نائب ديمقراطي يشكك في أي اتفاق مع طهران يمكن التحقق من تنفيذه

مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء تركيب كاميرات مراقبة في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط إيران أغسطس 2005 (أرشيفية - أ.ب - إيسنا)
مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء تركيب كاميرات مراقبة في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط إيران أغسطس 2005 (أرشيفية - أ.ب - إيسنا)
TT

نائب ديمقراطي يشكك في أي اتفاق مع طهران يمكن التحقق من تنفيذه

مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء تركيب كاميرات مراقبة في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط إيران أغسطس 2005 (أرشيفية - أ.ب - إيسنا)
مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء تركيب كاميرات مراقبة في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط إيران أغسطس 2005 (أرشيفية - أ.ب - إيسنا)

أثارت تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، بأن إيران ترفض إعادة تشغيل كاميرات المراقبة المخصصة لرصد أنشطتها الحساسة في منشآتها النووية، ما لم يتم الوصل إلى اتفاق معها، ردود فعل غاضبة من مشرّعين أميركيين. لكن اللافت، أنها صدرت أولاً عن النائب الديمقراطي، تيد دويتش، الذي قال، إن هذه الاشتراطات، «تؤكد مخاوفه بشأن كيفية التحقق من أي اتفاق معها وتنفيذه».
وكتب النائب الديمقراطي في سلسلة تغريدات على «تويتر»: «إن إعلان إيران اليوم أنها لن تشغل كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية حتى يتم إحياء الاتفاق النووي، أمر مقلق للغاية ويؤكد قلقي العميق بشأن كيف يمكن التحقق من أي اتفاق نووي مع إيران وإنفاذه».
وأضاف دويتش «هذا القرار فظيع بشكل خاص» بعدما وصف غروسي، البرنامج النووي الإيراني بأنه «يتقدم للأمام»، وقال، إن الوكالة ستفقد في يونيو (حزيران) فهمها لحالة برنامج إيران إذا لم تتم استعادة الكاميرات في 3 أو 4 أسابيع، «وهي مدة انتهت عملياً». وتابع النائب قائلاً «علاوة على ذلك، أعلنت إيران للتو أنها لن تجيب عن الأسئلة العالقة للوكالة الدولية حول جزيئات اليورانيوم التي تم العثور عليها في مواقع نووية غير معلنة في إيران، وهو ما يتناقض بشكل مباشر مع قرار اللوم الذي تم تمريره بأغلبية ساحقة من قِبل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي».
وأكد دويتش، أن هذه الإعلانات «تعكس سلوك إيران النووي التصعيدي بشكل خطير»، قائلاً، إنه «يسعده أن التزام الولايات المتحدة بضمان أن إيران لن تحصل أبداً على سلاح نووي، يعززه إعلان القدس (الذي صدر في أعقاب زيارة بايدن لإسرائيل)»، حاثاً إدارة الرئيس «على مواصلة العمل مع الشركاء لضمان تحقيق هذا الالتزام».
في الأثناء، كرر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذيراته من الخطوات التي قطعها برنامج إيران النووي. وقال رافائيل غروسي في مقابلة مع محطة «سي إن إن» الأميركية مساء الاثنين، إن الوكالة «لا تعرف اليوم ما الذي يحدث» لبرنامجها النووي، في ظل استمرارها منع مفتشي الوكالة من مراقبة ما يجري على الأرض، مكررا مطالبته إيران بالسماح لمفتشي الوكالة «استعادة جميع قدرات التفتيش»، وخصوصاً كاميرات المراقبة، التي ترفض السماح بإعادة تشغيلها، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق معها.
ونبّه غروسي، أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية، وتضع المزيد من أجهزة الطرد المركزي الحديثة، والوكالة «ليس لديها معلومات عن المستوى الذي وصل إليه نشاطها، فضلاً عن المخاوف الكبيرة عمّا تقوم به». وأكد، أن ما تعلمه الوكالة، هو «أن إيران وصلت إلى مستويات خطيرة، وهي الآن أقرب إلى درجة تصنيع سلاح نووي أكثر من أي وقت مضى، بعد تخصيبها اليورانيوم بمستويات تتجاوز 60 في المائة أو أكثر، في ظل تعطل كل أجهزة الرقابة التي وضعناها، بما فيها كاميرات المراقبة».
وشدد غروسي على أن المهم هنا «هو النظر إلى الواقع كما هو، المواد التي يجري تحضيرها ويمكن استخدامها في صنع سلاح نووي باتت كبيرة، ولكن لا أستطيع القول، إن إيران تقوم بذلك الآن؛ لأن الأمر يحتاج إلى تحقيقات مختلفة»، منوهاً أن وكالة الطاقة الذرية ليست طرفاً في المفاوضات، بل هي ضامنة لأي اتفاق بين الأطراف المعنية، التي عليها أن توضح مواقفها.
وقال غروسي، إن «المفاوضات لم تتمكن من اختراق حالة الجمود، وبالنتيجة إيران مستمرة في تطوير برنامجها بشكل سريع من دون وجود مراقبين، يمكن أن يعطونا فكرة واضحة عما إذا كانت إيران تقوم بأعمال تتعارض مع التزاماتها». لكنه أضاف، أن الوكالة «لديها كل الأدلة التي تشير إلى تلك النشاطات، لكننا نجهل ما هي».
وأشار غروسي إلى أهمية «إعادة تجميع كل المعطيات الخاصة بالرقابة، وخصوصاً كاميرات المراقبة من أجل التأكد مما يجري على الأرض». وقال «اليوم، ومع المزيد من الأنشطة النووية الإيرانية ومع أجهزة طرد مركزي حديثة وإضافية، لا يمكننا التأكد إلى أين يتجه البرنامج». وفي رده على سؤال عما إذا كان خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 قد زاد من خطر حصول إيران على سلاح نووي، قال غروسي، إن «ما حصل قد حصل والمشكلة التي نتجت عن ذلك يزال هناك وقت لحلها، لكنه ليس كبيراً».
من ناحيته، شدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، على أن قرار إيران بإيقاف تشغيل العديد من كاميرات المراقبة، «أمر بالغ الأهمية، ومؤسف، إذا أردنا استخدام عبارة ملطفة».
وأضاف برايس في مؤتمره الصحافي مساء الاثنين، «كان هذا القرار هو الأحدث في سلسلة من الخطوات، التي نعلم أنها لا تؤدي إلا إلى تعقيد التحديات المرتبطة بالعودة المتبادلة المحتملة إلى الاتفاق النووي ويعمق الأزمة التي خلقتها إيران»، لافتاً إلى أن إدارة بايدن اتخذت قراراً سياسياً في وقت مبكر، بالعودة إلى الاتفاق النووي، والأمر يعود إلى إيران لتوضيح «ما إذا كانت مستعدة للانخراط بشكل بنّاء، وأن تضع جانباً الطلبات الغريبة، والتحدث بنية حسنة، بشأن العودة للاتفاق النووي، الموجود على الطاولة منذ بعض الوقت». وقال برايس «نحن مستعدون للعودة مجدداً إلى الاتفاق النووي، ولكن على قاعدة العودة المتبادلة من الطرفين، وعلى الإيرانيين أن يفعلوا الشيء نفسه، وهو ما لم نره بعد حتى اليوم». وتابع «من المؤكد أن الإيرانيين لم يفعلوا أي شيء في الأسابيع الأخيرة للإيحاء بأنهم حريصون على العودة إلى الاتفاق، وفي الواقع، كل يوم يقومون بما يبعدهم عن الصفقة، وهذا مؤشر لنا على أنهم ليسوا جادين وأنهم غير مستعدين للعودة إلى الاتفاق على نحو متبادل».
ولفت برايس إلى أن إدارة بايدن تجري تقييمات فنية لتحديد متى نصل إلى النقطة التي لن يعود معها مصلحة لنا للعودة إلى الاتفاق، وهو ما كان محور رحلة الرئيس بايدن إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وعما إذا كان الاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد أدى إلى تحريك المفاوضات، قال برايس، فرنسا أصدرت بياناً أوضحت فيه، أن الرئيس ماكرون «أوصل الرسالة نفسها التي كنا قد أوصلناها بشكل مباشر للإيرانيين، وأصدرناها بشكل علني منذ فترة».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة في تركيا، عبد الله أوجلان، في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا ينظر إليها على أنها عملية جديدة لحل المشكلة الكردية، ثار الجدل حول إمكانية تخلي مقاتلي الحزب عن أسلحتهم.

ووجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رسالة صارمة بشأن حلّ حزب «العمال الكردستاني» نفسه، قائلاً إن «الإرهابيين الانفصاليين باتوا أمام خيارين لا ثالث لهما... القتلة الانفصاليون إما أن يدفنوا أسلحتهم في أقرب وقت ممكن، وإما سيدفنون تحت الأرض بأسلحتهم. لا يوجد خيار ثالث غير هذين الخيارين».

لا تسامح ولا عفو

وقال إردوغان، في كلمة خلال مؤتمر لحزبه في ريزا شمال تركيا، الأحد: «سننقذ بلادنا من آفة الإرهاب التي ألحقها الإمبرياليون بشعبنا في أسرع وقت ممكن، نحن مصممون وعازمون على حسم هذه القضية، وقد حددنا هدفنا في هذا السياق».

إردوغان متحدقاً في مؤتمر لحزبه في طرابزون شمال تركيا الأحد (الرئاسة التركية)

وفي مؤتمر آخر في طرابزون، قال إردوغان: «لا أحد، سواء كان تركياً أو كردياً أو عربياً، لديه أي تسامح مع الإرهابيين الذين هم بيادق في مخططات الإمبرياليين الإقليمية». وأيد إردوغان دعوة حليفه رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، بدء عملية حوار مع أوجلان من خلال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تنتهي بدعوته إلى البرلمان للحديث من خلال المجموعة البرلمانية للحزب، وإعلان حل حزب «العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته، وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا، مقابل النظر في خطوات قانونية للعفو عنه بعدما أمضى 25 عاماً في سجن انفرادي بجزيرة إيمرالي في ولاية بورصة جنوب بحر مرمرة، غرب تركيا.

وقام وفد من الحزب يضم نائبيه؛ عن إسطنبول سري ثريا أوندر، ووان (شرق تركيا) بروين بولدان، بزيارة لأوجلان في إيمرالي، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ونقلا عنه استعداده لتوجيه الرسائل اللازمة، وتأكيده على الأخوة بين الأكراد والأتراك، في ظل الظروف في غزة وسوريا التي تشكل تهديداً خطيراً، على أن تتم العملية من خلال البرلمان وتشارك فيها المعارضة.

لقاء «وفد إيمرالي» مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعد ذلك قام الوفد، الذي انضم إليه السياسي الكردي البارز أحمد تورك، بزيارة لرئيس البرلمان، نعمان كورتولموش وبهشلي، ليستكمل لقاءاته مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وأحزاب المعارضة، باستثناء حزبي «الجيد» و«النصر» اللذين أعلنا رفضهما العملية الجارية.

في السياق ذاته، شدّدت مصادر عسكرية تركية على أهمية مبادرة بهشلي لجعل «تركيا خالية من الإرهاب»، لافتة إلى أنه إذا تحقق هذا الهدف وألقت منظمة حزب «العمال الكردستاني» أسلحتها، فإن العناصر الإرهابية في سوريا، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، ستتأثر سلباً.

وأكّدت المصادر، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية، الأحد، أنه إذا تم القضاء على «التنظيم الإرهابي» (حزب العمال الكردستاني) وإلقاء أسلحته، فسيتم محاكمة المستسلمين من عناصره، وسيتم إطلاق سراحهم إذا وجد القضاء أنهم غير مذنبين، «لكن من المستحيل أن يتم إصدار عفو عن الإرهابيين».

وتوقّعت المصادر هروب قادة حزب «العمال الكردستاني» في جبل قنديل (معقل العمال الكردستاني في شمال العراق) إلى دول أوروبية، إذا تم نزع سلاحهم.

رفض قومي

في المقابل، قال رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، إنه «لا يوجد في تاريخ العالم أي منظمة إرهابية ألقت أسلحتها، هذه كذبة كبيرة».

رئيس حزب النصر القومي التركي المعارض أوميت أوزداغ (حسابه في «إكس»)

وأضاف أوزداغ، في تصريحات الأحد: «نريد (...) أن يدرك (الجمهور التركي) أن ما يحدث فقط هو أن عبد الله أوجلان سيظهر في البرلمان، وسيوجه الدعوة لإلقاء السلاح وسيحصل على العفو». وتابع: «نعتقد أن الوقت قد حان للنزول إلى الشوارع، حتى لا يتم العفو عن قتلة الجنود الأتراك». وأعلن أن حزبه سيبدأ مسيرات في أنحاء تركيا بدءاً من الخميس المقبل، مضيفاً: «حزبنا ليس في البرلمان، لكننا سنحول تركيا كلها إلى برلمان، نحن ضد هذه العملية التي تحرج الأمة وتكسر شرف الدولة التركية».

بدوره، قال زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، خلال تجمع لحزبه، الأحد، إن حزبه «لن يقول نعم لأي شيء لا تقوله عوائل الشهداء والمحاربين القدامى».