جعجع يتعهّد منع وصول شخص قريب من «حزب الله» للرئاسة اللبنانية

قال إنه مرشح طبيعي ولم يستبعد مقاطعة جلسات الانتخاب

سمير جعجع (موقع «القوات اللبنانية»)
سمير جعجع (موقع «القوات اللبنانية»)
TT

جعجع يتعهّد منع وصول شخص قريب من «حزب الله» للرئاسة اللبنانية

سمير جعجع (موقع «القوات اللبنانية»)
سمير جعجع (موقع «القوات اللبنانية»)

رفض رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وصول مرشح لقوى «8 آذار» (القريبة من «حزب الله») إلى رئاسة الجمهورية، من غير أن يستبعد مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس في البرلمان منعاً لايصال مرشح محور «الممانعة»، بالقول إن «الضرورات تبيح المحظورات». وإذ دعا جعجع المعارضين للتنسيق «لعدم خيانة ناخبيهم»، قال إنه «مرشح طبيعي للرئاسة، لكن ذلك يتوقف على وحدة المعارضة»، موضحاً: «إذا رأوا أن هذا الأمر مناسبٌ فليكن ولكن نحن غير متمسّكين إلا بالتوافق».
وتطرق جعجع، في مؤتمر صحفي عقده في مقره في معراب، إلى انتخابات رئاسة الجمهورية التي يفترض أن تبدأ مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل ضمن مهلة الـ60 يوماً الدستورية لانتخاب الرئيس قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وقال: «انتخابات رئاسة الجمهوريّة ليست حدثاً معزولاً إنّما لها علاقة بأوضاع البلد، ونحن نعيش أزمة كبيرة وبالتالي من المهم أن نضع يدنا على مكمن الخلل»، لافتاً إلى «وجوب انتخاب رئيس قادر على معالجة الأزمة وليس تجنّبها، فأيّ شخص نريده رئيساً للجمهورية فعليه أن يكون قادراً على علاج هذه المشكلة وليس أي مشكلة أخرى، وأهمية استحقاق الانتخابات الرئاسية هي أن تكون بداية عملية إنقاذ أو سيبقى الوضع كما هو».
وقال جعجع: «هناك عاملان أساسيان أوصلا لبنان إلى هنا، مصادرة القرار الخارجي للدولة اللبنانية وسوء الإدارة المحلية، وخلف العاملين فريق واحد هو حزب الله». وقال إن «حزب الله»، جراء «وضعيته اللاشرعيّة واللاقانونيّة يخالف كلّ القوانين والدستور وكان بحاجة إلى أغطية داخلية لتغطية وضعيته ولذلك تحالف مع أفسد الفاسدين في البلد وليس إيمانه بجبران باسيل الذي جعل الحزب يتحالف معه».
ودعا جعجع لانتخاب رئيس للجمهورية «قادر على أن يعالج الأزمة وليس تجنبها»، موضحاً أن «أي شخص نريده رئيساً للجمهورية عليه أن يكون قادراً على علاج هذه المشكلة وليس أي مشكلة أخرى»، مشيراً إلى أن «أهمية استحقاق الانتخابات الرئاسية هي أن يكون بداية عملية إنقاذ أو سيبقى الوضع كما هو».
وقال جعجع: «هناك 4 احتمالات في الانتخابات الرئاسية»، يتمثل الأول في «أن تتفق المعارضة بكل أطيافها على مرشح واحد لديه حد مقبول من البعد السيادي وحد أقصى من الوضعية الإصلاحية»، مشيراً إلى «أننا نعمل على هذا الاحتمال الآن».
أما الثاني فيتمثل في «أن يصل رئيس من فريق محور الممانعة»، قائلاً: «هنا يكون على الدنيا السلام»، محذراً من أن وصول مرشح من هذه القوى إلى الرئاسة، «يعني الدخول في عزلة عربية ودولية»، فضلاً عن أن «محور الممانعة» لم يكن في يوم من الأيام محور إنماء وإعمار وتنمية، بل أدبياته السياسية هي «ضرب وقتل»، ويبدأ مشروعه السياسي بتصدير الثورة من إيران إلى الضاحية الجنوبية في بيروت. وأضاف: «الساكت عن الشر شيطان أخرس ونحن سنعارض وصول أي رئيس من فريق محور الممانعة بكل ما أوتينا من قوة ومن قوات، لأنه سيمثل خراباً هائلاً للبنان، ونكون عندها قد خنّا ناخبينا».
أما الاحتمال الثالث «فيتمثل في وصول رئيس توافقي لـ(فك المشكلة)»، واستطرد: «لكن نحن اليوم لا نبحث عن فريق (يفك مشكل) بل رئيس يعالج المشكلة»، متسائلاً: «كيف لنا أن نصل إلى هذه الشخصية مع محور الممانعة؟ ما هي نتيجة التوافق بين رئيس سيادي وغير سيادي؟ هل هناك رئيس نص مصلحة؟».
وسأل جعجع: «هل يستطيع الرئيس التوافقي وقف التهريب ولـ(حزب الله) أكثر من نصف التهريب؟» ورأى أن «أي رئيس سيأخذ بعين الاعتبار أي مصلحة لـ(حزب الله) لا يمكنه أن يفيد لبنان، وهنا يجب التمييز بين مصلحة الحزب ومصلحة الشيعة ونحن أول من نريد مصلحة الشيعة لأنها كمصلحتنا».
أما الاحتمال الرابع فيتمثل في «وصول رئيس بالحد الأدنى سيادي وبالحد الأدنى إصلاحي»، مؤكداً أن «المجموعات المعارضة هي الوحيدة القادرة على إيصال رئيس كهذا».
وتوجّه جعجع إلى المعارضين والمستقلّين، بالقول: «الكرة في ملعبنا اليوم، والناس انتخبتنا لتغيير الواقع، وأمامنا مفترق أساسي هو استحقاق الرئاسة ويجب أن نصل إلى لجنة تنسيق تبحث في الرئيس الذي لديه المواصفات المطلوبة ومن لا يفعل ذلك يكون قد خان من أوصله إلى مجلس النواب».
وخص جعجع بالذكر أحزاب المعارضة، «الحزب التقدمي الاشتراكي» وحزب «الكتائب اللبنانية» وحزب «الوطنيين الأحرار» و«تكتل التغيير» وباقي الكتل النيابية والنواب المستقلين، حيث توجه إلى «كل نواب المعارضة الـ67»، طالباً منهم «الجلوس على طاولة البحث للتفاهم فيما بيننا للخروج بلجنة تنسيق مطلوبة للتوصل الى اسم واحد لرئاسة الجمهورية». وقال: «سنعمل جاهدين للوصول إلى هذا المطلب لإنقاذ لبنان».
وقال جعجع: «أنا مرشّح طبيعي لرئاسة الجمهورية ولكن هذا الأمر يتوقف على وحدة المعارضة، والمطلوب اليوم إيصال شخصية واحدة نتوافق عليها للوصول إلى رئاسة الجمهورية». وأوضح أن «الضرورات تبيح المحظورات والتعطيل لمنع رئيس من فريق 8 آذار ليس كالتعطيل لفرض مرشح من هذا الفريق». ورداً على سؤال، لفت إلى أنّ «قائد الجيش العماد جوزيف عون يرفض أي بحث في موضوع رئاسة الجمهورية».
ولطالما انتقد جعجع تعطيل فريق 8 آذار لجلسات انتخاب الرئيس في عام 2016، ما أدى إلى وصول الرئيس ميشال عون إلى الرئاسة. وعما إذا كان تراجع عن انتقاده السابق، في حال لم يتم الاتفاق بين المعارضة على انتخاب رئيس، بغرض منع وصول رئيس من 8 آذار يؤدي إلى الانهيار، قال جعجع: «كل ظرف له حكمه، عندما يكون التعطيل لإيصال رئيس من قوى 8 آذار شيء، والتعطيل لمنع وصول رئيس من فريق 8 آذار شيء آخر»، مضيفاً أن «الضرورات تبيح المحظورات».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع

أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
TT

«جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع

أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»
أرشيفية لمُسيّرات تابعة لـ«المقاومة الإسلامية في العراق»

ينشغل الفضاء السياسي والشعبي العراقي بصورة جدية هذه الأيام باحتمالات توسيع إسرائيل دائرة حربها، لتشمل أهدافاً كثيرة في عموم البلاد؛ رداً على الهجمات التي تشنها فصائل مسلحة، في حين أشار مصدر مقرب من «التحالف الحاكم» إلى أن جرس الإنذار السياسي يرن في مكاتب الأحزاب الرئيسة هذه الأيام.

وغالباً ما يرتبط الانشغال بمخاوف جدية من استهداف مواقع رسمية ربما تمتد لتشمل مقار حكومية وحقول نفط ومواقع استراتيجية، ولا تقتصر على مقار ومعسكرات الفصائل المتهمة بمهاجمة إسرائيل، حسب مصادر مقربة من قوى «الإطار التنسيقي». وتنقل مصادر صحافية «تقديرات حكومية» عن إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي».

توسيع دائرة الحرب

يبدو أن المخاوف العراقية السائدة، خصوصاً داخل الأوساط السياسية، إلى جانب الشكوى الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، أمام مجلس الأمن الدولي ضد 7 فصائل مسلحة، وتحميل بغداد الهجمات التي تشنها الفصائل ضدها؛ دفعت الحكومة العراقية وعبر وزارة خارجيتها إلى توجيه رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي؛ رداً على التهديدات الإسرائيلية ضد العراق.

وقالت وزارة الخارجية، السبت، إن «العراق يُعد ركيزة للاستقرار في محيطيه الإقليمي والدولي، ومن بين الدول الأكثر التزاماً بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة».

وأضافت أن «رسالة الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن تمثّل جزءاً من سياسة ممنهجة؛ لخلق مزاعم وذرائع بهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة».

وشددت الوزارة على أن «لجوء العراق إلى مجلس الأمن يأتي انطلاقاً من حرصه على أداء المجلس لدوره في حفظ السلم والأمن الدوليين، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الصهيوني في قطاع غزة ولبنان، وإلزام الكيان الصهيوني بوقف العنف المستمر في المنطقة والكف عن إطلاق التهديدات».

وتابعت أن «العراق كان حريصاً على ضبط النفس فيما يتعلق باستخدام أجوائه لاستهداف إحدى دول الجوار». وشدد على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية التي تشكّل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي».

وأكدت «الخارجية» العراقية «الدعوة إلى تضافر الجهود الدولية لإيقاف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، وضمان احترام القوانين والمواثيق الدولية، بما يُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار».

وقد طلب العراق تعميم الرسالة على الدول الأعضاء وإيداعها بوصفها وثيقة رسمية لدى المنظمات المعنية، حسب بيان «الخارجية».

السوداني خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطني (رئاسة الوزراء العراقية)

أجواء ما قبل الضربة

يقول مصدر مقرّب من «الإطار التنسيقي»، إن «الأحزاب الشيعية الرئيسة تنظر بجدية بالغة إلى حجم التهديدات الإسرائيلية، وتحثّ حكومة السوداني على اتخاذ جميع الوسائل والإجراءات الكفيلة بتجنيب البلاد ضربة إسرائيلية محتملة».

