مصر: تعاطف مع طالبة حصلت على 12.5% في الثانوية العامة

أعادت إلى الأذهان واقعة «الصفر» في 2015

مريم مع والدها (صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي)
مريم مع والدها (صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي)
TT

مصر: تعاطف مع طالبة حصلت على 12.5% في الثانوية العامة

مريم مع والدها (صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي)
مريم مع والدها (صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي)

بعد مرور سبع سنوات على قصة الطالبة مريم التي لقبتها وسائل الإعلام وقتذاك بـ«طالبة الصفر»، تشهد مصر حاليا موجة تعاطف وجدل مماثلة مع طالبة أخرى تحمل الاسم نفسه، لكنها حصلت على 12.5 في المائة في الثانوية العامة، بدلا من «الصفر»، الذي حصلت عليه سابقتها. وفي الوقت الذي تبرأت فيه الطالبة من النتيجة، مؤكدة «تفوقها»، شددت وزارة التربية والتعليم المصرية على أن «وسائل التواصل الاجتماعي ليست الوسيلة المناسبة لمثل هذه الشكاوى»، فيما حذر تربويون وعلماء اجتماع مما وصفوه بـ«التأثيرات السلبية لتكرار هذه الوقائع على المجتمع».
بدأت القصة مع إعلان نتيجة الثانوية العامة في مصر، السبت الماضي، لتفاجأ مريم إبراهيم عزيز، الطالبة بمدرسة المحرص الثانوية المشتركة بمحافظة المنيا في جنوب مصر، بحصولها على مجموع 12.54 في المائة، وتعلن شكواها، وقالت لوسائل إعلام محلية: «كنت متفوقة جدا طوال السنوات الماضية، وكنت أتوقع الحصول على مجموع 90 في المائة يؤهلني للالتحاق بكلية الطب، أريد حقي».
أثارت قصة مريم موجة من التعاطف بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مسترجعين قصة طالبة «الصفر» التي تعود أحداثها إلى عام 2015، وكانت بطلتها مريم ملاك، من محافظة المنيا أيضا، وقد حصلت على «صفر» في الثانوية العامة، واضطرت إلى إعادة السنة الدراسية لتحصل على مجموع 94.02 في المائة، مكنها من الالتحاق بكلية الصيدلة.
وقالت الخبيرة التربوية الدكتورة بثينة عبد الرؤوف لـ«الشرق الأوسط» إن «تكرار هذه الوقائع من شأنه أن يتسبب في آثار سلبية كبيرة، ويصيب الأولاد بحالة من اللامبالاة، تفقدهم الثقة في المنظومة كلها». ومثلها حذرت الدكتور سامية خضر، أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس، مما وصفته بـ«التأثيرات الاجتماعية والنفسية السلبية على المجتمع والطلاب»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «تأثير هذه الوقائع يتجاوز فكرة الشعور بالإحباط العام، ويؤثر على شعور الأجيال الجديدة بهويتهم»، مطالبة «بمحاسبة المتسببين في هذه الوقائع».
على الصعيد الرسمي علق الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، على قضية مريم بقوله إن «الوزارة أتاحت أدوات رسمية مشروعة لتقديم التظلمات بخصوص نتيجة الثانوية العامة، وليس من ضمن هذا الأدوات، مواقع التواصل الاجتماعي»، وأكد شوقي، على صفحته الرسمية على «فيسبوك» أن «الوزارة لن تلتفت لأي ادعاء على المواقع الإعلامية أو مواقع التواصل».
وبدأت وزارة التربية والتعليم المصرية، الاثنين، قبول التظلمات في نتيجة الثانوية العامة، على أن يتم تقديم التظلم إلكترونيا، مقابل تحصيل رسوم تبلغ 300 جنيه (الدولار بـ19.14 جنيه) لكل مادة.
وانتقلت قضية مريم إلى أروقة البرلمان، حيث تقدمت النائبة سناء السعيد، عضو مجلس النواب، الثلاثاء، بسؤال لرئيس الوزراء، ووزير التعليم والتعليم الفني حول شكوى الطالبة، مطالبة بفحص أوراق إجابتها والرد عليها بشكل رسمي.
ووصلت نسبة النجاح في الثانوية العامة المصرية هذا العام، إلى 75.04 في المائة، بينما وكانت أعلى النتائج هي 407 درجات، وحققها طالب في شعبة العلوم الرياضية، بينما حصل الأول على الشعبة العلمية على 402 درجة، أما أعلى نتيجة في الشعبة الأدبية فجاءت بـ387 درجة.
وفتحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية تحقيقا فيما وصف بأنه «وقائع غش عائلي» في بعض لجان مدن الصعيد عقب تداول قوائم تتضمن نتائج طلاب ينتمون إلى عائلات معروفة على درجات تتجاوز 90 في المائة.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تستعرض خطتها لتعويض «عجز مائي» يقدَّر بـ54 مليار متر مكعب

سويلم خلال فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)
سويلم خلال فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)
TT

مصر تستعرض خطتها لتعويض «عجز مائي» يقدَّر بـ54 مليار متر مكعب

سويلم خلال فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)
سويلم خلال فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)

قال وزير الموارد المائية المصري هاني سويلم، الاثنين، إن بلاده تطبق خطة شاملة لتعظيم الاستفادة من مواردها المائية المحدودة، تتضمن التوسع في معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، واستيراد محاصيل من الخارج.

وتعاني مصر من «عجز مائي» يقدَّر بنحو 54 مليار متر مكعب سنوياً، حيث تبلغ مواردها المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، يقابلها احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، حسب الوزير المصري.

وشارك سويلم في جلسة «سد الفجوة وتعزيز الشراكات لصالح الإنسان وكوكب الأرض»، ضمن فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي»، المنعقد في مقر السفارة الألمانية في القاهرة.

وزراء مصريون يشاركون في فعاليات «اليوم المصري - الألماني للتعاون التنموي» (وزارة الموارد المائية)

وقال سويلم إن محدودية الموارد المائية، دفعت بلاده إلى التوسع في معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بإجمالي 21 مليار متر مكعب سنوياً، بالإضافة إلى نحو 5 مليارات متر مكعب أخرى ستضاف سنوياً إلى منظومة المعالجة خلال العامين القادمين من خلال محطات (الدلتا الجديدة - بحر البقر - المحسمة)، في حين يجري استيراد محاصيل من الخارج (مياه افتراضية) بما يقابل نحو 33 مليار متر مكعب سنوياً من المياه.

وتقدَّر حصة مصر في مياه نهر النيل بـ55.5 مليار متر مكعب، تعتمد عليها بنحو 97 في المائة في استخدامات الشرب والزراعة. فيما تتحسب لنقص محتمل في حصتها المائية (التي لا تكفي احتياجاتها)، بسبب «سد النهضة»، الذي تقيمه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، ويثير توترات مع دولتَي المصب (مصر والسودان).

«سد النهضة» الإثيوبي (رويترز)

ووفق الوزير سويلم وضعت مصر خطة شاملة تهدف إلى تعظيم الاستفادة من الموارد المائية وترشيد استخدامها وتطوير وتحديث المنظومة المائية من خلال الانتقال إلى (الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0)، لتحقيق الإدارة المثلى للمياه وتحقيق مبادئ الاقتصاد الأخضر.

وتعني المنظومة بالتحول الرقمي وزيادة الاعتماد على الابتكارات والتكنولوجيا الحديثة مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة وتوزيع مياه نهر النيل والترع بما يحسّن من عملية إدارة المياه والتعامل مع العجز الموجود في أعداد المهندسين والفنيين ووسائل الانتقالات، والإعداد لاستخدام التصوير بالدرون لمتابعة المنظومة المائية ورصد التعديات والمساهمة في إدارة المياه.

وسبق أن حذَّرت القاهرة أديس أبابا باتخاذ «توجه آخر» تجاه قضية «السد» حال نقص حصة القاهرة من مياه النيل. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قبل أسابيع، إن «بلاده سعت للخروج بأقل الأضرار من مشروع السد الإثيوبي خلال السنوات الماضية، بإجراءات منها مشروعات فنية لمعالجة المياه»، وإن «التحدي الأساسي حالياً هو حماية حصة مصر من مياه النيل، والحفاظ عليها».

وتبني إثيوبيا «سد النهضة» على الرافد الرئيسي لنهر النيل منذ عام 2011، بداعي توليد الكهرباء. وتطالب مصر بالتوصل مع أديس أبابا إلى اتفاق قانوني مُلزم لتشغيل وإدارة «سد النهضة» على نهر النيل.

وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، في أغسطس (آب) الماضي، «اكتمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق بشكل كامل بحلول نهاية العام الحالي». وقال حينها إن «إجمالي المياه المحتجزة، مع مرحلة الملء الخامس للسد، بلغت 62.5 مليار متر مكعب»، متوقعاً أن تصل نسبة المياه المحتجزة (بنهاية العام) إلى «ما بين 70 و71 مليار متر مكعب».

وفشلت آخر جولة مفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن «سد النهضة» خلال ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، في الوصول إلى اتفاق بشأن ملء السد.