«شارع الأشراف»... متحف قاهري مفتوح للأضرحة التاريخية

بدء تطوير خدمات المنطقة وترميم الأبنية

شارع الأشراف (صفحة المنطقة الجنوبية بمحافظة القاهرة على فيسبوك)
شارع الأشراف (صفحة المنطقة الجنوبية بمحافظة القاهرة على فيسبوك)
TT

«شارع الأشراف»... متحف قاهري مفتوح للأضرحة التاريخية

شارع الأشراف (صفحة المنطقة الجنوبية بمحافظة القاهرة على فيسبوك)
شارع الأشراف (صفحة المنطقة الجنوبية بمحافظة القاهرة على فيسبوك)

بدأت مصر مشروعا لتحويل شارع الأشراف إلى متحف مفتوح ومسار لزيارة الأضرحة الشهيرة بالقاهرة التاريخية، بما يعطي الشارع التاريخي فرصته للكشف عن المزيد من أسراره وثراء معالمه التراثية من مساجد تاريخية وأضرحة شهيرة؛ مثل السيدة زينب والسيدة نفيسة، ويضيف عوامل جذب جديدة للسياحة الدينية التي تجذب المصريين والأجانب على السواء.
ويهدف المشروع الذي تنفذه وزارة السياحة والآثار ومحافظة القاهرة إلى إبراز قيمة المناطق التاريخية والأثرية وعودة القاهرة لسابق عهدها كمنارة تاريخية تشع بتاريخها العريق، وانعكاس ذلك على جذب السياحة الداخلية والخارجية، ويتضمن خطة ترميم وتطوير لتحويل شارع الأشراف بحي الخليفة (جنوب القاهرة) إلى نموذج ثان لشارع المعز بالقاهرة التاريخية، ومحاكاة عصر القاهرة الفاطمية بكافة تفاصيلها واستحضار الصورة الذهنية لجميع العناصر، تماشيا مع الطابع التاريخي الأثري لهذا العصر، وبمواصفات عالمية مع الحفاظ على الهوية البصرية للمشروع.
وبدأ المشروع بتطوير البنية التحتية للمنطقة ومعالجة مشكلات المياه الجوفية وفق ناجي حنفي مدير عام تفتيش المنطقة الجنوبية بالإدارة العامة للقاهرة التاريخية، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المشروع يتضمن تطويرا شاملا للمنطقة والشارع من خلال إحلال وتجديد مرافق المياه والصرف الصحي ورصف الأرضيات، ونظم إضاءة تراثية، وطلاء واجهات المنازل السكنية بألوان تتناسب مع روح وعبق العصر الفاطمي، إضافة إلى تطوير الآثار والمساجد والأضرحة الموجودة بالشارع».

كما تجري عمليات ترميم كاملة للعديد من البنايات التراثية بالشارع الذي يتوقع أن يتم افتتاحه قريبا، وقال حنفي: «يتضمن التطوير أيضا إنشاء بازارات سياحية وساحات انتظار للسيارات، واستخدام الفراغات العامة بالشارع للحفاظ على روح وعبق القاهرة التاريخية، كما تم الانتهاء من إنشاء مسجد جديد باسم السيدة رقية، وتم تسليمه إلى وزارة الأوقاف، حيث سيكون جزءا من افتتاح مشروع تطوير الشارع».
وتشكل عملية التطوير نقلة نوعية لشارع الأشراف التاريخي ليتحول إلى مسار لزيارة أضرحة آل البيت، حيث يبدأ المسار من مسجد السيدة نفيسة وحتى مسجد السيدة زينب مروراً بعدد من المساجد والأضرحة، والعديد من المزارات والبنايات التاريخية.
يعود تاريخ شارع الأشراف إلى العصر المملوكي، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى السلطان الأشرف خليل بن المنصور قلاوون، حيث تم تغيير الاسم من الأشرف إلى الأشراف، حيث يضم عدداً كبيراً من مقامات وأضرحة ومشاهد آل البيت، منها مسجد وضريح السيدة نفيسة، ومسجد وضريح السيدة زينب، وقبة وضريح السلطان الأشرف خليل بن الملك المنصور قلاوون، والذي أنشئ عام 1388 ميلادية، ومقام فاطمة خاتون الذي يعود إلى عصر المماليك البحرية، ومشهد السيدة رقية ابنة الإمام علي، ومقام السيدة سكينة ابنة الإمام الحسين، كما يضم الشارع آثاراً متنوعة، منها مقام ينسب إلى ابن سيرين مفسر الأحلام، وحمام السلطانة الشهيرة شجرة الدر، التي لقيت مصرعها بين جدرانه.
وتمثل الأبنية الأثرية الموجودة في الشارع طرزاً متنوعة من فنون العمارة الإسلامية وفقا للدكتور مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، والذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الآثار المتنوعة بشارع الأشراف تبرز طرزا وأنماطا مختلفة من فنون العمارة الإسلامية، ومنها العمارة الدينية التي حظيت باهتمام وازدهار كبير في العصر المملوكي ويغلب عليها روحانية التصاميم».
ويشير الكسباني إلى أن «أضرحة آل البيت حظيت باهتمام خاص في العمارة وفنونها على مر العصور، كما تنوعت أشكالها وطرزها ما بين مشاهد ومقامات، وقباب فردية أو متعددة، وتشكل جميعها ملامح تطور عمارة الأضرحة والعمارة الدينية، وكل منها يعكس تطور وتنوع فنون العمارة الإسلامية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الملك محمد السادس يهنئ ترمب ويؤكد «امتنان» المغرب لموقفه من الصحراء

العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
TT

الملك محمد السادس يهنئ ترمب ويؤكد «امتنان» المغرب لموقفه من الصحراء

العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)

هنأ العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، دونالد ترمب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مؤكداً «امتنان الشعب المغربي» لاعترافه خلال ولايته الرئاسية الأولى بسيادة المملكة على إقليم الصحراء المتنازع عليه.

وقال العاهل المغربي في برقية تهنئة إلى ترمب، نشرتها «وكالة الأنباء المغربية»: «يطيب لي، بمناسبة انتخابكم مجدداً رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، أن أبعث إليكم بأحر تهانئي، مقرونة بأصدق متمنياتي لكم بكامل التوفيق في مهامكم السامية». مضيفاً: «إنني لأستحضر فترة ولايتكم السابقة، التي بلغت علاقاتنا خلالها مستويات غير مسبوقة، تميزت باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على كامل ترابها في الصحراء».

وتابع العاهل المغربي موضحاً في برقية التهنئة: «هذا الموقف التاريخي، الذي سيظل الشعب المغربي ممتناً لكم به، يمثل حدثاً هاماً ولحظة حاسمة»، و«يعد بآفاق أرحب لشراكتنا الاستراتيجية».

وكان الجمهوري ترمب أول رئيس دولة غربية يعترف بسيادة المغرب على هذا الإقليم، الذي يشكل محور نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر منذ نحو نصف قرن. وجاء هذا الاعتراف في الأسابيع الأخيرة للولاية السابقة لترمب في البيت الأبيض.

يشار إلى أن المغرب حصل خلال الأعوام التالية على تأييد دول غربية أخرى لخطة الحكم الذاتي، التي يطرحها حلاً وحيداً للنزاع. ومن أبرز هذه الدول فرنسا، التي أكد رئيسها إيمانويل ماكرون من الرباط نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أنها ستنشط «دبلوماسياً» في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعم مقترح المغرب.

وفي قراره الأخير حول هذا النزاع، دعا مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، إلى وجوب التوصّل إلى «حل سياسي واقعي، وقابل للتحقيق ومستدام ومقبول من الطرفين». ورحب المغرب بهذا القرار. فيما لم تشارك الجزائر، التي تتولى عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، في التصويت عليه؛ احتجاجاً على رفض تعديلات اقترحتها.

كما أعرب الملك محمد السادس في رسالة تهنئة ترمب عن تطلعه «إلى مواصلة العمل سوياً معكم من أجل النهوض بمصالحنا المشتركة، وتعزيز تحالفنا المتفرد في مختلف مجالات التعاون».