين عن المدنيين».

وتقول تقارير صحافية إن مئات اقتادتهم الميليشيات من قراهم في الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى إلى سجون سرية خارج سلطة الدولة، ويعتقد أنهم تعرضوا هناك إلى التصفية.

وقال نواب من أحزاب سنية عراقية لـ«الشرق الأوسط» إن محاولات الكشف عن مصير هؤلاء قادتهم إلى اليأس، فيما كانت الأحزاب الشيعية ترفض التعاون للتحقيق في هذا الملف، وأوصلت أخيراً رسالة غير مباشرة خلال اجتماعات عاصفة أنه «بالإمكان اعتبارهم قتلى».

واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في 2015، ميليشيات مسلحة بأعمال القتل الوحشية في مدن محافظة صلاح الدين، وهي كل من «فيلق بدر» و«لواء علي الأكبر» و«عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«سرايا الخرساني» و«جند الإمام»، عقب استعادة القوات العراقية السيطرة على مدينة تكريت (مركز صلاح الدين) شمال بغداد.

ويرى ناشطون عراقيون أن الفعاليات السياسية والحكومة العراقية تواطأت لإخفاء الملف طوال السنوات الماضية، لكن التسوية السياسية الأخيرة التي قادت إلى تشكيل حكومة محمد شياع السوداني «أقفلت القضية ضد مجهول واكتفت بتعويض عوائل المغدورين برواتب من مؤسسة الشهداء»، وفقاً لقيادي في الإطار التنسيقي.

ومع ذلك، لم تحظَ هذه التسوية بقبول قيادات مثل العبادي، الذي وجد تحالفه أن تعويض هؤلاء سيمثل دعماً للإرهاب، لأن «غالبية المغيبين عملوا لدى تنظيم داعش»، لكن الرجل يبدو أنه اضطر إلى استخدام هذا الملف الحساس كجزء من حملة هجومية يشنها منذ أسبوع ضد حلفائه في الإطار التنسيقي، على بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات المحلية.

وقال رئيس لجنة الشهداء النيابية حسن سالم، في منشور على منصة «إكس»، إنها «لن تسمح لأي اتفاق سياسي بتحويل قتلى (داعش) إلى شهداء (...) لأن هذا الأمر سيكون من أحلام اليقظة»، مشيراً إلى أنه «سيعمل مع مؤسسة الشهداء لإيقاف كل المعاملات التي تروج التعويضات للإرهابيين».


«التعاون الإسلامي» تدين الممارسات الإسرائيلية في فلسطين

أقارب الفلسطينيين اللذين قُتلا برصاص الجيش الإسرائيلي في طولكرم خلال تشييع جثمانيهما (رويترز)
أقارب الفلسطينيين اللذين قُتلا برصاص الجيش الإسرائيلي في طولكرم خلال تشييع جثمانيهما (رويترز)
TT

«التعاون الإسلامي» تدين الممارسات الإسرائيلية في فلسطين

أقارب الفلسطينيين اللذين قُتلا برصاص الجيش الإسرائيلي في طولكرم خلال تشييع جثمانيهما (رويترز)
أقارب الفلسطينيين اللذين قُتلا برصاص الجيش الإسرائيلي في طولكرم خلال تشييع جثمانيهما (رويترز)

أدانت منظمة التعاون الإسلامي اليوم (الأحد) ما وصفتها «بالممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة» بعد مقتل فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال اقتحام مخيم بالقرب من مدينة طولكرم بالضفة الغربية.

وقالت المنظمة في بيان بحسابها على منصة «إكس» («تويتر» سابقاً) إن «هذه الاعتداءات الإسرائيلية تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، ودعت المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت سابق اليوم إن قوات إسرائيلية قتلت فلسطينيين اثنين خلال عملية للجيش في مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية بالقرب من مدينة طولكرم.