ويؤكد المصدر «قيام جميع قادة الفصائل والقادة الشيعة البارزين باختيار مواقع بديلة، وتتحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد استبدال أماكن أخرى بمعظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وحول ما يتردد عن طيران إسرائيلي يجوب الأجواء العراقية، ذكر أن «لا شيء مؤكداً حتى الآن، لكنه غير مستبعد، خصوصاً أن الأجواء العراقية تسيطر عليها القوات الأميركية، وليست لدى العراق قدرة على إيقاف تلك الخروقات، ويفترض أن تقوم الجهات الأمنية بتبيان ذلك».

وتقدّم العراق رسمياً، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بمذكرة احتجاج رسمية إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن الدولي، تضمّنت إدانة «الانتهاك الصارخ» الذي ارتكبته إسرائيل بخرق طائراتها أجواءَ العراق وسيادته، واستخدام مجاله الجوي لضرب إيران.

دبلوماسية وقائية

يقول المحلل والدبلوماسي السابق غازي فيصل، إن الرسائل التي وجّهتها الحكومة العراقية إلى مجلس الأمن وبقية المنظمات الدولية والإسلامية، بمثابة «دبلوماسية وقائية»، تريد من خلالها تجنيب البلاد ضربة إسرائيلية محتملة.

ويعتقد فيصل أن الهجوم الإسرائيلي إذا وقع فإنه «سيستهدف فصائل مسلحة سبق أن وجّهت أكثر من 200 طائرة وصاروخ، ومستمرة في تهديداتها».

ويؤكد أن «فصائل مسلحة عراقية موالية لطهران تحشد في منطقة قضاء سنجار التي تمثّل موقعاً استراتيجياً على الطريق بين إيران والأراضي السورية للدعم اللوجيستي وتسليح القواعد في سوريا والعراق، وشن هجمات نحو القوات الأميركية و(التحالف الدولي)، والجولان، وهي واحدة من القواعد الاستراتيجية المهمة لـ(الحرس الثوري) الإيراني في العراق».

ويضيف فيصل أن «الفصائل المسلحة تصر على الاستمرار في الحرب، وترفض موقف الحكومة الذي يدعو إلى التهدئة والحياد ورفض الاعتداءات الإسرائيلية، وضمان حق الشعب الفلسطيني ورفض الاعتداء على لبنان».

كما أن رسائل الحكومة تأتي في سياق أنها «ليست مسؤولة بشكل مباشر عن استراتيجية الفصائل التي هي استراتيجية ولاية الفقيه الإيرانية. الرسالة جزء من الدبلوماسية الوقائية لتجنيب العراق الحرب ونتائجها الكارثية».

وسبق أن كرّر العراق مراراً عدم سماحه باستخدام أراضيه لمهاجمة دول الجوار أو أي دولة أخرى؛ لكن بعض الآراء تميل إلى أنه قد يسمح لإيران بذلك في حال شنّت إسرائيل هجوماً عليه.

عناصر من «حركة النجباء» العراقية خلال تجمع في بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)

300 هجوم إسرائيلي

من جانبه، تحدّث عمر الشاهر -وهو صحافي عراقي مطلع على نقاشات النخبة السياسية حول التصعيد في المنطقة- أن «الحكومة لديها تقديرات مقلقة بشأن الأمن القومي العراقي، تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد إلى قرابة 300 هجوم من طرف الكيان اللقيط المغتصب، في بحر 3 أيام».

وقال الشاهر، في تدوينة له عبر «فيسبوك»: «ليست هناك معلومات محددة عن طبيعة الأهداف ونوعيتها، ولكن فكرة تعرّض العراق إلى 100 هجوم يومياً على مدار 3 أيام جديرة بإثارة الهلع!».

وأضاف أن «جزءاً كبيراً من المعلومات التي استندت إليها حكومتنا في بناء تقديراتها، جاء من حلفاء دوليين كبار، تتقدمهم الولايات المتحدة، وأجزاء أخرى متفرقة جاءت من حلفاء ثانويين، ومن أطراف عراقية متداخلة في التطورات الإقليمية الراهنة».