مصر تسمح للمواطنين والأجانب بالتصوير في الأماكن العامة

مجاناً ودون تصريح مسبق

TT

مصر تسمح للمواطنين والأجانب بالتصوير في الأماكن العامة

وافقت الحكومة المصرية، أمس، على مشروع قرار «يسمح للمصريين والأجانب المقيمين والسائحين بالتصوير الشخصي في الأماكن العامة، بكل أنواع كاميرات التصوير الفوتوغرافي التقليدية أو الرقمية والفيديو مجاناً، ومن دون اشتراط الحصول على أي تصاريح مسبقة»، وفقاً لما أعلنته وزارة السياحة والآثار المصرية.
وبموجب القرار، فإن «من حق المصريين والأجانب المقيمين والسائحين التقاط صور وفيديوهات في الأماكن العامة، شريطة عدم استخدام المعدات التي تتطلب الحصول على تصريح مسبق، وهي مظلات التصوير الاحترافية، ووسائل الإضاءة الصناعية الخارجية، والمعدات التي من شأنها إشغال الطريق العام»، مع «حظر تصوير أو نشر أي صور أو مشاهد قد تسيء بشكل أو بآخر للبلاد، ومنع تصوير الأطفال، واشتراط الحصول على موافقة كتابية من المواطنين قبل تصويرهم».
وحدّد القرار بعض المناطق غير المسموح بالتصوير فيها من دون الحصول على تصريح مسبق، وهي المباني التابعة للجهات الحكومية، وغيرها من أجهزة الدولة، مثل الوزارات والمجالس النيابية والمصالح الحكومية، وأقسام الشرطة، والمواقع والمباني التابعة للقوات المسلحة، وغيرها من الجهات السيادية والأمنية، وفقاً لبيان مجلس الوزراء المصري.
جريدة «الغارديان» البريطانية علّقت على القرار بقولها إن «زوار مصر ومواطنيها لم يعودوا بحاجة لاختلاس الصور بعد الآن»، مشيرة إلى أن «المدونين الأجانب والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي أثاروا الانتباه أخيراً إلى ممارسات السلطات المصرية ومنعها الناس من التقاط صور وفيديوهات حتى في المواقع السياحية»، وقالت إن «هذا الإجراء من شأنه أن يؤثر إيجابياً على القطاع السياحي الذي يشكل أكثر من 10 في المائة من إجمالي الناتج القومي المصري، ويعمل فيه نحو مليوني شخص في دولة يصل تعداد سكانها إلى 103 ملايين نسمة».
بدوره، أكد الخبير السياحي محمد كارم أنه «ستكون للقرار تأثيرات إيجابية على قطاع السياحة ككل، وسيشعر السائح بالحرية، ويخفف من حالة الاحتقان التي سادت بسبب شروط التصوير»، موضحاً، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «التصوير بالهواتف المحمولة كان متاحاً طوال الوقت، لكن المشكلة كانت في التصوير بالكاميرات، التي كانت تتطلب قبل صدور القرار الجديد حصول السائح على تصاريح وموافقات مسبقة».
ويأتي القرار في أعقاب موجة من الانتقادات تعرضت لها مصر بسبب ما وصف بـ«التضييق» على السياح والمدونين الأجانب خلال محاولاتهم التصوير في الشوارع، الأمر الذي وثّقه البعض في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، كان أبرزها ما حدث مع المدون الأميركي ويل سونبوشنر، الذي نشر فيديو خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، بعنوان «جولة بين الأطعمة المصرية... أسوأ مكان للتصوير في أفريقيا»، عرض فيه معاناته من أجل التصوير في مصر، وكيف تعرض للتضييق من جانب الجهات الأمنية، واقترب عدد مشاهداته من 6.5 مليون مشاهدة.
وقال وزير السياحة والآثار المصري الدكتور خالد العناني، في مؤتمر صحافي، إن «مشروع القرار يتعلق بالتصوير الشخصي والتذكاري للمصريين والأجانب المقيمين والسائحين، ويرتكز على مبدأ الإتاحة وتسهيل الإجراءات»، مشيراً إلى أن «القرار ينظم للمرة الأولى قواعد التصوير في الشوارع المصرية، الذي لم يكن هناك ما يمنعه»، معتبراً أن «هذه الخطوة ستسهم بقدر كبير في إبراز روعة مصر وجمالها».
وعن التصوير التجاري الاحترافي، أكد العناني «اشتراط الحصول على تصريح مسبق»، مشيراً إلى أن «رئيس مجلس الوزراء وجه بالبدء في إعداد قانون يتعلق بتنظيم عمل المراسلين الأجانب ووكالات الأنباء العالمية، والتصوير السينمائي، والإنتاج التلفزيوني، مع تنفيذ آلية النافذة الموحدة عند استخراج تصاريح لهذا النوع من التصوير، بما يضمن تيسير الإجراءات وتحفيز هذه الصناعة بهدف الترويج وضمان العملة الصعبة».
ووفقاً لقرار مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار في أغسطس (آب) 2019، فإنه «يسمح بالتصوير الشخصي للمصريين والسائحين بالهواتف المحمولة، وكاميرات التصوير الفوتوغرافي التقليدية أو الرقمية والفيديو داخل كل المتاحف والمواقع الأثرية، مع عدم استخدام الفلاش في المتاحف والأماكن المغلقة»، وفي الشهر نفسه من العام الماضي، أقر المجلس الأعلى للآثار «ضوابط جديدة للتصوير التجاري والدعائي والسينمائي في المتاحف والمواقع الأثرية المصرية، تتضمن باقات تصوير يومية، وأسبوعية، وشهرية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.