مقتل العكال ضربة قوية لـ«داعش» في سوريا

صورة نشرها «المرصد السوري» مع خبر إنزال للتحالف في يونيو الماضي
صورة نشرها «المرصد السوري» مع خبر إنزال للتحالف في يونيو الماضي
TT

مقتل العكال ضربة قوية لـ«داعش» في سوريا

صورة نشرها «المرصد السوري» مع خبر إنزال للتحالف في يونيو الماضي
صورة نشرها «المرصد السوري» مع خبر إنزال للتحالف في يونيو الماضي

لم يكن ماهر العكال، زعيم «تنظيم داعش» في سوريا (والي الشام)، معروفاً على نطاق واسع بأنه واحد من أبرز 5 شخصيات نافذة في التنظيم، قبل صدور بيان القيادة الأميركية الوسطى (السينتكوم) الذي أكد مقتله في غارة نفّذتها طائرة من دون طيار، الثلاثاء. وعدّ مقتله ضربة قوية للتنظيم، الذي لم يستوعب بعد الضربات الأخيرة المتتالية التي تلقاها، سواء في سوريا أو العراق.
واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن القضاء على العكال «يبعث برسالة قوية إلى جميع الإرهابيين الذين يهددون العالم، ويحد بشكل كبير من قدرة (داعش) على التخطيط، ويحرمه من الموارد وتنفيذ عملياته في المنطقة». وقال بايدن، في بيان: «إن العملية توضح أن الولايات المتحدة لا يلزمها إرسال آلاف من القوات في مهام قتالية، لتحديد التهديدات التي تواجهها والقضاء عليها». واعتبر أن هذه الضربة «تمثل تتويجاً لعمل استخباراتي حازم ودقيق، وتقف كدليل على شجاعة ومهارة قواتنا المسلحة».
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة ضربات جوية، بدأتها الولايات المتحدة، عقب مقتل زعيم «داعش» السابق عبد الله قرداش، المعروف باسم «أبو إبراهيم القرشي»، في فبراير (شباط) 2022. وكانت تلك العمليات قد تصاعدت منذ مدة، وباتت تشمل أيضاً قيادات من الصف الثاني في التنظيم، وليس فقط قياداته الأولى.
وفي الشهر الماضي، استهدف إنزال جوي لقوات التحالف 3 من قيادي «تنظيم داعش» في قرية الحميرة، في ريف جرابلس شمال حلب. لكن العملية فشلت في القبض على الثلاثة؛ حيث نجح اثنان في الفرار، كان أحدهما ماهر العكال، والثاني هو أبو إبراهيم السفراني، الذي يتولى مسؤولية الاغتيالات في الشمال السوري، في حين تم اعتقال الشخص الثالث، ويدعى فواز أحمد الحسين الكردي، بحسب أوساط سورية.
وبرز اسم العكال في الآونة الأخيرة من خلال تقارير تركية، بعد إعلان السلطات عن اعتقال عناصر من «داعش»، في يناير (كانون الثاني) 2020، متهمين بالتورط في تفجيرين إرهابيين. ومن بين المعتقلين، عزو خلف سليمان العكال، الذي اتهمته تركيا مع ماهر العكال المكنى بـ«أبو البراء» بالتخطيط لكثير من الهجمات الإرهابية، وتوفير المتفجرات المستخدمة في تفجيري «السلطان أحمد»، بمدينة إسطنبول، في 12 يناير 2016، وسوروج في ولاية شانلي أورفة، في 20 يوليو (تموز) 2015. وأدى التفجير الأول إلى مقتل 10 ألمان وجرح 14، فيما قتل في التفجير الثاني 33 شخصاً وجرح 86 آخرون. وبحسب تلك الأوساط، فإن العكال وُضع منذ فترة تحت مراقبة ومتابعة شديدتين.
وعدّت تأكيد بيان الجيش الأميركي بأن العملية تم التخطيط المكثف لها، لضمان تنفيذها بنجاح، أنه جاء بعد فشل محاولة اعتقاله في الإنزال الجوي الشهر الماضي. ورغم ذلك، يعتبر العكال من قيادات الصف الثاني، الذي صعد في المسؤولية، بعد مقتل قيادات الصف الأول في التنظيم. كما أن صلاحياته لم تكن تتعدى حدود الإقليم الذي ينشط فيه، على خلاف شقيقه فايز العكال «والي الرقة» السابق، والمعروف باسم «أبو سعد الشمالي»، وشغل منصب أمير إدارة الولايات، وقتل في غارة نفذتها طائرة من دون طيار، قرب بلدة الباب في يونيو (حزيران) 2020.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».