بايدن: لا مفاجأة في تباطؤ الاقتصاد الأميركي لكنه على المسار الصحيح

الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
TT

بايدن: لا مفاجأة في تباطؤ الاقتصاد الأميركي لكنه على المسار الصحيح

الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن (إ.ب.أ)

سعى الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، لتهدئة قلق الناخبين بشأن حالة الاقتصاد، قائلاً إنه ليس مفاجئاً حدوث تباطؤ بعد أن أظهرت البيانات أن الاقتصاد انكمش مرة أخرى في الربع الثاني.
وقال في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء: «ليس من المستغرب أن يتباطأ الاقتصاد بينما يعمل (مجلس) الاحتياطي الاتحادي لخفض التضخم... نحن على الطريق الصحيح.. وسنخرج أقوى وأكثر أماناً».
وأصبحت المخاوف بشأن الاقتصاد هي محور التركيز السياسي الأول لبايدن في انتخابات التجديد النصفي في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، إذ أصبحت سيطرة حزبه الديمقراطي على الكونغرس على المحك.
وانخفضت شعبية بايدن إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 36 في المائة، وفقاً لاستطلاع «رويترز/إبسوس»، مع إدراج الاقتصاد على رأس اهتمامات الناخبين في ظل ارتفاع فواتير البقالة والغاز والإسكان.
وفي حين أن الانخفاض الفصلي الثاني على التوالي في الناتج المحلي الإجمالي يفي بتعريف معياري للركود، يقول البيت الأبيض إن الظروف الأوسع للركود لا تزال بعيدة، بالنظر إلى الإنفاق الاستهلاكي القوي وأسواق العمل.

الإدارة الأميركية تنفي دخول الاقتصاد في الركود

وظل بايدن متفائلاً بشأن آفاق الاقتصاد حتى مع انضمام المخاوف من حدوث تباطؤ إلى تلك الخاصة بوصول التضخم إلى أعلى مستوياته في 40 عاماً. وأشار في بيانه إلى أن سوق العمل قوية على نحو قياسي، وأن الإنفاق الاستهلاكي مستمر في النمو.
وقدرت بيانات وزارة التجارة الجديدة أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بمعدل سنوي 0.9 في المائة في الربع الأخير، مقابل توقعات اقتصاديين بارتفاعه 0.5 في المائة.
وكان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) رفع، أمس الأربعاء، سعر الفائدة ثلاثة أرباع نقطة مئوية أخرى، مما رفع أسعار الفائدة منذ مارس (آذار) إلى 225 نقطة أساس. وأقر رئيس المجلس جيروم باول بتراجع النشاط الاقتصادي نتيجة لتشديد السياسة النقدية.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

محادثات أميركية - فيتنامية بشأن «أكبر صفقة أسلحة» بينهما... هل تغضب الصين؟

الرئيس الأميركي جو بايدن وخلفة علما أميركا وفيتنام (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن وخلفة علما أميركا وفيتنام (رويترز)
TT

محادثات أميركية - فيتنامية بشأن «أكبر صفقة أسلحة» بينهما... هل تغضب الصين؟

الرئيس الأميركي جو بايدن وخلفة علما أميركا وفيتنام (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن وخلفة علما أميركا وفيتنام (رويترز)

كشف شخصان مطلعان لـ«رويترز» أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجري محادثات مع فيتنام حول اتفاق لأضخم عملية نقل أسلحة في التاريخ بين الخصمين السابقين إبان الحرب الباردة، وهو اتفاق قد يؤدي إلى إثارة غضب الصين وتهميش روسيا.

وذكر أحد المصدرين أن الصفقة التي قد تكتمل خلال العام المقبل من شأنها أن تحقق الشراكة التي تم تحديثها في الآونة الأخيرة بين واشنطن وهانوي ببيع أسطول من طائرات إف 16 المقاتلة الأميركية في الوقت الذي تواجه فيه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا توترات مع بكين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.

وما زال الاتفاق في مراحله الأولى ولم تحدد شروطه الأساسية بعد وربما لا يتم إبرامه. لكنه كان موضوعا رئيسيا في المحادثات الرسمية بين فيتنام والولايات المتحدة في هانوي ونيويورك وواشنطن على مدى الشهر الماضي.

وذكر المصدر الآخر الذي طلب عدم نشر اسمه أن واشنطن تدرس هيكلة شروط تمويل خاصة للمعدات باهظة الثمن التي يمكن أن تساعد هانوي في التخلي عن اعتمادها التقليدي على الأسلحة الروسية منخفضة التكلفة وذلك في وقت تعاني فيه فيتنام من أزمة مالية.

ولم يرد متحدثون باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية الفيتنامية على طلبات للتعليق.

وقال مسؤول أميركي: «لدينا علاقة أمنية مثمرة وواعدة مع الفيتناميين ونرى اهتماما منهم ببعض الأنظمة الأميركية وتحديدا أي شيء قد يساعدهم في تحسين مراقبة مجالهم البحري وربما طائرات النقل وبعض المنصات الأخرى».

ومن الممكن أن يؤدي إبرام صفقة أسلحة كبيرة بين الولايات المتحدة وفيتنام إلى إثارة غضب الصين التي تشعر بالقلق من الجهود الغربية لمحاصرتها. ويتصاعد النزاع الإقليمي طويل الأمد بين فيتنام والصين في بحر الصين الجنوبي، وهو ما يفسر سبب سعي فيتنام إلى بناء دفاعات بحرية.


عشرات المهاجرين يعبرون نهر ريو غراندي نحو الحدود الأميركية

حرس الحدود الأميركي يتعامل مع مهاجرين في إيغل باس (أ.ف.ب)
حرس الحدود الأميركي يتعامل مع مهاجرين في إيغل باس (أ.ف.ب)
TT

عشرات المهاجرين يعبرون نهر ريو غراندي نحو الحدود الأميركية

حرس الحدود الأميركي يتعامل مع مهاجرين في إيغل باس (أ.ف.ب)
حرس الحدود الأميركي يتعامل مع مهاجرين في إيغل باس (أ.ف.ب)

وصل عشرات المهاجرين إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، الجمعة، أملا بدخول الولايات المتحدة، بينما أفادت قوات الحدود الأميركية أنهها تعاملت مع 1,8 مليون من المهاجرين في الأشهر الـ 12 الماضية.

في أيغل باس بولاية تكساس عبر مهاجرون بعضهم من هندوراس وفنزويلا نهر ريو غراندي الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك ليجدوا أمامهم حاجزا هو عبارة عن شريط شائك كثيف يمنعهم من دخول الأراضي الأميركية، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال أحدهم ويدعى نويه زيلايا من هندوراس جاء إلى الحدود مع زوجته وطفليهما (12 وخمسة أعوام): «أنا سعيد لأنني على مسافة خطوة... لكنني حزين لأننا غير قادرين على الدخول».

وأكد أحد حراس الحدود «لا يمكنهم العبور» بينما كانت زوجة زيلايا تناشدهم مساعدة العائلة فيما راح ابنها يبكي.

وأوضح زيلايا أن العائلة فرت بسبب الجريمة المنظمة في مدينته سان بدرو سولا.

وعبرت العائلة النهر الذي وصلت مياهه إلى مستوى الصدر، على غرار زوجين من فنزويلا وصلا قبل غروب الشمس إلى إيغل باس.

وقال الزوج خوان دياز (28 عاما) «أشعر بالحزن لأنني اعتقدت أن الوصول إلى هنا سيكون أسهل». وأوضح أنه فر هربا من الأزمتين السياسية والاقتصادية في فنزويلا.

وواصل دياز السير في النهر إلى أن عثر على فتحة في الشريط الشائك. وعند عبوره سلّم نفسه لسلطات الحدود الموجودة على مسافة بضعة أمتار.

وقد وصل آلاف الاشخاص في الأيام الماضية إلى مختلف النقاط الحدودية في تكساس ومعهم القليل من مقتنياتهم، هربا من أنظمة سياسية أو بحثا عن فرص اقتصادية أفضل.

مهاجرون يعبرون نهر ريو غراندي في اتجاه الحدود الأميركية (أ.ف.ب)

وفي أغسطس (آب) أفادت السلطات الأميركية بوصول 232972 مهاجرا إلى الحدود البرية الجنوبية.

ولا شك في أن قضية الهجرة تقسم المجتمع الأميركي. وحاول الرئيس جو بايدن وضع حد لتدفق المهاجرين من خلال الإعلان عن أنظمة جديدة لدرس طلبات اللجوء والتأشيرات في بلدانهم الأصلية.

ومع تصاعد التوترات في الولاية المحافظة الجنوبية، من المقرر أن يلتقي وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس بالرئيس الهندوراسي زيومارا كاسترو في مدينة ماكالين الحدودية بتكساس اليوم، لمناقشة التعاون في مجال الهجرة.


«أوفيليا» تضرب السواحل الأميركية وتتسبب بانقطاع الكهرباء في نورث كارولينا وفيرجينيا

تتكسر الأمواج على طول مرسى المراكب الصغيرة في فيرجينيا (أ.ب)
تتكسر الأمواج على طول مرسى المراكب الصغيرة في فيرجينيا (أ.ب)
TT

«أوفيليا» تضرب السواحل الأميركية وتتسبب بانقطاع الكهرباء في نورث كارولينا وفيرجينيا

تتكسر الأمواج على طول مرسى المراكب الصغيرة في فيرجينيا (أ.ب)
تتكسر الأمواج على طول مرسى المراكب الصغيرة في فيرجينيا (أ.ب)

أعلن المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة أن العاصفة المدارية «أوفيليا» تشكلت قبالة السواحل الأميركية المطلة على وسط المحيط الأطلسي، متوقعاً هطول أمطار غزيرة وفيضانات ورياحاً عاتية.

وضربت «أوفيليا» في وقت مبكر من اليوم (السبت)، سواحل ولايتي نورث كارولينا وفيرجينيا في الولايات المتحدة، حيث تعاني الولايتان من انقطاع التيار الكهربائي مع تهديدات بالفيضانات والعواصف، بحسب شبكة «سي إن إن».

وكان حاكم ولاية فيرجينيا غلين يونجكين قد أعلن حالة الطوارئ، في حين تسبب الطقس في إلغاء فعاليات في عطلة نهاية الأسبوع، وأُغلقت المدارس مبكراً.

ومن المتوقع أن تحمل «أوفيليا» أمطاراً غزيرة عبر مساحة كبيرة من وسط المحيط الأطلسي، بما في ذلك ميريلاند وديلاوير ونيوجيرسي ونيويورك، ابتداء من صباح اليوم وتستمر حتى نهاية الأسبوع.

وتوقع المركز الوطني للأعاصير في أميركا أن تتحمل المناطق الساحلية في ولاية كارولينا الشمالية العبء الأكبر من التأثيرات حيث تستعد العاصفة الممتدة للوصول إلى اليابسة في وقت مبكر من اليوم.

يتحدى رواد الشاطئ الطقس ويمشون على طول الممشى الخشبي في فيرجينيا (أ.ب)

وقال مركز الأعاصير ليل الجمعة - السبت، إن مركز الإعصار يقع على بعد نحو 55 ميلاً جنوب غربي كيب لوكاوت بولاية نورث كارولينا، وكانت سرعة الرياح القصوى لـ«أوفيليا» تقترب من 70 ميلاً في الساعة. وكانت العاصفة تتحرك بسرعة نحو 12 ميلاً في الساعة، ومن المتوقع أن تتجه شمالاً على طول الساحل الشرقي خلال عطلة نهاية الأسبوع حيث تضعف بعد وصولها إلى اليابسة.

وانقطعت الكهرباء عما يقرب من 40 ألف منزل وشركة في أنحاء نورث كارولينا وفيرجينيا في وقت مبكر من السبت، وفقاً لموقع تتبع المرافق «PowerOutage.us».

تقترب العاصفة الاستوائية «أوفيليا» من ولاية كارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية وفيرجينيا بالولايات المتحدة في هذه الصورة من القمر الاصطناعي للطقس التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) (رويترز)

وحذر مركز الأعاصير من أن «مزيج العواصف الخطيرة مع المد والجزر سيؤدي إلى غمر المياه للمناطق الجافة عادة بالقرب من الساحل بسبب ارتفاع منسوب المياه التي تتحرك إلى الداخل من الخط الساحلي».

وأمس (الجمعة)، بدأت المجتمعات المحلية على طول ساحل ولاية كارولينا الشمالية تشهد بالفعل فيضانات على الطرق.

وفي نيو برن، التي تقع على طول نهرين في ولاية كارولينا الشمالية على بعد نحو 120 ميلاً شرق رالي، غمرت المياه الطرق ووصلت المياه إلى الداخل مع ارتفاع مستويات المياه في منطقة وسط المدينة، حسبما قال مسؤولو المدينة على «فيسبوك». وتظهر الصور المنشورة على صفحة المدينة حديقة أطفال غمرتها المياه وبطّاً يطفو في الشارع على مياه الفيضانات.

تكتسب العاصفة الاستوائية «أوفيليا» قوة مع تحركها نحو ساحل ولاية كارولينا الشمالية يوم الجمعة مما يبشر بعطلة نهاية أسبوع مليئة بالأمطار الغزيرة والرياح في جميع أنحاء وسط المحيط الأطلسي (أ.ب)

وقال مركز الأعاصير إن «أوفيليا» في طريقها للتحرك عبر شرق ولاية كارولينا الشمالية، ثم تتوجه إلى جنوب شرقي فيرجينيا، قبل التوجه شمالاً عبر شبه جزيرة دلمارفا يومي السبت والأحد.

وبينما تهدد العاصفة بإغراق المناطق الساحلية بأسوأ الرياح والأمطار، فإن بعض المجتمعات الداخلية في جنوب نيو إنغلاند ستظل تشهد آثاراً.

وقال مركز الأعاصير: «الأمطار الغزيرة الناجمة عن هذا النظام يمكن أن تنتج وميضاً كبيراً محلياً، وتؤثر الفيضانات في المناطق الحضرية على أجزاء من ولايات وسط المحيط الأطلسي من نورث كارولينا إلى نيوجيرسي حتى يوم الأحد».

وحذر مركز الأعاصير من أن العاصفة يمكن أن تجلب أيضاً أمواجاً خطيرة وتيارات تمرق على طول الساحل الشرقي خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ومن الممكن حدوث ارتفاع يتراوح من 1 إلى 5 أقدام في بعض المناطق، خاصة في الخلجان والأنهار من جميع أنحاء سيرف سيتي بولاية نورث كارولينا، إلى مدخل ماناسكوان على شاطئ نيوجيرسي.


هاريس ترأس «مكتب مكافحة عنف الأسلحة النارية» بالولايات المتحدة

كامالا هاريس تتحدث عن مكافحة أعمال العنف التي تستخدم فيها الأسلحة النارية يوم الجمعة 22 سبتمبر 2023 في حديقة الورود بالبيت الأبيض (أ.ب)
كامالا هاريس تتحدث عن مكافحة أعمال العنف التي تستخدم فيها الأسلحة النارية يوم الجمعة 22 سبتمبر 2023 في حديقة الورود بالبيت الأبيض (أ.ب)
TT

هاريس ترأس «مكتب مكافحة عنف الأسلحة النارية» بالولايات المتحدة

كامالا هاريس تتحدث عن مكافحة أعمال العنف التي تستخدم فيها الأسلحة النارية يوم الجمعة 22 سبتمبر 2023 في حديقة الورود بالبيت الأبيض (أ.ب)
كامالا هاريس تتحدث عن مكافحة أعمال العنف التي تستخدم فيها الأسلحة النارية يوم الجمعة 22 سبتمبر 2023 في حديقة الورود بالبيت الأبيض (أ.ب)

أوكلت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس مهمة جديدة أمس (الجمعة)، تتمثّل في مكافحة أعمال العنف التي تستخدم فيها الأسلحة النارية، في وظيفة يرجّح بأن تستقطب الأضواء بشكل أكبر قبيل انتخابات 2024، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وستتولى نائبة الرئيس الديمقراطية البالغة 58 عاما رئاسة مكتب البيت الأبيض لمنع العنف بالأسلحة النارية الجديد والذي سيتيح التنسيق بشأن المسألة رغم افتقاره إلى حد كبير لأي سلطة تنفيذية تمكنه من السيطرة على الوضع في بلد يتجاوز فيه عدد الأسلحة النارية عدد السكان.

وقالت هاريس في بيان تم الإعلان فيه عن المكتب الجديد: «نعرف بأن الحرية الحقيقية غير ممكنة ما لم يتمتع الناس بالأمان».

وأكدت في البيت الأبيض الجمعة أننا «لا نملك لحظة ولا أرواحا نضحي بها» في بلد «يمزّقه» عنف الأسلحة النارية.

وأضافت: «بعد كل عملية إطلاق نار كبيرة، تتردد الرسالة البسيطة ذاتها في أنحاء البلاد». وأشارت إلى أن الأميركيين يناشدون القادة التحرك.

كامالا هاريس تتحدث وخلفها الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

ورغم الخطوة الجديدة فإن البيت الأبيض لا يملك سلطة أحادية تمكنه من القيام بتحرك ملموس للحد من استخدام الأسلحة النارية في الولايات المتحدة، مثل حظر الأسلحة الهجومية.

ويتعيّن أن تأتي أي خطوات ملموسة من الكونغرس حيث يسيطر الجمهوريون المناهضون لفرض قواعد ضد الأسلحة النارية على مجلس النواب.

لذا عمل بايدن على فرض قيود تنظيمية وإدارية محدودة في محاولة للالتفاف على المتطلبات التشريعية، لكن نطاقها يبقى محدودا.

يضيف المنصب الجديد وظيفة مهمة إلى ملف هاريس قبل أكثر من عام على موعد انتخابات 2024 التي تنوي الترشح فيها مجددا إلى جانب الرئيس البالغ 80 عاما.

وسبق لهاريس أن أوكلت مسائل سياسية حساسة أخرى مثل الهجرة.

يمنح التعامل مع عنف الأسلحة النارية المدعية السابقة في كاليفورنيا فرصة تولي ملف يحظى باهتمام كبير وتوافق واسع في أوساط الأميركيين.

وبحسب «أرشيف عنف الأسلحة النارية» (منظمة غير حكومية)، قتل 44374 شخصا بالأسلحة النارية في أنحاء الولايات المتحدة العام الماضي.

وتراجعت حالات القتل بشكل طفيف هذه السنة لتسجّل 28793 حالة في الأشهر الثمانية الأولى من العام، بحسب الأرشيف.


البرهان «يفضل» الحل السلمي للصراع في السودان

البرهان يدلي بخطابه في الأمم المتحدة في نيويورك (أ.ب)
البرهان يدلي بخطابه في الأمم المتحدة في نيويورك (أ.ب)
TT

البرهان «يفضل» الحل السلمي للصراع في السودان

البرهان يدلي بخطابه في الأمم المتحدة في نيويورك (أ.ب)
البرهان يدلي بخطابه في الأمم المتحدة في نيويورك (أ.ب)

أكد قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمس (الجمعة) أنه لم يطلب دعما عسكريا خلال جولة إقليمية قام بها في الآونة الأخيرة، وأكد أنه يفضل التوصل إلى حل سلمي للصراع الذي أودى بحياة الآلاف وتسبب في نزوح ملايين المدنيين.

وقال البرهان، في مقابلة أجرتها معه «رويترز»، إنه طلب من دول مجاورة التوقف عن إرسال مرتزقة لدعم «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية.

واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل (نيسان) بسبب خطط لدمج قوات الدعم السريع رسميا في الجيش في إطار عملية انتقال سياسي بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس عمر البشير، الذي حكم البلاد لفترة طويلة، في انتفاضة شعبية.

البرهان يخاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين (أ.ب)

وقال البرهان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «كل حرب تنتهي بالسلام، سواء سلام بالمفاوضات أو بالقوة، ونحن نمضي في نفس المسارين والمسار المفضل لنا هو مسار المفاوضات وهناك مسار جدة ونحن متفائلون بأننا قد نصل إلى نتيجة إيجابية».

وقام البرهان بسلسلة من الزيارات الخارجية في الأسابيع الأخيرة بعد بقائه في السودان خلال الأشهر الأولى من الحرب في ظل تصاعد القتال.

وأضاف أن «الغرض من الزيارات كان البحث عن حلول، وليس الدعم العسكري، لكنه طلب من الدول الأخرى وقف الدعم الخارجي الذي يؤكد أن قوات الدعم السريع تتلقاه».

وأوضح البرهان «طلبنا من جيراننا مساعدتنا لمراقبة الحدود لوقف تدفق المرتزقة وهناك كثير من المقاتلين الأجانب في هذه القوات أتوا من جميع دول الجوار وسيكونون في المستقبل خطرا على الدولة السودانية ودول الإقليم».

وقال محمد حمدان دقلو، قائد «قوات الدعم السريع»، المعروف باسم حميدتي، في كلمة بالفيديو نشرت الخميس وتزامنت مع خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه مستعد لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات سياسية.

ولم تنجح المزاعم السابقة للجانبين بأنهما يريدان السلام ومستعدان لوقف إطلاق النار ووقف إراقة الدماء.

ويقول شهود إن عمليات القصف التي يقوم بها الجيش تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، وإن قوات الدعم السريع مسؤولة عن أعمال النهب والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات على نطاق واسع، فضلا عن المشاركة في الهجمات ذات الأهداف العرقية في دارفور.

ونفى البرهان أمس (الجمعة) الاتهامات الموجهة للجيش ووصفها بأنها دعاية من منافسيه. كما نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن أعمال العنف في دارفور، وقالت إنها ستحاسب رجالها على أي انتهاكات.

وقال البرهان إن انتشار الجيش في الجنينة، التي شهدت أسوأ عمليات للقتل الجماعي في دارفور، كان محدودا، مما أعاق قدرتها على الرد.

بلغ العنف ذروته بعد مقتل والي غرب دارفور في 14 يونيو (حزيران). وقال البرهان إنه طلب من الوالي الاحتماء بالجيش لكنه رفض ولم يكن يتوقع الخيانة من المجموعات المتمردة.

وأضاف أن «القوات المسلحة الموجودة في الجنينة ليست بالعدد الكافي للانتشار في كل منطقة الجنينة».

البرهان يحرص على التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية

في سياق منفصل، قال مجلس السيادة السوداني اليوم (السبت) إن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان التقى مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وذلك على هامش مشاركته في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وأكد أن الحكومة تولي اهتماماً كبيراً بالتعاون مع المحكمة، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وأكد البرهان «حرص حكومة السودان على تحقيق العدالة لضحايا الجرائم الحالية والجرائم السابقة التي تم ارتكابها بدارفور على يد نفس العناصر التي تنتهك بشكل منهجي القوانين الدولية في حربها الحالية بالسودان وتقترف الجرائم الشنيعة في حق المدنيين».

ونقل بيان المجلس عن المدعي العام للمحكمة قوله إن «الجرائم الحالية تبدو امتداداً لما تم ارتكابه بدارفور قبل نحو عشرين عاماً».

وأشار خان إلى أن تحقيقاته في الفترة المقبلة «ستشمل تشاد وبعض المناطق في السودان، مبدياً انفتاحه للتعامل مع السلطات السودانية بما يخدم العدالة والمحاسبة»، بحسب البيان.

كانت المحكمة الدولية قد عبرت في يوليو (تموز) الماضي عن قلقها الشديد مما وصفته بتدهور الوضع الأمني في السودان جراء الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش.

وأكد المدعي العام للمحكمة في تقرير إلى مجلس الأمن على أن ولاية مكتبه «لا تزال سارية ويمكن التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المزعومة التي ارتكبت خلال الأعمال العدائية الحالية ضمن اختصاص المحكمة ومقاضاة مرتكبيها».


الأمم المتحدة والهيمنة الأميركية

جانب من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78 هذا الأسبوع (أ.ب)
جانب من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78 هذا الأسبوع (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة والهيمنة الأميركية

جانب من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78 هذا الأسبوع (أ.ب)
جانب من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78 هذا الأسبوع (أ.ب)

الولايات المتحدة أكبر مموّل للأمم المتحدة في العالم، واقعٌ عزز الهيمنة الأميركية على المنظمة العالمية، وأفسح المجال أمام الإدارات المتعاقبة للتلويح بتدابير عقابية في كل مرة تسعى فيها الوكالات التابعة لها لاتخاذ قرارات لا تتوافق مع السياسة الأميركية، لكن هذا النفوذ يتراجع في مجلس الأمن، حيث لا تزال الدول الدائمة العضوية تتمتع بحقوق موازية للنفوذ الأميركي عبر حق النقض (الفيتو).

يستعرض تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، احتمال تطبيق إصلاحات على الأمم المتحدة كما يطالب البعض، ومدى هيمنة الولايات المتحدة على قرارات المنظمة الدولية.

النفوذ الأميركي

تعد مندوبة لبنان السابقة لدى الأمم المتحدة أمل مدللي، أنه من غير الممكن الحديث عن هيمنة أميركية على الأمم المتحدة بسبب وجود مجلس الأمن، حيث تتمتع الدول الخمس الدائمة العضوية بحق النقض ويمكنها «الهيمنة على أي قرار يمكن أن يخص مصالحها الاستراتيجية».

بايدن يتحدث أمام الجمعية العامة في نيويورك في 19 سبتمبر 2023 (أ.ب)

وتضيف مدللي: «الجمعية العامة لا تتمتع بسلطات فعلية، هي تجتمع وتصدر القرارات، ولكن قراراتها غير ملزمة، أما القوة وموضوع الأمن والسلام في العالم فهي من صلاحيات مجلس الأمن»، لكنها تستطرد قائلة: «هذا لا يعني أن الولايات المتحدة ليس لديها نفوذ، فهي لا تزال الطرف الأقوى عالمياً، وهي الراعي الأكبر لهذا النظام الدولي الموجود حالياً».

ويشير كريم لوبور، مؤلف كتاب «موسم في الأمم المتحدة» ومدير اتصالات «كرايسيس غروب» الدولية، إلى تراجع نفوذ مجلس الأمن بسبب عرقلة بعض الدول لقراراته، خاصة بعد الحرب في سوريا.

وتحدّث لوبور عن وجود نظام جديد للتعامل مع الأزمات عبر تحالفات مختلفة، مثل «مجموعة الدول الصناعية السبع، أو قمة مجموعة العشرين، أو دول بريكس، وغيرها». وأضاف: «هذا أيضاً أمر ركّز عليه الرئيس السابق دونالد ترمب؛ إذ أراد الخروج من الأنظمة متعددة الأطراف الخاصة بالأمم المتحدة لتأسيس علاقات ثنائية تصب في مصالح الولايات المتحدة... ما نراه اليوم هو عالم جديد متعدد الأقطاب، تكون فيه الولايات المتحدة أقل بروزاً، لكن مع المحافظة على دورها الكبير».

أما ديفيد تافوري، المسؤول السابق في وزارة الخارجية، فقد ألقى باللوم على روسيا في «إخفاقات» مجلس الأمن، قائلاً إن «المشكلة هي روسيا؛ فهي تمارس حق النقض ضد أي مجهود من مجلس الأمن لحل الأزمات حول العالم. في بعض الأحيان، قد تقف الصين إلى جانبها أو تدفعها إلى عدم التصويت، لكن بسبب روسيا أصبح مجلس الأمن غير فعال على الإطلاق وغير قادر على التصرّف. ونرى ذلك الآن مع حرب أوكرانيا».

مصير الإصلاحات

تعليقاً على تزايد الدعوات لإصلاح مجلس الأمن وتوسيع عضويته، تقول مدللي إن هذه المطالب «قديمة جداً، فهناك عملية في الأمم المتحدة لإصلاح المجلس عمرها خمس وعشرون سنة. وكل سنة، يعين رئيس الجمعية العامة سفيرين؛ واحد يمثل العالم الثالث وواحد يمثل الدول الغربية، ويجتمعان لمدة أشهر، ويخرجان بتوصيات لا تفضي إلى نتيجة». وتابعت: «اليوم، بعد حرب أوكرانيا، غيّرت الولايات المتحدة موقفها».

اجتماع لمجلس الأمن حول الحرب في أوكرانيا في 20 سبتمبر 2023 (أ.ب)

وأشارت مدللي إلى دعم الرئيس الأسبق باراك أوباما توسيع مجلس الأمن، إلى أن «أصبحت الأصوات الجديدة التي دخلت مجلس الأمن، كأعضاء غير دائمين، تقف ضد السياسة الأميركية، حينها غيّر الأميركيون رأيهم وأقفلوا الموضوع ولم نرَ أي إصلاحات». وتعد مدللي أن الأمر اختلف بعد حرب أوكرانيا، «عندما عطّلت روسيا مجلس الأمن لمدة سنة ونصف». وقالت: «توسيع مجلس الأمن موضوع صعب جداً. صعوبة الموضوع أن الدول الخمس الموجودة في مجلس الأمن هي نفسها غير مقتنعة بمن يجب أن يدخل مجلس الأمن».

ويتفق لوبور مع تقييم مدللي، بل يطرح نظرة أكثر تشاؤماً، عادّاً أن احتمال الإصلاحات هو «صفر». ويشرح: «الحقيقة هي أن الرفض لا يصدر حتى من الأعضاء الدائمين، بل إن الدول الأعضاء لا تتوافق على الدولة التي ينبغي أن تنال عضوية دائمة في مجلس الأمن؛ فالصين لا تريد اليابان أو الهند في مجلس الأمن... إيطاليا وألمانيا غير مرغوب بهما. ومن سيمثل القارة الأفريقية؟ جنوب أفريقيا؟ نيجيريا؟ من سيمثل العالم العربي؟ هل يمكن للعالم العربي أن يوافق على ممثل له؟ المشكلة نفسها موجودة في أميركا اللاتينية؛ لدينا البرازيل، لكن الأرجنتين أيضاً تعد سلطة كبيرة، ماذا عن المكسيك؟ أي دولة ينبغي أن تكون عضواً في مجلس الأمن؟».

التنافس الأميركي - الصيني

تشير مدللي إلى أن «الصين تلعب دوراً كبيراً في الأمم المتحدة»، عادّةً أن نفوذها زاد كثيراً، «إن كان من جهة التمويل، أو من جهة الوظائف التي يحصل عليها الآن مسؤولون صينيون في الأمم المتحدة». وأضافت أن «التنافس الأميركي - الصيني ينعكس في كل المنظمات الدولية».

لقاء بين وزير الخارجية الأميركي ونائب الرئيس الصيني بنيويورك في 18 سبتمبر 2023 (أ.ب)

ورغم التنافس والعرقلة التي تجمد أعمال مجلس الأمن، يشير لوبور إلى الأهمية البالغة للأمم المتحدة؛ إذ «لا تزال المنتدى الدولي الوحيد الذي يتم فيه تمثيل كل دولة. فمجرّد وجود هذا المنتدى الذي يمنح الدول الصغرى فرصة إيصال رسالتها على الرغم من أنها ليست عضواً في مجموعة الـ20 أو الـG7، هو أمر في غاية الأهمية. الأمم المتحدة بعيدة جداً عن المثالية أو عن النظام المثالي، لكنها ما زالت ضرورية جداً».

ويُذكّر تافوري، الذي عمل في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، بأهمية الوكالات العديدة التي تعمل تحت مظلّة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنها «تقوم بعمل استثنائي حول العالم مثل رعاية اللاجئين والنازحين، وتوفر الطعام مثل برنامج الأغذية العالمي، وتمنع المجاعة في الدول الفقيرة. إذاً، هذه جميعها أوجه مهمة جداً من عمل الأمم المتحدة، وهي أوجه لا نفكر فيها دائماً، لكنها تحصل حول العالم».

مشاركة إيران «المثيرة للجدل»

في كل عام، يسعى عدد من أعضاء الكونغرس لدفع الإدارة الأميركية نحو رفض تأشيرات الدخول لمسؤولين إيرانيين للمشاركة في أعمال الجمعية العامة، ويخصّون بالذكر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخاضع لعقوبات أميركية.

رئيسي يستعدّ لإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة الثلاثاء (أ.ف.ب)

لكن مدللي تذكر أن الأمم المتحدة، رغم وجودها في نيويورك، فإنها تتمتع بوضع خاص. وتفسر قائلة: «لديها حصانة تستطيع من خلالها أن تستقبل أي شخص حول العالم. وحسب الاتفاق، يمكن لأي ممثل عن أعضاء الأمم المتحدة الـ193 أن يأتي إلى نيويورك».

ويتحدث لوبور عن نقطة مهمة في الجدل القائم، فيشير إلى أنه إذا كانت الدولة المشاركة لا تتمتع بعلاقات مع الولايات المتحدة، فلا يحق لممثليها تخطي نطاق 20 ميلاً من مانهاتن حيث مقر الأمم المتحدة. وأضاف: «أعلم أن هذه هي الحال لدبلوماسيي روسيا وإيران؛ إذ ينبغي أن يبقوا في مانهاتن وفي نيويورك، ولا يمكنهم الخروج عن هذه الدائرة».

وعن مساعي منع مسؤولين من حضور أعمال الأمم المتحدة، يقول تافوري: «هذه مسألة دقيقة وصعبة. فإن العقوبات المفروضة على روسيا وإيران وعلى هؤلاء الأفراد، هي عقوبات مناسبة وهم يستحقونها بسبب مشاركتهم في جرائم تؤدي إلى مقتل الناس. في حال إيران، فهي تدعم الإرهاب في إطار جهودها لتطوير سلاح نووي. وفي حال روسيا، بسبب جرائمها ضد النساء والأطفال وغيرهم من المدنيين في أوكرانيا»، لكنه يشير إلى أن الولايات المتحدة وافقت لدى تأسيس الأمم المتحدة على «أن تكون المقر الرئيسي لها»، مضيفاً: «لدينا مسؤولية بتسهيل دخول جميع مندوبي الدول الأعضاء، ولهذا السبب تمكّن هذه التسوية أي شخص قادم خصيصاً إلى الأمم المتحدة والاجتماعات الخاصة، من الدخول إلى الولايات المتحدة على الرغم من العقوبات. يمكنه الحضور بسلطة محدودة، وضمن أطر جغرافية واضحة للمشاركة في هذه الاجتماعات».


سيناتور أميركي بارز يواجه تهم فساد


السيناتور مننديز (أ.ب)
السيناتور مننديز (أ.ب)
TT

سيناتور أميركي بارز يواجه تهم فساد


السيناتور مننديز (أ.ب)
السيناتور مننديز (أ.ب)

اتَّهم ممثلو ادّعاء أميركيون، الجمعة، السيناتور الديمقراطي البارز بوب مينانديز وزوجته بقبول رِشًى تتعلَّق بعلاقتهما بثلاثة رجال أعمال من ولاية نيوجيرسي، الأمر الذي قد يعقّد جهود الديمقراطيين للحفاظ على أغلبيتهم الضئيلة في مجلس الشيوخ في انتخابات العام المقبل.

ويواجه مينانديز (69 عاماً)، وزوجته نادين أرسلان مينانديز، ثلاث تهم جنائية لكل منهما تشمل التآمر لارتكاب جرائم الرشوة والاحتيال والابتزاز. وتأتي الاتهامات بعد تحقيقات أطلقتها وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي قبل عام، حول علاقة السيناتور مينانديز وزوجته بثلاثة رجال أعمال؛ هم وائل حنا، وخوسيه أوريبي، وفريد دعبس. وشملت الرشى المزعومة 16 سبيكة ذهبية تتجاوز قيمتها 100 ألف دولار، وقرابة نصف مليون دولار نقداً، وسيارة فارهة، وسداد دفعات قرض عقاري.


بايدن يعلن إنشاء مكتب لمكافحة العنف المسلح في الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن إنشاء الجهاز الجديد (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن إنشاء الجهاز الجديد (رويترز)
TT

بايدن يعلن إنشاء مكتب لمكافحة العنف المسلح في الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن إنشاء الجهاز الجديد (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن إنشاء الجهاز الجديد (رويترز)

عادت قضية العنف المسلح لتتصدر أولويات أجندة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن، الجمعة، إنشاء مكتب فيدرالي متخصص في منع العنف المسلح، والاستعانة بنائبة الرئيس كامالا هاريس للإشراف على المشروع الجديد الذي يهدف إلى محاولة التغلب على تقاعس الكونغرس بشأن سنّ قوانين فعّالة للسيطرة على الأسلحة.

وقال بايدن إنه بعد كل إطلاق نار جماعي يسمع الرسالة نفسها من عائلات الضحايا في جميع أنحاء البلاد «أرجوكم إفعلوا شيئا، إفعلوا شيئا لمنع وقوع المأساة»، وأشار إلى وفاة 100 شخص يوميا بسبب العنف المسلح.

وانتقد بايدن المعارضة من قبل جماعات ضغط الأسلحة ومصنعي الأسلحة والعديد من المشرعين الذين يعارضون سن تشريعات لتقييد الأسلحة، وقال: «سأواصل حضّ الكونغرس على اتخاذ إجراءات منطقية تدعمها غالبية الأميركيين، مثل التشدد في التثبت من خلفية (مشتري الأسلحة) وحظر الأسلحة الهجومية والأسلحة المتقدمة...».

وأضاف الريس الأميركي «إنه في ظل غياب هذا الإجراء الذي نحن في أمس الحاجة إليه، سيواصل المكتب الجديد جهود منع العنف المسلح، جنباً إلى جنب مع بقية إدارتي، وبذل كل ما في وسعه لمكافحة وباء العنف المسلح الذي يمزق عائلاتنا، ومجتمعاتنا وبلدنا». وقال في تلميحات انتخابية إن الكونغرس «يحتاج إلى انتخاب أعضاء جدد بدلا من الأعضاء الذين يرفضون التحرك في مواجهة العنف المسلح وسلامة أطفالنا من العنف المسلح».

وقال الرئيس الأميركي «لم أفكر قط طوال حياتي المهنية أن أقول إن الأسلحة هي القاتل الأول للأطفال في أميركا وإنه خلال عام 2023 وقع أكثر من 500 حادث إطلاق نار جماعي ومات أكثر من 30 ألفاً نتيجة العنف المسلح، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق».

من جانبها، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس «كان وعدنا للشعب الأميركي هو أننا لن نتوقف عن العمل لإنهاء وباء العنف المسلح في كل مجتمع، لأنه ليست لدينا لحظة، ولا حياة ندخرها».

يقول البيت الأبيض إن المكتب سيعمل على تنفيذ الأوامر التنفيذية للرئيس بشأن العنف المسلح وأحدث تشريعات الأسلحة التي أقرها الكونغرس، ومنها قانون المجتمعات الأكثر أماناً لعام 2022 الذي وافق عليه الحزبان، والذي يعزز عمليات فحص الخلفية لمشتري الأسلحة تحت 21 عاماً، ويوفر التمويل لخدمات الصحة العقلية. كما يغلق ما يسمى «ثغرة الصديق» لمنع المعتدين المنزليين المدانين من شراء سلاح ناري لمدة خمس سنوات.

وليس من الواضح بعد ما هو دور المكتب، لكن البيت الأبيض يقول إن وجود موظفين متخصصين داخل البيت الأبيض سيساعد في بلورة أهدافه.

وبيّنت دراسة نشرت هذا العام في مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن الوفيات الناجمة عن العنف المسلح زادت بمرور الوقت، مع وفاة المزيد من الضحايا في مكان إطلاق النار قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى المرافق الطبية.

وقد زار كل من بايدن وهاريس مواقع إطلاق النار الجماعي التي وقعت خلال فترة إدارتهما، بما في ذلك مدرسة أوفالدي بولاية تكساس، وحادث إطلاق النار العنصري في مدينة بوفالو بولاية نيويورك. وفي كل مرة دعا بايدن إلى تشديد الرقابة الصارمة على الأسلحة وفرض حظر على الأسلحة الهجومية، منتقدا مقاومة الكونغرس لذلك. وفي الشهر الماضي، أيد تحالف من مجموعات السيطرة على الأسلحة محاولة إعادة انتخاب بايدن.

الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس (أ.ف.ب)

* مقاومة من الكونغرس

في المقابل، يرفض قادة الحزب الجمهوري ومن وراءهم تحالف أصحاب الأسلحة، أي محاولات لتشديد الرقابة على الأسلحة من منطلق أن تملك السلاح حق يكفله الدستور الأميركي. وقدم السيناتور الجمهوري عن ولاية إنديانا مايك براون وأربعة عشر زعيماً آخر من زعماء الحزب الجمهوري مشروع قانون يوم الخميس لمنع البيت الأبيض من إعلان العنف المسلح حالة طوارئ صحية وطنية لسن إجراءات السيطرة على الأسلحة.

يأتي مشروع القانون، المعروف باسم «قانون حماية الحق في الاحتفاظ بالأسلحة وحملها لعام 2023»، في الوقت الذي حاولت فيه حاكمة ولاية نيومكسيكو الديمقراطية ميشيل لوغان غريشام سن حظر فوري لمدة 30 يوماً على حمل الأسلحة في الأماكن العامة وفي المباني الحكومية ووصفت العنف المسلح بأنه أزمة صحة عامة. واستخدمت حاكمة ولاية نيو مكسيكو حالة طوارئ الصحة العامة لتعليق التعديل الثاني في الدستور الأميركي الخاص بحق تملك الأسلحة، في ولايتها.

وهاجم السيناتور الجمهوري مايك براون هذا الإجراء قائلا إن على أعضاء مجلس النواب من الجمهوريين التحرك لحماية حقوق مالكي الأسلحة من إعلانات الطوارئ الوطنية «لليسار الراديكالي»، وأضاف: «نحن بحاجة إلى سن قانون بحيث لا يمكن لأحد أن يحرمنا من حق الدفاع عن أنفسنا وعائلاتنا بجرة قلم».

ويشارك في رعاية مشروع القانون أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون توم تيليس من ولاية كارولينا الشمالية، وكيفن كريمر من داكوتا الشمالية، وجيم ريش من أيداهو، ومايك كرابو من أيداهو، وسينثيا لوميس من وايومنغ، وجوني إرنست من أيوا، وسيندي هايد سميث من ميسيسيبي، وجون هوفن من داكوتا الشمالية، وستيف داينز من مونتانا، وتيد بود من كارولينا الشمالية، وروجر ويكر من ميسيسيبي، وريك سكوت من فلوريدا، وتوم كوتون من أركنساس، وجوش هاولي من ميسوري.

* التشريع الجديد

ومن المرجح أن يكتسب التشريع زخما في مجلس النواب الذي يقوده الحزب الجمهوري. وقد قدم النائب مايكل كلاود أيضاً مشروع قانون هذا الأسبوع يحمل الاسم نفسه رداً على إجراء الحاكمة غريشام. وشاركه في رعاية مشروع القانون المقدم كل من النائب بيت سيشنز، الجمهوري من تكساس، والنائبة الجمهورية عن ولاية إلينوي ماري ميلر. ويضغط الجمهوريون في المجلس لإدانة حاكمة ولاية نيومكسيكو لأنها قامت بـ«الانتهاك الصارخ» للتعديل الثاني للدستور. فيما قالت الحاكمة لوغان غريشام في بيان إنها ترفض «الاستسلام للوضع الراهن». وأضافت: «بصفتي حاكماً، أرى ألم العائلات التي فقدت أحباءها بسبب العنف المسلح كل يوم، ولن أتوقف أبدا عن القتال لمنع عائلات أخرى من معاناة هذه المآسي».


سيناتور اميركي بارز يواجه تهماً بالفساد والاحتيال

 مينينديز لدى عقده مؤتمراً صحافياً في نيوجيرسي في أكتوبر 2019 (أ.ب)
مينينديز لدى عقده مؤتمراً صحافياً في نيوجيرسي في أكتوبر 2019 (أ.ب)
TT

سيناتور اميركي بارز يواجه تهماً بالفساد والاحتيال

 مينينديز لدى عقده مؤتمراً صحافياً في نيوجيرسي في أكتوبر 2019 (أ.ب)
مينينديز لدى عقده مؤتمراً صحافياً في نيوجيرسي في أكتوبر 2019 (أ.ب)

اتهم ممثلو ادّعاء أميركيون، الجمعة، السيناتور الديمقراطي البارز بوب مينينديز وزوجته بقبول رِشى تتعلق بعلاقتهما بثلاثة رجال الأعمال من ولاية نيوجيرسي، الأمر الذي قد يعقد جهود الديمقراطيين للحفاظ على فارق الأغلبية الضئيل في مجلس الشيوخ في انتخابات العام المقبل.

ويواجه مينينديز (69 عاماً)، وزوجته نادين أرسلان مينينديز، ثلاث تهم جنائية لكل منهما تشمل التآمر لارتكاب جرائم الرشوة والاحتيال والابتزاز. وتأتي الاتهامات بعد تحقيقات أطلقتها وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي قبل عام، حول علاقة السيناتور مينينديز وزوجته بثلاثة رجال أعمال؛ هم: وائل حنا، وخوسيه أوريبي، وفريد دعيبس.

المدعي داميان ويليامز يشرح لائحة الاتهام الموجّهة لمينينديز وزوجته في نيويورك الجمعة (رويترز)

وشملت الرشى المزعومة التي تلقاها السيناتور 16 سبيكة ذهبية قيمتها تتجاوز 100 ألف دولار، وقرابة نصف مليون دولار نقداً، وسيارة فارهة، وسداد دفعات قرض عقاري. وعرضت لائحة الاتهام صوراً لسبائك ذهبية صادرها المحققون من منزل مينينديز، بالإضافة إلى مظاريف مليئة بالنقود عثر عليها داخل سترات تحمل اسم السيناتور ومعلقة في خزانته.

رشى بـ«مئات آلاف الدولارات»

أوردت لائحة الاتهام أنه بين عامي 2018 و2022، تلقى مينينديز رشى بمئات آلاف الدولارات من رجال الأعمال الثلاثة مقابل تقديم المساعدة لهم في أعمالهم وقضاياهم القانونية.

صورة لسبيكتي ذهب عُثر عليهما في مقر إقامة مينينديز (إ.ب.أ)

وذكرت اللائحة أن مينينديز ساعد رجل الأعمال المصري - الأميركي وائل حنا على حماية احتكار تجاري. واستخدم حنا عوائد هذا الاحتكار لدفع الرشى، بحسب لائحة الاتهام.

وقال المتحدث باسم حنا في بيان: «ما زلنا نراجع الاتهامات، ولكن بناء على مراجعتنا الأولية، فإنها ليس لها أي أساس على الإطلاق».

صورة لمبالغ نقدية تم العثور عليها في مقر إقامة مينينديز (أ.ب)

أما بالنسبة لرجلي أعمال آخرين هما خوسيه أوريبي وفريد دعيبس، فقد اتُهم مينينديز بإعطائهما وعوداً باستخدام نفوذه للتدخل في محاكمات منفصلة لوزارة العدل متعلقة بهما.

ومن المتوقع أن يمثل السيناتور والمتهمون الأربعة الآخرون أمام محكمة مانهاتن الاتحادية الأربعاء المقبل. وقال المدعي العام الأميركي في مانهاتن، داميان ويليامز، خلال مؤتمر صحافي، إن «هذا التحقيق مستمر بلا انقطاع... لم نفرغ منه بعد. وأريد أن أشجع أي شخص لديه معلومات على المجيء وتقديمها بسرعة».

من جانبه، رفض مينينديز هذه التهم، وقال في بيان إن المدعين أساؤوا وصف عمل روتيني من أعمال التشريع. وأضاف أن «تجاوزات هؤلاء المدعين واضحة... الحقائق ليست كما عرضت». فيما قال محامي نادين مينينديز إنها تنفي ارتكاب أي مخالفات، وستدافع عن نفسها بقوة ضد هذه الاتهامات في المحكمة. وعند بدء تحقيقات وزارة العدل حول معاملاته المالية، أكد مينينديز لشبكة «سي إن إن» في أبريل (نيسان) الماضي: «أعتقد أن هذا التحقيق لن يؤدي إلى شيء على الإطلاق».

 

اتهامات سابقة

تعد لائحة الاتهام الصادرة الجمعة ثاني تهديد قضائي خلال عقد يواجه مينينديز، الذي يشغل مقعده في مجلس الشيوخ منذ عام 2006.

مينينديز وزوجته لدى وصولهما لحفل عشاء رسمي أقامه الرئيس الأميركي بمناسبة زيارة رئيس وزراء الهند يونيو 2023 (أ.ب)

وذكرت شبكة «إن بي سي»، نقلاً عن شخص مطلع، أن مينينديز سيتنحى عن منصبه رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لكنه لن يستقيل من المجلس خلال نظر القضية. وسبق أن تنحى مينينديز بصفة مؤقتة خلال تحقيق سابق يرتبط بضلوعه في قضية فساد أسقطها ممثلو الادعاء في النهاية. وكان مينينديز قد اتُهم عام 2015 بقبول رشى عبارة عن رحلات طيران خاصة وإجازات فاخرة وأكثر من 750 ألف دولار من التبرعات غير القانونية لحملاته الانتخابية. لكن وزارة العدل أسقطت التهم بعد ثلاث سنوات حين لم تتمكن هيئة المحلفين من التوصل إلى حكم في القضية.

ويهدّد التحدي القانون الجديد الذي يواجه مينينديز الأغلبية الديمقراطية الضئيلة في مجلس الشيوخ، خاصّة أنه أكّد عزمه على الترشح لإعادة انتخابه العام المقبل.


متهم في هجمات سبتمبر غير مؤهل لمحاكمة عقوبتها الإعدام

هجمات 11 سبتمبر 2001 في أميركا (رويترز - أرشيفية)
هجمات 11 سبتمبر 2001 في أميركا (رويترز - أرشيفية)
TT

متهم في هجمات سبتمبر غير مؤهل لمحاكمة عقوبتها الإعدام

هجمات 11 سبتمبر 2001 في أميركا (رويترز - أرشيفية)
هجمات 11 سبتمبر 2001 في أميركا (رويترز - أرشيفية)

حكم قاض عسكري بأن المتهم في قضية 11 سبتمبر (أيلول)، رمزي بن الشيبة، الذي عذبته الاستخبارات المركزية الأميركية، غير مؤهل لمحاكمة عقوبتها الإعدام، معتمداً قراراً بأن السجين كان متضرراً نفسياً لدرجة أنه عجز عن الدفاع عن نفسه، حسب تقرير لـ«نيويورك تايمز»، الجمعة.

هجمات 11 سبتمبر 2001 في أميركا (رويترز - أرشيفية)

كان القاضي العقيد ماثيو ماكول، قد استبعد مساء الخميس رمزي بن الشيبة (51 عاماً)، من المثول في قضية مؤامرة مكونة من 5 متهمين في حكم من 11 صفحة.

واتُهم رمزي بن الشيبة بالتواطؤ في الهجمات التي أسفرت عن مقتل 2976 شخصاً، وهو متهم بالمساعدة في تنظيم خلية للخاطفين في هامبورغ بألمانيا، التي استولى قائدها على الرحلة رقم 11 وانطلق بها إلى مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001.

وأمر القاضي باستئناف الإجراءات التمهيدية يوم الجمعة مع خالد شيخ محمد، المتهم بتدبير المؤامرة، والمتهمين الثلاثة الآخرين، غير أنه استبعد رمزي بن الشيبة من جلسة الاستماع.

وعدَّ الأطباء النفسيون العسكريون أن حالته تجعله «غير قادر على فهم طبيعة الآلية بحقّه وعلى التعاون بصورة منطقية» مع فريق دفاعه، حسب «نيويورك تايمز».

رمزي بن الشيبة (نيويورك تايمز)

وشخّص الأطباء في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا إصابة بن الشيبة باضطراب ما بعد الصدمة وأعراض نفسية ثانوية مثل اضطراب التوهّم.

وألقت مسألة سلامة بن الشيبة وقدرته على مساعدة محاميه في الدفاع عنه بظلالها على قضية 11 سبتمبر منذ مثوله أمام المحكمة للمرة الأولى عام 2008، ثم كشفت محامية عسكرية أن موكلها كان مقيداً بأغلال في الكاحل، وأن إدارة السجن كانت قد قدمت له العلاج بعقاقير ذات آثار نفسية. وكان المتّهم قد عطّل جلسات المحاكمة على مرّ السنوات السابقة بسبب نوبات الغضب، واشتكى في المحكمة، وفي ملفات المحاكمة، من أن وكالة الاستخبارات المركزية تعذبه بالضوضاء والاهتزازات وغيرها من الأساليب لحرمانه من النوم.

وأكد محاميه أن موكله تعرض للتعذيب على أيدي عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وأصيب باختلال نفسيّ بسبب ما تطلق عليه «سي آي إيه» تسمية «تقنيات الاستجواب المشددة»، وهي تتضمن الحرمان من النوم والإيهام بالغرق والضرب.

وكان من المقرر أن يمثل بن الشيبة، الجمعة، في جلسة تمهيدية قبل المحاكمة، مع خالد شيخ محمد، العقل المدبر لاعتداءات 11 سبتمبر، وثلاثة متهمين آخرين، جميعهم معتقلون منذ أكثر من 15 عاماً في غوانتانامو من دون محاكمتهم حتى الآن. وذكرت «نيويورك تايمز» أنه تم إبقاء الجلسة التمهيدية الجمعة.

أسوار معسكر غوانتانامو (أرشيفية)

ويبدو أن القرار يبرر ضمناً ادعاء محامي الدفاع الجنائي عن السجين، ديفيد بروك، بأن التعذيب الذي مارسته الاستخبارات المركزية الأميركية قد جعل السجين اليمني فاقداً عقله.

وكان المدعون قد حثوا القاضي على رفض النتيجة التي توصل إليها فريق من الأطباء النفسيين العسكريين الأميركيين والطبيب النفسي الشرعي في 24 أغسطس (آب)، التي تفيد بأن رمزي بن الشيبة يعاني من «مرض أو خلل عقلي» جعله «غير قادر على فهم طبيعة الإجراءات المتخذة ضده أو التعاون بذكاء» مع فريقه القانوني.

وشخصت هيئة الصحة العقلية أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، مع سمات ذهانية ثانوية، إضافة إلى اضطراب وهمي.

ويقول رمزي بن الشيبة إنه ظل سنوات يتعرض للتعذيب بقوى خفية أدت إلى اهتزاز سريره وزنزانته، وأذية أعضائه التناسلية، وحرمانه من النوم. ولقد عطّل الإجراءات القضائية والسلام في السجن المخصص «للمحتجزين ذوي القيمة العالية» الذين خضعوا «للاستجواب المعزز» مثل الإيهام بالغرق، والضرب، والحرمان من النوم، حال الاحتجاز لدى الاستخبارات المركزية الأميركية.

وقال المحامي بروك وهو محامٍ أميركي متخصص في قضايا عقوبات الإعدام للقاضي، يوم الثلاثاء، إن رمزي بن الشيبة كان رجلاً محطماً خلال فترة احتجازه رهن التحقيق لدى الاستخبارات المركزية في الفترة من 2002 إلى 2006، حين احتُجز في الحبس الانفرادي، وحُرم من النوم، وتعرض لإساءة المعاملة بشتى الطرق الأخرى، بما في ذلك إجباره على الوقوف مقيداً بسلاسل ومرتدياً الحفاضات لمدة تصل إلى 3 أيام في المرة الواحدة.

ووصف رمزي بن الشيبة بأنه محاصر في حلقة مفرغة من الحرمان من النوم إلى درجة أنه لا يستطيع المساعدة في الدفاع عن نفسه.

وقال بروك إن «الأوهام والهلوسة المعقدة» التي يعانيها السجين «موجودة في كل مكان» في اللقاءات القانونية، رداً على سؤال من القاضي، قال السيد بروك إن فريقه كرس كل وقته تقريباً مع السجين محاولاً تهدئته بتوثيق أوهامه، أو محاولاً التدخل بالنيابة عنه لدى قادة السجناء، الذين ردوا على ثوراته الغاضبة وعلى محاولاته المستمرة لتدمير زنزانته بوضعه في عزلة تُذكره بالحبس الانفرادي. وكتب القاضي الكولونيل ماكول قائلاً: «مجمل الوقائع يُظهر أن المتهم يُركز كلياً على أوهامه». وأضاف: «يتركز عمل محاميه مراراً وتكراراً على وقف مضايقاته الوهمية، (والتي) تعكس ضعف قدرته على المساعدة في الدفاع عنه».

وقال المدعي العام لوزارة الدفاع، كلايتون تريفيت جونيور، إن التشخيص غير موثوق به، ومعيب من الناحية القانونية، لأن خبراء الصحة العقلية الثلاثة بوزارة الدفاع ركزوا على طلب غير منطقي تقدم به رمزي بن الشيبة في بداية مفاوضات الالتماس التي أُجريت في مارس (آذار) من العام الماضي. وحتى الأسبوع الحالي، كان ممثلو الادعاء يعرضون عقوبة السجن مدى الحياة، بدلاً من عقوبة الإعدام، في مقابل اعترافات مفصلة بالذنب من متهم على استعداد لوصف دوره في الهجمات.