تدهور مناخ المستهلكين في ألمانيا على نحو غير مسبوق

مبيعات التجزئة تتراجع خلال يونيو

قطاع التجزئة يعاني في ألمانيا (رويترز)
قطاع التجزئة يعاني في ألمانيا (رويترز)
TT

تدهور مناخ المستهلكين في ألمانيا على نحو غير مسبوق

قطاع التجزئة يعاني في ألمانيا (رويترز)
قطاع التجزئة يعاني في ألمانيا (رويترز)

كشف مسح أجراه مؤخراً الاتحاد الألماني للتجارة أن المستهلكين حالياً أكثر تردداً في التسوق والشراء على نحو غير مسبوق منذ سنوات.
وعزا الاتحاد أمس الاثنين، ذلك إلى الغموض الذي يحيط بالتطور المستقبلي لأسعار الطاقة. وأوضح الاتحاد أنه من المتوقع أيضاً ضعف ثقة المستهلك في الأشهر الثلاثة المقبلة. وجاء في بيان للاتحاد: «بالإضافة إلى ذلك، فإن توقعات الدخل للفرد تتدهور مقارنة بالشهر السابق، وبالتالي هناك مجال أقل لأنشطة الاستهلاك أو توسيع المدخرات».
ويقيس الاتحاد معنويات المستهلك بناءً على المسح في شكل مؤشر. وانخفض هذا المؤشر إلى أقل من 87 نقطة مطلع أغسطس (آب) الجاري، ليسجل أدنى مستوى له على الإطلاق، بحسب بيانات الاتحاد.
وتراجعت المبيعات في قطاع تجارة التجزئة بألمانيا على نحو ملحوظ خلال يونيو (حزيران) الماضي بسبب التضخم المرتفع.
فقد أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في مدينة فيسبادن اليوم الاثنين أن المبيعات تراجعت عقب استثناء المتغيرات الموسمية ومتغيرات الأسعار بنسبة 8.‏8 في المائة على أساس سنوي، وهو أقوى تراجع منذ بدء الإحصاء عام 1994.
وبتضمين ارتفاع الأسعار، تراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 8.‏0 في المائة فقط. وأوضح المكتب أن الفجوة بين النتائج الاسمية والحقيقية تعكس ارتفاع الأسعار في تجارة التجزئة، ما أثر بشكل ملحوظ على مناخ المستهلك. ووفقاً لشركة «جي إف كيه» لأبحاث الاستهلاك، فإن التضخم المرتفع يحد من إنفاق المستهلكين.
كما تراجعت المبيعات مقارنة بالشهر السابق مايو (أيار)، وانخفضت الإيرادات الحقيقية (المعدلة حسب السعر) بنسبة 6.‏1 في المائة.
وسجل قطاع بيع المواد الغذائية بالتجزئة في يونيو الماضي انخفاضاً على أساس شهري بعد استثناء متغيرات الأسعار بنسبة 6.‏1 في المائة، وبنسبة 2.‏7 في المائة على أساس سنوي.
ولم تتمكن تجارة المنسوجات والملابس والأحذية والسلع الجلدية من مواصلة الاتجاه الإيجابي الذي سجلته هذا العام، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 4.‏5 في المائة مقارنة بالشهر السابق وبنسبة 1.‏10 في المائة على أساس سنوي.
كما تراجعت مبيعات التجارة عبر الإنترنت - التي ازدهرت خلال جائحة كورونا - بشكل واضح، حيث سجلت تراجعاً بنسبة 1.‏15 في المائة على أساس سنوي، وهو أكبر انخفاض يتم تسجيله منذ 1994.
ولا يزال نقص المواد يسيطر على الصناعة الألمانية بقوة. فقد أعلن معهد «إيفو» الألماني للبحوث الاقتصادية أمس، في ميونيخ أن 3.‏73 في المائة من الشركات الصناعية أبلغت عن اختناقات في المواد خلال الاستطلاع الذي أجراه في يوليو (تموز) الماضي.
ورغم أن هذا يشكل تراجعاً ضئيلاً عما كان عليه الحال في يونيو الماضي وفي فبراير (شباط) الذي سجل أعلى مستوى للأزمة، فإنه لا يعني تحسناً في الأوضاع.
وقال مدير الاستطلاعات في المعهد، كلاوس فولرابه: «لا توجد مؤشرات على انتعاش كبير في شراء المواد المهمة للأشهر القليلة المقبلة».
وبحسب الاستطلاع، لا يزال الوضع حرجاً لا سيما في القطاعات الأساسية للصناعة الألمانية. ففي الصناعات الكهربائية وقطاع تصنيع الآلات وقطاع السيارات ذكرت نحو 90 في المائة من الشركات أنها لم تحصل على جميع المواد والمنتجات الأولية المطلوبة للإنتاج.
وقال فولرابه: «بالإضافة إلى النقص الأساسي في المكونات الإلكترونية، فإن المشكلات في الخدمات اللوجيستية العالمية، وخصوصاً في مجال الشحن، تؤجج مشكلات الشراء».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«وول ستريت» تتراجع مع انخفاض أسهم التكنولوجيا وسط بيانات اقتصادية متفائلة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتراجع مع انخفاض أسهم التكنولوجيا وسط بيانات اقتصادية متفائلة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

تراجعت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة، الثلاثاء، متأثرة بانخفاض أسهم التكنولوجيا، وذلك بعد صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المتفائلة التي أثارت حالة من عدم اليقين بين المستثمرين بشأن وتيرة تخفيف السياسة النقدية التي قد يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

وأظهر تقرير وزارة العمل أن فرص العمل في الولايات المتحدة بلغت 8.1 مليون في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بتوقعات الخبراء الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم والتي كانت تشير إلى 7.7 مليون.

من جهة أخرى، أظهر مسح لمعهد إدارة التوريدات أن نشاط الخدمات في ديسمبر (كانون الأول) سجل 54.1، متفوقاً على التوقعات التي كانت تشير إلى 53.3، ومرتفعاً عن رقم الشهر السابق.

وأدت هذه البيانات التي أظهرت استمرار مرونة الاقتصاد إلى زيادة التوقعات بشأن موعد بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة هذا العام، حيث يتوقع المتداولون أن يتم ذلك في يونيو (حزيران)، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي 69.82 نقطة أو 0.17 في المائة ليصل إلى 42636.74 نقطة، في حين خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» حوالي 24.88 نقطة أو 0.42 في المائة ليصل إلى 5950.50 نقطة، كما انخفض مؤشر «ناسداك» المركب 154.71 نقطة أو 0.80 في المائة ليصل إلى 19710.27 نقطة.

وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.677 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ مايو (أيار) 2024، مما ضغط على الأسهم. كما تراجع القطاعان المالي والعقاري، الحساسان لأسعار الفائدة، بينما انخفضت أسهم التكنولوجيا بنسبة 0.8 في المائة، حيث تراجعت أسهم شركة «إنفيديا» الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بنسبة 2.6 في المائة.

وتركز السوق هذا الأسبوع على بيانات الرواتب غير الزراعية، إلى جانب محاضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، المتوقع إصدارها في وقت لاحق من الأسبوع. وقال روبرت بافليك، مدير المحفظة الأول في «داكوتا ويلث»، إنه يتوقع أن يظل بنك الاحتياطي الفيدرالي متمسكاً بسياساته الراهنة، ويبدأ في خفض أسعار الفائدة عندما تبدأ قوائم الرواتب في التباطؤ قليلاً، وهو ما سيسهم في تخفيف بعض ضغوط التضخم.

وقال المحللون إن تعهدات حملة ترمب، مثل التخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية والتنظيم المتساهل، إذا تم تنفيذها، يمكن أن تنشط الاقتصاد، لكنها قد تزيد من التضخم وتبطئ من وتيرة خفض أسعار الفائدة. كما أن سياسات التعريفات الجمركية، إذا تم تنفيذها، قد تشعل حرباً تجارية مع أبرز شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

من جهة أخرى، تصدرت أسهم قطاع الرعاية الصحية المكاسب بين قطاعات «ستاندرد آند بورز 500»، بارتفاع بنسبة 1 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسهم شركات تصنيع اللقاحات، مثل «موديرنا»، و«نوفافاكس»، و«فايزر»، في ظل المخاوف الزائدة من إنفلونزا الطيور.

وانخفضت أسهم «تسلا» بنسبة 2.9 في المائة بعد أن خفض «بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش» تصنيف السهم إلى «محايد» من «شراء»، مما أثر على قطاع السلع الاستهلاكية التقديرية.

وارتفعت أسهم البنوك الكبرى، مثل «سيتي غروب»، بنسبة 0.3 في المائة بفضل التغطية الإيجابية من شركة «ترويست» للأوراق المالية، في حين ارتفع سهم «بنك أوف أميركا» بنسبة 0.6 في المائة بعد مراجعات إيجابية من ثلاث شركات وساطة على الأقل.