هدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، برد «مدمر» على إسرائيل إذا وجهت ضربة عسكرية لإيران، وذلك بعد تمسك إسرائيلي بالخيار العسكري لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية. ونقلت وكالات رسمية إيرانية عن تصريحات صحافية للمتحدث، أن «الكيان الصهيوني لا يجرؤ على مواجهة إيران عسكرياً»، مضيفاً أن «التهديدات الأخيرة مجرد حرب نفسية... سيكون رد إيران على أي حماقة يرتكبها الكيان الصهيوني مدمراً».
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الأحد، إن إسرائيل لديها «التزام أخلاقي» بإعداد رد عسكري «قوي» يتناسب مع كل تطور وسيناريو في مواجهة البرنامج النووي الإيراني.
واستضاف كوخافي القائد العام للقيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، الجنرال إريك كوريلا، الذي زار إسرائيل للمرة الأولى بعد توليه منصبه في أبريل (نيسان). وناقش الجانبان أهمية نظام دفاع جوي وصاروخي متكامل، فضلاً عن مناقشة التحديات الإقليمية، بما في ذلك الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار عبر الوكلاء والملاحة البحرية، حسبما أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس على «تويتر».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، الأحد، إن بلاده لديها «حق التصرف الكامل ضد البرنامج النووي الإيراني، دبلوماسياً وعسكرياً»، مشدداً على أنه أوضح موقفه لبايدن الذي زار إسرائيل الأسبوع الماضي.
وقال كنعاني إن «الرئيس الأميركي جو بايدن فشل في الوصول إلى ائتلاف عسكري ضد إيران»، معتبراً أن دول المنطقة «لا تثق» بأميركا. وألقى باللوم على واشنطن في إطالة المفاوضات، قائلاً إن «إطالة التفاوض ليست في مصلحة أي طرف، وخصوصاً الولايات المتحدة»، منتقداً الجانب الأميركي لأنه «لم يقبل» كل ما ورد في نص الاتفاق النووي المبرم في 2015 بشأن إيران، معرباً عن تمسك طهران بالحصول على «ضمانات حقيقية» من واشنطن.
وأجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مساء الاثنين، اتصالاً هاتفياً بمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل. وذكرت مواقع إيرانية أن عبد اللهيان قال لبوريل إنه على الولايات المتحدة أن تترك «المطالب المبالغ فيها»، وأن تتخذ عوضاً عن ذلك، خطوات «واقعية» للوصول إلى اتفاق بشأن إحياء الاتفاق النووي.
وقال عبد اللهيان: «على أميركا أن تكف عن الضغط والعقوبات»، مضيفاً «لا شك في إرادة حكومتنا التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام». ونسبت المواقع الإيرانية إلى بوريل تأكيده على ضرورة كسر الجمود في المحادثات، وحل القضايا المتبقية، مضيفة أنه «أشاد بمبادرات إيران لتذليل العقبات والخلافات إلى اتفاق نهائي».
وتعهد بوريل بأن يواصل فريقه برئاسة منسق المحادثات، إنريكي مورا، الجهود لتسهيل وتسريع العملية الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، من خلال التشاور مع جميع الأطراف. ونقل بيان للخارجية الإيرانية عن بوريل قوله إنه «يعتقد أن شهوراً من الجهد يجب أن تؤدي إلى نتائج».
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (د.ب.أ)
وتقول واشنطن إن طهران أضافت مطالب لا تتعلق بالمناقشات حول برنامجها النووي، كما أحرزت تقدماً مقلقاً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقال جون كيربي، المنسق الإعلامي للبيت الأبيض في القضايا الاستراتيجية، مساء الاثنين، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة إذا لم تقبل طهران الاتفاق المقترح في المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي. وأضاف لمحطة «سي بي إس نيوز» أن الرئيس الأميركي «يعتقد أن أفضل طريقة لحل القضية النووية الإيرانية هي من خلال الدبلوماسية والتسوية التفاوضية»، وقال إن «هناك اتفاقاً مطروحاً على الطاولة. الأمر متروك لإيران لتقرير ما إذا كانت تريد إزالة العقوبات أم لا، كل ما عليهم فعله هو الامتثال للاتفاق الموضوع على الطاولة الآن».
وتابع كيربي: «إذا لم يفعلوا ذلك، فقد أوضح الرئيس بايدن أننا سنعمل مع حلفائنا وشركائنا في المنطقة وفي أوروبا لزيادة الضغط على إيران، وفي الوقت نفسه سنضمن أن لدينا قدرة عسكرية كافية للدفاع عن حلفائنا في المنطقة ومصالح أمننا القومي».
ومنتصف هذا الشهر، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، إن المفاوضات لإعادة إيران إلى الامتثال للاتفاق النووي المبرم عام 2015 تقترب من نهايتها؛ لكن ليس من الواضح ما إذا كانت ستؤدي إلى اتفاق بين طهران والقوى العالمية.
وأعرب مسؤولون إيرانيون عن غضبهم من تعهد بايدن باستخدام كل عناصر القوة الوطنية في الولايات المتحدة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.
وقال الرئيس الأميركي إن واشنطن لن تسمح بوجود فراغ إقليمي تملأه روسيا أو الصين أو إيران. وقال كمال خرازي، كبير مستشاري المرشد الإيراني في السياسة الخارجية، إن طهران «قادرة فنياً على صنع قنبلة نووية؛ لكنها لم تتخذ قراراً بعد لتنفيذ ذلك»؛ مشيراً إلى أنها تمكنت من تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، ويمكنها «بسهولة» إنتاج اليورانيوم بنسبة 90 في المائة، وهي النسبة المطلوبة لتطوير سلاح نووي.
وبدوره، قال المنظر الاستراتيجي، والذي يعد أيضاً من صقور السياسة الخارجية الإيرانية، محمد جواد لاريجاني، إنه «إذا قررت إيران صنع سلاح نووي؛ فلا أحد يستطيع إيقافها».
وكان المفاوضون على وشك التوصل إلى اتفاق جديد في مارس (آذار)؛ لكن المحادثات انهارت إلى حد كبير، بسبب رفض الولايات المتحدة لمطلب طهران بأن ترفع واشنطن «الحرس الثوري» الإيراني من قائمة الإرهاب. ورداً على سؤال عما إذا كان ملتزماً بإبقاء «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، حتى لو أدى ذلك إلى إنهاء الاتفاق، قال بايدن: «نعم».
طهران تهدد برد «مدمر» على أي هجوم عسكري إسرائيلي
عبد اللهيان لبوريل: على أميركا أن تكف عن الضغط والعقوبات
طهران تهدد برد «مدمر» على أي هجوم عسكري إسرائيلي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة