أمنيستي تحذر بريطانيا من تسرب بضائع استيطانية

بعد أن باشرت التفاوض مع إسرائيل على اتفاقيات التبادل التجاري

مزارعون فلسطينيون يعملون في حقولهم شمال قطاع غزة بالقرب من الحدود مع إسرائيل (غيتي)
مزارعون فلسطينيون يعملون في حقولهم شمال قطاع غزة بالقرب من الحدود مع إسرائيل (غيتي)
TT

أمنيستي تحذر بريطانيا من تسرب بضائع استيطانية

مزارعون فلسطينيون يعملون في حقولهم شمال قطاع غزة بالقرب من الحدود مع إسرائيل (غيتي)
مزارعون فلسطينيون يعملون في حقولهم شمال قطاع غزة بالقرب من الحدود مع إسرائيل (غيتي)

حذرت منظمة العفو الدولية «أمنيستي» بريطانيا، من بنود تتيح وصول بضائع يتم إنتاجها في المستوطنات إلى أسواق المملكة المتحدة وتكرس نظام الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية، بعد أن باشرت بريطانيا في التفاوض مع إسرائيل على اتفاقيات التبادل التجاري، المفترض أن تحل محل الاتفاقيات السارية مع الاتحاد الأوروبي.
وقالت «أمنيستي»، في بيان الخميس، إن هناك بنودا في مسودة الاتفاقية التي يجري التفاوض بشأنها، تمت صياغتها بشكل فضفاض قد يتيح للمصدرين الإسرائيليين تمرير بضائع المستوطنات على أنها إسرائيلية. وفي هذا تجاهل للقانون الدولي الذي يعتبر المستوطنات غير شرعية، وتشجيع على توسيع المستوطنات غير القانونية، وإدامة نظام الفصل العنصري المرتبط بذلك.
المعروف أن الاتفاقيات التجارية السارية اليوم بين إسرائيل والمملكة المتحدة، هي الاتفاقيات القديمة الموقعة مع الاتحاد الأوروبي، وأنه أصبحت هناك حاجة ملحة لتغييرها بعد أن انسحبت بريطانيا من الاتحاد وأصبحت اتفاقياتها مستقلة. ولذلك باشرت الحكومتان العمل على توقيع اتفاقيات جديدة. وقد اتضح أن إسرائيل تحاول وضع بنود تشوش مسألة الفرق بين بضائع المستوطنات والبضائع الإسرائيلية العادية.
وقال بيتر فرانكنتال، مدير الشؤون الاقتصادية في منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة «يجب ألا تكون الصفقة التجارية الجديدة مع إسرائيل خيانة لحقوق الإنسان الفلسطيني، ويجب أن تتمسك بالتزامات المملكة المتحدة بموجب القانون الدولي. لافتا أن «هناك خطرا واضحا يتمثل في أن المفاوضين البريطانيين، سيفشلون في ضمان الوضوح المطلق بشأن الأصول الدقيقة للبضائع الموجهة إلى سوق المملكة المتحدة».
وأشار المسؤول إلى أن الترتيبات التجارية الخاطئة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، «تسمح حالياً للمصدرين الإسرائيليين بتمرير سلع المستوطنات على أنها إسرائيلية». وشدد على ضرورة أن تكون اتفاقية التجارة الحرة البريطانية أفضل من ذلك بشكل واضح، والمحصلة النهائية يجب أن تضمن أن التجارة بين المملكة المتحدة وإسرائيل «لا تحفز نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين».
وأشار بيان «أمنيستي» إلى أنه تماشياً مع القانون الدولي، لا تعترف حكومة المملكة المتحدة حالياً بالأراضي التي احتلتها إسرائيل عسكرياً منذ يونيو 1967، كجزء شرعي من إسرائيل، وهو موقف تدعمه الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي وينعكس في العديد من قرارات الأمم المتحدة. وأعربت المنظمة عن قلقها من عدم الوضوح في شروط صفقة تجارية جديدة، قد تجعل السلع والخدمات التي يتم الحصول عليها من المستوطنات الإسرائيلية المبنية على الأراضي الفلسطينية المسروقة، على أنها عناصر تجارية مشروعة «وبالتالي دعم ضمني للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي الأوسع ومشروع الضم». وأوضحت بأن أحد مصادر القلق الرئيسية، هو أن الصفقة التجارية الجديدة من المرجح أن تتبع عن كثب شروط اتفاقية الشراكة القائمة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل والتي أثبتت عدم قدرتها على ترسيم حدود البضائع بالكامل.
وشددت منظمة العفو الدولية على أن اتفاقية التجارة المعاد التفاوض عليها، تحتاج إلى ضمان قدرة المملكة المتحدة على التمييز بسهولة بين السلع التي منشأها إسرائيل والبضائع القادمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بغرض تحديد التعرفة الجمركية ومعاملة الحصص.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

«ضغوط وعراقيل» تكبح التفاؤل بـ«هدنة غزة»

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

«ضغوط وعراقيل» تكبح التفاؤل بـ«هدنة غزة»

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

رغم تواصل جهود الوسطاء بشأن إبرام هدنة في قطاع غزة، بتحفيز أميركي قوي، عاد الحديث عن «ضغوط وعراقيل»، ما يفتح تكهنات كثيرة بشأن مستقبل الاتفاق المنتظر منذ نحو عام، عبر جولات سابقة عادةً «ما تعثَّرت في محطاتها الأخيرة».

قد لا يصل الأمر إلى تعثر كامل، بل إلى تأخير ومماطلة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدفع توقيت الاتفاق إلى أقرب ما يمكن من سقف 20 يناير (كانون الثاني)، موعد تنصيب دونالد ترمب رئيساً لأميركا، آملاً في تحقيق مزيد من المكاسب ومواصلة الاستهداف العسكري لغزة و«حماس»، التي أكدت أمس انفتاحها على «أيّ مبادرات جادة وحقيقية لوقف العدوان... وإنجاز صفقة جادة لتبادل الأسرى».