يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن قادة جزر المحيط الهادي بالبيت الأبيض، في سبتمبر (أيلول)، حسبما أعلنت مسؤولة أميركية أمس، على خلفية المساعي الأميركية الهادفة إلى مواجهة نفوذ الصين المتنامي في المنطقة.
وقالت مساعدة وزيرة الخارجية ويندي شيرمان، التي تزور ولاية تونغا البولينيزية، إنّ قادة جزر المحيط الهادي سيُدعون إلى واشنطن لعقد اجتماع وعشاء في أواخر الشهر المقبل. وتحدّثت عن «فرصة تاريخية» للحوار، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتدخل هذه المبادرة في إطار موجة من التحرّكات الدبلوماسية الأميركية التي تهدف إلى تعزيز العلاقات بالمحيط الهادي في مواجهة الصين، التي تثبّت وجودها في المنطقة. وأعلنت واشنطن خصوصاً عن افتتاح بعثات دبلوماسية في الجزر. كما زار وزير الخارجية أنتوني بلينكن المنطقة، وألقت نائبة الرئيس كامالا هاريس خطاباً أمام منتدى جزر المحيط الهادي.
إلى ذلك، ترأّست شيرمان، أمس، وفداً من كبار المسؤولين الأميركيين إلى جزر سليمان، بعد أشهر على توقيع الدولة المُضيفة اتفاقاً أمنياً سرياً مع الصين. ولم يتم الإعلان عن تفاصيل الاتفاق، لكن مسودة مسرّبة أشارت إلى أنّه سيسمح بالانتشار البحري الصيني في هذه الجزر. ونفت كل من الصين وجزر سليمان أيّ خطط لإنشاء قاعدة عسكرية صينية.
ويزور الوفد الأميركي جزر سليمان تزامناً مع الذكرى الثمانين لمعركة غوادالكانال خلال الحرب العالمية الثانية. وكان والد شيرمان أحد أعضاء مشاة البحرية الذين أُصيبوا بجروح بالغة خلال المعركة التي استمرت ستة أشهر بين 1942 و1943، وتسببت بانسحاب اليابانيين منها، ما شكّل بداية العمليات الرئيسية للحلفاء في المحيط الهادي. وكانت الولايات المتحدة أعلنت هذا العام نيتها إعادة فتح سفارة لها في جزر سليمان، بعد نحو 30 عاماً على إغلاق بعثتها الدبوماسية في دولة المحيط الهادي.
يقول ميهاي سورا، وهو باحث زميل في برنامج جزر المحيط الهادي بمعهد لووي (لووي اينستيتوت) للأبحاث الاستراتيجية في سيدني: «أمام الولايات المتحدة طريق صعب، بمعنى أنه من الواضح أن رئيس وزراء (جزر سليمان) ماناسيه سوغافاريه يقدّر علاقة بلاده بالصين». ويضيف في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية: «طرح فكرة الاختيار بين الولايات المتحدة والصين لن يكون مرحّباً به. سيبحث عن طريقة ليعمل فيها مع كلّ من الولايات المتحدة والصين». لكن ليس الجميع في جزر سليمان من مؤيدي تنامي العلاقات الأمنية مع الصين، بحسب سورا الذي يوضح أن ذلك «سيف ذو حدّين».
وقطعت جزر سليمان علاقاتها مع تايوان في سبتمبر (أيلول) 2019 لصالح الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع الصين، وهو تحوّل فتح مجالاً أمام زيادة الاستثمارات، لكنه أشعل تنافساً بين الجزر. وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، تحوّلت احتجاجات على حكم سوغافاريه إلى أعمال شغب في العاصمة هونيارا، حيث أُحرق جزء كبير من الحي الصيني في المدينة، قبل أن تقود أستراليا مهمة حفظ سلام دولية للمساعدة في استعادة الهدوء.
بايدن لاستضافة قمة لجزر المحيط الهادي في البيت الأبيض
بايدن لاستضافة قمة لجزر المحيط الهادي في البيت الأبيض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة