سجال يمني حول مجلس القيادة الرئاسي

جانب من اجتماع لمجلس القيادة الرئاسي اليمني رأسه الدكتور رشاد العليمي وحضره أعضاء المجلس السبعة في عدن نهاية أبريل الماضي (سبأ)
جانب من اجتماع لمجلس القيادة الرئاسي اليمني رأسه الدكتور رشاد العليمي وحضره أعضاء المجلس السبعة في عدن نهاية أبريل الماضي (سبأ)
TT

سجال يمني حول مجلس القيادة الرئاسي

جانب من اجتماع لمجلس القيادة الرئاسي اليمني رأسه الدكتور رشاد العليمي وحضره أعضاء المجلس السبعة في عدن نهاية أبريل الماضي (سبأ)
جانب من اجتماع لمجلس القيادة الرئاسي اليمني رأسه الدكتور رشاد العليمي وحضره أعضاء المجلس السبعة في عدن نهاية أبريل الماضي (سبأ)

سألت «الشرق الأوسط» مصطفى نعمان وكيل الخارجية اليمنية الأسبق عن: «ماذا يجدر بكل الأطراف فعله لتحقيق هدنة أطول وببنود أكثر شمولية من البنود السابقة؟»، فقال: «إن عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحرب هي ضرب من الأوهام، ولا يمكن التعويل على حسن النوايا من الطرف الحوثي لأنه يمتلك حالياً من عناصر القوة ما يمكنه من فرض شروطه. في المقابل عجزت الحكومة عن خلق نموذج جاذب ومقبول يسمح للناس باللجوء إليه. هذه هي عقدة الصراع الحالي ومجلس القيادة لم يتمكن حتى اللحظة من منح الناس الأمل بالأفضل... ١٢٠ يوما مرت ولم يشعر الناس بأي تحسن في الخدمات والأمن وهذا أمر يجب تداركه بسرعة».
أمام ذلك، اتفق مصدر يمني مع ما قاله الدبلوماسي المخضرم جزئياً، وقال: «إنه قد يكون مناسباً للتطبيق على دولة مؤسسات عمرها ثلاثة عقود على سبيل المثال... لكن ليس على اليمن الذي عادت فيه السلطات الرئاسية منذ نحو 100 يوم فقط للعمل من الداخل».
وفي رسالة لـ«الشرق الأوسط» قال المصدر الذي فضل حجب هويته: «هل يمكن أن نتحدث عما يحتاجه اليمن أولاً لتأمين المناطق التي تعمل منها الحكومة والمجلس الرئاسي، هل يمكن أن نتحدث عن الأمن كأولوية على طريق بناء الأنموذج الأمثل والآمن لجميع اليمنيين؟ لهذا نجد أن تشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة كان في صدارة الإنجازات، وقد يحتاج ذلك بضعة أشهر لطرح تصورها بشأن تكامل القوات المسلحة والأمن تحت إدارة وطنية موحدة».
وتشكل مجلس القيادة الرئاسي اليمني نتيجة لمشاورات الرياض التي عقدت تحت مظلة خليجية بين 29 مارس (آذار) و7 أبريل (نيسان)، وذلك بناءً على تسليم الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي السلطة لمجلس قيادة رئاسي يقوده الدكتور رشاد العليمي ويضم سبعة نواب.
ويقول المصدر إن «الضمان الوحيد للمضي قدماً في بناء النموذج هو تأمين سلطة إنفاذ القانون، بمن في ذلك المعنيون بمكافحة الفساد وقادة الإصلاحات، وصولاً إلى رجال الأعمال والمستثمرين. ومع ذلك لا يمكن لزائر إلى مدينة عدن على سبيل المثال إلا أن يجدها ورشة عمل، حيث تبدو آليات الأشغال تعمل على مدار الساعة في شوارع المدينة ومداخلها الرئيسة ضمن خطة شاملة لتحديث بناها التحتية ووضعها في المكانة التي تستحق كعاصمة مؤقتة».
ولم يكن النعمان الوحيد الذي ينتقد مجلس القيادة الرئاسي، وهو يمثل طيفاً يمنياً يعد أكثر استقلالاً بحكم خبرته وعدم ممارسته أي أعمال حكومية.
لكن المصدر اليمني فضل التأكيد على أن «التغييرات التي أجراها مجلس القيادة الرئاسي في الحكومة والسلطة القضائية على صلة بالتوجهات الشاملة لتحسين الإدارة الحكومية، وتوسيع قاعدة الشراكة في صنع القرار وتنفيذه، وترشيده مع كافة القوى والشركاء المحليين والإقليميين والدوليين، مضيفاً: «نعتقد أن تحسين الإدارة الحكومية، وتشارك الخبرات مع دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وحماية التوافق القائم بين القوى المناهضة للميليشيات المدعومة من النظام إيراني، هو إنجاز لا يمكن الاستهانة به بالمقارنة مع التوقعات والتكهنات التي كانت قائمة».
«بالعودة إلى الوضع الطبيعي في أي بلد فإن التقييمات تتركز حول العام الأول أو فترة الولاية» يضيف المصدر: «ومع ذلك تتحدث البرامج المزمنة لدى مجلس القيادة الرئاسي عن إمكانية إحداث التحول نحو المحافظة والمنطقة والمدينة الأفضل نسبياً في غضون عام على الأقل، ما لم تحدث أي التزامات على صعيد المواجهة العسكرية مع الميليشيات التي تتقدم كل الأولويات».
يعود مصطفى نعمان في سياق حديثه مع «الشرق الأوسط» ليقول: «ما يجب أن يدركه اليمنيون هو أن انشغالات العالم والأقاليم بقضايا داخلية وخارجية كثيرة ستجعل الملف اليمني مهملاً أو، على أقل تقدير، بعيداً عن الاهتمامات التي نراها اليوم»، يقول نعمان إن «هذه الهدنة يمكن الاستفادة منها للبدء في الحديث الجاد عن مشاورات أو مفاوضات وإلا فإن المأساة الإنسانية التي أنتجتها الحرب الطويلة ستتضاعف وسيدخل البلد في مرحلة متقدمة من التشظي في كل الاتجاهات».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.