لا تزال تداعيات التصريحات التي أدلى بها إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لتنظيم «الإخوان» وقائد ما يعرف بـ«جبهة لندن» بشأن «عدم الرغبة في الصراع على السلطة»، تتواصل، إذ أصدر غريمه وقائد ما يسمى بـ«جبهة إسطنبول»، محمود حسين، بياناً تتبرأ فيه جبهته من تصريحات منير التي اعتبرها «فردية».
وقبل أيام قال منير إن تنظيم «الإخوان» والذي تصنفه السلطات المصرية إرهابياً: «لن نخوض صراعاً جديداً على السلطة بمصر»، غير أن بياناً صدر عن جبهة حسين، رفض تلك التصريحات وقال إن صاحبها «تم إعفاؤه من منصبه ولم يعد ممثلاً للجماعة (التنظيم)».
وقال منير في مقابلة مع «رويترز» (الجمعة)، إن «(الإخوان) يرفض (العنف) تماماً ويعده خارج فكر (الإخوان)»، مؤكداً وجود «انقسامات داخلية في (الإخوان)».
وأشار منير إلى أن «التنظيم مر بأوقات عصيبة من قبل؛ لكن هذه المرة (أي منذ عزله عن السلطة في مصر عام 2013) أقسى من كل المرات الماضية».
لكن جبهة إسطنبول بقيادة حسين، رأت في بيانها أن منير «تحدث بصفة غير صحيحة، وأن مجلس الشورى العام قد أعفاه من مهمته كنائب للمرشد العام وكقائم بعمله، وكلف لجنة تقوم بعمل المرشد العام»، مشيرة إلى أن «مجلس الشورى العام للجماعة أعلن في يونيو (حزيران) الماضي أن إبراهيم منير قد أعفى نفسه من الجماعة ولم يعد يعبر عنها أو يمثلها».
ويواجه تنظيم «الإخوان» صراعاً لافتاً بين «جبهة إسطنبول» بقيادة حسين الأمين العام السابق للتنظيم، و«جبهة لندن» بقيادة منير، وتبادل الجانبان الاتهامات في مناسبات عدة، وسعى كل فريق منهما لعزل الآخر.
وقالت جبهة إسطنبول إن «محمد بديع ما زال هو المرشد العام، وسيظل الإخوان ملتزمين ببيعتهم له»، موضحة أنه «ليس مطروحاً على جدول أعمال (مجلس الشورى للتنظيم) مسألة المنافسة على السلطة في ظل الظروف التي تعيشها الجماعة وتعيشها مصر الآن».
ويقبع معظم قيادات «الإخوان» داخل السجون المصرية في اتهامات بالتورط في «أعمال عنف وقتل» اندلعت عقب عزل الرئيس الراحل محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو (تموز) عام 2013 عقب احتجاجات شعبية، وصدر بحق مرشد التنظيم وقيادات (الإخوان) أحكاماً بـ(الإعدام) والسجن (المؤبد) و(المشدد)».
كما استبعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تنظيم (الإخوان) من «الحوار الوطني» الذي دعا إليه وقال إن «الحوار للجميع باستثناء فصيل واحد فقط»، وأيد مجلس أمناء «الحوار» الاستثناء وقال إنه متوافق على «استبعاد من تلوثت أيديهم بدماء المصريين».
وفقد تنظيم «الإخوان» خلال الشهور الماضية، موئلاً إعلامياً مهماً بعدما اتخذت تركيا خلال الأشهر الماضية، خطوات وصفتها القاهرة بـ«الإيجابية»، وتعلقت بوقف أنشطة «الإخوان» الإعلامية والسياسية «التحريضية» في أراضيها، ومنعت إعلاميين تابعين للتنظيم من انتقاد مصر. وفي نهاية أبريل (نيسان) الماضي أعلنت فضائية «مكملين»، وهي واحدة من ثلاث قنوات تابعة لـ«الإخوان» تبث من إسطنبول، وقف بثها نهائياً من تركيا.
«الصراع على السلطة» يُجدد تعميق «انشقاقات الإخوان»
«جبهة إسطنبول» تتبرأ من تصريحات منير وتعتبرها «فردية»
«الصراع على السلطة» يُجدد تعميق «انشقاقات الإخوان»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة