تطبيقات لا يستطيع المصممون العيش من دونها

تطبيقات لا يستطيع المصممون العيش من دونها
TT

تطبيقات لا يستطيع المصممون العيش من دونها

تطبيقات لا يستطيع المصممون العيش من دونها

غيّرت التقنية عالم التصميم بشكلٍ جذري. ففي الماضي، كانت عملية التصميم تعتمد بشكلٍ رئيسي على العمل اليدوي وشفرات القصّ «إكس - أكتو» والغراء والمنحنيات الفرنسية، لكنّها اليوم تطوّرت لتصبح بجزءٍ كبيرٍ منها مدفوعة بالتقنية الرقمية.

تطبيقات أساسية
ساهمت تطبيقات كثيرة من جميع الأنواع في رقمنة العوامل الوظيفية لإستوديوهات الابتكار، فقدّ حلّ تطبيق «دروب بوكس» محلّ حجرة الملفات، وأصبح «سلاك» الوسيلة الفضلى للاتصال السريع.
قد تتسبب طفرة التطبيقات بإرباك المشروع وخنق الابتكار، لكنّ بعضها نجح في التحليق إلى قمّة عالم التصميم على مستوى الإنتاجية والإلهام والتواصل.
في هذا السياق، طلبنا من مجموعة من المصممين والرسامين والمبتكرين من أنحاء مختلفة من العالم أن يشاركوا التطبيقات التي يستخدمونها دائماً ولا يستطيعون العيش بدونها. تعرّفوا فيما يلي على بعضها...
> تطبيقا «ثينغز» Things و«رايت فونت» RightFont. يقول دان إليوت، مصمم ومدير فنّي؛ التطبيق الأوّل «ثينغز» المصمم لتنظيم المهام والإنتاجية، يفيدني جداً في تنظيم أيّامي وأسابيعي وأشهري لأنّه يساعدني في إدارة مشروعاتي المهنية والخاصة. فقد طوِّر «ثينغز» ليعمل على برنامجي iOS وmacOS حصراً، ولا بدّ من أن أعترف أنّه يحافظ على تنظيم أفكاري ومكتبي في آنٍ معاً.
أما التطبيق الثاني «رايت فونت» المصمم لتنظيم محترف للخطوط على نظام macOS، فإنه يتميّز بسهولة الاستخدام وسرعة البديهة، ويضمّ ميزة التشغيل الأوتوماتيكي لبرامج أدوبي المهمّة كـ«إلاستريتور» و«إن ديزاين».
> «دروب بوكس» Dropbox. تقول الرسامة لوتشيا كالفابيرتا؛ إن التطبيق الأكثر فاعلية بالنسبة لي هو «دروب بوكس» لأنّني أحتفظ فيه بكلّ ملفّات العمل والصور، وهو يحتفظ بدوره بنسخٍ قديمة من كلّ الملفّات ليتيح لي العودة إليها لمراجعتها.
> «تامبلر» Tumblr. يُعدّ «تامبلر» واحداً من أفضل التطبيقات الملهمة بالنسبة لي كما يقول إندي جونسون، كاتب ومحرّر ومصمم؛ بقيتُ وفياً له منذ عام 2010. صحيح أنّ التطبيق شهد بعض الفترات السيئة والأخرى الجيّدة، لكنّه من ناحية الإلهام يقدّم لمستخدمه كمية هائلة من المحتوى والصور والملصقات، والمستندات الأرشيفية، والألوان، والنسقات، والنصوص التي تسهّل استمرار تدفّق الأفكار الإبداعية.

دفعة جمالية
> «لايت روم موبايل» و«ريتاتش» و«إن شوت». تقول جوانّا مونيوز، فنّانة تخطيط ورسّامة؛ أستخدم «لايت روم موبايل» Lightroom Mobile لأتمم مهام توليف الصور إلى جانب تطبيق «دو يو ترافل» Do You Travel لمنح الصور دفعة جمالية إضافية. وأستخدم أيضاً «ريتاتش» Retouch لمهام التوليف السريعة كإزالة الخطوط والأجسام العشوائية من الصور، بالإضافة إلى تطبيق «إن شوت» InShot للتوليف البسيط في الفيديوهات كربط المقاطع أو تسريعها.
> «فسكو» + «فوتوز» VSCO + Photos. يتعاون تطبيقا «فسكو» و«فوتوز» معاً لمنحي أفضل النتائج، كما تقول صوفيا ييشي، رسّامة ومصممة ومالكة إستوديو «ييشي ديزاين»؛ لأنّني مصممة ورسّامة، أستلهم غالباً من الألوان والمشاهد وتركيبة العالم المحيط بي، فألتقط الصور بشكلّ منتظم وأعدّلها باستخدام «فسكو» الذي يتيح لي بثّ الحياة في صوري بواسطة المرشحات وخيارات التوليف التي يقدّمها، وأبرزها تعزيز التشبّع.
* «أدوبي إلاستريتور» Adobe Illustrator. تقول نوبيا نافارّو (نوبيكيني)، مديرة فنية وفنّانة تخطيط؛ أستخدم هذا التطبيق كأداة يومية لصناعة الملصقات والشعارات. تتميّز هذه الأداة بتنوّع استخداماتها وتساعدني في صناعة تصاميم منمّقة في مسارٍ ممتع جداً. كما يساعدني «أدوبي إلاستريتور»، مصممة وإنسانة، بطريقة مبتكرة على التلاعب بالأشكال وصناعة أعمالٍ وأشكال مميزة تستخدم في تنسيقات عدّة.

مزج القديم والحديث
> «بروكرييت» Procreate. «يقول سينديسو نيوني، مصمم غرافيك ورسّام؛ «بروكرييت» هو تطبيقي المفضّل والأكثر استخداماً اليوم على جهاز «آيباد برو» لأنّني أراه مزيجاً بين الوسائط التقليدية والرقمية، خصوصاً أنني ممن يفضّلون القلم والحبر حتّى اليوم. أنا أعتبر نفسي من أبناء مدرسة التصميم القديمة التي استخدمت الصناديق الخفيفة وورق الاستشفاف وأجهزة المسح الضوئي لصناعة الرسومات. لكن منذ البدء باستخدام «بروكرييت» قبل نحو 4 أعوام، ساعدني كثيراً على ملء الفجوة التي يعاني منها النمط الذي كنت معتاداً عليه في عملي الفني، ووجدتُ أنّه يتيح لي إتمام عملي بسرعة أكبر، على اعتبار أنّني اليوم أرسم في التطبيق الذي حلّ محلّ الصندوق الخفيف والحبر وورقة الاستشفاف، ومن ثم أنقل العمل إلى تطبيق «فوتوشوب» أو «إلاستريتور» اللذين اعتدتُ عليهما منذ سنوات.
> «آري. نا» Are.na. يقول دانيال كنت، مدير فنّي في إستوديو «إيخور»؛ توجد بضع تطبيقات أساسية فقط أستخدمها (مختلفة عن برمجيات التصميم المنتشرة) وتستحقّ ذكرها، وأبرزها «آري.نا» الذي أستعمله كأداة بحثية للمشروعات، كقنوات خاصة غالباً، وعامّة في بعض الأحيان. يتيح هذا التطبيق لمستخدمه جمع صور ومستندات ونصوص، وروابط، ومقاطع صوتية وغيرها من المواد. ويسمح أيضاً بتأسيس مجموعة تواصلية صغيرة حسب رغبة المستخدم دون الاعتماد على خوارزمية.
> «إن ديزاين» InDesign. تطبيقي المفضّل الذي أستخدمه دائماً هو «إن ديزاين» الذي يبقيني دوماً مرتبطاً بجهاز الماك بوك، رغم تفضيلي للعمل على الآيباد الذي تستهويني بساطته، كما يقول غيسيبّي سانتا ماريا، مصوّر ومصمم... فإلى جانب كونه التطبيق الأفضل لحفظ الكتب والمجلّات، يمنحكم هذا التطبيق لوحة بيضاء رقمية تضعون أفكاركم وتنظّمونها عليها بضوابط قليلة جداً. وتجدر الإشارة إلى أنّ «إن ديزاين» كان التطبيق الأوّل الذي تدرّبتُ على استخدامه، أي يمكنكم أن تتعلّموا كلّ شيء من خلاله.
* «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا»



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».