تراجعات حادة لثقة المستهلكين في أوروبا

تدهورت لأدنى مستوى في سنوات

بائع في سوق بفرنكفورت - ألمانيا (أ.ب)
بائع في سوق بفرنكفورت - ألمانيا (أ.ب)
TT

تراجعات حادة لثقة المستهلكين في أوروبا

بائع في سوق بفرنكفورت - ألمانيا (أ.ب)
بائع في سوق بفرنكفورت - ألمانيا (أ.ب)

تراجعت مؤشرات ثقة المستهلكين في عدد من الدول الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في سنوات، مع زيادة الضغوط المالية والمخاطر على الأسر، وتدهور الرؤية حول القدرة الشرائية المستقبلية.
وأظهرت نتائج استطلاع شهري من مكتب الإحصاء الفرنسي يوم الأربعاء، أن ثقة المستهلك الفرنسي تراجعت للشهر السابع على التوالي في يوليو (تموز) الجاري لتصل إلى أقل مستوى لها خلال أكثر من تسع سنوات.
وتراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى 80 نقطة، من 82 نقطة في يونيو (حزيران) الماضي،
تماشيا مع التوقعات. وظلت المشاعر أيضا أقل من المتوسط طويل المدى الذي يبلغ مائة نقطة. وكان هذا هو أقل مستوى لثقة المستهلك منذ يونيو 2013، عندما وصل إلى 79 نقطة.
وساءت آراء الأسر بشأن وضعها المالي السابق أكثر في يوليو، حيث تراجع المؤشر إلى سالب 32 نقطة من سالب 31 نقطة في يونيو. وبالمثل، تراجع أيضا المؤشر الذي يقيس وضعهم المالي في الـ12 شهرا المقبلة إلى سالب 25 نقطة، من سالب 24 نقطة.
وتراجعت أيضا وجهة نظر المستهلكين فيما يتعلق بالقدرة المستقبلية على الادخار بشكل طفيف في يوليو. وتراجع المؤشر الموازي إلى سالب 3 نقاط من سالب نقطتين في يونيو. وارتفع المؤشر الذي يقيس مخاوف الأسر بشأن الاتجاه في البطالة إلى 12 نقطة في يوليو من 9 نقاط في الشهر السابق عليه.
وعلى ذات المنوال، أظهرت نتائج استطلاع شهري من مكتب الإحصاء الإيطالي (إيستات) يوم الأربعاء، أن ثقة المستهلك الإيطالي تراجعت أكثر من المتوقع في يوليو لتصل إلى أقل مستوى لها خلال أكثر من عامين.
وتراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى 94.8 نقطة، من 98.3 نقطة في يونيو. وكان خبراء الاقتصاد قد توقعوا تراجع المؤشر إلى 96.6 نقطة فقط. وكانت هذه أقل قراءة منذ مايو (أيار) 2020 عندما وصلت إلى 92.6 نقطة.
وتراجعت المشاعر الاقتصادية بين المستهلكين بشكل ملحوظ إلى 84.9 نقطة في يوليو، من 93.9 نقطة في يونيو. وتراجع المؤشر الذي يقيس المناخ الحالي من 97.9 نقطة، إلى 96.1 نقطة، وذلك الذي يقيس الأوضاع المستقبلية تراجع من 98.8 نقطة إلى 92.9 نقطة. وساء مؤشر ثقة الأعمال المركب أيضا في يوليو، حيث هبط إلى 110.8 نقطة من 113.4 نقطة. وتدهور المؤشر الذي يقيس الثقة في التصنيع في يوليو، حيث تراجع المؤشر الموازي إلى 106.7 نقطة من 109.5 نقطة في يونيو. ومن ناحية أخرى، كان من المتوقع أن يتراجع المؤشر إلى 108 نقاط.
وفي تجارة التجزئة، ارتفعت المشاعر من 107.2 نقطة إلى 108.1 نقطة، بينما تراجع مؤشر الثقة في الخدمات السوقية إلى 104.1 من 109 نقطة. وأظهرت البيانات أيضا أن مؤشر المشاعر للبناء ارتفع إلى 164.4 نقطة في يوليو، من 159.7 نقطة الشهر السابق عليه.
وفي الشمال، تراجعت ثقة المستهلك في فنلندا لمستوى قياسي منخفض جديد في يوليو، كما واصلت الثقة في الصناعة اتجاهها الهبوطي. وذكر مكتب الإحصاء الفنلندي أن مؤشر ثقة المستهلك تراجع إلى سالب 15.9 في يوليو، مقابل سالب 14.3 في يونيو. وأوضح المكتب أن القراءة الجديدة هي الأقل منذ بدء التسجيلات في 1995. وجرى جمع البيانات عبر استطلاع شمل 967 شخصا، في الفترة من الأول إلى الثامن عشر من يوليو. وتدهورت تقييمات المستهلكين في يوليو لأوضاعهم الاقتصادية الحالية وتوقعاتهم للمستقبل مقارنة بشهر يونيو.
ووصلت تقديرات التضخم الحالية إلى أعلى مستوياتها في التاريخ في يوليو، فيما تراجعت التوقعات بشأن التضخم المستقبلي بشكل طفيف عن الرقم القياسي المسجل في يونيو.
وبشكل منفصل، أظهرت بيانات من اتحاد الصناعات الفنلندية أن الثقة الصناعية تراجعت إلى 5 في يوليو، مقابل 9 في يونيو.


مقالات ذات صلة

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

الاقتصاد خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

خلاف «النسبة» يهيمن على {المركزي} الأوروبي

يتجه المصرف المركزي الأوروبي الخميس إلى إقرار رفع جديد لمعدلات الفائدة، وسط انقسام بين مسؤوليه والمحللين على النسبة التي يجب اعتمادها في ظل تواصل التضخم والتقلب في أداء الأسواق. ويرجح على نطاق واسع أن يقرّر المصرف زيادة معدلات الفائدة للمرة السابعة توالياً وخصوصاً أن زيادة مؤشر أسعار الاستهلاك لا تزال أعلى من مستوى اثنين في المائة الذي حدده المصرف هدفاً له.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

انقسام أوروبي حول خطط إصلاح قواعد الديون

واجه وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، اقتراحا من قبل المفوضية الأوروبية لمنح دول التكتل المثقلة بالديون المزيد من الوقت لتقليص ديونها، بردود فعل متباينة. وأكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن مقترحات المفوضية الأوروبية لمراجعة قواعد ديون الاتحاد الأوروبي «ما زالت مجرد خطوة أولى» في عملية الإصلاح.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

نمو «غير مريح» في منطقة اليورو... وألمانيا تنجو بصعوبة من الركود

ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة بلغت 0,1 % في الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالربع السابق، بعدما بقي ثابتا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، وفق أرقام مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات). بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي برمّته، انتعش نمو الناتج المحلي الإجمالي بزيادة بلغت نسبتها 0,3 % بعد انخفاض بنسبة 0,1 % في الربع الأخير من العام 2022، وفق «يوروستات». وفي حين تضررت أوروبا بشدة من ارتفاع أسعار الطاقة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يغذي تضخما ما زال مرتفعا للغاية، فإن هذا الانتعاش الطفيف للنمو يخفي تباينات حادة بين الدول العشرين التي تشترك في العملة الموحدة. وخلال الأش

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الاقتصاد أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

أوروبا تشتري الوقت لتقليص الديون

من المقرر أن تحصل دول الاتحاد الأوروبي المثقلة بالديون على مزيد من الوقت لتقليص الديون العامة، لتمكين الاستثمارات المطلوبة، بموجب خطط إصلاح اقترحتها المفوضية الأوروبية يوم الأربعاء. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين: «نحتاج إلى قواعد مالية ملائمة لتحديات هذا العقد»، وأضافت «تمكننا الموارد المالية القوية من الاستثمار أكثر في مكافحة تغير المناخ، ولرقمنة اقتصادنا، ولتمويل نموذجنا الاجتماعي الأوروبي الشامل، ولجعل اقتصادنا أكثر قدرة على المنافسة». يشار إلى أنه تم تعليق قواعد الديون والعجز الصارمة للتكتل منذ أن دفعت جائحة فيروس «كورونا» - حتى البلدان المقتصدة مثل ألمانيا - إلى الا

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
TT

تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)

محا مؤشر «نيكي» الياباني خسائره ليغلق مرتفعاً قليلاً يوم الأربعاء، مع عودة المستثمرين إلى شراء الأسهم الرخيصة، في حين أثر تقرير التضخم الرئيس في الولايات المتحدة على المعنويات؛ إذ من المرجح أن يؤثر في مسار أسعار الفائدة في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وأغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً بنسبة 0.01 في المائة، ليصل إلى 39372.23 نقطة، بعد أن هبط بنسبة 0.65 في المائة في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.29 إلى 2749.31 نقطة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال محلل السوق في مختبر «توكاي طوكيو» للاستخبارات، شوتارو ياسودا: «لم تكن هناك إشارات كبيرة تحرّك السوق اليوم، لكن المستثمرين عادوا لشراء الأسهم عندما انخفضت إلى مستويات معقولة». وأضاف: «لكن المكاسب كانت محدودة بسبب الحذر المرتبط بنتيجة تقرير أسعار المستهلك في الولايات المتحدة».

وقد افتتحت الأسهم اليابانية منخفضة، متأثرة بتراجع مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة يوم الثلاثاء، قبل صدور بيانات التضخم لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي واحدة من آخر التقارير الرئيسة قبل اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المقرر يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول).

كما ينتظر المستثمرون قرار «بنك اليابان» بشأن السياسة النقدية، والمقرر صدوره في التاسع عشر من ديسمبر. وأشار محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، إلى استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في المستقبل القريب إذا أصبح أكثر اقتناعاً بأن التضخم سيظل عند مستوى 2 في المائة، مدعوماً بالاستهلاك القوي ونمو الأجور. وحقّق سهم شركة «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، ارتفاعاً بنسبة 0.37 في المائة؛ ليصبح أكبر داعم لمؤشر «نيكي».

في المقابل، هبطت أسهم الشركات الكبرى في قطاع الرقائق؛ حيث خسرت شركتا «أدفانتست» و«طوكيو إلكترون» بنسبة 0.51 في المائة و0.49 في المائة على التوالي. وتعرّض سهم شركة «ديسكو»، مورد أجهزة تصنيع الرقائق، لهبوط حاد بنسبة 3.65 في المائة؛ ليصبح أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية على مؤشر «نيكي».

في المقابل، قفز سهم شركة «كاواساكي» للصناعات الثقيلة بنسبة 10.28 في المائة، ليصبح أكبر رابح بالنسبة المئوية على المؤشر، في حين ارتفع سهم شركة «آي إتش آي» بنسبة 6.25 في المائة. وسجل سهم شركة «توب كون» ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 23 في المائة، ليصل إلى الحد الأقصى اليومي، بعد إعلان الشركة أنها تدرس التحول إلى القطاع الخاص بين تدابير أخرى لرفع قيمتها، في أعقاب تقارير تفيد بأن شركات الاستثمار الخاص تقدمت بعروض لشراء الشركة.

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، متتبعاً نظيراتها من سندات الخزانة الأميركية. وقد ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس، ليصل إلى 1.065 في المائة، في حين ارتفع العائد على سندات السنوات الخمس بمقدار 0.5 نقطة أساس أيضاً، ليصل إلى 0.73 في المائة.

وفي الوقت نفسه، يستعد المستثمرون للتحول السلس للعقود الآجلة من تلك المستحقة في ديسمبر إلى تلك المستحقة في مارس (آذار)، التي ترتبط بسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات رقم «366» التي كان «بنك اليابان» يمتلكها بكثافة.

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي تراست» لإدارة الأصول، كاتسوتوشي إينادومي: «يشير التحول السلس للعقود الآجلة إلى إزالة المخاوف بشأن نقص السندات اللازمة لتسوية العقود».

وقد تجاوز حجم التداول وعدد الاهتمامات المفتوحة لعقود مارس تلك الخاصة بعقود ديسمبر قبل تاريخ التجديد الرسمي المقرر يوم الجمعة. وكانت الأسواق قلقة بشأن النقص المحتمل في السندات اللازمة لتسوية العقود الآجلة المقبلة.

ويحتاج المستثمرون إلى سندات الحكومة اليابانية رقم «366» لإغلاق العقود الآجلة المستحقة في مارس. ولكن هذه السندات كانت مملوكة بنسبة تزيد على 90 في المائة من قبل «بنك اليابان» نتيجة لشرائه العدواني للسندات، في إطار دفاعه عن سياسة أسعار الفائدة المنخفضة للغاية. وقد انخفضت ملكية «بنك اليابان» للسندات إلى 89 في المائة الأسبوع الماضي بعد أن سمح البنك المركزي للاعبين في السوق بالاحتفاظ بنحو 200 مليار ين (1.32 مليار دولار) من السندات التي أقرضها لهم من خلال مرفق إقراض الأوراق المالية.

كما باعت وزارة المالية 350 مليار ين من سندات رقم «366» في مزادات تعزيز السيولة في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر. وأشار الاستراتيجيون إلى أن السوق أمّنت ما يقرب من تريليون ين من السندات اللازمة لتسوية عقود مارس نتيجة لهذه العمليات.