لم يكن ماهر العكال، زعيم «تنظيم داعش» في سوريا (والي الشام)، معروفاً على نطاق واسع بأنه واحد من أبرز 5 شخصيات نافذة في التنظيم، قبل صدور بيان القيادة الأميركية الوسطى (السينتكوم) الذي أكد مقتله في غارة نفّذتها طائرة من دون طيار، الثلاثاء. وعدّ مقتله ضربة قوية للتنظيم، الذي لم يستوعب بعد الضربات الأخيرة المتتالية التي تلقاها، سواء في سوريا أو العراق.
واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن القضاء على العكال «يبعث برسالة قوية إلى جميع الإرهابيين الذين يهددون العالم، ويحد بشكل كبير من قدرة (داعش) على التخطيط، ويحرمه من الموارد وتنفيذ عملياته في المنطقة». وقال بايدن، في بيان: «إن العملية توضح أن الولايات المتحدة لا يلزمها إرسال آلاف من القوات في مهام قتالية، لتحديد التهديدات التي تواجهها والقضاء عليها». واعتبر أن هذه الضربة «تمثل تتويجاً لعمل استخباراتي حازم ودقيق، وتقف كدليل على شجاعة ومهارة قواتنا المسلحة».
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة ضربات جوية، بدأتها الولايات المتحدة، عقب مقتل زعيم «داعش» السابق عبد الله قرداش، المعروف باسم «أبو إبراهيم القرشي»، في فبراير (شباط) 2022. وكانت تلك العمليات قد تصاعدت منذ مدة، وباتت تشمل أيضاً قيادات من الصف الثاني في التنظيم، وليس فقط قياداته الأولى.
وفي الشهر الماضي، استهدف إنزال جوي لقوات التحالف 3 من قيادي «تنظيم داعش» في قرية الحميرة، في ريف جرابلس شمال حلب. لكن العملية فشلت في القبض على الثلاثة؛ حيث نجح اثنان في الفرار، كان أحدهما ماهر العكال، والثاني هو أبو إبراهيم السفراني، الذي يتولى مسؤولية الاغتيالات في الشمال السوري، في حين تم اعتقال الشخص الثالث، ويدعى فواز أحمد الحسين الكردي، بحسب أوساط سورية.
وبرز اسم العكال في الآونة الأخيرة من خلال تقارير تركية، بعد إعلان السلطات عن اعتقال عناصر من «داعش»، في يناير (كانون الثاني) 2020، متهمين بالتورط في تفجيرين إرهابيين. ومن بين المعتقلين، عزو خلف سليمان العكال، الذي اتهمته تركيا مع ماهر العكال المكنى بـ«أبو البراء» بالتخطيط لكثير من الهجمات الإرهابية، وتوفير المتفجرات المستخدمة في تفجيري «السلطان أحمد»، بمدينة إسطنبول، في 12 يناير 2016، وسوروج في ولاية شانلي أورفة، في 20 يوليو (تموز) 2015. وأدى التفجير الأول إلى مقتل 10 ألمان وجرح 14، فيما قتل في التفجير الثاني 33 شخصاً وجرح 86 آخرون. وبحسب تلك الأوساط، فإن العكال وُضع منذ فترة تحت مراقبة ومتابعة شديدتين.
وعدّت تأكيد بيان الجيش الأميركي بأن العملية تم التخطيط المكثف لها، لضمان تنفيذها بنجاح، أنه جاء بعد فشل محاولة اعتقاله في الإنزال الجوي الشهر الماضي. ورغم ذلك، يعتبر العكال من قيادات الصف الثاني، الذي صعد في المسؤولية، بعد مقتل قيادات الصف الأول في التنظيم. كما أن صلاحياته لم تكن تتعدى حدود الإقليم الذي ينشط فيه، على خلاف شقيقه فايز العكال «والي الرقة» السابق، والمعروف باسم «أبو سعد الشمالي»، وشغل منصب أمير إدارة الولايات، وقتل في غارة نفذتها طائرة من دون طيار، قرب بلدة الباب في يونيو (حزيران) 2020.
مقتل العكال ضربة قوية لـ«داعش» في سوريا
مقتل العكال ضربة قوية لـ«داعش» في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة