قوى السويداء تحمّل النظام السوري و«حزب الله» مسؤولية «الفوضى»

أنباء عن نقل مسؤولي فرع «الأمن العسكري»

صورة نشرتها «الهيئة الروحية» لاجتماعها مع شيوخ السويداء في {فيسبوك}
صورة نشرتها «الهيئة الروحية» لاجتماعها مع شيوخ السويداء في {فيسبوك}
TT

قوى السويداء تحمّل النظام السوري و«حزب الله» مسؤولية «الفوضى»

صورة نشرتها «الهيئة الروحية» لاجتماعها مع شيوخ السويداء في {فيسبوك}
صورة نشرتها «الهيئة الروحية» لاجتماعها مع شيوخ السويداء في {فيسبوك}

لا تزال محافظة السويداء ذات الأكثرية الدرزية في جنوب سوريا، تعيش على الأحداث السياسية والأمنية التي شهدتها أخيراً، التي كان أبرزها قضاء مجموعات محلية على «قوات الفجر»، بقيادة راجي فلحوط، والتابعة للجهاز الأمني للنظام السوري.
وما استجد في الساعات الأخيرة أن «القوى الوطنية» أصدرت بياناً حمّلت فيه سلطة النظام بمساعدة «حزب الله» مسؤولية «الفوضى» في المنطقة، وتلا ذلك أنباء عن نقل العميد أيمن محمد، مسؤول فرع الأمن العسكري في السويداء وعدد من المسؤولين في الفرع.
فالقوى الوطنية قالت، في بيانها، الخميس، إن «هذه الفوضى الممثلة بالفلتان الأمني والأخلاقي وانتشار الجريمة والسرقات والخطف والقتل بدمٍ باردٍ وانتشار المُخدرات، إنما هي بعلم السلطة وإدارة أجهزتها الأمنية، وبإشراف وتمويل من (حزب الله) الإيراني في محاولة جادة منه لتشييع المنطقة وتأمين طريق المخدرات عبر المنطقة الجنوبية، وإنشاء مصانع للمخدرات وترويجها بين الشباب وطلاب المدارس». وأثنت على «جهود وتضحيات أبناء السويداء الأخيرة التي أسفرت عن القضاء على مجموعة راجي فلحوط، التابعة لشعبة المخابرات العسكرية».
واعتبرت، في بيانها، أن «القضاء على هذه المجموعة اجتثاث لإحدى مقار الجريمة، ووكر من أوكار (حزب الله) في السويداء». كما أدانت «ظاهرة قتل الأسرى ورمي الجثث في الشوارع»، معتبرة إياها «ممارسات غير إنسانية خارجة على القانون، وعلى أبسط الأعراف الاجتماعية، والمُخرّبة للبنى الأساسية للمجتمع والدولة، وأنه عمل شنيع مدان بكل القوانين والأعراف الإنسانية».
وأكدت القوى الوطنية في السويداء، في بيانها، أن «هذه الفوضى المنظمة لا تزول إلا بإزالة النظام الاستبدادي وأعوانه»، وأن «حل المشكلات المحلية وعودة الأمن والأمان في السويداء يرتبط بالحل الوطني الشامل للمسألة السورية بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والقانونية، وذلك حسب القرارات الدولية ذات الصلة التي تؤكد على الانتقال السياسي من الاستبداد إلى الدولة الوطنية الديمقراطية التي تُعيد للإنسان السوري وعيه المُغيَّب وكرامته المسلوبة وثقته بنفسه وبدولته التي يصنعها بإرادته».
وتعتبر القوى الوطنية في السويداء مجموعة من الهيئات والجمعيات المدنية المعارضة للنظام السوري، موجودة في السويداء منذ بدايات الأحداث السورية، وشاركت بالعديد من المظاهرات السلمية التي شهدتها المحافظة في مراحل سابقة. وشهدت السويداء خلال الأسبوع الماضي أحداثاً أمنية أسفرت عن مقتل 23 شخصاَ، وإصابة 35 آخرين، وأسر 20 عنصراً من مجموعة قوات الفجر، وتصفية 7 من المجموعة متهمين بعمليات قتل وخطف، بعد اشتباكات ومواجهات مع فصائل محلية مسلحة في المحافظة.
وقال ريان معروف، مسؤول تحرير «شبكة السويداء 24»، إن «تغييرات أمنية شهدتها المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية تمثلت بنقل العميد أيمن محمد مسؤول فرع الأمن العسكري بالسويداء وعدد من المسؤولين في الفرع، وذلك بعد أن شهدت المحافظة، توترات أمنية، بعد أسبوع دامٍ، شهد مواجهات مسلحة بين مجموعات محلية مسلحة، وقوات الفجر التي يقودها راجي فلحوط، المحسوب على جهاز الأمن العسكري (شعبة المخابرات العسكرية)».
وفي سياق آخر، أكد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، خلال لقائه مشايخ محافظة السويداء قبل يومين، على «اللُّحمة الوطنية، وموقف أبناء المحافظة الثابت ووحدة الصف خلال زيارتهم لمقام الرئاسة الروحية للطائفة في قرية قنوات».
وخلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء بهجوم فصائل محلية مسلحة على مقار ونقاط تابعة لمجموعة «قوات الفجر»، أصدرت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين المسلمين الدروز في سوريا ممثلة بالشيخ حكمت الهجري بياناً، قالت فيه: «ما حدث كان البداية، ونحن نؤكد على ضرورة المتابعة والاستمرار». وطالب البيان بـ«محاسبة المسؤولين الذين منحوا العصابات شرعية الاعتقال والقتل والتعذيب والملاحقة»، كما تطرق البيان إلى إمكانية السويداء حماية الحق مع استمرار غياب دور ما وصفته الجهات المختصّة ونأيها بنفسها عن الأحداث الجارية في السويداء، قائلا: «إن لم تقم الدولة بأجهزتها الأصولية بالتصرف والمحاسبة والحماية، فلسنا عاجزين عن حمل لواء الحق تحت ظلال العدالة والشريعة والأصالة والعادات، وسط استغرابنا الذي اعتدناه من نأي الجهات المختصة».
وكانت الرئاسة الروحيّة في السويداء قد دعت، يوم الثلاثاء الماضي أوّل الأيام التي انطلقت فيها الأعمال ضد مجموعة راجي فلحوط، إلى النفير العام لأبناء السويداء؛ لمحاربة مجموعة قوات الفجر المرتبطة بالأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، بحسب «شبكة السويداء 24».

- درعا
وشهدت محافظة درعا المحاذية للسويداء جنوب سوريا 3 عمليات اغتيال، الخميس الماضي، راح ضحيتها أمين شعبة حزب «البعث العربي الاشتراكي» بمدينة الحراك المواطن سلامة القداح، في مدينة الحراك في الريف الشرقي من محافظة درعا؛ حيث تم استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين، ما أدى إلى مقتله على الفور.
كما عثر الأهالي على جثة الشاب معاذ العمارين على الطريق الواصل بين مدينة طفس والأشعري في الريف الغربي من محافظة درعا، وتظهر عليها آثار إطلاق نار، وهو عنصر سابق في إحدى الفصائل المعارضة التي كانت بالمنطقة، ويتحدر من مدينة نوى بريف درعا الغربي.
ونجا شاب من بلدة الغارية الشرقية بريف درعا الشرقي من محاولة اغتيال بإطلاق نار مباشر عليه من قِبل مسلحين مجهولين في ساحة البلدة، ما أسفر عن إصابته بجروح بالغة بالقدمين نقل على أثرها إلى المشفى.


مقالات ذات صلة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

المشرق العربي «قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

أعلنت سوريا، أمس، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين ليلة الاثنين، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط مدينة حلب بشمال سوريا. ولم تعلن إسرائيل، كعادتها، مسؤوليتها عن الهجوم الجديد الذي تسبب في إخراج مطار حلب الدولي من الخدمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأكيد ما أعلنته تركيا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني القرشي في عملية نفذتها مخابراتها في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات بلاده حيدت (قتلت) 17 ألف إرهابي في السنوات الست الأخيرة خلال العمليات التي نفذتها، انطلاقاً من مبدأ «الدفاع عن النفس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم أمس (الأحد)، مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية. وقال إردوغان خلال مقابلة متلفزة: «تم تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها أمس (السبت) جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا». وكان تنظيم «داعش» قد أعلن في 30 نوفمبر (تشرين الأول) مقتل زعيمه السابق أبو حسن الهاشمي القرشي، وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له. وبحسب وكالة الصحافة الفرنيسة (إ.ف.ب)، أغلقت عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من تركيا، السبت، منطقة في جينديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الرئيس قيس سعيد عيّن، اليوم الخميس، السفير محمد المهذبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية التونسية لدى سوريا، في أحدث تحرك عربي لإنهاء العزلة الإقليمية لسوريا. وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل نحو عشر سنوات، احتجاجاً على حملة الأسد القمعية على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية لاقى فيها مئات آلاف المدنيين حتفهم ونزح الملايين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

أثار تمسك سوريا بانسحاب تركيا من أراضيها ارتباكاً حول نتائج اجتماعٍ رباعي استضافته العاصمة الروسية، أمس، وناقش مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.


دمشق: «آستانة» ساهمتْ في الحفاظ على وحدة أراضينا... ونتطلع للمزيد

أعضاء من بعثة الأمم المتحدة إلى إدلب السورية تنفيذاً لخطة «التعافي المبكر» التي انطلقت عشية مؤتمر «كوب 29» للتغير المناخي (أ.ف.ب)
أعضاء من بعثة الأمم المتحدة إلى إدلب السورية تنفيذاً لخطة «التعافي المبكر» التي انطلقت عشية مؤتمر «كوب 29» للتغير المناخي (أ.ف.ب)
TT

دمشق: «آستانة» ساهمتْ في الحفاظ على وحدة أراضينا... ونتطلع للمزيد

أعضاء من بعثة الأمم المتحدة إلى إدلب السورية تنفيذاً لخطة «التعافي المبكر» التي انطلقت عشية مؤتمر «كوب 29» للتغير المناخي (أ.ف.ب)
أعضاء من بعثة الأمم المتحدة إلى إدلب السورية تنفيذاً لخطة «التعافي المبكر» التي انطلقت عشية مؤتمر «كوب 29» للتغير المناخي (أ.ف.ب)

قالت دمشق إن نتائج «مسار آستانة» أسهمت في «الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها»، معربةً عن تطلعها إلى المزيد من النتائج في «مجال مكافحة الإرهاب والقضاء عليه»، وفي تحرير أرضها من «الاحتلال الأميركي والتركي»، وفق تعبير رئيس وفد سوريا إلى الاجتماع الدولي الـ22، معاون وزير الخارجية السوري أيمن رعد، في مؤتمر صُحافي عقد الثلاثاء في ختام الاجتماع في العاصمة الكازاخية.

وكان لافتاً تجنب رعد التطرق لمسار التقارب بين دمشق وأنقرة، علماً بأن البيان المشترك الصادر عن روسيا وإيران وتركيا أكد على «استمرار الجهود لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق».

وقال رعد إن «منطقتنا تمر بوضع بالغ الخطورة بسبب عدوان الكيان الصهيوني على الشعبين الفلسطيني واللبناني، وما يرتكبه من جرائم همجية وإبادة جماعية، إضافة إلى اعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية واستهدافه المدنيين العزل، وما تشكله هذه الاعتداءات من إرهاب للمواطنين السوريين، وقصفه المناطق السكنية وتدمير المنشآت المدنية، وغيرها من الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

ولفت رعد إلى أنه تم التشديد خلال الاجتماعات على «الآثار الكارثية» الناجمة عن العقوبات الاقتصادية الدولية على الشعب السوري، مطالباً «بالرفع الفوري وغير المشروط لها»، لأنها تفاقم المعاناة وتعوق العمل الإنساني، وتعرقل الجهود المبذولة لإعادة اللاجئين، كما تم التأكيد على الحاجة إلى تعزيز وتوسيع مشاريع التعافي المبكر، لما لها من أثر مهم على إعادة الاستقرار ومساعدة الشعب السوري على تجاوز المعاناة التي يعيشها.

التعافي المبكر

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان وفد إلى سوريا أكثر من نصف مليون شخص بين 23 سبتمبر (أيلول) الماضي ولغاية بداية الشهر الحالي، منهم 361 ألف لاجئ سوري عائد ونحو 177 ألفاً و864 لبنانياً، معظمهم من النساء والأطفال، إذ فتحت سوريا حدودها وقدمت التسهيلات لاستقبالهم بالتنسيق والتعاون مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري ومنظمات وجهات أهلية، وذلك في الوقت الذي تعاني فيه كلا البلدين من أوضاع اقتصادية صعبة.

كانت الأمم المتحدة أطلقت مطلع الشهر الحالي «استراتيجية التعافي المبكر» في سوريا لمدة 5 سنوات، وحضت الدول المانحة على تمويل صندوق مخصص لدعم هذه الاستراتيجية، محذرةً من تأثير حالة عدم الاستقرار في سوريا على العالم، وانتعاش تنظيم «داعش» من جديد، وعرقلة عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.