قتل 23 شخصاً وأصيب 30 آخرين في مصر، صباح (الثلاثاء)، جراء اصطدام حافلة للركاب كانت تقلّهم بشاحنة متوقفة في قرية «البرشا» بمحافظة المنيا، والتي تبعد نحو 300 كيلومتر جنوب العاصمة القاهرة.
وتقع حوادث سير عديدة في مصر على الطرق السريعة، رغم المحاولات الحكومية لتطوير الطرق ووسائل النقل.
وبحسب مصادر محلية رسمية، فإن الحافلة القادمة من محافظة سوهاج والمتجه إلى القاهرة، والتي كانت تقل أكثر من 50 راكباً، اصطدمت بشاحنة متوقفة على أحد جانبي الطريق لتغيير الإطار.
الحادث المأساوي قوبل باهتمام رسمي، على مستوى سرعة علاج المصابين، وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار، تقديم الخدمات الإسعافية والطبية للمصابين. وأعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان الدكتور حسام عبد الغفار، الدفع بـ28 سيارة إسعاف مجهزة، إلى موقع حادث التصادم، موضحاً أن سيارات الإسعاف قامت بنقل المصابين إلى مستشفى ملوي العام.
وأكد المتحدث رفع حالة الاستعداد في مستشفيات محافظة المنيا، والمحافظات المجاورة، وتوافر جميع فصائل الدم وأدوية الطوارئ في جميع المستشفيات التي استقبلت المصابين.
وأضاف، أن الإصابات تراوحت ما بين كسور في العظام واشتباه كسور في العمود الفقري، وارتجاج، ونزيف، وجروح قطعية، وكدمات وسحجات، مؤكداً أن جميع المصابين يتلقون العلاج والرعاية الطبية اللازمة بالمستشفيات، وتجري متابعتهم على مدار الساعة حتى تعافيهم وخروجهم من المستشفيات.
بدوره، أعرب اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، عن مواساته أسر الضحايا، واطمأن في زيارة للمستشفيات، على استقرار حالة المصابين. ووفق بيان إعلامي للمحافظة، كلف وكيل وزارة الصحة توفير جميع أوجه الرعاية والخدمات الطبية اللازمة طوال إقامتهم بالمستشفى لاستكمال العلاج حتى تماثلهم للشفاء وخروجهم، كما كلف وكيل وزارة التضامن الاجتماعي صرف الإعانات العاجلة المقررة في هذا الشأن.
وانتقد النائب البرلماني المصري، مصطفى بكري، تكرار حوادث الطرق في مصر، داعياً الجهات المعنية إلى «معرفة الأسباب الحقيقية لتكرار مثل هذه الحوادث».
وأضاف بكري، في تغريدة له «هذا الحادث المأساوي الذي وقع اليوم بمحافظة المنيا... هو مأساة بمعنى الكلمة ودليل على عبث بعض السائقين بأرواح الناس».
حوادث الطرق... ذُعر مستمر للمصريين
تشكل حوادث الطرق، ذُعراً مستمراً للمصريين، في ظل المعدل المرتفع بشكل اللافت لتلك الحوادث. ووفق الأرقام الرسمية، فإنه قضى نحو 7 آلاف شخص في حوادث سير في مصر، في عام 2020.
وتقع الحوادث، التي تتسبب في مصرع الآلاف سنوياً، عادة نتيجة سرعة فائقة أو طرق سيئة أو سوء تطبيق قوانين المرور.
وقبل أسبوع، لقي 8 أشخاص مصرعهم وأصيب 44 آخرون، في حادث تصادم أوتوبيس نقل ركاب بسيارة نقل بطريق أسوان - أبو سمبل (جنوب مصر).
وبحسب النشرة السنوية الأخيرة لنتائج حوادث السيارات والقطارات، والتي أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، عن عام 2020، فإن إصابات حوادث الطرق في مصر سجلت 56 ألفاً و789 إصابة، في حين توفي 6164، مقابل 6722 متوفى 2019.
وجاءت إصابات حوادث الطرق حسب مستخدم الطريق (الركاب) في المرتبة الأولى بعدد 18 ألفاً و17 إصابة، تلتها (مشاة) بـ14 ألفاً و796 مصاباً عام 2020، وبلغ معدل الوفيات لكل 100 مصاب 10.9 متوفى عام 2020 مقابل 8.4 متوفى عام 2019، بنسبة ارتفاع 29.8 في المائة.
وبشأن حوادث القطارات، بلغ عدد حوادث القطارات 898 حادثة عام 2020 مقابل 1442 حادثة عام 2019. وأضافت النشرة، أن معدل حوادث القطارات بالنسبة للسكان بلغ 0.09 حادثة لكل 10000 نسمة، بينما بلغ المعدل بالنسبة لعدد الركاب 2.9 حادثة لكل مليون راكب عام 2020.