«المركزي} الصيني يتعهد تقديم دعم أقوى للاقتصاد

تفشي {كورونا} مجدداً يصعب الوفاء بتحقيق النمو المستهدف

موقع اختبار «كورونا» بالقرب من بكين للسيطرة على الوباء في الصين (أ.ب)
موقع اختبار «كورونا» بالقرب من بكين للسيطرة على الوباء في الصين (أ.ب)
TT

«المركزي} الصيني يتعهد تقديم دعم أقوى للاقتصاد

موقع اختبار «كورونا» بالقرب من بكين للسيطرة على الوباء في الصين (أ.ب)
موقع اختبار «كورونا» بالقرب من بكين للسيطرة على الوباء في الصين (أ.ب)

قال محافظ البنك المركزي الصيني يي جانغ إن البنك المركزي سوف يعزز تطبيق سياسته النقدية الحذرة لتقديم دعم اقتصادي أقوى.
أضاف المحافظ، وفق بلومبرغ، خلال اجتماع لمحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين ووزراء المالية، أن الاقتصاد يواجه «ضغوطا سلبية معينة» بسبب جائحة «كورونا» وعوامل خارجية حتى في ظل انخفاض معدل التضخم على المستوى المحلي.
وكان الاقتصاد الصيني قد نما بنسبة 4.‏0 في المائة خلال الربع الثاني، فيما تعد أبطأ وتيرة نمو منذ أن ضربت جائحة «كورونا» البلاد منذ عامين.
وتواجه الصين خطورة تفشي الفيروس مجددا، مما يجعل من الصعب أن تفي الحكومة بهدفها للنمو هذا العام الذي يقدر بـ5.‏5 في المائة.
واستمرت الإصابات الجديدة بفيروس «كورونا» في الصين في الارتفاع، مع تزايد تفشي العدوى في بعض المناطق، حيث قالت السلطات في شنغهاي إن الوضع في المدينة لا يزال خطيرا.
وقالت اللجنة الوطنية للصحة في الصين أمس الأحد، إن البلاد سجلت 580 حالة محلية خلال 24 ساعة يوم السبت، وهي أعلى حصيلة يومية منذ 23 مايو (أيار)، كما تمثل قفزة جديدة مقارنة بالحصيلة في اليوم السابق (450 إصابة). وتسببت عمليات الإغلاق واسعة النطاق التي تهدف لوقف انتشار الفيروس بالفعل في تراجع النمو الاقتصادي إلى 4.‏0 في المائة في الربع الثاني، حيث تعطلت عمليات الإنتاج والخدمات اللوجيستية. يشار إلى أن وتيرة النمو في الربع الثاني هي الأقل منذ أن شهدت البلاد تفشي «كورونا» لأول مرة قبل عامين.
كان شين يولو، نائب محافظ بنك الشعب (البنك المركزي) الصيني، قد قال إن البنك سوف يضع مزيدا من التركيز على جهود استقرار النمو الاقتصادي وتعزيز الدعم للاقتصاد الحقيقي. وأوضح في وقت سابق، أن المركزي الصيني سوف يدعم البنوك الصغيرة في عمليات بيع السندات الدائمة من أجل تعزيز قدراتها على الإقراض، ودفع المؤسسات المالية إلى خفض الرسوم.
من ضمن الإجراءات التي اتخذها سابقا البنك المركزي الصيني لدعم الاقتصاد الكلي، أنه حث البنوك على التوسع في الإقراض لإنعاش الاقتصاد الصيني المتضرر من إجراءات الإغلاق التي تم فرضها خلال الشهور الماضية لمنع انتشار فيروس «كورونا» المستجد.
وقال: «على المؤسسات المالية الرئيسية تحمل مسؤولياتها واستخدام كل الموارد لتتجاوب بشكل فعال مع طلبات القروض وتعزيز سياسة التحويل». وأضاف أنه على البنوك التركيز على المجالات الأساسية مثل المشروعات الصغيرة والمشروعات صديقة البيئة والابتكارات التكنولوجية وإمدادات الطاقة والبنية التحتية.
ومن ضمن الإجراءات الأخرى، أعلن بنك الشعب الصيني اعتزام بكين السماح للمؤسسات الاستثمارية الأجنبية المؤهلة لذلك بالاستثمار في سوق تداول السندات المحلية.
وفيما يبدو أن الجائحة أثرت على حجم وقيم الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة في البلاد، ذكر وزير المالية الصيني السابق لو جي واي، الأسبوع الماضي أن البلاد يمكنها دراسة زيادة العجز في ميزانيتها لتوفير مزيد من الدعم للشركات الصغيرة المتضررة من تفشي (كوفيد - 19) وضعف الاستهلاك.
وقال لو جي واي، الذي شغل رئاسة وزارة المالية من 2013 إلى 2016: «العجز المالي في ميزانية الحكومات المركزية والمحلية يمكن أن يزيد عند الضرورة».
وقال وزير المالية السابق إن الحكومة المركزية يمكن أن تعزز تحويل المدفوعات للسلطات الإقليمية لمساعدتهم على دعم التجار والشركات الصغيرة ومتناهية الصغر. وأضاف أن الحكومات المحلية يمكن أن تستثمر المزيد في المشاريع العامة. ويلعب التحفيز المالي دورا أكثر أهمية في مزيج السياسات التي تنتهجها السلطات الصينية العام الجاري، في الوقت الذي تواجه فيه الحكومات المحلية، في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تراجع العائدات ونفقات أكبر على قيود مكافحة مرض (كوفيد - 19).
كانت بكين طلبت من السلطات المحلية تسريع بيع السندات الخاصة لتمويل مشاريع البنية التحتية، وقد تسمح لها بأن تبيع في النصف الثاني من العام الجاري سندات أخرى بقيمة بيع 5.‏1 تريليون يوان (220 مليار دولار) مخصصة لعام 2023.
ومن بين خيارات الصين الأخرى لتمويل الإنفاق المتزايد هو إصدار سندات سيادية خاصة والطلب من الشركات المملوكة للدولة أو البنك المركزي تحويل المزيد من الأرباح، بحسب ما قاله خبراء الاقتصاد في شركة سيتي غروب.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

الأكبر له منذ أكثر 10 سنوات... البنك الوطني السويسري يخفّض الفائدة بـ50 نقطة أساس

صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)
صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)
TT

الأكبر له منذ أكثر 10 سنوات... البنك الوطني السويسري يخفّض الفائدة بـ50 نقطة أساس

صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)
صورة لعلم على مبنى البنك الوطني السويسري في برن (رويترز)

خفّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، يوم الخميس، وهو أكبر تخفيض له منذ ما يقرب من 10 سنوات، حيث سعى إلى البقاء متقدماً على التخفيضات المتوقَّعة من قِبَل البنوك المركزية الأخرى، والحد من ارتفاع الفرنك السويسري.

وخفض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة من 1.0 في المائة إلى 0.5 في المائة، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.

وكان أكثر من 85 في المائة من الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا خفضاً أقل بمقدار 25 نقطة أساس، على الرغم من أن الأسواق كانت تتوقَّع خفضاً بمقدار 50 نقطة.

كان هذا الخفض أكبر انخفاض في تكاليف الاقتراض منذ الخفض الطارئ لسعر الفائدة الذي أجراه البنك المركزي السويسري في يناير (كانون الثاني) 2015، عندما تخلى فجأة عن الحد الأدنى لسعر الصرف مع اليورو.

وقال البنك: «انخفض الضغط التضخمي الأساسي مرة أخرى خلال هذا الربع. ويأخذ تيسير البنك الوطني السويسري للسياسة النقدية اليوم هذا التطور في الاعتبار... وسيستمر البنك الوطني السويسري في مراقبة الوضع عن كثب، وسيقوم بتعديل سياسته النقدية، إذا لزم الأمر، لضمان بقاء التضخم ضمن النطاق الذي يتماشى مع استقرار الأسعار على المدى المتوسط».

كان قرار يوم الخميس هو الأول من نوعه في عهد رئيس البنك المركزي السويسري الجديد، مارتن شليغل، وشهد تسريعاً من سياسة سلفه توماس جوردان، الذي أشرف على 3 تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام.

وكان ذلك ممكناً بسبب ضعف التضخم السويسري، الذي بلغ 0.7 في المائة في نوفمبر، وكان ضمن النطاق المستهدَف للبنك الوطني السويسري الذي يتراوح بين 0 و2 في المائة، الذي يسميه استقرار الأسعار، منذ مايو (أيار) 2023.