يقول مسؤولون إسرائيليون إن الضربات الجوية على غزة تستهدف حركة «الجهاد الإسلامي» وليس حركة «المقاومة الإسلامية» (حماس) التي تدير القطاع. ما الفرق بين الجماعتين؟
تقول وكالة «رويترز» في تقرير أمس، إن حركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين هي جماعة مسلحة متحالفة مع «حماس». ولكل من الحركتين خلفية تعود لجماعة الإخوان المسلمين، وتتشاركان في العداء لإسرائيل وفي التزام فكري بإقامة دولة فلسطينية إسلامية.
لكن الجماعتين كيانان منفصلان وبينهما قدر من الاختلافات.
في حين أدلى قادة «حماس» بتصريحات خففت من سعيهم لتدمير إسرائيل، لم تتخذ حركة «الجهاد الإسلامي» الأصغر مثل هذه الخطوة وترفض تقديم أي تنازلات مع إسرائيل.
ووصف رئيس الوزراء يائير لابيد أول من أمس (الجمعة)، حركة «الجهاد الإسلامي»، بينما كان يتحدث عن الضربات الجوية على التلفزيون الإسرائيلي، بأنها «وكيل إيراني يريد تدمير دولة إسرائيل».
في حين أن حركة «الجهاد الإسلامي» لا تمتلك عدداً كبيراً من الصواريخ بعيدة المدى مثل «حماس»، فإنها تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة الصغيرة وقذائف المورتر والصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات وجناحاً مسلحاً نشطاً يُسمى «سرايا القدس» هاجم كثيراً من الأهداف الإسرائيلية على مر السنين.
وأودت الضربات الجوية أول من أمس (الجمعة)، بحياة تيسير الجعبري، القائد البارز الذي قالت إسرائيل إنه قائد المنطقة الشمالية للحركة والمسؤول عن التخطيط لهجمات على مواطنين إسرائيليين وأهداف عسكرية إسرائيلية.
ومن الصعب الحصول على أرقام حديثة حول عدد نشطاء حركة «الجهاد الإسلامي»، إذ تتراوح التقديرات من العام الماضي بين نحو ألف وعدة آلاف، وفقاً لكتاب حقائق العالم لوكالة المخابرات المركزية الأميركية.
ويصنف الغرب حركتي «حماس»، التي خاضت خمسة صراعات مع إسرائيل منذ عام 2009، و«الجهاد الإسلامي»، بأنهما من المنظمات الإرهابية. وتحصل الحركتان على أموال وأسلحة من إيران حيث التقى، بحسب تقارير، الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في يوم الضربات.
على عكس «حماس»، ترفض حركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين المشاركة في الانتخابات، ويبدو أنها ليس لديها أي طموح لتشكيل حكومة في غزة أو الضفة الغربية.
وتحافظ حركة الجهاد الإسلامي على وجود كبير في مدينة جنين بالضفة الغربية، حيث تم اعتقال الشيخ بسام السعدي، القيادي البارز بالحركة الأسبوع الماضي، ما أدى إلى اندلاع الأزمة التي أدت إلى غارات أول من أمس (الجمعة).
ورغم تركيز الحركة على النشاط العسكري، فهي لا تملك مثلاً بنية تحتية أو تتحمل مسؤوليات مثل «حماس» التي تحكم غزة منذ عام 2007 والمسؤولة عن الحكومة والاحتياجات اليومية لأكثر من 2.3 مليون شخص.
وبعد مرور ما يزيد على عام على حرب استمرت 11 يوماً في مايو (أيار) 2021، والتي ألحقت أضراراً جسيمة باقتصاد غزة، يبدو أن تركيز إسرائيل الواضح على أهداف تابعة لـ«الجهاد الإسلامي» يهدف إلى إقناع «حماس» بالابتعاد عن القتال.
وقال زفيكا هايموفيتش، القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي الذي خدم في عمليات سابقة ضد غزة في عامي 2012 و2014، إن هناك خلافات كبيرة مع «الجهاد الإسلامي» يمكن أن تدفع «حماس» للنأي بنفسها عما يجري حالياً.
«الجهاد الإسلامي» في عيون إسرائيلية
«الجهاد الإسلامي» في عيون إسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة