ليبيا: اجتماعات لميليشيات الدبيبة وباشاغا تؤجل حسم «صراع الشرعية»

رئيس مجلس النواب يستعد لزيارة تركيا

صورة وزعتها حكومة الوحدة لاجتماع رئيسها الدبيبة مع المجلس الرئاسي في طرابلس
صورة وزعتها حكومة الوحدة لاجتماع رئيسها الدبيبة مع المجلس الرئاسي في طرابلس
TT

ليبيا: اجتماعات لميليشيات الدبيبة وباشاغا تؤجل حسم «صراع الشرعية»

صورة وزعتها حكومة الوحدة لاجتماع رئيسها الدبيبة مع المجلس الرئاسي في طرابلس
صورة وزعتها حكومة الوحدة لاجتماع رئيسها الدبيبة مع المجلس الرئاسي في طرابلس

بينما يستعد عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، للقيام بزيارة هي الأولى من نوعها إلى تركيا في إطار التحسن الذي طرأ مؤخرا على العلاقات بين الطرفين، واصلت الميليشيات المسلحة الموالية للحكومتين المتنازعتين على السلطة في العاصمة طرابلس، التلاسن الإعلامي بعد تأجيل اجتماع حاسم إلى أجل غير مسمى.
وقال أسامة الجويلي آمر المنطقة الغربية المحسوب على فتحي باشاغا رئيس حكومة الاستقرار، والمدعومة من مجلس النواب، إن الاجتماع الثاني لقادة التشكيلات المسلحة للطرفين أُرجئ، بناء على طلب الموالين لعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المؤقتة.
وأوضح الجويلي في تصريحات تلفزيونية مساء (الأحد) أن الاجتماع الذي كان يستهدف استكمال الحوار للوصول إلى توافق حول تسلم حكومة باشاغا لمهامها داخل العاصمة لم يعقد، بينما اتفق الحاضرون في الاجتماع، الذي اقتصر على التابعين لباشاغا، على ضرورة التواصل مع الأطراف كافة؛ حقنا للدماء ولتجنيب العاصمة الأعمال القتالية.
في المقابل، اجتمع عماد الطرابلسي آمر جهاز الأمن العام وغنيوة الككلي آمر جهاز دعم الاستقرار وقادة مجموعات مسلحة تابعة للدبيبة لمناقشة الوضع في المنطقة الغربية.
وكان لافتا، تأكيد محمد المنفي لدى اجتماعه في طرابلس مع الدبيبة على أهمية استمرار العمل الأمني بزيادة تفعيل عمل الأجهزة المختصة، ومتابعتها أداء دورها المناط بها، موضحا أن اللقاء تناول آخر المستجدات والإجراءات التي اتخذتها حكومة الوحدة في العديد من القطاعات.
وجاء هذا الاجتماع عقب اجتماع المجلس الرئاسي باعتباره نظريا القائد الأعلى للجيش الليبي، مساء (الأحد)، مع آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي صلاح الدين النمروش، وآمر اللواء 444 قتال محمود حمزة، لمناقشة تطورات الأوضاع العسكرية والأمنية.
وقال المنفي في بيان وزعه مكتبه إن الاجتماع تطرق أيضا إلى سُبل تكاتف الجهود من أجل تنظيم عمل كل الوحدات والقطاعات العسكرية في المنطقة الغربية.
من جهة أخرى، قال أعضاء في مجلس النواب إن رئيسه عقيلة صالح سيزور تركيا غدا للمرة الأولى في خطوة إضافية لتحسين العلاقات بين الطرفين. ونقلت وسائل إعلام محلية معلومات عن مرافقة عبد الله اللافي عضو المجلس الرئاسي لصالح في هذه الزيارة، التي لم يعلن مجلس النواب رسميا عنها، لكن مصادر مقربة من صالح قالت إنه سيلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وكبار مساعديه لمناقشة تطورات الأزمة الليبية ومستقبل العلاقات بين المنطقة الشرقية وتركيا.
وتوقعت المصادر أن يستغل صالح الزيارة لمطالبة تركيا بسحب قواتها العسكرية الموجودة في الغرب الليبي وإنهاء وجود المرتزقة السريين الموالين لها هناك.
وكان صالح، الذي دافع عن تحسن العلاقات مع تركيا مؤخرا، اجتمع بمسؤولين أتراك زاروا المنطقة الشرقية سرا، وتلقى دعوة رسمية لزيارة أنقرة.
إلى ذلك، تعهدت ألمانيا على لسان سفيرها لدى ليبيا ميخائيل أونماخت بمواصلة دعم جهود الأمم المتحدة المستمرة من أجل حل سلمي ومستدام لصالح جميع الليبيين، كما أشاد في بيان مقتضب عبر تويتر بالسعي الدؤوب للمستشارة الأممية السابقة ستيفاني ويليامز لتحقيق السلام والاستقرار من أجل ليبيا وشعبها.
كما تعهدت إيطاليا وفقا لنيكولا أورلاندو مبعوثها الخاص لدى ليبيا، بمواصلة دعم التزام الأمم المتحدة بالسلام والاستقرار من خلال الانتخابات، وقال في بيان عبر تويتر إنه على قادة البلاد والجهات الفاعلة الرئيسية أن يضعوا ليبيا والشعب الليبي قبل مصالحهم الشخصية، وأن يعملوا للوصول إلى سلطة تنفيذية موحدة، وأن يرفضوا بحزم الصراع والعنف، واعتبر أن السلام والازدهار في ليبيا يعتمدان على النوايا الحسنة لهؤلاء.
بدورها، قالت ويليامز في بيان بمناسبة انتهاء مهمتها: «لا يمكن التغلب على الجمود السياسي الحالي وأزمة السلطة التنفيذية المتكررة إلا من خلال إقرار إطار دستوري توافقي يحدد محطات واضحة، ويؤسس العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ويضع ضوابط لإنهاء الفترة الانتقالية من خلال الانتخابات الوطنية». واعتبرت أنه يقع على عاتق القادة الليبيين مسؤولية جلية تجاه مواطنيهم والأجيال القادمة لتقديم التنازلات التاريخية اللازمة لإتاحة فرصة تحقيق الإنجاز المنشود.
وبعدما قالت إنه يجب محاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة على أفعالهم كي يتسنى للبلد المضي قدماً، عبرت عن تقديرها لالتزام اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 والسير قدماً في خطط توحيد المؤسسات العسكرية والترتيب لرحيل المرتزقة والقوات الأجنبية التي تنتهك السيادة الليبية.
ومع أنها أشادت برفع الإغلاق النفطي، فقد عبرت عن شعور بالقلق إزاء ما وصفته بمحاولات تسييس المؤسسة الوطنية للنفط، التي قالت إنه يتعين أن تتمتع وجميع المؤسسات السيادية بالاستقلالية التامة، وينبغي النأي بها عن المناورات السياسية. وأضافت «يجب إدارة عائدات البلاد بشفافية كما ينبغي تنفيذ كل توصيات عملية المراجعة لمصرف ليبيا المركزي التي يسرتها الأمم المتحدة، بما في ذلك الحاجة الملحة لتوحيد المصرف».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

هل وصلت العلاقات الجزائرية - الفرنسية لنقطة «اللاعودة»؟

الرئيس الجزائري في لقاء سابق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري في لقاء سابق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
TT

هل وصلت العلاقات الجزائرية - الفرنسية لنقطة «اللاعودة»؟

الرئيس الجزائري في لقاء سابق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري في لقاء سابق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

تشهد العلاقات المضطربة على مرّ التاريخ بين فرنسا والجزائر خضّات جديدة، إثر توقيف مؤثرين جزائريين على ذمة التحقيق في فرنسا، بسبب رسائل كراهية نشروها، ومواجهة دبلوماسية جديدة حول توقيف كاتب جزائري - فرنسي في العاصمة الجزائرية، وهو ما يجعل البعض يرى أن العلاقة بين البلدين وصلت فعلاً إلى «نقطة اللاعودة».

سلطات فرنسا شنت حملة توقيف مؤثرين جزائريين على ذمة التحقيق بسبب رسائل كراهية نشروها (أ.ب)

وأوقفت السلطات في باريس مؤخراً ثلاثة مؤثرين جزائريين للاشتباه في تحريضهم على الإرهاب، ووضع منشورات تحث على ارتكاب أعمال عنف في فرنسا ضد معارضين للنظام الجزائري. أحدهم أوقف الجمعة في ضواحي غرونوبل، بعد نشره مقطع فيديو، تم حذفه في وقت لاحق، يحث المتابعين على «الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية»، بحسب لقطة مصورة من شاشة لوزير الداخلية برونو ريتايو.

وزير الداخلية الفرنسية برونو ريتايو (أ.ب)

ونشر هذا الرجل: «أنا معك يا زازو»، مخاطباً مؤثراً جزائرياً آخر، يدعى يوسف أ، المعروف باسم «زازو يوسف»، كان قد أوقف قبل ساعات قليلة بشبهة الدعوة إلى شن هجمات في فرنسا ضد «معارضي النظام الحالي في الجزائر»، بحسب القضاء الفرنسي. ونشر الشخص الثالث، الذي تم اعتقاله على تطبيق «تيك توك»: «اقتلوه، دعوه يتعذب»، في إشارة إلى متظاهر جزائري معارض للنظام. وفتح القضاء أيضاً تحقيقات ضد اثنين آخرين من المؤثرين الفرنسيين الجزائريين، بسبب فيديوهات تنشر الكراهية. وقال المعارض الجزائري، شوقي بن زهرة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «العشرات» من مستخدمي وسائط التواصل الجزائريين، أو مزدوجي الجنسية «نشروا محتوى معادياً على الإنترنت».

محمد تاجديت ضحية تحريض بالقتل من مؤثر جزائري مقيم بفرنسا (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

كان لدى يوسف أ. أكثر من 400 ألف متابع على تطبيق «تيك توك»، وقد حذفت المنصة حسابه منذ ذلك الحين.

* اتهام الجزائر بالتحريض

اتهم بن زهرة، وهو نفسه لاجئ سياسي في فرنسا، السلطات الجزائرية بالوقوف وراء هذه «الظاهرة»، والدليل بحسبه أن المسجد الكبير في باريس، الذي تموله الجزائر، «يستقبل أيضاً مؤثرين» جزائريين. وردت مؤسسة مسجد باريس على هذه التصريحات «التشهيرية»، التي أدلى بها «مدون مغمور»، واعتبرتها جزءاً من «حملة افتراء غير محتملة»، لكنها أكدت على «دورها البناء في العلاقات بين البلدين». وحسب العديد من المعارضين الجزائريين المقيمين في فرنسا، الذين التقتهم «وكالة الصحافة الفرنسية»، فإن هذه الرسائل العنيفة بشكل خاص ازدادت حدة بعد أن غيرت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، موقفها من قضية الصحراء، التي كانت مسرحاً لنصف قرن من الصراع بين المغرب وجبهة «البوليساريو»، المدعومة من الجزائر. ففي نهاية يوليو (تموز) الماضي انحاز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب إسبانيا والولايات المتحدة الأميركية، معتبراً أن مستقبل الصحراء يكمن «في إطار السيادة المغربية»، وساعد ذلك في التقارب مع الرباط، واندلاع أزمة جديدة مع الجزائر، التي لم تعد تقيم علاقات دبلوماسية مع جارتها منذ أغسطس (آب) 2021.

الجزائر اعتبرت موقف الرئيس ماكرون من الصحراء المغربية «خيانة» لها (أ.ف.ب)

في صيف 2022، بدأ الرئيس الفرنسي خطوة «للتقارب» مع الجزائر بشأن «قضايا الذاكرة»، ومسألة «الماضي الاستعماري»، المرتبطة بحرب الاستقلال التي خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى، لكن موقفه من الصحراء اعتبرته الجزائر «خيانة»، كما لاحظ ريكاردو فابياني، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية. سبب آخر من أسباب التوتر هو مصير الكاتب الفرنسي - الجزائري، بوعلام صنصال (75 عاماً)، الذي يقبع في السجن في الجزائر منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بتهمة المساس بأمن الدولة، وهو في وحدة العناية الصحية منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

* امتعاض جزائري

بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها الكاتب صنصال لموقع «فرونتيير» الإعلامي الفرنسي، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، تبنى فيها موقفاً مغربياً يقول إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة، في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر. وكان الرئيس الفرنسي اعتبر الاثنين أن «الجزائر التي نحبها كثيراً، والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تسيء إلى سمعتها، من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج»، مطالباً بالإفراج عن الكاتب المحتجز «بطريقة تعسفية تماماً».

الروائي المسجون في الجزائر بوعلام صنصال (متداولة)

ومباشرة بعد ذلك، عبرت وزارة الخارجية الجزائرية عن استغرابها من «التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر، والتي تهين، في المقام الأول، من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المتهاونة والمستهترة». ووصفتها بـ«التدخل السافر وغير المقبول في شأن جزائري داخلي». في هذا السياق، أشار مدير «مركز الدراسات العربية والمتوسطية» في جنيف، حسني عبيدي، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إلى أن العلاقة بين البلدين وصلت إلى «نقطة اللاعودة». وأعرب عن أسفه لأن «تصريحات ماكرون القاسية وغير المألوفة» من شأنها «تعزيز دعاة القطيعة التامة بين البلدين، وتكشف عن فشل الرئيس (الفرنسي) في سياسته حيال الجزائر». أما كريمة ديراش، الباحثة في «المركز الوطني الفرنسي» للبحث العلمي في باريس، فقد اعتبرت أننا «أمام رئيس دولة فرنسي لا يعرف كيف يتصرف»، و«يترك انفعالاته تتغلب عليه ولا يحترم القواعد»، وأمام سلطة جزائرية «حساسة جداً تجاه كل ما يصدر عن الدولة الفرنسية». وشدّدت على أنه رغم هذه «المناوشات» المتكررة بانتظام، تظل العلاقة الفرنسية - الجزائرية «متينة» من الناحيتين الاقتصادية والأمنية، مضيفة بسخرية أن فرنسا والجزائر «ثنائي يتنازع بانتظام».