تحذيرات ألمانية من فك الارتباط الاقتصادي مع الصين... وتايبيه تستبعد مزيداً من العقوبات

صادرات بكين لموسكو ترتفع لأول مرة منذ خمسة أشهر

تصل المنتجات الصينية إلى جميع دول العالم لرخص أسعارها (رويترز)
تصل المنتجات الصينية إلى جميع دول العالم لرخص أسعارها (رويترز)
TT

تحذيرات ألمانية من فك الارتباط الاقتصادي مع الصين... وتايبيه تستبعد مزيداً من العقوبات

تصل المنتجات الصينية إلى جميع دول العالم لرخص أسعارها (رويترز)
تصل المنتجات الصينية إلى جميع دول العالم لرخص أسعارها (رويترز)

بدأت دول عدة حول العالم استدعاء حساباتها المالية والاقتصادية، مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وحساب نسبة تأثيرها بشكل مباشر وغير مباشر على اقتصاداتها، خشية تطور الأمور العسكرية الصينية الحالية وخروجها عن السيطرة مع تايوان.
ذلك في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد العالمي تحديات جمة، بدأت تداعياتها منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، مروراً بالتأثيرات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، حتى وصلت جائحة كورونا، ثم الحرب الروسية على أوكرانيا، حتى معدلات التضخم القياسية، وأزمة الأسواق الناشئة من قوة الدولار.
وعلى الفور أشارت تقديرات معهد إيفو الألماني لأبحاث الاقتصاد إلى أن فك الارتباط الاقتصادي مع الصين من شأنه أن يسبب خسائر كبيرة للرخاء في ألمانيا.
وقال الخبراء في الدراسة إن فك الارتباط سيؤدي إلى انهيار سوق المبيعات من ناحية، كما سيؤدي إلى غلاء أسعار المنتجات الأولية والمواد الخام بالنسبة لقطاع الصناعة الألماني من ناحية أخرى. وذكر الخبراء أن فك الارتباط المتبادل فقط بين الاتحاد الأوروبي والصين سيؤثر بقوة شديدة على الصناعة الألمانية وسيؤدي إلى تخفيض قدرتها التنافسية ولا سيما بالنسبة لشركات تصنيع السيارات وشركات تصنيع الآلات.
وقدر المعهد أن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات والعراقيل التجارية الأخرى على الجانبين ستخفض إجمالي الناتج المحلي الألماني بنسبة 81.‏0 في المائة وهي نسبة كبيرة في إجمالي معدل نمو الاقتصاد الألماني.
في الوقت نفسه، أكد الخبراء أن هذه الأرقام تمثل الحدود الدنيا فقط للخسائر المتوقعة، وأشاروا إلى أن فك الارتباط ستستفيد منه قطاعات أصغر نسبياً مثل قطاع صناعة المنسوجات.
وكتب الخبراء في دراستهم أن «إزالة نظام العولمة ربما لن تؤدي إلى زيادة البطالة وتضاؤل النمو الاقتصادي وحسب بل إنها ستؤدي أيضاً إلى تعريض الاستقرار السياسي في البلاد للخطر».
وعلى صعيد التطورات الأخيرة بين الصين وتايوان، قالت مسؤولة بوزارة المالية في تايبيه أمس الاثنين، إنه من غير المرجح أن يكون للإجراءات الاقتصادية الصينية ضد تايوان تأثير كبير على التجارة بين الاقتصادين بالوضع في الاعتبار تداخلهما الوثيق، بحسب وكالة بلومبرغ.
وجاءت تصريحات رئيسة خبراء الإحصاء بوزارة المالية، بياتريس تساي، في وقت ما زالت العلاقات فيه بين بكين وتايبيه متوترة، فيما فرضت الأولى على تايوان قيوداً على التجارة الأسبوع الماضي على بعض واردات الأسماك والفواكه وصادرات الرمل عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة.
وقالت تساي: «صناعتا الإلكترونيات التايوانية والصينية معتمدتان على بعضهما البعض بشدة حالياً». وأضافت: «وبالتالي نتوقع فرصة ضئيلة للغاية أن تفرض الصين عقوبات اقتصادية أكثر صرامة على الشركات التايوانية بسبب علاقاتنا الاقتصادية القائمة على الاعتماد المتبادل بشدة».
أعلنت تايوان أمس عن بيانات تجارية أقوى من المتوقع، فيما زاد نمو الصادرات بواقع 2.‏14 في المائة في يوليو (تموز) على عام سابق.
وكان نمو الصادرات إلى الصين بطيئاً للغاية العام الجاري فيما تكافح بكين مع تفشي (كوفيد - 19) وحالات الإغلاق الاحترازية. وزادت الشحنات إلى الصين وهونج كونج بواقع 3 في المائة فقط على أساس سنوي في يوليو بعد انكماش في يونيو (حزيران)، مقارنة بنمو مزدوج الأرقام في أوائل 2022. وعلى العكس زادت الشحنات إلى الولايات المتحدة بواقع 8.‏24 في المائة الشهر الماضي.
وبالنظر إلى علاقة الصين وروسيا، يتضح أن الصادرات الصينية إلى روسيا ارتفعت بقوة في يوليو تموز الماضي، بعد تراجع استمر أربعة أشهر. وفق بيانات الجمارك الصينية.
وأشارت حسابات لرويترز بناءً على بيانات جمركية نُشرت يوم الأحد إلى ارتفاع الصادرات إلى روسيا الخاضعة للعقوبات 22.2 في المائة في يوليو مقارنة بالعام الذي سبقه من حيث القيمة الدولارية، متخلية عن تراجعها بنسبة 17 في المائة في يونيو فيما يمثل أول نمو منذ مارس (آذار).
وحافظ نمو الواردات من روسيا على وتيرة مرتفعة عند 49.3 في يوليو، رغم أنها أبطأ من زيادة بلغت 56 في المائة في يونيو وارتفاع بلغ 79.6 في مايو (أيار).
وتعد روسيا مصدراً رئيسياً للنفط والغاز والفحم والسلع الزراعية للصين. وفي خضم حرب أوكرانيا المستمرة كانت روسيا أكبر مورد للنفط للصين في مايو ويونيو مع استفادة المشترين الصينيين من الإمدادات منخفضة السعر.
ولكن إمدادات النفط المحملة من الموانئ الروسية إلى الصين انخفضت إلى 21.3 مليون برميل في يوليو، وهو أدنى مستوى منذ فبراير (شباط).


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الذهب يرتفع بفعل ضعف الدولار وعدم اليقين بشأن اتفاق السلام في أوكرانيا

سبائك معروضة في معرض الذهب بمتحف التاريخ الطبيعي بنيويورك (رويترز)
سبائك معروضة في معرض الذهب بمتحف التاريخ الطبيعي بنيويورك (رويترز)
TT

الذهب يرتفع بفعل ضعف الدولار وعدم اليقين بشأن اتفاق السلام في أوكرانيا

سبائك معروضة في معرض الذهب بمتحف التاريخ الطبيعي بنيويورك (رويترز)
سبائك معروضة في معرض الذهب بمتحف التاريخ الطبيعي بنيويورك (رويترز)

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الاثنين، بدعم من ضعف الدولار، في حين أدى التأخير في إيجاد السلام بأوكرانيا، والمخاوف بشأن سياسة الرسوم الجمركية الأميركية إلى تغذية الطلب على المعدن بوصفه الملاذ الآمن.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 2866.19 دولار للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 05:25 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 1 في المائة إلى 2875.80 دولار.

وانخفض مؤشر الدولار 0.4 في المائة من أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين، الذي سجله في الجلسة السابقة، مما يجعل السبائك أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى.

وقال كلفن وونغ، كبير محللي السوق بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى «أواندا»: «من المرجح أن تكون النغمة الصعودية الآسيوية المبكرة للذهب مدفوعة بعوامل الخطر الجيوسياسية بسبب عرقلة اتفاق السلام المتوقع بين أوكرانيا وروسيا».

وكان اجتماع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد انتهى بكارثة، يوم الجمعة، مما أضاف حالة من عدم اليقين إلى الأسواق المالية المتوترة بالفعل بسبب ضعف البيانات الاقتصادية والتقلبات حول سياسات التجارة الأميركية.

وقال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، يوم الأحد، إن الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ، يوم الثلاثاء، لكن ترمب سيقرر ما إذا كان سيلتزم بالمستوى المخطط له البالغ 25 في المائة.

وقال ترمب إنه سيضيف تعريفة جمركية أخرى بنسبة 10 في المائة على السلع الصينية، يوم الثلاثاء، مما يُضاعف فعلياً الرسوم الجمركية البالغة 10 في المائة، المفروضة في 4 فبراير (شباط) الماضي.

وأظهرت البيانات، الصادرة يوم الجمعة، أن إنفاق المستهلك الأميركي انخفض بشكل غير متوقَّع في يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن ارتفاع التضخم قد يوفر غطاءً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لتأخير خفض أسعار الفائدة لبعض الوقت.

ورغم أن السبائك تُعدّ وسيلة للتحوط ضد عدم اليقين الجيوسياسي، فإنها تفقد جاذبيتها في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة.

ومن بين المعادن الأخرى، انخفض البلاتين في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 944.7 دولار للأوقية، وأضاف البلاديوم 0.7 في المائة إلى 925.25 دولار.

وقال محللون إن الطلب على المعادن النفيسة الصناعية البلاتين والبلاديوم، من المرجح أن ينخفض ​​إذا أدت الرسوم الجمركية، التي اقترحتها إدارة ترمب على واردات السيارات الأميركية، إلى إضعاف مبيعات السيارات.

وارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 31.24 دولار.